عمر البيروتي
06-08-2009, 06:47 PM
في موقف نادر من حزب أيديولوجي كحزب الله، أعلن هذا الحزب الذي يقود المعارضة في لبنان، منتصف ليل الثامن من يونيو، هزيمة المعارضة وانتصار قوى 14 آذار مرة أخرى بالأكثرية النيابية لأربع سنوات أخرى، رغم أن الحزب نجح في حصد الدوائر الشيعية مجدداً، وحماية لوائح حليفه الجنرال ميشال عون، في دوائر مسيحية تضم أقليات شيعية، لكنه في نهاية الأمر لم يتمكن من هزّ الموقع الأكثري لخصومه والذين اتهمهم حسن نصر الله في خطاب شهير عام 2006 بأنهم أكثرية وهمية لا حقيقية، لأن الانتخابات في عام 2005 جرت وفق تقسيمات هجينة بين دوائر صغيرة وكبيرة، صممت لتنفيذ مصالح الطبقة السياسية اللبنانية عام 2000، والتي كانت تخضع للاستخبارات السورية، حتى سمي القانون آنذاك بقانون غازي كنعان وكان يستهدف بالتحديد رفيق الحريري لتحجيم حجمه السياسي. لكن بعد اعتماد الدوائر الصغيرة في اننتخابات 2009، سقطت الذرائع التي نادى بها نصر الله لوصم خصومه بالأكثرية الوهمية، وبان له وهمه هو، وبأن الأكثرية التي يمثل فيها أهل السنة عمودها الفقري، هي واقع ديمغرافي وجغرافي وسياسي لا يمكن تخطيه، ولم يتمكن حزب الله خلال أكثر من أربع سنوات من تغييره، لا بالترغيب ولا بالترهيب ولا بالاغتيالات ولا بالاعتداءات ولا بالاتهامات ولا بالتظاهرات ولا بالافتراءات.
لذلك علينا الإقرار كما حزب الله، أنه قد مني بهزيمة في هذه الانتخابات، وأقول إنها كادت أن تكون هزيمة خطيرة لو تدحرج رأس ميشال عون في عمق كسروان المارونية حيث كان يقود لائحة من 5 مرشحين، في وجه تحالف العائلات والأحزاب العريقة والبطريركية المارونية في آن. ولو سقط عون، لسقط الغطاء المسيحي عن مقاومة حزب الله، ولاضطر حينئذ لاستخدام القوة العارية لحماية سلاحه كما فعل في 7 مايو 2008، تحت عنوان السلاح لحماية السلاح، حتى أطلق الصحافي محمد سلام على حزب الله لقب "حزب السلاح".
والآن ما هي أبرز عوامل الهزيمة:
1- الخطاب العنجهي لنصر الله قبيل الانتخابات حتى وصل به الأمر إلى اعتبار تاريخ استخدام سلاحه في بيروت في 7 أيار (مايو) يوماً مجيداً في تاريخ المقاومة.
2- تأكيد قيادات حزب الله في تلك الفترة ولا سيما نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، على أن المقاومة ستبقى تتسلح ولن يوقفها أي قرار دولي.
3- تصريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والذي اعتبر فيه أن انتصار المعارضة في لبنان سوف يغير وجه المنطقة ويؤدي إلى نشوء بؤر مقاومة جديدة، وبربطه مع شبكات حزب الله في مصر وأذربيجان، كان مفهوماً ماذا يعنيه نجاد.
أما كيف استخدم حزب الله الأدوات التي بين يديه للفوز ببعض الدوائر فهي على الشكل التالي:
1- دفع ملايين الدولارات لمرشحين سنة في بيروت والمناطق ضد لوائح تيار المستقبل، بهدف تجميع أصوات مناهضة دون الأمل بالربح، وحتى يقال في نهاية الاستحقاق أن حزب الله في كل لبنان يحظى بالأكثرية الشعبية عموماً، ومن أجل حماية مشروعية سلاحه.
2- تولى نفقات الماكينات الانتخابية لحلفائه المسيحيين لا سيما ميشال عون، بل وضع إمكانيات ماكينته الضخمة بتصرفهم، حتى في دوائر ليس للشيعة فيها أي مرشح.
3- عمل كل ما هو ممكن لإسقاط خيار الكتلة الوسطية عبر إسقاط اللائحة المدعومة من رئيس الجمهورية في دائرة جبيل باستخدام الكتلة الشيعية الأقلوية هناك لحسم المعركة، لأنه كان يبغي الفوز بالأكثرية المطلقة ولا يريد وقف الاصطفاف الحاد.
4- استخدم طريقة الكتل الجامدة BLOCS الشيعية لرفد الحلفاء المسيحيين في أكثر من دائرة مختلطة ذات غالبية مسيحية، ونجح في إنجاح عون في دائرة بعبدا المثيرة للجدل.
5- بالمقابل، حاول ممارسة الترهيب وسط الناخبين السنة والمسيحيين، لخفض مشاركتهم في دوائر حساسة، مثل دائرة بيروت الأولى، ودائرة زحلة في البقاع شرقي بيروت، بل أرهب الشيعة الموالين لتيار المستقبل في الضاحية الجنوبية للسبب عينه، وبما أن المعارك كانت متقاربة والفروق بآلاف قليلة من الناخبين بين اللوائح المتنافسة، فقد كان لهذه الطريقة أثرها الحاسم في بعبدا، كما أشاع حزب الله في بيروت، أن حظراً للتجول مفروض على شوارع العاصمة قبيل الانتخابات.
6- وعندما لم تنجح كل الطرق السابقة في وقف الموجة الناخبة السنية والمسيحية بل العاصفة الهوجاء، عمد ظهر يوم الانتخاب، إلى الهجوم الإرهابي على مبنى تلفزيون المستقبل في قلب بيروت، حيث أطلق مسلحون النار من سيارة ثم تركوها مسرعين، فيما قام مسلحون آخرون بتغطية انسحاب الركاب وأشيع أن السيارة ملغومة حتى يثيروا الرعب، وينتشر عبر القناة الإخبارية ذاتها، علماً أن الطريقة مستقاة من أساليب القاعدة للتمويه، لكن تيار المستقبل قرر عدم إذاعة الخبر إلى أن انتهت الانتخابات فلم ينتبه إليه أحد.
لكن كل هذه الأساليب المنوه سابقاً، أدت إلى مفاعيل عكسية فانتخب السنة في بيروت خاصة كما لم ينتخبوا من قبل، واحتشدوا أمام مراكز الاقتراع قبل موعد فتح الصناديق الساعة السابعة صباحاً، فكانت التسونامي السنية الهادرة التي أوقفت المشروع الحزب اللاهي الإيراني في لبنان لأربع سنوات جديدة.
لذلك علينا الإقرار كما حزب الله، أنه قد مني بهزيمة في هذه الانتخابات، وأقول إنها كادت أن تكون هزيمة خطيرة لو تدحرج رأس ميشال عون في عمق كسروان المارونية حيث كان يقود لائحة من 5 مرشحين، في وجه تحالف العائلات والأحزاب العريقة والبطريركية المارونية في آن. ولو سقط عون، لسقط الغطاء المسيحي عن مقاومة حزب الله، ولاضطر حينئذ لاستخدام القوة العارية لحماية سلاحه كما فعل في 7 مايو 2008، تحت عنوان السلاح لحماية السلاح، حتى أطلق الصحافي محمد سلام على حزب الله لقب "حزب السلاح".
والآن ما هي أبرز عوامل الهزيمة:
1- الخطاب العنجهي لنصر الله قبيل الانتخابات حتى وصل به الأمر إلى اعتبار تاريخ استخدام سلاحه في بيروت في 7 أيار (مايو) يوماً مجيداً في تاريخ المقاومة.
2- تأكيد قيادات حزب الله في تلك الفترة ولا سيما نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، على أن المقاومة ستبقى تتسلح ولن يوقفها أي قرار دولي.
3- تصريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والذي اعتبر فيه أن انتصار المعارضة في لبنان سوف يغير وجه المنطقة ويؤدي إلى نشوء بؤر مقاومة جديدة، وبربطه مع شبكات حزب الله في مصر وأذربيجان، كان مفهوماً ماذا يعنيه نجاد.
أما كيف استخدم حزب الله الأدوات التي بين يديه للفوز ببعض الدوائر فهي على الشكل التالي:
1- دفع ملايين الدولارات لمرشحين سنة في بيروت والمناطق ضد لوائح تيار المستقبل، بهدف تجميع أصوات مناهضة دون الأمل بالربح، وحتى يقال في نهاية الاستحقاق أن حزب الله في كل لبنان يحظى بالأكثرية الشعبية عموماً، ومن أجل حماية مشروعية سلاحه.
2- تولى نفقات الماكينات الانتخابية لحلفائه المسيحيين لا سيما ميشال عون، بل وضع إمكانيات ماكينته الضخمة بتصرفهم، حتى في دوائر ليس للشيعة فيها أي مرشح.
3- عمل كل ما هو ممكن لإسقاط خيار الكتلة الوسطية عبر إسقاط اللائحة المدعومة من رئيس الجمهورية في دائرة جبيل باستخدام الكتلة الشيعية الأقلوية هناك لحسم المعركة، لأنه كان يبغي الفوز بالأكثرية المطلقة ولا يريد وقف الاصطفاف الحاد.
4- استخدم طريقة الكتل الجامدة BLOCS الشيعية لرفد الحلفاء المسيحيين في أكثر من دائرة مختلطة ذات غالبية مسيحية، ونجح في إنجاح عون في دائرة بعبدا المثيرة للجدل.
5- بالمقابل، حاول ممارسة الترهيب وسط الناخبين السنة والمسيحيين، لخفض مشاركتهم في دوائر حساسة، مثل دائرة بيروت الأولى، ودائرة زحلة في البقاع شرقي بيروت، بل أرهب الشيعة الموالين لتيار المستقبل في الضاحية الجنوبية للسبب عينه، وبما أن المعارك كانت متقاربة والفروق بآلاف قليلة من الناخبين بين اللوائح المتنافسة، فقد كان لهذه الطريقة أثرها الحاسم في بعبدا، كما أشاع حزب الله في بيروت، أن حظراً للتجول مفروض على شوارع العاصمة قبيل الانتخابات.
6- وعندما لم تنجح كل الطرق السابقة في وقف الموجة الناخبة السنية والمسيحية بل العاصفة الهوجاء، عمد ظهر يوم الانتخاب، إلى الهجوم الإرهابي على مبنى تلفزيون المستقبل في قلب بيروت، حيث أطلق مسلحون النار من سيارة ثم تركوها مسرعين، فيما قام مسلحون آخرون بتغطية انسحاب الركاب وأشيع أن السيارة ملغومة حتى يثيروا الرعب، وينتشر عبر القناة الإخبارية ذاتها، علماً أن الطريقة مستقاة من أساليب القاعدة للتمويه، لكن تيار المستقبل قرر عدم إذاعة الخبر إلى أن انتهت الانتخابات فلم ينتبه إليه أحد.
لكن كل هذه الأساليب المنوه سابقاً، أدت إلى مفاعيل عكسية فانتخب السنة في بيروت خاصة كما لم ينتخبوا من قبل، واحتشدوا أمام مراكز الاقتراع قبل موعد فتح الصناديق الساعة السابعة صباحاً، فكانت التسونامي السنية الهادرة التي أوقفت المشروع الحزب اللاهي الإيراني في لبنان لأربع سنوات جديدة.