تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل لله جسم



www1422
06-02-2009, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القول بأن الله جسم لا كالأجسام ، قول غير صحيح ، وذلك لعدم ثبوت وصف الله تعالى بالجسمية في الكتاب أو السنة .
والأصل الذي عليه أهل السنة والجماعة : أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا يتجاوز القرآن والحديث ، لكن إن أراد المثبت للجسمية إثبات أن الله تعالى سميع بصير متكلم مستو على عرشه ، وأنه يُرى ويشار إليه ، إلى غير ذلك من صفاته ، قيل له : هذه الصفات حق ، وقد أخطأت في التعبير عنها أو عن بعضها بالجسمية ، ولهذا لم يعرف عن سلف الأمة التعبير بذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "ولفظ الجسم فيه إجمال ، قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال ، أو المركب من مادة وصورة ، أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفردة ، والله تعالى منزه عن ذلك كله ، أو كان متفرقا فاجتمع ، أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه .
وقد يراد بالجسم ما يشار إليه ، أو ما يُرى ، أو ما تقوم به الصفات ، والله تعالى يُرى في الآخرة ، وتقوم به الصفات ، ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم ، فإن أراد بقوله : ليس بجسم هذا المعنى ، قيل له : هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول ، وأنت لم تُقم دليلا على نفيه ، وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا ، فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفياًَ ولا إثباتاً ، وكذلك لفظ الجوهر والمتحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي تنازع أهل الكلام المحدَث فيها نفيا وإثباتا " انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (1/550) .

وقد تبين بهذا أن لفظ الجسم لفظ مجمل ، يحتمل حقا وباطلا ، وهو لفظ مبتدع لم يرد في النصوص نفيا ولا إثباتا ، فلزم اجتنابه .
والقائل بأن الله جسم لا كالأجسام ينبغي نصحه ، ودعوته للوقوف عند ما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولزومِ منهج السلف .

قال السفاريني رحمه الله : "قال الإمام أحمد رضي الله عنه : لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب السلف أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، فالمعطّل يعبد عدما ، والممثل يعبد صنما ، والمسلم يعبد إله الأرض والسماء" انتهى من "لوامع الأنوار البهية" (1/24) .

والله أعلم .

فخر الدين الرازي
06-02-2009, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلت يا أخ:
لكن إن أراد المثبت للجسمية إثبات أن الله تعالى سميع بصير متكلم مستو على عرشه ، وأنه يُرى ويشار إليه ، إلى غير ذلك من صفاته ، قيل له : هذه الصفات حق ،

كلام بدون تحقيق وبدون تأمل كالعادة. من تأمل في هذا الكلام يجد انكم اثبتم معاني الجسمية لله تعالى ولكنكم نفيتم التسمية فقط.

فان من يقول : "يشار اليه" , كأنه يقول : ( أراه محدودا في حيّز معين طويلا و عريضا كبيرا وذو مساحة مركبا ذا طول وعمق...) الى آخره... فيكون اثبت معاني الجسمية لله ولكنه نفى التسمية فقط.

وقد صدق الامام عليّ بن ابي طالب رضي الله عنه على ما نقله الحافظ أبو نعيم الأصفهاني: في [حلية الأولياء جـ1 ص 22] عندما قال: [من زعم أن إِلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود، ومن ذكر أن الأماكن به تُحيط، لزمه الحيرة والتخليط ] أي والله, فما زال القوم متحيرين الى اليوم .


قال:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "ولفظ الجسم فيه إجمال ، قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال ، أو المركب من مادة وصورة ، أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفردة ، والله تعالى منزه عن ذلك كله ، أو كان متفرقا فاجتمع ، أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه .

نلاحظ مذهب ابن تيمية بوضوح. الرجل انما نفى ان تكون ذات الله تعالى قابلة للانفكاك والانقسام. وقد يغيب عن كثيرين مراد ابن تيمية بذلك الكلام.
والحقيقة ان ابن تيمية لا ينفي التركيب على الله, بمعنى ان يكون الله مركبا من اعضاء واجزاء, لا فهذه الامور هو يثبتها, انما الذي ينفيه كون هذه الاجزاء قابلة للانفكاك لا غير. لاحظوا كلامه جيدا, فهو لم يقل بأن الله تعالى ليس متبعضا من اجزاء او ابعاض, بل قال بان الله تعالى منزه عن الانقسام.

قال:
وقد يراد بالجسم ما يشار إليه ، أو ما يُرى ، أو ما تقوم به الصفات ، والله تعالى يُرى في الآخرة ، وتقوم به الصفات ، ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم ، فإن أراد بقوله : ليس بجسم هذا المعنى ، قيل له : هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول ، وأنت لم تُقم دليلا على نفيه ،

هنا اتضح كلام ابن تيمية المجسم. فكلام عند العارفين به يترجم كالتالي:
يقول ابن تيمية لذلك الذي يثبت كون الله جسما كونه مشارا اليه ومحدودا عنده : كون الله يشار اليه وكونه محدودا ومتحيزا , هو من صفات الاجسام لا ريب, وهوما جاءت به الشريعة - على زعمه - فكل ما يشار اليه لا بد ان يكون جسما ذو مساحة ذا طول وعرض, وهذا لا يناطح فيه عنزان, ولكن ذلك اللفظ لم يرد لا في كتاب ولا سنة لذلك فاقف عنده.

هذا هو ملخص كلام ابن تيمية. فهو يعتقد بمعاني التجسيم ولكنه يموه على الناس بحيث لا يصرح لفظا بان الله جسم. وهل هذا الا كمن قال: رأيت شيئا يجري في السماء ذو اجنحة وريش ولكنني لا اقول بانه طائر !!!!!! الحمد لله على نعمة العقل.

قال:
وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا ، فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفياًَ ولا إثباتاً ، وكذلك لفظ الجوهر والمتحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي تنازع أهل الكلام المحدَث فيها نفيا وإثباتا " انتهى من "بيان تلبيس الجهمية"

كذب فان ائمة السلف صرحوا باستحالة كون الله جسما. وصريح القرآن دل على ذلك. يكفي قول الله تعالى : (ليس كمثله شئ) حتى نتيقن بان الله تعالى لا يشبه مخلوقاته باي معنى من المعاني او الاشكال, وكلام الامام احمد وابو حنيفة والطبري والطحاوي في نفي الجسمية مسطور في كتبهم.
راجع اعتقاد الامام احمد بن حنبل لابي فضل التميمي, والفقه الاكبر لابي حنيفة, وتفسير الطبري للامام الطبري السلفي , والعقيدة الطحاوية للطحاوي, رحمهم الله اجمعين , حتى ترى ذلك بام عينك, ولتتأكد مبلغ تهور ابن تيمية في ذلك.

اما لفظ التحيز والجوهر وما شابهه, فأي اشكال فيه؟ وهل وضعت تلكم الالفاظ الا لتحقيق العقيدة؟ ةهل المشكلة في الالفاظ ام في مدلولها؟ الحمد لله على نعمة العقل......

قال:
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب السلف أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، فالمعطّل يعبد عدما ، والممثل يعبد صنما ، والمسلم يعبد إله الأرض والسماء" انتهى من "لوامع الأنوار البهية

يا ليته فهم ما تكلم به ههنا. ويا ليته وقف على ما وقف عنده السلف, قبل ان يتفوه بالحد والجهة واثبات المكان والاستقرار لله والنزول من فوق الى تحت..... الى غير ذلك من الطامات التي لم يرد فيها لا كتاب ولا سنة........