تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأحكام المتأرجحة والخطابات المتلونة ... أسبابها وموقفنا نحوها



أبو يونس العباسي
06-02-2009, 12:39 AM
الأحكام المتأرجحة والخطابات المتلونة

الأحكام المتأرجحة والخطابات المتلونة ... أسبابها وموقفنا نحوها



أبو يونس العباسي



الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل , بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى , ويصبرون منهم على الأذى , يحيون بكتاب الله الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه , وكم من ضال تائه قد هدوه , فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين , الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة , فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب , يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم , يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين , وصلى الله على محمد النبي وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد ....



سبب المقال



ومرة أخرى يتجرأ جند الطاغوت الفلسطيني على دماء الموحدين في الضفة بعدما تجرأ عليها وولغ فيها في غزة العزة , وبعد هذا الحدث المؤسف الذي دارت رحاه في قلقيلية خرج علينا الدكتور يونس الأسطل يرعد ويزبد ويبرق معلقا على هذه الحادثة المؤلمة واصفا عباس وزمرته أنهم أهل ردة , وذلك لأنهم ارتكبوا ناقضا من نواقض التوحيد ألا وهو مظاهرة المشركين على المسلمين وحقا ما قال وأرجوا من الله أن يثبت على مثل هذا القول وأن يرده إلى الحق مردا جميلا .



ولكن يحق لي أن أتساءل فأقول



بالأمس القريب كان عباس هو رئيسنا , وأردنا التوحد معه وتشكيل حكومة تحت مظلته , لأننا أخوة في الوطن , واليوم هو مرتد كافر , ولا أدري ماذا سيكون غدا .

إن أمثال هذه التصرفات تُظهر ما عند حماس من تذبذب في إصدار الأحكام على الآخرين , وهذا التذبذب هو الذي رأيناه وعايشناه أيام تطهير غزة العزة , ففي أثناء التطهير كانت المعركة معركة بين حق وباطل , وإسلام وردة , وبعد التطهير بزمن ليس بالبعيد وُصف التطهير بأنه خطأ غير مقصود قد ألجأتهم إليه الظروف والمعطيات , ومدت قيادات حماس أيديها بل وطالبت بالمصالحة مع عبيد اليهود والنصارى من أبناء جلدتنا الذين خانوا الملة والأمة , نعم مدت الأيادي في الوقت الذي لم يتب هؤلاء الخونة من خيانتهم وكفرهم وردتهم عن دين الله تعالى , وإلى الله المشتكى .


الميزان الأكبر



إن من أسماء الله تبارك وتعالى أنه الحكم , ومن مستلزمات هذا الاسم أنه لا يجوز لأحد أن يحكم أو يحل أو يحرم إلا صاحب هذا الاسم - سبحانه وتعالى - , ولا بد على كل مخلوق أن يرجع لله للحكم ليحكم في أموره وما يحل به من نزاعات وإشكالات , سواء أكانت صغيرة أم كبيرة , قال الله تعالى :" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)"(يوسف) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)"(النساء) , وقال أيضا:" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)"(النساء) , ومن أصناف الحكم وأنواعه الحكم على الأشخاص , الذي لا بد أن تكون مرجعيته كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - , فأحكام التكفير والتفسيق والتخوين والتحقير والتبجيل والتعظيم والتبجيل وغيرها من الأحكام لا بد أن تضبط بضوابط الكتاب والسنة , فالعزيز بناء على ما تقدم هو من أعزه الله , والذليل هو من أذله الله جل في علاه , ولا يجوز لإنسان أن يصدر أحكاما من تلقاء نفسه , وبغير برهان من الله تعالى , بل لا بد من الرجوع إلى منهج الله حتى تكون الأحكام الصادرة من الإنسان المسلم صائبة لا غبار عليها , قال الله تعالى :"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) "(آل عمران) , وأخرج الترمذي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله علمه أن يقول في الوتر :" إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت" , ولكننا ولا حول ولا قوة إلا بالله في زمن أهين فيه التقي ورفع فيه الذليل الشقي , ولكن حسبنا أننا وعما قريب سننتقل إلى جوار ربنا الذي لا يظلم عنده أحد , وفي السلسلة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم -قال :"إذا لقيتم المشركين ( وفي رواية أهل الكتاب ) فلا تبدؤهم بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى اضيقها", فإذا سألت لماذا هذا ؟ قلت لك : لأنه كافر وكفره يقلل من شأنه عند الله وعند الموحدين كذلك , إذ إن حبنا وبغضنا للآخرين ليس ذاتيا بل إنه تابع لحب الله الجليل العظيم وبغضه , فعجب كل العجب لمن جعل النصارى إخوانه , والروافض أولياءه , والطواغيت أسياده ورؤساؤه وأشقاؤه , كيف يقول هذا ؟ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم -كما عند الحاكم وحسنه الأباني من حديث بريدة يقول : "إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه ", ومن هنا تنبع أهمية الميزان الكبر في إيقاف تأرجح الحكام وتلوين الخطابات .



الموازين المتأرجحة تنتج أحكاما متأرجحة



وإن من أبرز الموازين الجاهلية التي تشارك الله تعالى في الحكم والتشريع والقضاء ما يسمونه بالمجالس التشريعية (الوثنية), والرباعية الدولية , ومجلس الأمم المتحدة , والشرعية الدولية , وغيرها من المؤسسات الكافرة الفاجرة , الفاسدة المفسدة , الضالة المضلة , وذلك لأن هذه المؤسسات تشارك الله في الحكم والله تعالى يقول :" مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ويقول كذلك :"وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ".



الأحكام المتأرجحة أسبابها ودوافعها



ولا بد علينا ونحن ندرس قضية الأحكام المتأرجحة والخطاب المتلون أن نقول بأن من أهم أسبابه اتباع الهوى والإعراض عن اتباع منهج المولى سبحانه وتعالى , والهوى هو : ما تشتهيه النفس في معصية الله تعالى , ولهذا جاء التحذير من الهوى في أكثر من آية من كتاب الله تعالى , حتى وصل الأمر إلى أن جعل المولى سبحانه وتعالى الهوى ممن الآلهة المزعومة التي تعبد من دون الله تبارك وتعلاى , قال الله تعالى :" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) "(الجاثية) , بل إن الله رتب الجنة وكبير الأجر على من تمسك بالشرع وخالف الهوى , قال الله تعالى :" وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) "(النازعات) , ومن أسباب هذه الأحكام المتأرجحة أيضا , حب الدنيا وتقديم المصالح الدنيوية والملذات والشهوات على المصالح الشرعية وما عند الله تبارك وتعالى , وهذا ما نستطيع تسميته بأنه بيع للآخرة بالدنيا وبيع للهدى بالضلالة , قال الله تعالى :" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)" (البقرة), وقال أيضا:" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)"(البقرة) ,فتبا لمصالح الدنيا ولشهواتها وتبا للسياسة الوضعية التي تجعل الحقير عزيزا والعزيز حقيرا , فيا من تؤرجحون الأحكام وتلونون الخطاب اعلموا أن فعلكم هذا كذب على الله وتبديل للحقائق , قال الله تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) "(هود) , واعلموا أن فعلكم هذا تلبيس للحق بالباطل وخداع للناس وتغرير بهم , قال الله تعالى :"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)"(البقرة) .



أليس هذا من الأحكام المتأرجحة التي يلبس فيها الحق بالباطل



أليس ما يفعله أنصار الطواغيت وأدعياء السلفية من تعظيم لطواغيت الحكم ووصفهم بصفات التقدير وإبرازهم للأمة على أنهم أولياء أمور شرعيين , من أرجحة الأحكام وتلبيس الحق بالباطل؟!!!



أليس ما يفعله البعض من تلميع للروافض ورؤوسهم وتعظيمه ورفعهم عاليا عاليا وعلى يد بعض رجال الصحوة وهم من يسبون الصحب الكرام بل ويكفرونهم ويعتقدون تحريف القرآن ويخونون زوجات رسول الأنام – صلى الله عليه وسلم – أليس هذا من أرجحة الأحكام وتلبيس الحق بالباطل؟!!!



أليس وصف النصارى بالأخوة مع أن الله خص الأخوة بأخوة الدين والإيمان وهذا ما تفيده أداة الحصر إنما في قوله تعالى :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) "(الحجرات) , من أرجحة الأحكام وتلبيس الحق بالباطل؟!!!



أليس التذبذب في موقف بعض الحركات الإسلامية من حكومات الطواغيت فمرة يخونون ومرة يؤمنون ومرة يرفعون ومرة يضعون ومرة يذمون ومرة يمدحون ومرة يكفرون ومرة يتوقفون ومرة يحكمون بإسلام من كانوا للكفر مرتكبون ويتهمون المكفرين بما يندى له الجبين , أليس هذا من أرجحة الأحكام وتلبيس الحق بالباطل؟!!!



أليس كل ما تقدم من الأحكام المتأرجحة التي ما كانت لتحدث لو كانت المرجعية في إصدار الأحكام هي كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ؟!!!



وعين الرضا عن كل عيب كليلة



لقد أبدع ذلكم الشاعر عندما قال :وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا , حقا إن هذا الكلام واقعي وواقعي جدا , فجل من عرفت من جمعيات وحركات ومؤسسات بل وأفراد , ترضى عن أحدنا وتبجله وتعظمه إذا كانت عنه راضية فإذا ما سخطت عليه وذلك في حال مخالفته لها , فعندها تظهر العيوب والمساوئ والتناقضات , فإذا لم تدر مع الخلق حيث داروا غضبوا عليك , وأنا أقول لك فليغضبوا ودر مع الحق حيث دار , وأذكرك أخي الموحد بأن المؤمن لا يهتم برأي الناس فيه إذا ما كان الرب عنه راضيا , قال الله تعالى :" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) "(التوبة) , ولا عجب من ذلك فإن إرضاء الناس غاية لا تدرك , وهو شيء ليس بالمأمور به ولا المقدور عليه , ولتعلموا أن من أرضى ربه رضي عنه مبغضه على المدى البعيد , ومن أسخط ربه سخط عنه محبه وعلى المدى البعيد , وكل ما هو آت قريب ,أخرج الترمذي في سننه ن حديث عائشة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال :"من التمس رضى الله بسخطالناسرضي اللهعنهوأرضىعنهالناس، ومن التمس رضىالناسبسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليهالناس" , فيا أيها الموحد لا تهتم لنظرة الناس إليك إذا كنت على منهج الغله سائرا وبه عاملا , ولتجعل شعارك ودثارك قول ذلكم الشاعر الذي خاطب ربه قائلا له :ليتك حلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب *** وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب ***إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب , والمناسبة التي دفعتني لإيراد مثل هذا الكلام أن أحكام الناس على إنسان ما لا اعتبار لها إذا وجدت فيها تهمة العداوة أو إذا كانت غير منطلقة من منهج الله تبارك وتعالى , فعلى المسلم الحقيقي أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم , وألا يكترث بذم الناس أو بذمهم فإنهم لا يقدمون ولا يؤخرون , والجماعة كما قال ابن مسعود – رضي الله عنه - :"الجماعة هي الحق ولو كنت وحدك" , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) "(التوبة) , ولقد أخذ الرسول فيما اخذ على صحابته في البيعة ان يقولوا الحق لا يخافوا في الله لومة لائم , وليتق الله ربه من سكت عن الحق بعد ما أُمر أن يصدح به , قال الله تعالى :"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)"(آل عمران) , وثبت عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم:" أن الله تعالى يقول لرجل:ما منعك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟فيقول:خشية الناس يارب .فيقول الله له:إيايأحق أنتخشى " .



إصدار الأحكام وعلاقته بالولاء والبراء



وبعد الحكم على الأشخاص ووزنهم بميزان الشريعة يتحدد الولاء والبراء , فالولاء يكون على قدر الطاعة , والبراء يكون على قدر المعصية , ولا يكون ولاء إلا ببراء , والبراء الكامل لا يكون إلا من كافر أو مرتد , ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام , فيا عجبا من بعض حملة العلم كيف يوالون طواغيت الحكم , ويا عجبا لمن توقف في ردة طواغيت الحكم ووالاهم وذب عنهم بل وامتنع عن أن يتبرأ منهم , في الوقت الذي تبرا فيه من الموحدين والمجاهدين في سبيل الله تبارك وتعالى , كيف لرجل عاقل أو مخلص أن يعادي الشيخ أسامة والحكيم أيمن وأبو مصعب وأبو الليث وأبو عمر وأبو حمزة وغيرهم ويوالي ألا مبارك والقذافي وعبد الشيطان بن عبد العزيز ؟!!! اللهم ثبت علينا العقل والدين.



الحكم على الشيء فرع عن تصوره



يتسرع كثير من الناس في الحكم على الآخرين دون أن يتصور حقيقة ما هم عليه , والتسرع في إصدار الأحكام من أسباب تأرجح الأحكام , ومثال ذلك تسرع كثير من المسلمين في إلصاق تهم التكفير والتفجير والتفسيق والتشدد والتزمت وقتل معصومي الدم وترويع المسلمين , يلصقون ذلك كله بالموحدين , دون أن يكون لهم على ذلك حجة أو دليل أو برهان , إلا ما يبثه الإعلام الكافر المعادي لله ولرسوله وللمؤمنين , ولا أخفيكم سرا أنني كنت في يوم من الأيام من هؤلاء المتسرعين فالحمد لله على الهداية .



أخطاء الأتباع لا يجوز أن تنسب لمنهج رب الكون والأصقاع



ومن الأخطاء التي يقع الناس فيها في مجال الحكم على الآخرين أنهم ينسبون أخطاء بعض الأفراد ممن يناصر الموحدين إلى المنهج , وما علموا أن خطأ كل إنسان على نفسه وأما المنهج فمعصوم قال الله تعالى :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) "(الحجر)ومن هنا أن أطالب قيادة الجهاد وعلمائه أن يبرؤوا ساحة المنهج من أي خطأ يمكن أن يرتكبه بعض من يناصر هذا المنهج المبارك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , ومن المعلوم أن الإنسان مجبول على الخطأ , ولقد روى الترمذي وحسنه الألباني أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون", ودوما كنت أقول وسأقول :"ليس من العيب أن تخطأ ولكن العيب أن تصر على الخطأ" , قال عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه - لأبي موسى الأشعري الخطاب – رضي الله عنه -:"ولايمنعك قضاءٌ قضيتَه بالأمس - فراجعت فيهعقلك، وهديت لرشدك- أن ترجع إلىالحق،فإنالحققديمٌ ومراجعةُ الحقِّ خيرٌ منالتمادي في الباطل. " , والناس عندنا يقولون:"إن من يخطأ هو من يعمل فأما من لا يعمل فغنه لا يخطئ" , ثم هل كان الصحب معصومون من الخطأ ؟ لا والله , ولكنهم كانوا إذا اخطئوا تابوا واستغفروا , قال الله تعالى:"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)"(آل عمران) , فلا يجوز إذن نسبة أخطاء بعض المجاهدين إلى المنهج , فإن المنهج معصوم ومحفوظ , وليعلم الجميع أننا لا نرضى بالخطأ والانحراف ولو جاء من قبل الشيخ أسامة - حفظه الله وعصمه وثبته - , وأقول لمن يتسرع في الحكم على الأشخاص دون حجة ولا برهان ولا دليل :والله لتعاقبن على افتراءاتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) "(الأحزاب) .



هل كل من كفر أحدا فهو تكفيري



لا شك أن هناك من يكفر وهو مخطئ , وهناك من يكفر وهو مصيب , ولا يكون الإنسان مصيبا في تكفيره إلا إذا كان مستندا في حكمه هذا إلى الكتاب والسنة , ولكن ليس كل واحد منا مؤهل للنظر في الكتاب والسنة , ليصدر حكما على من يشاء وقت ما يشاء , بل إن هذا يحتاج للعلماء العاملين من أهل السنة والجماعة حقا وصدقا , لا من المرجئين , وذلك لأن قضية التكفير قضية خطيرة , وبيان هذا أنك إذا اتهمت غيرك بالكفر ولم يكن كذلك إلا وحارت عليك وارتدت عليك , كما نطق بذلك المعصوم – صلى الله عليه وسلم - , في الوقت نفسه الذي أرى انه من الظلم أن تنسب تهمة التكفيري والتكفيرون لكل من أصدر حكما بالكفر على أحد , وإلا فإن الله قد كفر أناسا بعقيدتهم وأقوالهم وأفعالهم أو بواحدة من هذه الثلاثة , قال الله تعالى :" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)"(المائدة) , وكذلك فعل الرسول وسار على دربه العلماء العاملون من أهل السنة والجماعة حقا وصدقا , فلا حرج حتى على العامي إذا كفر من كفره الله ورسوله والعلماء الصادقون الموثوق في دينهم وأمانتهم , وأنا هنا أذكر إخواني بقاعدة مهمة من قواعد التكفير والتي تنص على أن من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول عنه إلا بيقين والعكس صحيح , ولكننا وبحق بحاجة إلى تقنين إصدار أحكام التكفير , ووالله إن الإنسان في بعض الأحيان يشعر من بعض الإخوة انه لا يوجد في منهجنا إلا التكفير والتفجير , فعليكم بالوسط فهو خير الأمور واعلموا أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده , وأن إصدار الأحكام من هذا القبيل لا يجوز أن يكون المقصد منها ذاتيا شخصيا بل يجب أن يكون منطلق إصدارنا للأحكام الصدوع بالحق وإرضاء الملك سبحانه وتعالى ورحمة الناس والرأفة بهم , ولنعلم أن التكفير حكم الله فلا يجوز السكوت عن كفر الكافر والتورع عن تكفيره , فمثل هذا السكوت خلة للشياطين ومثل هذا التورع تورع سامج , قال الله تعالى :" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)"(البقرة) , ون الكفر بالطاغوت تكفير عباده وأتباعه .



رسالة إلى أرباب الموازين والحكام المتأرجحة



في وقت كثر فيه الطعن بالموحدين والمجاهدين ,وفي نفس الوقت الذي فشا فيه مدح الطواغيت , والدفاع عنهم , والذود دون عروشهم الظالمة المستبدة , في وقت تنزل فيه نصوص ولي الأمر الشرعي التي قيلت في أمثال الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين , نرى كثيرا من المشائخ ينزلونها على طواغيت العصر و الذين ما كانوا يوما من الأيام أولياء أمر شرعيين لنا , بل هم أولياء كفر وفجر وعهر وخمر , نسأل الله لنا ولهم الهداية , اللهم آمين , في مثل هذا الوقت نقول : يا مشائخ الطواغيت ... إن كلماتكم كما كلمات غيركم , ستوزن عليكم , ففكروا قبل أن تتفوهوا بأي كلمة , هل ستوزن لكم أم عليكم , قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما عند مالك وأحمد والترمذي وصححه الألباني من حديث بلال ين الحارث:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة", وإني أعظكم فأقول لكم : إن لم تقول الحق فاصمتوا , ولا تنصروا الطاغوت بكلامكم الباطل , وتذكروا قول النبي –صلى الله عليه وسلم -كما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه ‌ - :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت", ووالله إنني أسمع كثيرا من مشائخ الطاغوت يتكلمون فأقول : ليتهم سكتوا .



أدب إصدار الأحكام

وليعلم أن المسلم وهو يصدر الأحكام داعية إلى الله , ولا بد عليه هنا أن يترسم قول الله تعالى :"ادْعُ إِلَىسَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)"(النحل) , ولا بد عليه أن يخاطب الآخرين لا بالحسن بل بالأحسن , فكيف بمن يخاطب بما هو سيء وقبيح , قال الله تعالى :" وَلَا تُجَادِلُواأَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) "(العنكبوت) , ولا بد عليه أن يكون لينا فإن الله لما بعث موسى وهارون لفرعون قال لهما:" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) "(طه) , ومن الطرائف الواردة في هذا الشأن أن واعظا دخل على الخليفة المأمون ، فقال له إني واعظك فمغلظ لك في القول , فقال المأمون : مهلا.. فإن الله قد أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني ، وقال له: ((فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)) , ولا بد علينا ونحن نصدر الأحكام أن نبتعد عن السباب والشتام والقذف واللعن , أخرج الترمذي في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ" , ولتعلم أن رسولنا كان رحمة للناس في أفعاله وأقواله وحركاته وسكناته ودعوته وأحكامه التي يصدرها على غيره , ونحن لا بد علينا أن نكون مثله ونسير على خطاه , قال الله تعالى الرسول محمد"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) "(الأنبياء).


التسليم لحكم الله



وإذا صدر حكم الله جل جلاله وجاء النص وفصل في القضايا والنوازل فالواجب على كل مسلم أن يسلم لحكم الله ولا يعارضه ولا يتعصب إلا له , قال الله تعالى :" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)"(النور) , وقال أيضا:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) "(الأحزاب) , وقال أيضا:" وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) "(القصص) , والمسلم ما سمي مسلما إلا لأنه مستسلم لأحكام الله تعلى منقاد لها لا يعرض عنها على الإطلاق ولا يتعصب لغيرها , وما نراه من تعصب في هذه الأيام للحركات والجماعات والمؤسسات والدول والأفراد بعد صدور الحكم ووضوح النص لهو من أكبر ما ينافي عبادة التسليم والانقياد لرب العباد سبحانه وتعالى , ولهو من أكبر أسباب تأرجح الأحكام وتلون الخطاب.



والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبو يونس العباسي



غزة العزة