تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطغاة أم الغزاة؟ الخروج من عصر الحَيرة



عزام
06-11-2009, 12:07 PM
مقال للدكتور وليد سيف:
اختصرت منه القضايا السياسية الخلافية
ابقيت منه المبادىء الثابتة
قسمته الى مقاطع فرعية
وضعت خطا تحت ما رأيته مهما.
الطغاة أم الغزاة؟ الخروج من عصر الحَيرة


د. وليد سيف
مع السلام ولكن أي سلام نريد؟.
الاكتفاء بالمقابلة المبدئية المُجرّدة بين نهج المفاوضات والحلول السياسية في طرف، ونهج المقاومة في طرفٍ آخر، مُضلِّل ملتبِس، إذ يحصر الجدالَ في المبدأ العام: هل أنت مع السلام أم ضدّه؟ ويستتبع ذلك في العادة الكلامُ عن الواقعية السياسيّة والعقلانيّة واعتبار الظروف الدولية وموازين القوى وعدم تفويت الفُرص، والشرعية الدولية التي لا يمكن تجاهلُها، وويلات الحروب ودورات العنف، في مقابل ثمار السلام ووعود الانصراف إلى التنمية وتحسين مستويات المعيشة في مناخ الأمن والاستقرار والتعاون الإقليمي والدوليّ
والجدال حول المبدأ بهذا الأسلوب العام المُجرّد، يصرف عن السؤال: أي سلام؟ وما شروطُه ومضامينه وغاياته وآفاقه؟ وما سقف الحقوق الوطنية التي يسعى إليها ويحتكم لها وتمثل معايير النجاح أو الإخفاق كما تمثل شروطَ التفويض؟ وما المدى الزمني لاختبار جدوى المشروع؟ وأخيراً: ما البديل في حال إخفاقه وفقاً لتلك المعايير؟ ومن المعلوم أن ثمّةَ من لا يرفض نهج التفاوض من حيث المبدأ، ولكنه يرفض تسوية سياسية تُفرّط بحقوق وطنية ثابتة مثل حق العودة. ويرى أن المقاومة تبقى حقاً مشروعاً ما بقي الاحتلال.
الاحتلال يدخل منظومة الاعتدال
وإذ ينشغل الناس بالسجال حول المنهج ومن يمثلونه، وأي الفريقين أجدرُ بصفة التمثيل والشرعيّة والدعم، فإن ذلك ينحرف بالصراع عن وجهته الأساسيّة، من حيث هو صراعٌ بين مشروع الاغتصاب والاحتلال والإحلال الصهيوني وعمقه الاستعماري الإمبريالي من جهة، ومشروع التحرير الفلسطيني وعمقه العربي الإسلامي من جهة أخرى، يصير صراعاً بين ما يوسم – أو يوصم – بنهج الاعتدال بإطلاق، ونهج المقاومة والممانعة بإطلاق. وإذ تتعرّف المفاهيم بأضدادها، فإن "الاعتدال" الذي يتعرّف بالضد من المقاومة، لا مفرّ له من أن يدخل في المعاني المرذولة التي تفيد الإذعان والاستسلام والخضوعَ والتواطؤ، في نظرالضدِّ ومؤيِّديه. وفي المقابل فإن المقاومة والممانعة تتحوّلان في خطاب "الاعتدال" النقيض إلى معاني التطرّف والتشدّد والعنف العبثي "والأجندات" الإقليمية الخفيّة. وفي هذا السياق المُختلّ، ومع تحوّل خطوط الصراع على هذا النحو، تستطيع دولة الاحتلال الصهيوني أن تُعلن اندماجَها في خط "الاعتدال" الإقليمي العربي الذي يشمل السُلطة الفلسطينية نفسَها!
مشهد عبثي مُخجِل: الغزو واغتصاب وطن وتشريد أهله، ومحاولة إلغاء شعبه، وارتكابُ أفظع المجازر بحقّه، كل هذا لا يؤهّل العدوَّ لوصمة التطرّف، ولا يحرمه من الاندماج في صف الاعتدال الذي يضمّ من يُفترض أنهم يُمثّلون الشعب المنكوب، أما البقيّة الباقية من المقاومة، فتستحق تلك الوصمة!
عنصرية اسرائيل
ولا يضرّ العدوَّ بعد ذلك أن يُطالب الجميع بالاعتراف بدولته دولةً خالصة لليهود من دون خلق الله، أي دولة نقاء عرقي – ديني، وهو الذي ما فتىء يبتز العالم مذكراً بأنه كان ضحيّةَ نظام نازيّ قام على فكرة النقاء العرقي وإقصاء الآخر. ويُطالب بذلك في زمن يطغى فيه الكلام عن التعدديّة وقبول الآخر ونبذ كل أشكال العُنصرية والإقصاء، ويشحذ فيه سماسرةُ الليبرالية الجديدة المُتصهينة أسلحتَهم ضد التيارات القومية والإسلاميّة على الجملة، موزعين عليها تُهمَ الفاشّية والعُنصريّة والظلاميّة والإنغلاق والإقصائية، بينما تنشغل مراكز الأبحاث المموّلة من الخارج بتنظيم الندوات والمؤتمرات والدراسات عن حقوق "الأقليّات" المهدورة في الأقطار العربيّة.
وتخيّلوا لو أن مسؤولاً أمريكياً دعا إلى تعريف الولايات المتحدة رسمياً وقانونياً بأنها دولة البيض الأوروبيين المسيحيين، أو البروتستانت تحديداً! وإذن لقام عليه من الأمريكان أنفسِهم من ينعته بالجنون والعُنصريّة والنازيّة، ثم لم يزل به حتى يعزلَه من موقعه ملفعاً بالخزي والعار. ولكن، لم العجب، وقد صار من المألوف أن تُجيز السياسة الغربيّة للكيان الصهيوني ما لا تُجيز حتى لنفسها، فضلاً عن غيرها. ومثلها في ذلك دعاتها في الوطن العربي. وليس ثمّةَ منهم من يجرؤ على السؤال: ألا يضمرُ تعريفُ الدولة تعريفاً عُنصرياً يقوم على فكرة النقاء العرقي – الديني، سياسةَ التطهير العرقي؟ وهل آن الأوان لتهجير من تبقى من العرب الفلسطينيين وراء الخط الأخضر ( أو الدامي ) وإلحاقهم بملايين اللاجئين السابقين؟ وهل هذا هو الردّ الاستباقي على المطالبة بحق العودة؟ وهل هو شرط لاستئناف المفاوضات أم سبب للإعلان المتأخر عن موتها؟
وإلاّ ما الجديد في وصف الكيان الصهيوني بأنه دولة يهوديّة خالصة، وقد كان هذا أساسَ نشأته منذ بدأت الحركة الصهيونيّة بمشروعها، ومنذ خرج وعد بلفور بنصّه على وطن قومي لليهود؟!
ولا ثمّةَ من يتساءل أيضاً: كيف تُطالب "إسرائيل" بالاعتراف بها دولة لليهود حصراً، بينما تتمتع الجماعات اليهوديّة في الولايات المتحدة وأوروبا بكل حقوق المواطنة، بل بأكثرَ منها، باعتبار أن الدين والعِرق لا يدخلان في تحديد المواطنة والهويّة الوطنية؟ أليس من المفترض أن اليهودي الأمريكي مواطن من الأمّة الأمريكية، وكذلك اليهودي البريطاني في بريطانيا، والفرنسيّ في فرنسا؟
اعتراف اسرائيل بأن الصراع ديني
والمفارقة الأخرى أننا ما زلنا منذ دهر نؤكّد أن صراعنا مع العدو الإسرائيلي ليس صراعاً مع اليهود بصفة الدين، وإنما هو صراع مع الغاصب بغض النظر عن دينه وعِرقه، ونفضل الحديث عن الصهيونية والصهاينة وإسرائيل والإسرائيليين – إذا اقتضى الأمر – ثم يكون الصهاينة أنفسهم من يُصرّون على المماهاة بين الصهيوني واليهوديّ. فإن كان ذاك، صار من المنطقيّ أن يُتهم الغربيُّ الذي ينتقد سياسات إسرائيل – ولو على خجل – بمعاداة الساميّة التي احتـُكرت حصراً لليهود واليهوديّة!
تحالف الانظمة مع اسرائيل
وبهذا المنطق تُجرَّد المقاومةُ من صفتها في مواجهة الاحتلال، لِتُصَوَّرَ بأنها مجرَّدُ ميليشيات إسلاميّة لا تُهدِّد قوى الاحتلال الإسرائيلي بقدر ما تُهدّد النظامَ العربي العتيد، وعلى الرغم من أنّ "إمارتها الإسلاميّة" في غزة لا تُمثّل خطراً حقيقياً على جوارها الإسرائيلي، بصواريخها العبثيّة وقدراتها العسكرية الهزيلة، فإنها تُمثل تهديداً حقيقياً لجوارها العربي من وجهتين:

تحالفاتها الإقليمية مع دول الممانعة، ولا سيّما إيران.
وارتباطاتها العقدية والسياسيّة والتنظيميّة بالحركة الإسلامية المُعارضة داخل النظام العربي.

وعليه ، فإن صعودها في داخلٍ فلسطيني ينتظم في صعود التيار الإسلامي الأصولي الذي يُمثّل النقيضَ الأكبر للنظام العربي الرسميّ، ومن ثَمَّ فإن محاصرتها وتطويقها، وإن التقيا مع السياسة الإسرائيلية على أمر قد قُدر – فإنهما ينتظمان في حرب النظام العربي ضد التيار الإسلامي السياسيّ والأصوليّة.
وبذلك يُخرِج النظامُ إسرائيلَ من دائرة الصراع، ويُدخلها في دائرة التحالف، باعتبار أن النقيض الرئيسَ له هو تياراتُ المعارضة الداخليّة، وفي مقدمتها الإسلاميّة. وإذ يُصبح من المستحيل أحياناً تجاهلُ التطرّف الإسرائيلي الفَجِّ الذي يُحاصر شركاءَ الاعتدال العرب بالإحراج والإهانة (من نوع خطاب الليكود وتصريحات نتنياهو وليبرمان)، فثمةَ مخرجٌ بجمع المقاومةَ مع التطرّف الإسرائيلي في جبهة واحدة، في مقابل جبهة الاعتدال والسلام التي تجمع أيضاً من جهتها قوى إسرائيليةً صهيونية (وإن كانت والغة في الدماء) مع قوى السلام العربي. وهنا يكتمل المشهدُ العبثي المُخجِل في سياق الطعن في مصداقية المقاومة فهي:

حليفُ إيران وذريعتها للتوغل في العُمق العربي، ومن ثَم تلحق بها شُبهة التشيّع والتمهيد له.
امتداد للحركات الأصولية الداخليّة، (وهي التي لا يشك في انتمائها السُنّي)
الوجه الآخر للتطرّف الإسرائيلي، أو أحد مسوّغات صعوده، أو هي صناعة إسرائيلية ابتداءً لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، الممثلِ الشرعي الوحيدِ للشعب الفلسطيني، أو هي على الأقل، تُوافِق مطلباً إسرائيلياً إذ تتذرّع بها للتنصّل من استحقاقات السلام، بدعوى أنها لا تجد شريكاً فلسطينياً موحّداً لصنع السلام.



زيف الانظمة العربية
تُتهم المقاومة في لبنان وفلسطين بأنها اختطفت لنفسها قرار الحرب، فجرّت الويلات على البلاد والعباد، ويُعلن النظام العربي أنه أسقط خيار الحرب إلى الأبد، ويحتفظ بحقه في حماية حدوده مع إسرائيل من المغامرين العابثين الذين يريدون مساعدة الشعب المُحاصر ومقاومته، ثم لا يجد أولئك ما يثبتون به زيف الادعاءات الإيرانية إلاّ أنها لم تدفع بجيشها عبر الأقطار العربية وصولاً إلى فلسطين، وإلاّ اتهامها بالامتناع عن حرب يُفاخرون هم بامتناعهم عنها. فإن كانت هذه هي التُهمةَ التي تُسقط المصداقية، أفليس أولى بها من لم يكتف بإسقاط خيار المواجهة إلى الأبد، وإنما جاوز ذلك إلى العمل على إرغام الفلسطينيين داخل وطنهم المُحتل على إسقاط خيار المقاومة!!
المماهاة بين النظام والدولة
وإذ يُدرك هؤلاء مدى تهافت تخريجاتهم، فإنهم يعمدون إلى نفخ النرجسيّة الوطنيّة القطريّة عند شعوبهم، باعتبار أن نقد السياسات الرسميّة وكشف اختلالاتها من أطراف إقليمية خارجيّة إنما هو انتقاصٌ من الهويّة الوطنيّة، وجحودٌ للتضحيات التاريخيّة القديمة، وتنكُرٌ لدور البلد المركزي الإقليمي ومزايدة عليه، ومحاولة بائسة للتوريط والاستدراج، وهو أخيراً من باب اجتراء الصغار على الكبار. وبهذا يماهي النظام بينه وبين شعبه، ويعمل على إحراج المعارضة في بلده، فإن رفعت صوتها بالنقد كالوا لها تُهمة التواطؤ مع قوى خارجيّة إقليمية متآمرة ضد وطنها. وهكذا لم يعد الاستعلاء الإسرائيلي يتحدّى مشاعر الاعتزاز الوطني، الذي يُجرَّد في هذا السياق من بُعديه العربي والإسلاميّ، وإنما تتحداها شراذمُ عربيّة تريد أن تجرّ المنطقة إلى ويلات الحروب باسم المقاومة والممانعة، ولا تنضبط بشروط الكبار الذين انفردوا بالسلام عن غيرهم، ولا يريدون لغيرهم أن ينفردوا بالمقاومة، مهما يستطل الاحتلال، ويزدد العدو علواً واستكباراً، ويُعطّل كل جهود السلام والتسوية. وبدلاً من أن يُنظر إلى المقاومة بوصفها الاستجابةَ الطبيعيّة لاحتلال مستمّر ولإخفاق العملية السياسيّة، تُحمَّل المقاومةُ مسؤوليةَ إخفاق الحلول السياسيّة. ولسان الحال: "لا أريد أن أحارب حرباً لم تعد تخصّني، ولا أرضى منك أن تحارب حرباً تخصُّـك. وليس ذاك لأنني أخشى أن تستدرجني حربك إلى مواجهة مع إسرائيل، فهذه باتت خارج حساباتي القطريّة، وإنما لأنها تُوسِّع الهوّة بيني وبين شعبي وقوى المعارضة فيه، وتُضعف موقفي الداخلي. وإذا كنت قد تخلّيت عن دوري المركزيّ في قيادة الصراع العربي مع المشروع الصهيوني، فقد استبدلت بذلك دوري المركزيَّ الإقليمي في إدارة السلام والتسوية السياسيّة وتوزيع الأدوار ومنح صكوك الشرعيّة للبعض، وصكوك الحرمان بحق الآخرين!!".
اسقاط خيار المقاومة يسقط خيار السلم
إذا أحبطت إسرائيل كلَّ فرص التسوية، حتى مع الاحتكام إلى قرارات ما يُسمى بالشرعية الدوليّة، وتنكرت لهذه الحقوق الدُنيا، فما البديلُ عندكم؟!
إن لم يكن ثمةَ بديلٌ لجهود التسوية وفرص السلام، فلا معنى إذن للحديث عنها. إذ إنه إذا أنتفى خيارُ المقاومة والخيارُ العسكري، فينتفي معه بالضرورة خيارُ السِلم، فـ "الخيار" لا يكون إلا بين إمكانين أو أكثر. ومن أسقط خيارَ المقاومة لم يكن له بديلٌ إلاّ الخضوع والاستسلام لعدوّه القاهر القادر.
أو ... نعم ... يمكن اعتبار العملية السياسيّة وجهود التسوية مشروعاً مفتوحاً إلى الأبد! ومن لا يستطيع أن يشن الحرب، يستطيع أن يشن السلام على عدوّه، فكلما أطفأ العدو محاولةً للسلام، أشعلناها عليه من جديد! وبذا تصبح العملية السياسيّة السِلميّة هدفاً في ذاتها لذاتها. فإن عجزتْ عن انتزاع الحقوق الوطنية الدُنيا من العدّو، فإنها تستطيع أن تُحقق أهدافاً أخرى أشد إلحاحاً.
متى نقر بفشل الخيار السلمي ؟
ويتصل بالأسئلة السابقة سؤال مُلحٌّ آخرُ يجري تجاهلُه عمداً: كم يجب أن يمضيَ من الزمان على العملية السِلميّة، دون تحقيق نتائجَ مقبولةٍ، كي نُقِرَّ بإخفاقها؟ ولقد قيل مثلاً: إن المبادرة العربية لن تبقى مطروحةً إلى الأبد! ونعترف أن فهم هذه العبارة قد أعيانا. فما حدّ الزمن الذي إذا جاوزناه دخلنا في الأبد!؟ ومن جديد، إذا انقضى زمنُ المبادرة مهما يكن تقديرُه – فما البديل عند من أسقطوا خيار الحرب إلى الأبد؟! لا مفرّ من الاستنتاج أن البديل الوحيد هنا هو الانصرافُ جملةً عن القضية الفلسطينية، ولينشغل الفلسطينيون باقتلاع أشواكهم بأنفسهم.
ولكن لماذا نسأل عن معيار الزمن واحتمالات المستقبل، وقد كان ما سوف يكون. ألم يَمضِ على "أوسلو" ستةَ عشرَ عاماً، وعلى مدريدَ أكثرُ من ذلك؟ ولم يتحصلْ من عملية السلام إلاّ المزيدُ من المستوطنات، والمزيدُ من قضم الأرض بالجدار الفاصل، والمزيد من تهويد القدس، والمزيد من القمع والقتل والمجازر والتجويع والاعتقالات، والمزيد من الحواجز، والمزيدُ من التطرّف الصهيوني، والمزيد من التنازلات على الجانب العربي والفلسطيني، والمزيد من التفكك والصراعات على الجبهة الفلسطينية والعربية، وما يزال فرسانُ السلام على خيولهم يحمون اقطاعياتِهم السياسيّةَ الداخليّة بدعم أمريكي – صهيوني. وكل ذلك بفضل صبرهم المُعجِب على شعار السلام، ولو كره المقاومون، أو خذلهم الإسرائيليون. فقد بات لسانُ حالهم: "أعلنا عليكم السلامَ إلى يومِ يبعثون". وإن كان ما يزال فيهم بقيةُ قوة وشوكة، فيمكن صرفُها بكفاءة مشهودة في محاصرة المقاومة ومطاردة المقاومين. وهو على كل حال تقليد عربي رسميّ قديم. فالسلام المقدس لا يعني خمولَ العساكر ولا تقاعدَ السلاح، ولكنه يعني إعادةَ توجيهها لتصير قوةً "بوليسيّة" ضدّ المعارضة الداخليّة، لحسابها وحساب العدو الخارجي.
ولقد أتى على الإنسان العربي حينٌ من الدهر، كان الطغاةُ فيه يبطشون بشعوبهم ويغتالون الحريّاتِ باسم مواجهة الغُزاة. وفي المقابل، كان نفرٌ من الأمة يستجير بنار الغُزاة من رمضاء الطغاة. وبين هؤلاء وأولئك فئةٌ صامتةٌ محيّرةٌ تقضي حياتَها تتساءل: الطغاة أم الغُزاة؟! أما الآن، فقد خرجنا من عصر الحَيرة حين التقى الغُزاة والطغاة في جبهة واحدة ضد الشعوب التي أدركت أخيراً أن الطغاةَ كانوا منذ الأزل شرطَ الغُزاة، وأن التغييرَ والتحريرَ متشارطان تشارطَ الأرواح والأبدان!
ورحم الله أبا الطيّب:
وسِوى الرومِ مِن ورائِكَ رومٌ فعَلى أيِّ جانِبـَيكَ تَمـيلُ

عبد الودود
06-14-2009, 11:31 PM
مقال جدير بالقراءة بارك الله فيك أخ عزام

عزام
06-15-2009, 05:25 AM
مقال جدير بالقراءة بارك الله فيك أخ عزام
وفيك بارك الله