تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تتحدث الأعمال عن أصحابها الأبطال



أبو يونس العباسي
06-08-2009, 11:06 PM
عندما تتحدث الأعمال عن أصحابها الأبطال

عندما تتحدث الأعمال عن أصحابها الأبطال



أبو يونس العباسي



الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .



كلمة لا بد أن تقال



لن يكتب للمشروع السلفي الحق نجاح في الأرض إلا إذا انشغل بتطبيق إرشادات الكتاب والسنة نقيرها وقطميرها وعلى قدر القوة والاستطاعة , وملك الإعلام القوي والأقلام الصادقة التي تسقط شبه المغرضين وإشاعات الحاقدين , بمعنى أننا محتاجون لننشر المنهج بالعمل فالكل يقول والكلام ببلاش , ولكن أين من يعمل , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)" , والإسلام دخل الصين بالتزام المسلميين بالإسلام , فالناس يقتنعون بالأفعال لا بالأقوال , ورحم الله من قال:"فعل رجل في ألف رجل أكثر تأثيرا من قول ألف رجل لرجل" , وللعلم فإن غالب ما نقله الصحب الكرام – رضي الله عنهم عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – سنة أفعال لا أقوال , فصل اللهم على من علم بالفعل وعلم بالقول وسلم تسليما كثير , وما دفعني أن أتكلم بهذا هو أنني ما رأيت الناس يتكلمون وبإيجابية عن المنهج السلفي الحق مثل ما رأيته يتكلمون اليوم عن هذه العملية وعن بطولة منفذيها , واعلموا أن الإنسان لا يرتفع بالعلم إلا إذا خالطه العمل , ورحم الله من قال :"إنما العلم الخشية" , وإن الكتاب والسنة ما مدح إلا علما يتبعه عمل , وأما العالمون بدون عمل فهم كما وصف القرآن حمير تحمل أسفارا لا تدري ما بها أو كلاب تلهث أو كما قال الشاعر:"كالعيس في البيدا يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول , والعيس هي الإبل بنوقها وجمالها .



قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا



بينما كنت أتصفح الشبكة العنكبوتية , وإذا بأخ فاضل من إخواننا يعلمنا أن معركة تدور رحاها في شرق غزة بين شباب بعضهم يمتطي الخيول , وأعلمنا ذلكم الأخ الفاضل أن الشباب المنفذين للعملية من أتباع منهج السلف الصالح حقا وصدقا , ففرحت أيما فرح وسعدت أيما سعادة , ورفعت يدي إلى السماء داعيا ربي سبحانه وتعالى أن يكثر من هذه العمليات التي يستظل أصحابها تحت راية نقية صافية , راية التوحيد والإخلاص لله رب العالمين.



التزام المظهر والمخبر



ثم علمت أن الذين قاموا بهذه العملية هم شباب من جند أنصار الله , فقلت : وأنعم بهم من شباب فلقد عرفتهم وخبرتهم وعلمت أنهم من أتباع السلف الصالح حقا وصدقا , فإنك إذا نظرت إليهم وجدت الالتزام بالزي الشرعي , إنهم شباب إذا رأيتهم ذكرت الله , منظرهم يفرح الصديق ويغيظ أعداء الدعوة التي تقتفي أثر الرسول في المظهر والمخبر , في النقير والقطمير , لحاهم قد أعفوها , وشواربهم قد حفوها , قليلو الكلام , لا يعرفون للثرثرة طريق ولا بابا ولا شباكا , وكانوا في غاية الأدب مع بعضهم البعض ومع شيوخهم , وقد خبرت القوم وما شهدت إلا بما علمت ولست للغيب من الحافظين ولي الظاهر والله يتولى السرائر.



الجمع بين الإعداد الإيماني والعسكري



شباب جمعوا بين الإعداد الإيماني والعسكري , فقد كانت تكتظ بهم دروس العقيدة , وأعلم أنه كانت لهم عناية بدراسة فقه الجهاد , وليعلم أيضا أنهم لاينتظرون الشيخ أن يأتي لهم ليعلمهم بل يذهبون إليه , فالعلم يؤتى ولا يأتي , ويتجاوزون المسافات البعيدة , في الحين الذي يقصر الكثيرون منا في حضور دروس العلم مع قرب المسافة واتساع الأوقات , وكما اهتموا بفقه الجهاد والعقيدة فإنهم اهتموا بمنهج التخلية والتحلية , فاعتنوا بالتربية على كل ما يرضي الله والتخلية مما يبغض الله تعالى , وقد لمست فيهم اهتمامهم بالإخلاص وذكر الله تبارك وتعالى.



فجهادهم نحسبهم والله حسيبهم على علم وبصيرة , وهكذا يكون جهاد أتباع منهج السلف – رضي الله عنهم وأرضاهم , قال الله تعالى:"قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"



وكما اهتموا بالإعداد الإيماني فقد اهتموا بالإعداد العسكري , وهذا أمر ليس بالخفي , فالعملية الخيرة توضحه وتجليه , والحمد لله على نعمة التوحيد والجهاد , قال الله تعالى:"وأعدوا".



شباب ليسوا كالكثيرين يكثرون من الجعجعة والكلام , بل كلامهم قليل , وهم من المناكفات والجدال الذي لا ينفع بعيدون بعيدون , قال الرسول – صلى الله عليه وسلم:"ما ضل قوم بعد هدى أوتوه إلا أعطوا الجدل ثم قرأ قوله تعالى:"بل هم قوم خصمون" , فقد شغلهم إعداد أنفسهم إيمانيا وعسكريا عن ذلك كله , واهتموا بإصلاح أنفسهم ومعالجة عيوبهم عن الانشغال بعيوب الناس وتتبع سقطاتهم.



أمانة المنهج والدين



لقد علم هؤلاء الشباب أن هناك أمانة ملقاة على عاتقهم أمانة المنهج الذي يعيث فيه العلمانيون والروافض والمبتدعة والمتأسلمون إضافة على اليهود والنصارى فسادا وإفسادا , فدفعهم هذا إلى البذل والتضحية والعطاء والجد والاجتهاد , قال الله تعالى:" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)" , وأنا هنا أردد كلمة علي رضي الله عنه عندما قال:" يا له من دين لو أن له رجال ", وأتذكر مقولة الصديق أبي بكر – رضي الله عنه - عندما قال :"أينقص الدين وأنا حي" , كنت ولا زلت أقول لقد استطاع أسلافنا أن يوصلوا إلينا هذا المنهج ويحمِّلونا هذه الراية الصافية , فهل سنستطيع الحفاظ على هذا المنهج وتسليم الراية إلى من بعدنا ؟ أم سيتسلمون رايات عمية سواء أكانت صهيوصليبية أم مجوسية فارسية أم وثنية إلحادية إلخ , حقا إن الأمر خطير بل خطير جدا , واعلموا أن شجرة الإسلام تسقى بالدماء لا بالماء , فالمنية ولا الدنية , والنار ولا العار , فأروا الله من أنفسكم خيرا , ولنسعد صدور الضعفاء بعمليات نوعية قد أُحسن تخطيطها وبرعنا في تنفيذها حتى يعلم العالم كله من هم اتباع محمد – صلى الله عليه وسلم - , وليعلم اليهود انهم أبعدوا النجعة لما خرجوا يهتفون:"محمد مات وخلف بنات" , ولا حول ولا قوة إلا بالله.



الرسالة القاسية



إن رجال غزوة البلاغ وجهوا رسالة قاسية المضمون لكل من يتشدق بالانتماء إلى منهج السلف , مفاد هذه الرسالة ومضمونها أنه لا يكفي حتى تدعي أنك من أتباع منهج السلف الحق أن تقول بأنك منهم , أو أن تكتفي بمناصرته على الشبكة العنكبوتية الساعات الطوال , بل إن هذا المنهج الحق يتطلب منك أن تعمل ثم تعمل ثم تعمل وتجد وتجتهد وتواصل الليل بالنهار وتنفق وتسهم في نشره وتبذل الغالي والرخيص ليعلوا فيسقط بعلوه كل مناهج الضلال والانحراف , ونصيحة لله ورسوله والمؤمنين أقول : لنعمل قبل أن نستبدل , فإن سنة الله في المقصرين أن يستبدلهم بغيرهم , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) " , وقال أيضا:" هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)" , فالمبادرة إلى الأعمال والأفعال قبل أن تلحقنا سنة الاستبدال.



ما هو حكم من منع الجهاد ؟



"الإجابة من كتاب (الطواغيت) للشيخ أبي عبد الرحمن الأثري سلطان بن بجاد العتيبي - حفظه الله"


لا يحل لأحد كائنٍ من كان أن يعطل شعيرة الجهاد في سبيل الله. ومن أصر على ترك شعيرة من شعائر الدين فإنه يقاتل عليها.
قال الشيخ أبي عبد الرحمن الأثري: فمن الأعمال التي تعاونوا الطواغيت على منعه ومكافحته وجعل سجون وعُقوبات لمن خالف أمرهم، هو منع الجهاد في سبيل الله، وقد سموه في بعض مؤتمراتهم (الإرهاب) وكما مرّ معنا تغيير الأسماء لا يُغير الحقائق لأن الجهاد في سبيل الله هو عدوهم الأول.
منع الجهاد في سبيل الله كفر صريح يُقاتل عليه بلا خلاف عند العلماء:
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: (فأيما طائفة امتنعت من بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، والميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهادالكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب[1]، وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته ـ التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها ـ التي يكفر الجاحدلوجوبها، فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مُقرَّة بها ، وهذا ممالا أعلم فيه خلافاً بين العلماء.
وإنما اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة إذا أصرت على ترك بعض السنن كركعتي الفجر، والأذان والإقامة ـ عند من لا يقول بوجوبها ـ ونحو ذلك من الشعائر، هل تقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا ؟ فأما الواجباتوالمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها.
وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنـزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته؛ كأهل الشام مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإن أولئك خارجون عن طاعة إمام مُعين، أو خارجون عليه لإزالة ولايته، وأما المذكورون فهم خارجون عن الإسلام؛ بمنـزلة مانعيالزكاة، وبمنـزلة الخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولهذا افترقت سيرة علي رضي الله عنه في قتاله لأهل البصرة والشام، وفي قتاله لأهل النهروان: فكانت سيرته مع أهل البصرة والشاميين سيرة الأخ مع أخيه، ومع الخوارج بخلاف ذلك. وثبتت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بما استقر عليه إجماع الصحابة من قتال الصديق وقتال الخوارج؛ بخلاف الفتنة الواقعة مع أهل الشام والبصرة؛ فإن النصوص دلت فيها بما دلت، والصحابة والتابعون اختلفوا فيها)[2].
................................... ............... ............
[1] واليوم في بلاد المسلمين لايؤخذ على الكفار الجزيه بل يعطون الأموال.
[2] مجموع الفتاوى 28/503، 504.



أعذار واهية



ولا تتعذروا بقلة ذات اليد فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين , ومن يصدق الله يصدقه الله , وإن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه , والله على كل شيئ قدير , فكونوا مع الله ولا تبالوا , قال الله تعالى:" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)"وقال أيضا:"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" , وأقول لكل من تطاول على غزوة البلاغ وعلى من نفذها , لا تفرح بتطاولك فعقابك عند خالقك , ولن أرد عليك ثقة مني بأن الله لن يفلتك لا في الدنيا ولا في الآخرة , قال الله تعالى:"إن الله يدافع عن الذين آمنوا" , وجاء في الحيث القدسي الذي يرويه الرسول عن رب العزة:"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" وكفى بالله وكيلا وكفى بالله حسيبا وحسبنا الله ونعم الوكيل , وفي الختام لا أنسى الدعاء بقلب يملؤه الرجاء بأن يرحم الله قتلى غزوة البلاغ ويتقبلهم في الشهداء ويلحقنا بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا , وبأن يشفي عن جرحاهم وجرحى المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه , والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أبو يونس العباسي



مدينة العزة غزة

طرابلسي
06-09-2009, 01:13 PM
بارك الله في الكاتب والناقل على حد سواء
أخي الفاضل هل جمعتم مقالات الشيخ العباسي بملف واحد لكي يتسنى لنا مراجعته وتوزيعه ؟!