تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشهيد الشيخ حسن خالد تاج الإفتاء.. وإمام الشهداء



من هناك
05-22-2009, 01:52 PM
الشهيد الشيخ حسن خالد تاج الإفتاء.. وإمام الشهداء
بقلم: المفتي د. الشيخ طه الصابونجي http://www.al-aman.com/photos/issue_858/Hassan_Khaled4.jpg

إذا لم يكن الشيخ حسن خالد إمام الشهداء، ودرّة العلماء، ودليل الأتقياء، وقمة الوفاء، وتاج الإفتاء، فمن سواه يكون؟ لقد أعطى للشهادة أنوارها، ووهب سدّة الإفتاء وقارها، ورفع للأمانة منارها، وصان للوطن كلمة الحق، وعنفوان الموقف، وإباء الضمير، وطهارة المقصد، وسموّ التعالي عن المكاسب والرغائب، وصمود النفس أمام سلطان المال، فتعالت عمّته فوق نقاء السحاب، واستعلت يده عن كل عطاء وإغراء، وارتفعت كلمته أعلى من كل شعارات الداهمين والموهومين، وتألقت كرامته وعزته في ميادين الروع والهول، وأمام عواصف الحمق والجنون.
كان صوت الشيخ حسن صوت الإيمان العاقل، وكانت دعوته دعوة التلاقي على نصرة الوطن، والتوحد في النسيج الوطني البنّاء.. فأصبح الآمر وليس المأمور، والقائد وليس المقود، فإذا اشتدّ الخطب، وتفاقم البلاء، فزع إليه الوطن بعقلائه وحكمائه، ليرشد ويسدّد، ويقارب ويوحّد، ودعا إليه القادة وأولي الأمر ليستشيرهم ويشير عليهم، ولم يكن لأحد - كبيراً كان أو وجيهاً - أن يستدعيه ليملي عليه رأياً أو يزيّن له موقفاً، أو يستجرّه الى مصانعته والانخداع به، أو يهمس في أذنه بمغنم تنحني له رقاب وظهور أصحاب النفوس الضعيفة والشخصيات المتهالكة، والرؤوس الخالية من التعقل والإدراك ومن القدرة على الاستقلال بالرأي وبالنظر السديد..
وكان رحمه الله، يعاني من تآمر خبيث من داخل مؤسسته، ومن ضغوط هائلة تودي بأكابر الرجال، فكانت قوته في التحمل، وقدرته على التصدي، صادرتين عن إيمانه بالله إيماناً واثقاً بوعده الذي لا يتخلف عن نصرة المظلومين، ولا يغادر أبداً الانتقام من الظالمين، كما كان صموده صادراً عن نفس قوية، وعزيمة شامخة، وعن صدق في الوفاء لوطنه الذي تنهشه الذئاب، ويفتك به الحقد، من أجل تفتيته وتقسيمه وإلغائه، فهبّ غير هيّاب، يدعو لانقاذ الوطن والوحدة والشعب، ولإطفاء اللهيب المستعر، وأنشأ مع القيادات الاسلامية، الدينية والسياسية، اللقاء الإسلامي، ليحرر الساحة من التفرد الجائر، ومن التسلط على الأفكار والإرادات والمواقف، فكان للقاء دوره الفاعل في الحد من وضع اليد على السياسة وعلى الأهداف الوطنية، وفي انقاذ القضايا والصراع من التضليل والتزوير والانهزام، فتحوّل اللقاء الاسلامي الى مركزية جامعة لاعلان الموقف الوطني السليم، والتعبير عن وحدة الوطن، وعن سبيل اخراجه من محنته، وبلوغه سلامه المنشود، ومستقبله الآمن.. فتحوّل صوت اللقاء المنبعث من دار الفتوى ومن قمة عرمون الى تيار قوي يلفّ العالم العربي، معبّراً عن حقيقة ارادة اللبنانيين، وعن رفضهم للفتنة، وفضحهم لهدف القتال.
وحين ثارت ثائرة الإرجاف بالتقسيم والفيدرالية الانعزالية، وأظلمت أجواء التضليل بالدعوة الى إنشاء دولة مسيحية، وأخرى اسلامية، ووصل الوطن الى حافة الانهيار والسقوط النهائي، سارع الشهيد الخالد الى دعوة قمة اسلامية مشهودة في دار الفتوى، أصدرت وثيقة تاريخية منقذة، اعتبرت من أحكم وأسلم ما صدر في تاريخ لبنان الاستقلالي، وذلك بالإعلان أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ضمن الحدود المعتمدة وطنياً وعربياً ودولياً، فكان أن أجهضت المؤامرة التقسيمية، والإلغائية، وتحولت الوثيقة إلى مانعة صواعق، والى مرتجى يقيني بوحدة وطنية شاملة، والى مستند تاريخي يعيد الى الوطن حكمته، وروّيته، وثقته بالمستقبل..
إذاً، فقد تحوّل الشيخ حسن خالد، الى صمام أمان، والى رافعة إنقاذ، والى رقم صعب لا يمكن تجاوزه أو الالتفاف حوله، وصار كما رأى بعض المتابعين لمسيرته الوطنية يسبح ضد التيار الهادر، ويتصدى بشموخ وعناد لأعتى العواصف، ويتحدى أشرس التحديات، ويتحرك بقوة في وقت يراه أهل القتال بعيداً عن مخططهم، ومعطلاً لأهدافهم، فكيف يقف في وجه الطوفان، ولم يحن الوقت بعد لتصفية كل الحسابات وتوزيع كل الاسلاب، وإطفاء كل الحرائق، وما السبيل لاستمرار الأدوار، ومتابعة طريق القضاء على الوطن، وتحقيق مآرب العدو الاسرائيلي، والثأر من شعب يؤمن بحقه في الحياة، ويضحي بكل ما يملك من أجل نصرة عالمه العربي، ومناجزة عدوّه الاسرائيلي؟ لم يبق إلا قطف الرأس الشامخ، وقطع اللسان الداعي بسلام، وطمس نور الحق في ظلام أتون النار الملتهب، وإخلاء الطريق أمام القطعان المسعورة، والفوضى العاصفة، التي تخفي وراءها أسراراً عليا ما زالت طيّ الكتمان المريب..
وبعد، فسيبقى الشهيد الشيخ حسن خالد مدرسة الصمود، والأخلاق، والايمان، والبطولة، والترفع، والتضحية والوطنية الصادقة.
وستبقى ذكراه مشعة في العقول وفي الضمائر، وفي المسيرة الوطنية الواحدة، لتكون المنارة التي لا يخبو نورها، ولا يتوارى أثرها في كل مفارق الوطن، الذي يتلمس رؤاه وهداه في سيرة أبطاله وقادته وفي إمامهم الخالد الشهيد البطل الشيخ حسن خالد.
* في الذكرى العشرين لاستشهاده في 16 أيار 1989م

سائر في رحاب الله
05-22-2009, 02:24 PM
نقلاً عن أحد الأصدقاء أنه سمع هذه القصة من أحد المشايخ :

كان شاب مسلم يقرأ القرآن من مصحفه خلال خدمته العسكرية في أحد الثكنات عندما دخل عليه عسكري نصراني يعلوه رتبة ، فلما رأه يقرأ القرآن نزع منه المصحف ومزقه ورماه على الأرض
فما كان من الشاب ألمسلم إلا أن تناول سلاحه وأرداه قتيلاً ..............

حكم القضاء العسكري على الشاب المسلم بالإعدام ،وعند الإعدام يستدعى شيخ من دار الفتوى لتلقين المحكوم الشهادة قبل تنفيذ الحكم ، فما كان من المفتي حسن خالد لما عالم بالأمر إلا أن أتى شخصياً لقاعة تنفيذ الحكم ، وتوجه نحو الشاب سائلاً : بأي يد قتلت من أهان القرأن ، فمد الشاب يمينه ، فتلقاها المفتي وقبلها ودعا له وغادر القاعة رحمه الله .................


رحمه الله تعالى وتقبله في عليين .......

أبو بكر البيروتي
05-22-2009, 06:26 PM
ومن شو بيشكي المفتي الحالي :) ؟

من هناك
05-22-2009, 07:59 PM
ومن شو بيشكي المفتي الحالي :) ؟
من نفس المرض يللي بيشكي منو ابو عمر

Abo Omar
05-11-2010, 10:45 AM
http://hasankhaledfoundations.org
في مناسبة الذكرى السنوية الحادية و العشرون لاستشهاد الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جنَّاته.


بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(140) ( آل عمران)


إن للتاريخ أياماً يقف فيها التاريخ عزيراً مرفوع الرأس مشرئب العنق عالي الهامة ، وعلى العكس ، إن للتاريخ أياماً يقف فيها التاريخ جاثياً ذليلاً يمشي على استحياء يرتجف من بصمات العار التي تكونت على جبينه ، ومن هذه الأيام ، بل ويتربع على عرش هذه الأيام العزيزة، يوم استشهاد المفتي الشيخ حسن خالد رحمه الله، إنه يوم كتب فيها المفتي الشهيد المواقف الجريئة بحروف من نور يلقننا نحن المتقاعسون من بعده كيف يكون الجهاد في سيبل إحقاق الحق و العدالة و نصرة المظلوم.
لأن التاريخ ما هو إلا لحظات حاسمة يسجل فيها الرجال المواقف، ولا ينال هذه المواقف من الرجال إلا من يستحقها، لأن مواقف هؤلاء الرجال هي من صنعت وتصنع التاريخ للأمم، ولنا في التاريخ رجال غيروا مجراه و أصبحوا رموزا يُقتَدَى بهم.
وتاريخ المفتي الشهيد مليء بهذه المواقف المشرفة و البطولية التي تصدت للظلم على مختلف أنواعه فشكلت لنا تراثاً كبيراً نستمد منه قوتنا وصلابتنا في تصدينا لقوى الظلم و الباطل و ذلك من خلال قول كلمة الحق مهما كانت كلفتها .
في هذا اليوم تمر علينا الذكرى الحادية و العشرين لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، في هذا اليوم وفي هذه الذكرى نقول أنه صحيح أن قوى الظلام و الغدر استطاعت أن تُغَيِّب عن الساحة رجلاً لا يمكن تعويضه إلا بقدرة القادر، ولكن ندرك أيضاً أن هذا الشهيد وبغيابه بتلك الطريقة أمام جلاديه قد رسم لنا طريق الحرية و العدالة وبعث في نفوسنا الأمل و أعطانا الحافز الإيماني في العمل و التفاني في سبيل الوطن و وحدة شعبه. وذلك لأنه كان من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهذا اليوم و بهذه التضحية هو يوم عظيم يقف فيها التاريخ عزيراً مرفوع الرأس ، ولكن أيضا وفي نفس هذا اليوم وبعد مرور إحدى و عشرين عاماً على استشهاد المفتي الشهيد يقف التاريخ، وعلى العكس جاثياً ذليلاً يمشي باستحياء يرتجف من بصمات العار التي تكونت على جبينه بسبب فقدان الهدف بين أبناء شعبه و فقدان الأمل في العيش في وطنٍ تكتنزه روح الأخوة و التلاقي و المحبة و العدالة و الرقي و الحضارة، كل ذلك بسبب التفرقة والتمزيق الذي يمزق أشلاء حركة الوطن، ومحاولة الجميع تهميش إخوتهم في الوطن كل حسب أهوائه و نزواته.
ولكن و أنا استذكرك في هذا اليوم أيها القائد، أيها الشهيد الكبير، أقول أنه لم يمر يوم واحد في حياتي دون أن أستذكرك و أستذكر مواقفك الشجاعة، خاصةً في خضم هذه الفرقعة السياسية ألاَّ منتهية، التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان.
رحمك الله يا مفتينا، رحمك الله أيها المارد في قول الحق و إحقاقه، و في جنات الخلد إنشاء الله، ستبقى في قلوبنا خالداً، و ستبقى مسيرتك مسيرة العدل و المحبة و الأخاء منطلقة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. و صدق الشاعر بهاء الدين الأميري حين قال يوم استشهادك:
قتلتموه قسما خــــالداً
مبوأً مقعده في السمـــاء


فعشتم في حومة من الردى
هلكى.. وغرقى في الدماء


و ( خالد ) حي قرير
لدى خالقه الرحمن في الأصفياء

Hani H
05-19-2010, 10:53 AM
رحمك الله أيها المفتي الشهيد، بعد إحدى و عشرون عاماً ما زلنا بالفعل نفتقدك في لبنان و نفتقد حكمتك و رعايتك.
في جنات الخلد بإذن الله
اللهم انتقم من القتلة الظلمة الفاجرين
حسبي الله و نعم الوكيل