تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خدام الأجندة الصهيوصليبية وموقفنا منهم



أبو يونس العباسي
06-06-2009, 08:39 AM
البرق الخاطف في تعرية مشروع خدام الأجندة الصهيوصليبية الزائف

البرق الخاطف في تعرية مشروع خدام الأجندة الصهيوصليبية الزائف


أبو يونس العباسي


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج , وجعله عصمة لمن تمسك به واعتمد عليه في الاحتجاج , وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج , والصلاة والسلام على محمد الذي مزق الله ظلام الشرك بما معه من النور والسراج , وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا الكفار ونشروا الدين في كل الأصقاع والفجاج ثم أما بعد ...


سبب المقال


لا يغيب عن أي مسلم مخلص حقيقة ما يجري في وادي سوات ووزير ستان من هجمة شرسة على إخوان المنهج والعقيدة , وعلى يد أناس رقم في بطاقاتهم الشخصية بأنهم مسلمون , ولا يغيب عن عوام المسلمين فضلا عن متعلميهم أن ما تفعله القوات الباكستانية المرتدة ليس إلا خدمة للإجندة الأمريكية , ومما لا يغيب أيضا ما حصل لإخواننا المقاتلين في قلقيلية على يد قوات لحد الجديدة ... جرذان الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية , فقد قاموا بقتل اثنين من قادة القسام بالبلدة إضافة إلى صاحب البيت , ثم قتلوا بعدها بيومين تقريبا ثلاثة آخرين , وإذا سألت لماذا ؟ أجابك أصغر طفل مسلم بأن مثل هذه الأعمال ما هي إلا خدمة للأجندة الصهيوصليبية , والتي يشكل المقاتلون الإسلاميون أكبر خطر عليها , فسبحان الله ما أجرأ هؤلاء الطغاة على محاربة الله والرسول والدين , بل إذا ذهبت تنظر إلى طبيعة العلاقة بين حكومات العرب وبين الموحدين وجدتها علاقة تسودها روح العداء والتربص والملاحقة وتكميم الأفواه والتعذيب بما لا يخطر على بال , وإذا سألت لماذا ؟ قلت لك : خدمة للأجندة الصهيو صليبية , وما كان ذلك إلا لأن عدونا لما احتل أرضنا ما خرج منها إلا بعد أن ترك خلفه رجال من بني جلدتنا يحققون أهدافه , ويدافعون عن مصالحه , فكانت الحاجة وبعد هذه المقدمة ماسة إلى مقال يدرس هذه القضية فكان هذا المقال , والذي أسميته :" البرق الخاطف في تعرية مشروع خدام الأجندة الصهيوصليبية الزائف" ,.


هذه أمتي أفرح لما يفرحها وأحزن لما يحزنها


والله الذي لا إله إلا هو إن قلبي ليحزن وإن عيني لتدمع إذا حل بأمتي أو بفرد من أبناء أمتي ما يكرهه , إن لساني لا يتوقف عن الدعاء بأن ينصر الله المجاهدين الصادقين في ميادين الصراع , وأن يحفظ الله المسلمين من كيد الكافرين , وأن يتقبل الله القتلى في الشهداء ويشفي الجرحى ويفك الأسرى , ولكم تألمت وأنا أرى مئات المسلمين متشردين كالغنم في الليلة الماطرة , على إثر الحرب التي شنتها القوات الباكستانية على أهل الإسلام , وكم تألمت لما سمعت نبأ مقتل قادة القسام في قلقيلية وقلت في نفسي : يا ليتني أملك ما أذود به عنكم , أو ما أنتقم به من قاتليكم , ولكن ما يواسني أن النصر القادم للإسلام , وأن المجرم وإن فلت من أيدينا في الدنيا فلن يهرب من الله في الآخرة .


لماذا تبلدت مشاعرهم؟


تحصل نكبات تتلوها نكبات على هذه الأمة المسلمة ومع ذلك ترى الكثيرين غير مكترثين لما يجري , ولا يهمهم هذا من قريب ولا من بعيد , وكأنه قد أتى من كوكب آخر , وأن أتعجب فأقول: لماذا لا يتألمون لمصابات هذه الأمة والله يقول:" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) " (الأنبياء), : لماذا لا يتألمون لمصابات هذه الأمة والله يقول:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) "(الحجرات) , لماذا لا يتألمون لمصابات هذه الأمة والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول كما في صحيح مسلم من حديث النعمان:" مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" , لماذا لا يتألمون لمصابات هذه الأمة والرسول يقول في الصحيح أيضا من حديث النعمان:"المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى عينه اشتكى كله وإذا اشتكى رأسه اشتكى كله" , كيف لا يتألمون والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيح من حديث أبي موسى الأشعري:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ " , كيف لا يتألمون والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الحديث المتفق عليه:" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " , أما علم هؤلاء المتبلدون أن تبلدهم خذلان لأخوة الدين والعقيدة , ويا ويل من تخاذل عن مثل هذه الإخوة , أخرج أحمد في مسنده جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ" , اللهم إنا نعوذ بك من فتن المضلين .


أقسام الخلق في ميزان الله


إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق وقسمهم : مؤمن تقي , أو فاجر كافر شقي , قال الله تعالى :"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "(التغابن:2) , وقد قسم الجن أنفسهم فقالوا:" وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ***وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا "(الجن:15,14) , ولا يوجد قسم ثالث , فإن قال قائل : بل هناك قسم ثالث , ألا وهم المنافقون , قلت : هم في ميزان الله كفار , قال الله تعالى :" وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ "(التوبة:84) , وقال جلت قدرته :"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا "(النساء:145) , فاختر لنفسك فريقا وانسب نفسك إليه , وإياك والتذبذب , فإن التذبذب غير محمود , لأنه صفة المنافقين , قال الله تعالى :"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *** مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا" (النساء:143,142) , والعالم سوف يصير إلى فريقين : فريق إسلام لا كفر فيه , وفريق كفر لا إسلام فيه , والدليل على ذلك ما أخرجه أبو داوود وصححه الألباني عن ابن عمر قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :" حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده " , ومصير الإنسان في الآخرة , وذهابه إما إلى جنة أو إلى نار , يتحدد على حسب فسطاطه وفريقه الذي يناصره وينتمي إليه , ولا ينفع الحياد في هذه المسألة , قال الله تعالى :" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ " (الحاقة:19) , وقال عن الفريق الثاني:" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ"(الحاقة:25) , فإلى أي الفريقين تتبع ؟ سؤال لا بد له من إجابة بالفعل لأن القول لا ينفع في مثل هذه السئلة .


خدام الأجندة الصهيوصليبية في الميزان


ولا بد علينا من أن نزن خدام الأجندة الصهيوصليبية بالميزان الشرعي فنقول أولا:إن هؤلاء الخدام خائنون لله ورسوله والدين والوطن وكل ما هو مقدس , ويا عجبا لهم كيف يخونون والله يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) "(الأنفال) , ولعل أهم ما دفعهم لهذه الخيانة أنهم قوم باعوا الدنيا بالدين والضلالة بالهدى والآخرة بالدنيا , قال الله تعالى:" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)"(البقرة) , وقال أيضا:" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) "(البقرة).


ثانيا:إن خدمة الأجندة الصهيوصليبية وبذل الأوقات والجهود في سبيلها ردة عن دين الله تبارك وتعالى , وكفر صراح ونكوص عن نهج الصلاح والفلاح , ولقد أجمع علماء الإسلام على أن مظاهرة المشركين على المسلمين ردة عن دين الله رب العالمين , قال الدكتور حسام الدين عفانة :" وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أن مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين من نواقض الإسلام ، وهذا حق وصدق ، فقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام، قال العلامة عبد العزيز بن باز:[ وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ] مجموع فتاوي ابن باز 1/274. وقال العلامة عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى بالسعودية سابقاً:[ وأما التولي:فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة، وعدم البراءة منهم ظاهراً، فهذا ردةٌ من فاعله، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المقتدى بهم ] الدرر السنية 15/ 479. وقال العلامة الشيخ أحمد شاكر في فتوى له في بيان حكم التعاون مع الإنجليز والفرنسيين أثناء عدوانهم على مصر:[ أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفرادٍ أو حكوماتٍ أو زعماء، كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا لله، لا للسياسة ولا للناس ] كلمة حق 126-137. وقالت لجنة الفتوى بالأزهر في فتوى لها:[...لا شك أن بذل المعونة لهؤلاء ؛ وتيسير الوسائل التي تساعدهم على تحقيق غاياتهم التي فيها إذلال المسلمين، وتبديد شملهم، ومحو دولتهم؛ أعظم إثماً؛ وأكبر ضرراً من مجرد موالاتهم.. وأشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين... والذي يستبيح شيئاً من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتداً عن دين الإسلام، فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليها الاتصال به، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين...] مجلة الفتح العدد 846. وقال الشيخ سليمان العلوان:[ ومظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين فتنةٌ عظيمة قد عمت فأعمت، ورزيةٌ رمت فأصمت، وفتنةٌ دعت القلوب فأجابها كل قلب مفتون بحب المشركين، ولا سيما في هذا الزمن، الذي كثر فيه الجهل، وقلَّ فيه العلم، وتوفرت فيه أسباب الفتن، وغلب الهوى واستحكم، وانطمست أعلام السنن والآثار... لأن مظاهرتهم ردة عن الإسلام.] التبيــان شرح نواقض الإســلام ص 49. وقال الشيخ سليمان العلوان أيضاً:[وقد حكى غيرُ واحدٍ من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى{ ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية وقتل القادة المخلصين ]. وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:[ أما مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين، هذا من نواقض الإسلام، كما هو مقرر في كتب فقه الحنابلة وذكره العلماء ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النواقض العشر في الناقض الثامن. وهذا الناقض مبني على أمرين: الأول: هو المظاهرة، والثاني: هو الإعانة،قال: مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين. والمظاهرة: أن يجعل طائفة من المسلمين - يجعلون - أنفسهم ظهراً للمشركين، يحمونهم فيما لو أراد طائفة من المؤمنين أن يقعوا فيهم، يحمونهم وينصرونهم ويحمون ظهورهم ويحمون بيضتهم، وهذا مظاهرة بمعنى أنه صار ظهراً لهم، فقول الشيخ رحمه الله مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين مركبة من الأمرين – الناقض مركب من الأمرين – المظاهرة بأن يكون ظهراً لهم – بأي عملٍ يكون ظهراً يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين لأجل حماية هؤلاء.أما الثاني فالإعانة: إعانة المشرك].


مستند إجماع العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام


وكلام أهل العلم في بيان ذلك كثير جداً لا يتسع المقام لذكره , وأما مستند إجماع العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام،فأدلته كثيرة منها: قول الله تعالى:{ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ } سورة آل عمران الآية 28. وقوله الله تعالى:{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } سورةالنساء الآيتان 138-139, وقوله الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } سورة المائدة الآية51 , وقال الشيخ ابن حزم:[ صح أن قوله تعالى{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم } إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين ]. المحلى 11/ 138.


ويدل على ذلك أيضاً قوله الله تعالى:{ تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } سورة المائدة الآيتان 80-81.قال شيخ الإسلام ابن تيمية:[ فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف لو التي تقتضي مع انتفاء الشرط انتفاء المشروط، فقال{ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} فدلَّ على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه. ومثله قوله تعالى{لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمناً، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم، فالقرآن يصدق بعضه بعضاً] مجموع الفتاوى 7/17-18. وغير ذلك من الأدلة.


صور مظاهرة المشركين على المسلمين وأنواعها


وخلاصة الأمر أن مظاهرة الكافرين على المسلمين تعتبر من نواقض الإسلام، ويدخل في ذلك مظاهرتهم مادياً كتقديم العون والمساعدة لهم بغض النظر عن شكلها وحجمها، وكذا تقديم الدعم المعنوي لهم كمساندتهم وممالئـتهم في وسائل الإعلام المختلفة.


أليس كل هذا من مظاهرة المشركين على المسلمين


عندما تقوم السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح في وجوه أهل غزة , وتضييق الخناق عليه , والتنسيق مع اليهود ضدهم , ومنع المساعدات من الدخول عليهم , ومحاكمة من يمدهم بالمال ويقدم لهم ما يحتاجونه من حاجيات الحياة , في الوقت الذي يقومون بإمداد اليهود بكل ما يحتاجون إليه من موارد الحياة وغيرها حتى وصل المر إلى إدخال الأسلحة لقتل أهل فلسطين عبر قناة السويس وغيرها , أليس هذا من مظاهرة المشركين على المسلمين؟!!!


وعندما يقوم الجيش الباكستاني بشن حرب على المسلمين في سوات لا يستفيد منها إلا الأمريكان , وتسلم الحكومة الباكستانية المجاهدين إلى الأمريكان , وتساعدهم بما يسمى بالحرب ضد الإرهاب , بل إن الحكومة الباكستانية ساعدت أمريكا على أن تسيطر على أفغانستان بلد الإسلام والقضاء على المسلمين , أليس هذا كله من مظاهرة المشركين على المسلمين وخدمة المشروع والأجندة الصهيوصليبية ؟!!!


ثم ها نحن نرى الأجهزة الأمنية التابعة لعباس تعتقل المجاهدين وتطاردهم وتصادر سلاحهم بل وتسلم كثيرا منهم لليهود وتضيق على المسلمين وتسكت عن اعتداء المغتصبين على المسلمين , بالإضافة إلى اللقاءات التي يعقدها قادة السلطة مع اليهود وما يرافق هذا من تنسيق أمني وتقديم معلومات عن المجاهدين في غزة والضفة , ولقد اعترف الجيش الصهيوني أن حرب غزة تمت بتحريض من السلطة ومعاونة منها , فقد أمسكت الأجهزة الأمنية في غزة عدة أفراد من أتباع عباس من السلطة البائدة , واعترفوا في المساجد وأمام الناس أنهم قدموا معلومات دقيقة للسلطة في رام الله عن كل ما يمت للمقاومة بصلة , والتي قامت السلطة بدورها بتقديمها لليهود وهذا يفسر ما استغرب منه الناس في حرب غزة الأخيرة من استهداف أماكن وأشخاص ومخازن للأسلحة لا يمكن لليهود الوصول إليها إلا بمثل المعلومات التي قدمها رجال عباس وإخوانهم من الجواسيس والعملاء أو ما يسميهم أهل القطاع عندنا ب"أبو أصبع" , أليس هذا كله من مظاهرة المشركين على المسلمين ؟!!! .


ثالثا:وخادم الأجندة الصهيوصليبية منافق لقوله تعالى:" بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) "(النساء)


هل يجوز الحوار مع خدام الأجندة الصهيوصليبية؟


أما الحوار الذي يقصد منه التوحد فلا يجوز عقده مع خدام الأجندة الصهيوصليبية على الإطلاق , لأن الوحدة المشروعة هي ما كانت على الكتاب والسنة بفقه سلف الأمة وإلا فلا , قال الله تعالى :" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " (آل عمران) , وقال أيضا:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) " (الأنعام) , ومن درس تاريخ العرب يعلم أنهم ما توحدوا يوما إلا على دين , وأما على غيره فكل المحاولات باءت بالفشل , ولقد فطن أهل المدينة لذلك فقالوا لما قابلوا محمدا – صلى الله عليه وسلم - :"لعل الله يجمع بك بين الحيين" , ويقصدون الأوس والخزرج الذين دارت بينهم الحروب الضروس أكثر من أربعين سنة , وحقا ما تفطن إليه أهل المدينة فقد وحد الله بينهم بمحمد – صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى:" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) "(الأنفال) , ولقد أحسن الفاروق لما قال :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" , ولن تنجح وحدة تقوم على غير أساس الدين , ومن هنا لا يجوز هذا الحوار.


الحالات التي يجوز فيها الحوار مع خدام الأجندة الصهيوصليبية


ومن الحالات التي يجوز فيها الحوار مع خدام الأجندة الصهيوصليبية عندما ندعوهم إلى التوبة على ما هم عليه من كفر وضلال بمظاهرتهم للمشركين على المسلمين وغيرها من النواقض التي يرتكبونها , قال الله تعالى:" أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) "(المائدة) , وقال أيضا:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) " (آل عمران) , فإذ جاز محاورة أهل الكتاب ليسلموا فيجوز محاورة المرتدين ليسلموا لله رب العالمين .


ويجوز محاورتهم لنخبرهم أننا نكفر بهم وبمنهجهم ونبغضهم ونعاديهم ونبرأ منهم إلى أن يعودوا لرشدهم ويؤمنوا بالله وحده لا شريك له , قال الله تعالى:" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) "(الممتحنة).


كما لا ننسى حوار البندقية


فإذا كان التحالف الصهيوصليبي لا يقتنع إلا بالقوة وبمصطلح القوة , فكذلك خدامه لا يقتنعون ولا يتوقفون عن عدوانهم إلا بأسلوب القوة , فلا بد من قتالهم عند القدرة وإلا فالإعداد , قال الله تعالى:"وأعدوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) "(الأنفال) , وإذا لم يتعفف خدام المشروع الصهيوصليبي عن دمائنا فلماذا نتعفف عن دمائهم , قال الله تعالى:" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) "(التوبة) .


متى يكون للدم الفلسطيني حرمة وحصانة؟


وهذا تساؤل مهم في مثل هذه الأوقات , ونقول وبالله التوفيق:نعم ... الدم الفلسطيني المسلم له حرمة , وكل من يتجرأ عليه متوعد بقول الله تعالى:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) " (النساء), بل إن الإنسان يكون في فسحة من دينه ما لم يتجرأ على هذا الدم أو ما يماثله , ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" .


ودم الفلسطينيين من أهل الذمة والمعاهدين في حال انطباق الشروط والضوابط الشرعية عليهم حرام كذلك لقول الرسول كما في الصحيح:" مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا " .


ولكن هل لهذه الماء الفلسطينية حرمة؟


هل لدم الفلسطيني الذي يقتل مسلما غيره حرمة؟ وهل لدم من يزني من أهل فلسطين وهو متزوج حرمة؟ وهل لدم من بدل دينه من أهل فلسطين حرمة؟ والجواب ليس لدماء هؤلاء جميعا حرمة لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه:" لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " , ثم قولوا لي :هل لدم من حارب الله ورسوله وعاث في الأرض فسادا حرمة وحصانة؟ والجواب لا وألف لا , لقول الله تعالى:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) "(المائدة) , وبعد هذا التأصيل فكلكم يرى الأجهزة الأمنية العربية وعلى رأسها الجهاز الأمني الباكستاني والفلسطيني وباقي أجهزة الحكومات العربية يظاهر المشركين على المسلمين ويحارب الله ورسوله ويعيث في الأرض فسادا , وعليه فليس لدمائهم حرمة وحصانة ولا نعمة لهم ولا كرامة , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) "(التوبة) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) "(التوبة) .


المنية ولا الدنية يا رجال التوحيد


فيا أيُّها المجاهدون ، هذه رسالةٌ إليكم ، وقد اجتمع الكفَّار عليكم ، وائتمروا بكم ليقتّلوكم ويسجّنوكم يريدون ليوقفوا بذلك الجهاد ، والله متمُّ نوره ولو كره بوش وشارون وحسني وعباس وكافة الطواغيت.


يا رجال التوحيد لا تمكنوا الطاغوت وحزبه من أنفسكم , وانظروا إلى حالكم وإمكانياتكم , فإن استطعتم قتالهم فقاتلوهم وعلموهم من يكون أتباع محمد – صلى الله عليه وسلم - وإلا فإن استطعتم الملاص من بين أيديهم فافعلوا واتقوا الله ما استطعتم واعلموا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم , قاتلوهم ولا تسلموهم أنفسكم فالمسلم عزيزٌ بعزَّة الإسلام ، حرٌّ من رقِّ غير الله ، فمن دعاه إلى الاستسلام لله والانقياد لحكمه ؛ جاءه طائعًا مختارًا ، ومن دعاه إلى ملك فلان وسلطانه ، وجبروت فلان وطغيانه ، لا إلى حكم الله وشريعته ؛ لم يلزمه تسليم نفسه والاستسلام له ، فهو لا يسلم ماله إلاَّ بحقِّه ؛ فكيف بنفسه؟


أقسمت : إمَّا أن أعيش بعزةٍ بكرامتي *** أو أن تُدَقَّ عظاميا


, قال الله تعال:" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) "(فاطر) , واعلم أنك إذا قتلت فإنك شهيد أخرج الطبراني في المعجم الكبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ:"الْمَقْتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ , وَالْمَقْتُولُ دُونَ أَهْلِهِ شَهِيدٌ , وَالْمَقْتُولُ دُونَ نَفْسِهِ شَهِيدٌ." , ولقد أجاز الرسول للمسلم أن يقاتل دون ماله فما بالكم بالقتال دون الدين , أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال:" جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي قَالَ قَاتِلْهُ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي قَالَ فَأَنْتَ شَهِيدٌ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ هُوَ فِي النَّارِ


" .


أيُّها المجاهدون ، فلا تستسلموا لهم ، وتُسلموا أنفسكم إليهم ، وتمكّنوهم منكم ، وتجعلوا للكافرين سبيلاً عليكم ، بل قاتلوا ثمَّ عيشوا أعزَّةً ، أو موتوا كرامًا ، والمنيَّة ولا الدنيَّة , واعلم أن الدخول في ولايةِ كافرٍ وتحتَ يدِه اختيارًا محرَّمٌ ، ولذلك وجبتِ الهجرةُ ، وحرُمت تولية الكفَّار المناصب على المسلمين ، ولم يصحّ تملّك الكافر لعبدٍ مسلمٍ ، {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} ، و"الإسلامُ يعلو ولا يُعلى". وقد استثنى أكثر أهل العلم حالةً واحدةً من هذه القاعدة ، هي ما بوَّب عليه البخاري في صحيحه فقال: "باب هل يستأسرُ الرَّجُلُ؟ ومن لم يستأسر" ، وخرَّج فيه حديث العشرة الّذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنُذر بهم قومٌ من بني لحيان وأحاطوا بهم وعرضوا عليهم النزول في ذمَّتهم ، فنزل من نزل من الصحابة في عَهدِ المشركين ، وقال عاصم بن ثابت : "أمَّا أنا فلا أنزل في ذمَّة كافرٍ ، فقاتل حتَّى قُتل".


قال الحافظ في شرح الحديث : " للأسير أن يمتنع من قبول الأمان ولا يمكن من نفسه ولو قتل ، أنفة من أن يجري عليه حكم الكافر، وهذا إذا أراد الأخذ بالشدة، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن" ، وإلى التخيير ذهب جماهير العلماء ، إلاَّ روايةً عن أحمد بتحريم الاستئسار للكفَّار حكاها الآجُرِّيّ ، وجاء عن أحمد : "لا يعجبني أن يستأسر، يقاتل أحب إليَّ، الأسر شديد ولابد من الموت".


ومع ذلك فالأخذ بالعزيمة أفضل وهذه هي العلة


ففي هذه الصورة التي فيها الرُّخصة ، والأفضل بالاتّفاق هو الأخذ بالعزيمة ، وعدم الاستسلام لكافر ، لما في الاستسلام من المفاسد العظيمة ، قال الشهيد يوسف العييري رحمه الله : "ولأن استسلام المجاهد مع ما فيه من الانهزام وشيء من الذل وما فيه من كسر قلوب المسلمين ، وثلمةٍ في موقف المجاهدين ، وما فيه من سرور العدو وغبطته وشماتته بالمجاهدين والمسلمين عامة ورفع معنوياته ، مع ما في الاستسلام من جميع تلك المفاسد إلا أنه أيضاً لا يحقق للمستسلم ما خاف على نفسه منه وهو الموت فإنه سيصبر إلى قِتلة أشنع وأذل مما سيقتل عليها لو لم يستسلم هذا إن لم يمر قبل ذلك على التعذيب والتنكيل وانتزاع المعلومات التي قد تضر غيره" اهـ


فلا يجوزُ للمجاهد إذن تسليم نفسه لكافرٍ إلاَّ حين يعجز عن الفرار ، ويأمنُ الفتنة عن دينه ، ولا يخشى إفشاء أسرارٍ تضرُّ المجاهدين ، ويستوثقُ بأمانٍ لنفسه أو يأمنهم في غالب ظنِّه.


*هذه الفقرة من كتاب المنية ولا الدنية للشيخ ناصر الفهد بتصرف


حكم أنصار خدام الأجندة الصهيوصليبية


والمقصـود بهم: أنصــار الحكــام المرتــدين الذين يحكمــون بغيــر ما أنـزل الله في شتى بلدان المسلمين اليوم، وأنصارهم هم الذين يحمونهم ويمنعونهم وينصرونهم على من يريد خلعهم من المسلمين المجاهدين، وأنصارهم هم الذين يذبون عنهم بالقول ويقاتلون دونهم بالسلاح، وهم سبب دوام أحكام الكفر بهذه البلاد (..) وحكم أنصار هؤلاء الطواغيت هو فرع عن الحكم على الطواغيت، وحكم هؤلاء الحكام بغير ما أنزل الله أنهم مرتدون (..) أما حكـم أنصـارهم من علمـاء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم فهم كُفَّار على التعيين في الحكم الظاهر , قال الله تعالى:" الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا" , فكل من قاتل دفاعا عن حاكـم كافـر أو دستـور أو قانـون كافر، ــ كما يفعله أنصار الحكام المرتدين ــ فقد قاتل في سبيل الطاغوت، وكل من قاتل في سبيل الطاغوت فهو كافر، قال تعالى "والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، ويدخل في هذا: القتال بالقول أو الفعل , فهذا من أظهــر الأدلــة على كفر أنصار الحكام المرتدين بالقول كبعض علماء السوء والإعلاميين وبالفعل كالجنود على اختلاف أصنافهم، أنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، ومن قاتل في سبيله فهو كافر، ولا يلزم للحكم بكفر كل منهم أن يباشر القتال فعلا، أو أن يقع قتال، بل كل من كان مُعَداً بواسطة هؤلاء الحكام للقتال دفاعا عنهم وعن أنظمة حكمهم الكفرية ــ التي هى سبيل الطاغوت ــ فهو كافر. وإذا كان الله قد حكم بكفر من يتحاكم إلى الطاغوت فكيف بمن يقاتل من دونه وفي سبيله؟ وقد ثبت في المعجم الصغير للطبراني (1 / 204) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يكون عليكم في آخر الزمان أُمراء ظلمة ووزراء فسقه وقضاة كذبة، فمن أدرك ذلك الزمان فلا يكونن لهم جابيا ولا عريفا ولا شرطيا) وفي روايةٍ (ولا حارساً) .


ووجه الدلالة لأن فيها إعانة على الظلم.


وقد سُئِل الإمام أحمد رحمه الله، سأله السجان عندما كان في السجن، قال: يا أبا عبد الله، الحديث الذي روي عن الظلمة وأعوانهم صحيح؟ فأجاب الإمام أحمد: نعم. قال السجان: فأنا من أعوان الظلمة. قال الإمام أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويُصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك فأما أنت فمن أنفسهم.


وهذه القصة ذكرها ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد رحمه الله تعالى صفحه 397.


هذا، ويجب نشر علم هذه المسألة


هذا، ويجب نشر علم هذه المسألة (حكم أنصار الحكام المرتدين) بين عموم المسلمين، ففي نشرها خير عظيم بإذن الله تعالى وفي نشرها تعجيل بزوال دولة الحكام المرتدين وضعف شوكتهم وذهاب ريحهم، فإن كثيراً من جنود المرتدين لا يعلمون حكمهم , ولا حكم حكامهم في الشريعة وأنهم كفار، ولو علموا ذلك فلربما انقلب كثير من الجنود على حكامهم أو ساعدوا على ذلك، (ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيما) الفتح 7، (وما يعلم جنود ربك إلا هو) المدثر 31، ويقع عبء نشر علم هذه المسألة على كل مسلم عَلِمَها وبصفة خاصة الدعاة وأهل العلم منهم"


مصير خدام الأجندة الصهيوصليبية وأنصارهم


وأما مصيرهم في الدنيا فهو الهزيمة والخذلان , لأن نصر أهل الإيمان حقيقة قطعية لا مراء فيها ولاجدال , قال الله تعالى :" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"(الإسراء:81) , وقال - جلت قدرته - :" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "(الأنبياء:18) وكأني بربي – جل جلاله – في هذه الآية يجعل الباطل مرض فتاك , وأن الحق هو الدواء الفعال الذي يقضي عليه , إن المعارك التي تكون بين الحق والباطل , لابد أن تحسم للحق , وهذا كلام نهائي , قال الله تعالى:" لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ "(آل عمران:11) , وقال سبحانه وتعالى :" وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا"(الفتح:22) فالنصر آت آت لا محالة , يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء , وهو العزيز الحكيم.


وأما في الآخرة فأنقل لكم بعض مشاهد الآخرة والتي تدور رحاها بين القادة والأتباع , قال الله تعالى :" قال الله تعالى :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ *** إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ *** وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " , وقال أيضا :" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا *** يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا *** لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا " وأذكره بقوله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا *** خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا*** يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ *** وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ*** رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"


إذا تعارضت الطاعات فقدم طاعة رب الأرض السموات


وهنا لا أحب أن يفوتني قضية بالغة في الأهمية لعموم المسلمين ولأنصار خدام الأجندة الصهيوصليبية فأقول لهم : إذا تعارضت طاعة الله مع طاعة المخلوق أي كان , فأيهما نقدم ؟ بالتأكيد لا بد من تقديم طاعة الخالق - تبارك وتعالى - , لأننا أسلفنا القول بأن المطاع لذاته هو الله - جل وعلا - وطاعة غيره تابعة لطاعته , عندما تتعارض الطاعات , يتبين الحب الحقيقي من الحب المزيف , فمن كان حبه لله حقيقيا فسيقدم طاعة الله ومن كان حبه مزيفا سيقدم طاعة المخلوق , ورحم الله سعد بن أبي وقاص لما قدم طاعة الله وقال لأمه : " والله لو كان لك مائة نفس تخرج نفسا بعد نفس ما تركت دين محمد " , فنزل قوله تعالى :" وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " , ورحم الله أبا عبيدة الذي قتل أباه طاعة لربه وذلك لما وقف أبوه عثرة في طريق الدعوة , فنزل قوله تعالى:" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " , إلى كل من يقدم طاعة المخلوق على طاعة الخالق وليراجع كل واحد منا نفسه , أذكرهم بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند النسائي وصححه الألباني من حديث علي - رضي الله عنه - :" إنما الطاعة في المعروف" , والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول في موضع آخر :" لا طاعة لمن عصى الله" وفي موضع ثالث :" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " , ألا فليحاسب كل منا على نفسه , وليعدل اعوجاج نفسه , قبل أن يندم ولات حين مندم.


والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات


ولا حول ولا قوة إلا بالله


أبو يونس العباسي


غزة العزة

صرخة حق
06-06-2009, 10:50 AM
بارك الله فيكم