تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عودة صديقي



chidichidi
05-05-2009, 09:12 PM
وصلتني عبر البريد قراتها فاعجبتني واحببت ان اشارككم بها فكرت بالبداية ان انقلها الى المكتبة النثرية لكن قررت ان اضعها هنا واترك الحرية للمشرفين في نقلها الى حيث يرونه مناسبا




(1)

قبل حوالي عقدٍ من الزمان ابان دراستي الجامعيه وفي نهايةالمستوى الثاني تقريبا التحقت كطالب متدرببا حدى المؤسسات الصـُحـُفيه ومع مرور الايام مارست العمل الصحفي بمهنيه احترافيه خرجت منها بخبرات عظيمة وعلاقات لازلت ادين للفضل ببعضها حتى يومنا هذا.
وخلال تلك الفتره خالطت علية القوم ومتوسطيهم، ساستهم وعلمائهم، فنانيهم ولاعبيهم، ادبائهم واطبائهم، و زاملت اقلاما صـُحـُفية متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .


وكان ضمن من زاملتهم بطل قصتنا هذه (صديقي) ..




هذه كلمته لي كلما رأني اقول له احيانا ممازحا انا اخيك فيرد بل انت (صديقي)!!

لذلك سأطلق عليه خلال سرد احداث هذه القصه لقب (صديقي) كان(صديقي ) الاعزب .. معروفا بيننا بأناقته المفرطه وعطوره الباريسيه وحبه الشديد للتفرنج كنا نجتمع كطاقم تحرير ظهيرة كل يوم على طاولة مستديرة لتجهيز المادة الصحفيه التي ستصدر من الغد وحين يراني قادما الى مكان الاجتماع يشير الي بأصبعه قائلا : "الى هنا ياصديقي لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري الا عبق روائح ايفسان لوران" حتى ان رئيس التحرير اذا شاهده يسير في احدى الردهات يناديه بصوت مسموع: " حيّا الله قزاز" نسبة الى اشهر بائعي العطور في المملكه.
كثيرا ماكان يردد ( صديقي ) بأنه غربي الهوى عربي الجوى فهو ناقم وبشده على ما يعيشه مجتمعه من تحفظ وتقليديه وانطواء ورجعية "على حد تعبيره" يعشق نزار قباني حد الثماله ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة الا على أغاني فيروز يقرأ لنجيب محفوظ وفاروق جويده


يملك ( صديقي) من الخصال ما لا تجده متوافرا في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لا تفارق محياه ذكي ونبيه يحتكم على قلم سيال واسلوب ادبي رفيع الا ان مشكلة ( صديقي ) العظمى والازلية والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن انه لايحب ذوي "اللحى"
يمقتهم ويصرح بذلك علنا وعلى رؤوس الاشهاد، لا يمكن ان يمر يوم دون ان يشذب في رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
دائما مايردد عنهم انهم حجر العثرة الصماء على طريق سيرنا نحو الحضاره .


بصدق لم اشهده ابدا يدخل الى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه اظنه كان لا يؤدي الصلوات كنا نناصحه فيقول لنا:"ومن قال لكم اني لا اصلي، الايمان ها هنا" ويشير الى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى امعانا منه في السخرية.
اذا خرجنا هو وانا لوحدنا يفضفض لي عن ما يكنه جوفه من هموم وافكار ورؤى مما يجعلني اشعر بمدى سطوة الشيطان على افكاره، بدات أتقرب منه أكثر شيئاً فشيئاً في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الاخر فلم اجد منه الا قلبا صلدا واذنا صماء..


في يوم ( اثنين ) شتوي شاهد احد الاخوة السودانيين العاملين في الاقسام الفنيه بالجريده مارا من امام مكتبه فدعاه الى تناول قدح من الشاي شكره السوداني معتذرا بانشغاله وعندما اصر(صديقي ) اعتذر الضيف بلباقه وقال "انا صائم"
بـُهـت ( صديقي ) وقال : "وهل نحن في شهرصيام حتى تحرم نفسك لذة شراب ساخن في جو قارس البروده؟ سأسألك" قالها موجها حديثه للسوداني "هل يمكن ان تـُعفى عن صيام يوم في رمضان؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك يكفيك ثلاثون يوما في العام يازول "!
لم نزيد السوداني وانا على قولنا "هداك الله".. وخرجنا .


حينما كنت اقرأ كتابات (صديقي ) غير المنشورة طبعا اشعر بقشعريره تسري في بدني "أي قلم يجرؤ على كتابة مثل هذا؟" فلا اتمالك نفسي واؤنبه بل واهدده فلم يكن يزيد على قوله: "لا تعجل يا صديقي سيأتي ذلك اليوم الذي تجد ما تقرأه هنا نزقٌ امام ما سيـُنشر"
وكان زماننا ذاك في بداية ظهور زمن الاطباق الفضائيه او ما كنا نسميه بـ ( البث المباشر) ..
خوفا على فكري وديني نفذت بجلدي واصبحت اتحاشى الجلوس معه او التقرب منه . وأبديت له شيءمن جفاء فقد اخذ اليأس طريقه الى نفسي من عودة (صديقي ) الى جادة الصواب شعر هو بذلك فكان كلما رأني يقول "لن تبرح ان تكون (صديقي ) أرد عليه بابتسامة باهته وفي داخلي اقول (( اللهم رده اليك ردا جميلا))

عمر النجدى
05-05-2009, 10:41 PM
هذة القصة قرأتها ولم اجد اى فائدة من قرائتها!!

لكن فيها شى واحد فقط يلفت الاهتمام !

فى اخر حديثة او فى السطور قبل الاخيرة حينا قال لة صديقة ان سيأتى يوم ترى امور اكبر من مااكتبة هنا !
وهذا صحيح اليوم ينشر امور غريبة وعجيبة كانت فى الماضة من المحرمات الحديث عنها

من هناك
05-05-2009, 11:36 PM
هذة القصة قرأتها ولم اجد اى فائدة من قرائتها!!
اعد القراءة إذاً

جزاك الله خيراً اخي شيدي وبارك الله بك

chidichidi
05-06-2009, 07:13 PM
هذة القصة قرأتها ولم اجد اى فائدة من قرائتها!!

لكن فيها شى واحد فقط يلفت الاهتمام !

فى اخر حديثة او فى السطور قبل الاخيرة حينا قال لة صديقة ان سيأتى يوم ترى امور اكبر من مااكتبة هنا !
وهذا صحيح اليوم ينشر امور غريبة وعجيبة كانت فى الماضة من المحرمات الحديث عنها

اخي العزيز شكرا على مرورك وتعليقك لكن اعتقد ان الرقم (1) في بداية القصة واضح جدا واذا لم تنتبه له فاتمنى ان تتابع لتعرف بقية القصة
شكرا لك اخي بلال ويسعدني ان اراك هنا :)



(2)


بعد عدة اشهر كنت اسير في احد الشوارع التجارية المكتظة بمحلات الازياء واذا ببصري يقع على (صديقي ) يسير على قدميه وبجواره فتاة تلف ساعدها الايسر حول يمناه وتحمل في يمينها عدد من الاكياس المليئة بالمشتريات لم تكن تلك الفتاة متحجبة بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا فحجابها لايكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين حينما يشاهد احد منا صديقاً له ومعه اسرته فأنه يتحاشى اللقاء به مباشرة! وهذا ما فعلته اتحت له الفرصة ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا مسترجعا بذاكرتي متى اقدم هذا (الصديق ) على الزواج؟
الا انه رفع عقيرته مناديا "صديقي"
توقفت واقبل عليّ وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاة ومع اقتراب خطواتهما مني وهي بجواره بدأت اشعر بتعرق جبيني وكفاي مد يده مصافحا ومعانقا "كيفك .. !؟" قالها لي ويمم وجهه شطر صاحبته وقال : "اعرفك على خطيبتي (فلانه الفلاني ) و مدت هي يدها نحوي للسلام شعرت بالارتباك وازداد تعرق جبيني وكأنني اقف اسفل شمس حارقة. تزامن مدها (الجريء) ليمناها بقصد السلام مع صوت بالكاد يـُسمع لـ ( طقطة ) لبان بين فكيها فاشمئزت نفسي مددت يدي وبعنف نحو ذراع ( صديقي) وتنحيت به جانبا "من هذه الفتاه .. !؟" قلتها له
"الم اقللك انها خطيبتي .. !؟" هكذا اجاب
قلت له : "اظنك تقصد ان تقول ( قرينتي ) فقد تم عقد قرانك عليها ولم تدخل بها بعد!"

تبسم وقال "لا .. لا انا اعي ما ترمي اليه ياصديقي المتخلف عقد القرآن سيكون بعد اختبار مشاعر كل منا نحو الاخر "
شعرت بان اوداجي قد تورمت "ولكن يـا ( صديقي ) انت هنا تجاوزت كل الخطوط الحمراء منها والسوداء شرعا وعرفا وسلوكا فأنت مذنب، من اباح لك الخروج والانفراد بها وبهذا الشكل الموغل في ازدراء المحيطين بك .. ؟"
قاطعني "دع عنك نصائحك الذهبية ووفرها الى ان نلتقي في الجريدة وهناك ساشرح لك الامر والان دعني اذهب قبل اغلاق المتاجر لصلاتكم " !!!
تأبط ذراعها وغادرا وفي القلب منه حسرة
انتظرت قدوم اليوم التالي بفارغ الصبر بحثت عنه حتى وجدته حين شاهدني بادرني "مرحبا بـ ( الرفيق)
هززت رأسي لايهم ان اكون ( صديق ) او ( رفيق) اخذته الى حيث لا احد وعلمت منه ان تلك الفتاة هي ابنة احد اشهر من عـُرف عنهم حب التأمرك واهم دعاة التغريب وخروج المرأة وانها بالفعل خطيبته وخروجها معه بموافقة ذويها وانه لامانع لديهم طالما انهم يثقون في (صديقي ) ونواياه حسنة بل انها تلقى التشجيع من والدها شخصيا!!


بعد ان ادلى بكل هذه المعلومات حاولت ان ابين له خطأ ما يذهب اليه وان الشيطان حريص على اغوائه تبسم قائلا : " لازالت الرجعية تعشعش بين زوايا فكرك ياصديقي .. "
حينها فقط شعرت بأنني فعلا أشفق عليه
(اللهم رده اليك ردا جميلا) هكذا تمتمت استاذنته وغادرت ..

من هناك
05-06-2009, 07:23 PM
يا هلا وحيلا بشيدي

نتابع معكم

شيركوه
05-06-2009, 08:50 PM
وبعدين؟؟؟؟؟؟؟؟

chidichidi
05-06-2009, 08:51 PM
وبعدين؟؟؟؟؟؟؟؟
بكرا تعرف :p

مقاوم
05-07-2009, 05:01 AM
متابع ممنون :)

شادي طولت الغيبة

شيركوه
05-07-2009, 07:13 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وبعدييييييييييييييييييين؟؟؟؟؟؟

chidichidi
05-07-2009, 09:38 PM
اسف على التاخير لكن الان رجعت اليت :)
عمي مقاوم شكرا على السؤال بارك الله بك انا طول الوقت موجود لكن اتابع من بعيد :)
بالعودة الى القصة:


(3)

بقينا ( صديقي ) وانا في مد وجزر على مستوى العلاقات الشخصية اكن له شفقة وخوفا و يحمل لي محبه وتقديرا اشعر بها من خلال تعامله معي .
ذات مرة و في مناسبة عشاء وبعد ان انتهينا من تناول الطعام تقابلنا امام مغاسل اليدين فقد كان هو على يميني وعلى شمالي أخ (ملتح) نظر اليه بتعجرف وهو في طريقه الى مغادرة المكان وهمس لي "كم اكره هذه اللحى"
"اذاً فأنت تكره محمد عليه السلام وصحابته" هكذا رميت بها على مسامعه
ارتبك وقال "انا لا اقول بهذا"
"ولكنك تكره سنته واوامره وهذا يعطي انطباعاً بانك تكرهه فلو كنت تحبه صادقا لأقتديت به وفي اقل الاحوال لصنت لسانك عن الاستهزاء بأتباعه" استشف من حديثي الجفوة والغلظة فغير مسار الحديث.
كرهت البقاء وغادرت.
شاء الله ان انهي علاقتي بتلك المؤسسه الـصُحـُفية وان اغادر الى موقع اخر وبقيت ذكرى ( صديقي ) ومواقفه المؤلمة تدور في مخيلتي كان في داخلي صوت ينادي بأن لا تدعه للشيطان وكنت كلما قرأت له اعجب بأسلوبه واتذكر جميل اخلاقه فأدعو له :"اللهم رده اليك ردا جميلاً"
تقطعت بنا السبل ونأت بنا الايام ونسيت ( صديقي ) وهو كذلك نسيني فمن بـعُد عن العين نسيه القلب وانشغل كلٌ منا بحياته ولم اعد اعلم ماالذي انتهى امره اليه هو وصاحبته الا انني كلما التقيت بأحد ممن زاملنا وسألته عنه قال لي : "هو بخير .. ( ولازالوا في طغيانهم يعمهون)"
مرت سنوات وذات يوم وبينما كنت منهمك في عمل ما بحضور جمع من الناس اذا بصوتٍ يأتيني من الخلف ومن صوب كتفي الايمن .. هامسا "مرحبا يا (صديقي)" التفت بدهشه .. فالصوت معهود و قد لامس مسمعي وتراته ليست بغريبه على طبقات اوتار اذني فاذا انا بصاحبي عقدت الدهشة لساني نظرت اليه فقط ولم أمد له يدي مصافحا
"السلام عليكم ورحمة الله" الجمتني الدهشة وشعرت بأن خلايا المخ لدي قد تباطأت للحظات في نقل التوجيه الى تفكيري فلم اعد ادرك ما الواجب علي فعله


حساسية المكان .. واهمية الزمان .. الذي التقينا فيه .. وهول المفاجأة تواكبت جميعها .. لتشل قدرتي على اتخاذ القرارالمناسب التقت عيناي بعينيه ! وشعر هو بهول الصدمه والحيرة التي اعيشها.. تسمر في مكانه .. واغرورقت عيناه بدمعة صامتة جامدة !! لاهو بالذي مسحها .. !! ولا هي بالتي انسكبت على خده ..! لم امد له يدي مصافحا ابدا فما تلك اللحظة بلحظة التقاء الاكف .. بل هي لحظات التقاء القلوب ..
شرّعتُ له ذراعيّ الاثنتين ..وما كاد يراها وقد شـُرِّعتْ الا وارتمى بينها بكل ما اوتي من قوة والتفـّتْ يمينه لتلقي شماله حول كتفيّ وكأنه غريق في بحر لجي وقد وجد ضالته شعرت بأزيز اضلعه وسخونة انفاسه وكأنما في حنجرته سدود وحشرجات !! لم ينطق ببنت شفة ..وما زال مقدار قوة احتضانه كما هي لم تخبو او تقل! تركت له نفسي ووضعت يمناي خلف رأسه المتعب فاذا به يطبع قبلة على كتفي الايمن لم اشعر بأصدق منها من اخٍ لأخيه ..!! رفعت رأسه لأبصر وجهه فاذا بأودية من الدموع .. قد تراكمت وسارت وانسدلت بحنان بالغ على خديه ومن ثم على (لحية) لم ار بأجمل منها قد نبتت على عارضيه قال لي وعبراته تتزافر واضلعه تتنافر "انت (اخي) ولست بـ (صديقي)"
قبلت جبينه بقوة وعانقته من جديد
كان الزمان ضحى التاسع من ذو الحجه الفائت وهو اشرف يوم اشرقت فيه شمس
وكان المكان في مخيم دعوي على ارض عرفات الطاهرة
وكان ( أخي ) يلتحف بردائين ابيضين كأنصع ما رأيت من بياض اخذته بيده فأنقاد طواعية وفي الطريق الى خيمتي كانت دموعه تذرف بصمت واصابع يسراه تقبض على انامل يمناي بكل ما اوتي من قوه ! وكانني أسيرٌ بين يديه يخشى هروبي !
"اللهم ما اكرمك .. وما احلمك .. وما اجودك ..
اهذا هو (صديقي) عدو ( اللحى ) اللدود قد اصبح .. صديق ( اللحى ) الودود
((اللهم ردنا اليك ردا جميلا))
دخلنا الخيمة وبعد ان اسندته الى صدرها "حيا الله ( صديقي )" قلتها له . رمقني بنظرة عتاب .. وقال : "الم اقل بأنك ( اخي)"
اجبته : "بل انت من اغلى الاخوان .. ايها الحبيب !!"
مرت لحظات صمت .. وفي قلبي شوق عارم لمعرفة سر تحوله من ذلك المقاتل الشرس الى الحمل الوديع .. !!
اردت ان اسأله انـّـى لك هذا !!؟
لدي الف سؤال وسؤال اريد نثرها بين يديه .
فأثرت الانتظار ريثما تهدأ نفسه وتستقرمشاعره وما هي الا لحظات حتى عاد الى هدؤه ونظر الي وبحنكته التي اعرفها فيه قال :"لديك اسئلة كثيرة اليس كذلك ؟"
اومأت له برأسي كدليل موافقة
"سأجيبك عن كل شيء فقط عندما نعود الى مدينتنا وبعد ان نكمل حجتنا سأحدثك بأهم حدث عرفته في حياتي وكيف احياني الله بعد موتي وماذا قلت لأبنتي الصغيره ومن ذاك الذي دعاني وانا نائم فقط كن بالقرب وعلمّني كيف احب الله ورسوله"
قبيل غروب شمس يوم عرفه انتحى جانبا وانا ارمقه بنظرات المشفق المحب وقد ستر خديه وعينيه بكفيه
الله اعلم .. ماذا كان يقول!!
بقينا في ضيافة الرحمن بقية ايام الحج رأيت في اخي لهف وشوق الى محبة الله لم اره في احد قبله كان دعائه مصحوب بدموع الندم وحسرات الضياع.

عمر النجدى
05-07-2009, 10:49 PM
طيب متى الباقى ايشاءالله ياشادى
لا طول علينا

نبغى نعرف وش النهاية

chidichidi
05-08-2009, 09:00 PM
بعد انتهائنا من مناسك الحج بفضل الله عدنا الى مدينتنا لم نكن رفقة فقد ارتبطت انا برفقاءغيره وغادر هو وحيداً تحقيقاً لرغبته .
بعد وصولنا الى مدينتنا بيومين عنّ لي ان ابحث عنه فقد كان أمره مسيطراً على جل تفكيري ولولا شيء من وعثاء السفر لهرولت اليه منذ لحظة قدومي !
من الغد هاتفته فتبين لي انه في شوق للقاء اقترح هو الزمان والمكان الذي سنجتمع فيه وعلى الموعد كنت. شاهدته وكأنني لأول مرة ابصره
سبحان الله
هنا شيء اود ان انقله لكم ..
(( من ادخل الله نورالايمان وعظمة الخشية الى قلبه ستجد فيه اختلافاً كثيراً : محبة الناس له تتغير ووضاءة وجهه تتبدل وسلوكه يأسرك))
نعود ..
قرات في عينيه ما لم اقرأه في سير العائدين والتائبين الرجل الذي القاه الان لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون هو ذات الرجل الذي كان (صديقي) يوما ما، في سلامه سلام، وفي كلامه وقار، وفي هدوئه رزانة لم اعهدها فيه من قبل، حتى ابتسامته التي كانت جميلة اضحت اجمل مما سبق. بعد مقدمات وسؤال عن الاحوال بادرته "من قمة رأسي الى اخمص قدمي .. كلي اذان صاغية فهل لك ان تسترسل "..!!

ما ان تلقف هذه العبارة مني حتى انشرحت اساريره وكأنه يريد ان يُخرِج اثقالاً جاثمة بين اضلعه قال: "لعلك تعرفني اكثر من نفسي، فيما مضى كنت اظن الحياة مجرد لهو وعبث نصحو لننام وننام لنصحو وما بين الصحوة والنوم يجب ان نستغل كل (لحيظة) للملذات فقط كانت فلسفتي في الحياة "استغل كل ساعات يومك لتسعد قلبك !!" وكنت افعل ما اظنه سعادة سفر... سهر... لقاءات عابرة... حرية... انطلاق دون ضوابط... انعتاق من القيود... لايشيء يردعني من هوى طالما ان نفسي تشتهيه
اثقل ما كان يؤرقني اولئك الذين كنت اراهم (متزمتون) كنت اسخر من كل واحد فيهم حين رؤيته لحية ومسواك وازار لايصل الى الكعبين !! ايُ شعارٍ يتمنطقه هؤلاء !! ؟ كنت اقول في قرارة نفسي حين رؤية أي منهم "ايعقل ان يعيش مثل هؤلاء البشر في قرننا هذا نحن في زمان ناسا و الانترنت و البلوتوث و صغر حجم الكون وسرعة الانتقال من شرق الكرة الى غربها !! واولئك لاهم لهم الا اطالة شعيرات في الوجه وبتر جزء من سنتيمترات من قماش!!
(( استغفر الله العظيم))..
نطقبها وفي حنجرته غصه قرأتها بين احرف كلماته .
اخرج من صدره بضع زفرات كنت احسبها حرّى. لم ادع عيناه تفلت من رقابتي بل كنت انظراليه بتركيز واشعر انه من المتوجب علي ان استحثه من اجل اخراج كل كوامنه.
لم انبس ببنت شفة توقف هو لبرهة وكأنه سيتخذ قرار ما ثم واصل حديثه "تزوجت بتلك الفتاه التي رصدتها معي ذات يوم عشت بها ومعها وعلى الرغم من مضي فترة ليست بالقصيرة على خطبتي اياها الا اننا اكتشفنا بعد زواجنا ان كل منا لم يستكشف الاخر بعد واتضح لي لاحقاً ان كل ذلك مجرد (حكايات افلام) لااعلم من منا كان الجاني على الاخر انا ام هي !؟
مضت اشهر على زواجنا ولم نستطع الاستمرار فالحرية والسعادة التي كنت انشدها تبخرت بمجرد انتهاء الماذون من كتابة ( العقد)!!
اتفقنا على الانفصال بمودة دون ان نرزق بابناء عادت هي الى اهلها وعدت انا الى غيي
بعد حوالي عام اصرت والدتي على تزويجي اصبح الامر لدي سيان لم اتردد وافقتها دون ممانعه او تردد، خطبت لي ابنة احدى الاسر العادية في محافظتنا لم تكن بتلك الاسرة المتحررة ولا بالمتزمتة .بين بين ..
تزوجت بامرأه لا اعرفها شعُرتُ بالتخلف والانهزاميه لهذا القرار
اهكذا خاتمتي !! ؟
دخلت بها دون انشراح في ليلتنا الاولى لم ترفع راسها امامي خفراً وحياء وعهدي بمن عرفت من النساء هنا وهناك الصولة والجولة فأعينهن تسابق عيناي واياديهن تسابق يداي وما ان دخلت عليها وحدثتها حديث الغريب للغريب حتى استأذنت للحظات فأذنت لها توقعتها ستتجمل لزوجها كفتاة في ليلة فرحها واذا بها تمد سجادتها وتتلتحف بدثارها وتصلي (مطوعة !!!) هكذا همست بأزدراء
الله يسامح الوالدة أهذا وقت صلاة ..! قلتها في نفسي ساخراً!!
تركتها على سجيتها وما ان انتهت من صلاتها حتى قالت لي :
هل اوترت !! ؟؟
لم اجبها.
مرت الايام وتوالت الليالي وعلمت انه وجب علي الاستعداد لقدوم ضيف جديد على منزلنا خلال الاشهر القادمة.
كانت هذه الزوجة تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها تشتري رضاي براحتها يخجلني توددها لا هم لها الا البحث عن سعادتي فأستحيي ان اجلب لها التعاسة .
اكتشفت ان زوجتي ( مطوعة ) لطيفة بل لطيفة جدا"..
لا حديث لها الا عن الجنة والنار اجد بين ايديها كتباً كلما قرأتها غالطت نفسي وقلت لايمكن ان يكون هذا الا مبالغة فألقي بها جانبا".
ما ان اعود من الخارج الا وتسألني "هل صليت الظهر ..!!؟ هل صليت العصر .. !!؟"
"نعم نعم .. صليت" هذه اجاباتي بتذمر وانا والعياذ بالله لم افعلها ..
بدأت اكره لقائها حتى لا تسألني عن الصلاة
رزقنا بمولودتنا الاولى .. وازدان بها منزلي .. تشبه امها كثيراً الا اني عشقتها دون امها كبرت الصغيره الجميلة واصبحت رفيقتي في خروجي وعودتي لاهم لها الا البقاله ومحل الالعاب المجاور.

عمر النجدى
05-08-2009, 11:01 PM
والله يااخ شادى عندى من القصص عكس ماتقول بالمئات بل بالالاف !!
معليش اسمحلى ارد على هذة القصة بسرعة

كم من اخوة لى كانوا معتدلين فى حياتهم اقصد مثلى ومثلك يصلون ويصومون وبعيدين عن المعاصى من زنا وشرب خمر وربا ..الخ يعنى يخافون الله ويخالطون المجتمع كبير وصغير
ماشين فى طريق الصلاح وبعيدين عن المعاصى

لكن فجأة تجدة وضع لحية !
بعدها قصر الثوب حتى اصبح تنورة
ليس غريب ان يضع لحية لكن الغريب فهمة لوضع اللحية !
بعد مايضع اللحية

انعزل عن العالم الخارجى !!
لا يأتى احد
ولا يزور احد إلا اصحاب اللحى فقط !!

تعرفة منذ الصغر وبينك وبينة ايام جميلة عندما يسلم عليك " جزاك الله خير " ايشاءالله بخير الله يصلح !! يتكلم معك وكأنة " جدك " !! وانت تعرفة جيدا لا يملك ثقافة ولا علم وتاريخ اسود

عندما تجلس معة هو وشلتة " تيأس من الحياة " !!
تحبط من الدنيا كلها
تقول ليش اعيش ! استغفر الله

ينظرون الى الحياة بمنظور اسود
بسلبية كبيرة

وكل شى عندهم اعوذ بالله !!

يستغربون عندما يرون اخ لك ويخالطك ويشمى معك ولة لحية !!

يعتقد ان المسجد والحلقات لأهل اللحى فقط
وعندما يشاهدك يندهش !!

وتجدة ينظر اليك باستغراب !!
يزيد انداهشا بل يجن عندما تتحدث عن امور الدين وتعلم بالاحاديث
يجن اكثر عندما تحدثة ان الامام قال
يستغرب عندما يجدك تعلم كل شى بالدين

يتضايق عندما يجد بدون لحية بوسط اهل اللحى !
لا يعملون وليس لهم مصالح او تجارة ولادراسة وليس لديهم اى فائدة بالمجتمع !

جالسين فى الاستراحات وعايشين على الجمعيات الخيرية ويتسابقون لوظيفة مؤذن فى االمساجد الجديدة !

وتجدهم يمشى وكل شى يراه " هز رأسة " وقال اعوذ بالله !!
وعندما تشاهد السبب الذين دعاة ان يهز رأسة تجد ان السبب انة شاهد " امرأة مصرية او سورية او لبنانية متحجبة بس طالع وجهها " !!

بعضهم ترك الجامعة والعلم وتجدة فى الاسواق بين النساء ومعة العصا يطرد الصغار !!

من رجل جلستة معروفة ومكانة بين يقابل الرجال ويسلم عليهم ويزرو الجار الى رجل غامض لا تعرف شى عنة مندس بالاستراحات المشبوهة


بعدها بسنة او سنتين او ثلاث سنوات تراه بشكل مختلف تماما
لا لحية ولا ثوب قصير

وتجده عندما يقابلك يبتسم ويضحك ويقابلك بحرارة
وعندما تسألة عن سبب انقطاعة عنك وتسألة لماذ لا تمر ولا تسلم و تقول لة نسيت الماضى يافلان وتسألة لا يكون حصل منى شى كان سبب فى ان تنقطع كل هذة المدة الطويلة

يقول والله احنا دخلنا غلط بالدين !!
الحياة زينة وبسيطة واحنا ضيقنا على انفسنا وسودنا الدنيا

ويقول والله المفروض الواحد مايتعمق كثيرا بالدين !!
يصلى ويصوم ويبعد عن المعاصى الدخول بالدين كثيرا والتعمق نهاء عنة العلماء !!

وبعدها تجدة بالمجالس
وتجدة رجع الى الجامعة و الى الوظيفة وتجدة فى تجارة ومصالح ويصلى ويصوم

مقاوم
05-09-2009, 05:20 AM
إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ...

حلق اللحية معصية ، وجمهور العلماء على أن فاعله فاسق.
فما بالك تحارب السنة وتزين المعصية؟؟!!

كلامك في الأعلى كلام دواوين ولا يقول به إلا الصيع. أم أنك تحسب الدين هجوم على الروافض وتعصب للإمام محمد بن عبد الوهاب حمية وعصبية.

كان الحسن البصري رحمه الله يقول: أدركت سبعين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو رأيتموهم لقلتم مخاريق (أي مجانين) ولو رأوكم لقالوا زناديق. ترى لو رأيت صحابيا كث اللحية قصير الثوب وقد ربط حجرا على بطنه ماذ تقول عنه يا عمر؟؟

اللحية ليست الدين وقد يربيها البعض رياء لكنها سنة مؤكدة عن النبي المصطفى صلى الله ليه وسلم فعلها ودعى إلى فعلها وهو القائل: من رغب عن سنتي فليس مني.

فاتق الله في نفسك وانظر في أمرك وإياك إياك أن تنال من سنة النبي صلى الله عليه وسلم القائل: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا ، يهوي بها سبعين خريفا في النار.

عمر النجدى
05-09-2009, 09:44 AM
اخى مقاوم ...

تكلمنى وكأنى لا اعلم عن ان اللحية سنة مؤكدة !

ارجع الى كلامى وترى ان قلت " ليس غريب ان ترى لحية " !!
قلت هذا الكلام فى بداية حدثى

وقلت بعدة ان الغريب وهو موضوعى " فهم الخاطأ للبعض عن اللحية " !!
فرق كبير بين كلامى وبين ردك لى

وصلت الملعومة
اقصد ان البعض يفهم الدين انة اللحية
للأسف الشديد كثيرون يعتقدون ان الدين باللحية وهذا سبب دعا الكثير أن يربط الدين الاسلامى بأناس سيئين بسبب وجود عليهم اللحية !!
يعنى الكثير عندما يرون بعض اهل اللحى يغتاب او يحسد ويكذب ويعمل بالاسهم ..........اله يضنون انهمم يمثلون الدين يقول اين الدين !!! ويقصد بالدين " اللحية " !!! مايحصل الان اختزال الدين باللحية وهذا امر خطير ويجب ان يفهم العالم ان صحيح ان اللحية سنة مؤكدة لكن ليس الدين الكامل وهناك امور اكبر منها واهم منها
وان يجب ان يفهم العالم ان المؤمن بالاسلام ليس من يملك لحية !!
وذكر وبين الله سبحانة وتعالى بمن هم المؤمنين بالكتاب بايات كثيرة وعديدة ولم يذكر ان المؤمن هو من لة لحية

وانا اعرف الكثيرين الذين اخذوا فكرة سيئة عن الدين بسبب ممارسات من لديهم لحى معتقدين ان من يملك لحية هو الاسلام !! وهذا خطا كبير نواجهة اليوم

وهذا مايريدة العلمانيين وغيرهم ان يختزلوا الدين باللحية فقط
ويتعمدوا باخراج قضايا سيئة على الشاشات لبعض من لديهم لحى للتبغيض المسلمين بالدين
وانا هنا ارفض ان يربط الدين باللحية لكى لا يساء للدين وللأسلام

شيركوه
05-09-2009, 09:59 AM
ايون ايون ....

chidichidi
05-11-2009, 12:00 PM
بالبداية اعتذر على التاخير لكن اليومين الماضيين لم اكن اعود الى البيت الا في وقت متاخر جدا
بالنسبة لمداخلة الاخ عمر اعتقد انه يتكلم عن تجربة شخصية وانا لا اخفي اني تعاملت مع نوعية صديقه للاسف ياخذ الدين بشكل ضيق جدا ومحدود ويتطرف حتى يحمل نفسه ما لا تطيق ثم اذا به ينقلب فجأة ليعود اسوأ مما كان
لكن اخي العزيز لا يمكن ان تحكم على مجموعة كاملة بسبب خطأ او تقصير او سوء تطبيق من احد الاشخاص :)
بالعودة الى القصة السابقة:


ذات يوم هاتفني اخي يريد مني الحضور اليه لأصطحابه الى المطار، كنت يومها اشعر بالارهاق فالليلة الماضيه سهرت في الجريدة حد الاعياء ولم اخذ كفايتي من النوم. اخذت طفلتي بجواري وذهبنا سوياً الى منزل عمها ومن هناك اصطحبناه الى المطار وودعته عند بوابته ..
في الطريق الى منزلي وحين انتصفت المسافة شعرت بشيء لم اشعر به من قبل .. !!
بدأت اشعر بالدوار! خفقان في قلبي! زغلله في بصري ! اشعر بثقل يخدّر مفاصلي حاولت جاهداً الخروج من مأزق هذا الشعور غالطت نفسي وكابرت الا ان انفاسي بدأت تضيق .. !
اصبحت اخرج زفير هوائي من فمي لا انفي .. !
العرق اخذ يتصفد من جبيني وخداي !
تملكني الخوف،سيطر علي الرعب، خشيت الارتطام بالسيارات التي امامي !.ولا ارادياً اوقفت سيارتي الى جانب الطريق وقفزت الى الكرسي المجاور واختطفت صغيرتي وجريت بها خارجاً ملوحاً للسيارات العابرة ان توقفوا .. توقفوا !!
رتل من السيارات مر بي ولم يتوقف وفجأة توقفت تلك السيارة واذا بي اركض نحو مقعد الراكب لم استاذن صاحبها بل لم امكنه حتى من سؤالي
قلت له "ارجوك .. ارجوك اشعر بأني سأموت وهذه ابنتي انقلني الى اقرب مستشفى" كأنه قرأ في عيني الرعب
"ابشر بأذن الله سأوصلك اطمئن" كانت هذه عبارته التي اجابني بها اطبقت على اضلع الصغيرة واحتويتها بين ذراعي واغمضت عيناي والسيارة تسير بنا نحو مستشفى لم احدده لسائقها شعرت اني مقبل على الموت وازداد ضغطي على فلذة كبدي ..
لااريد ان اشعر بأني قد خذلتها وتركتها وحيدة
"اشهد ان لا اله الا الله .. واشهد ان محمدا رسول الله" رددتها اكثر من مرة وما ذاك عهدي بنفسي حاولت قراءة شيء من القرآن فاذا برصيدي لايسعفني "يا الهي .. لا احفظ منه الا الفاتحة وقصاره حتى اية الكرسي التي سمعت بفضلها لا اتقن حفظها يا لغفلتي .. اين كنت من هذا ! ؟؟"
اكثرت من الاستغفار .. بدأت اردد سبحان الله .. سبحان الله
كان همي الاول والاخير .. ان لا وقت اضيعه يجب ان اجمع اكبر قدر من الحسنات يجب ان اشغل ذلك الرقيب الذي عن يميني بالتسجيل والتدوين واحسرتا على ما فرطت في جنب الله ..
هطلت دموعي على وجنتاي اسى وحسره .مرت ايام حياتي امام ناظري كشريط سينمائي شعرت اني كنت بعيداً عن الله واني قد دنوت من لحظة الحقيقة التي كنت اتجاهلها دوماً استحيت بأي وجه سألقى الله؟ اين افكار ( غاندي ) و ( سارتر ) مني الان؟ أين ترانيم نزار وقصص اجاثا كريستي؟ اين سنين ضيعتها في قصص وروايات وخيال؟ اين مني كل هذا .! !؟
وهذا اخر ماعهدته بنفسي
وعيت واذا بي .. بين يدي ذوي الستر البيضاء احدق في لاشيء ..

شيركوه
05-11-2009, 12:59 PM
اند؟؟؟ ................

chidichidi
05-12-2009, 09:04 PM
استعدت شيء من الوعي ونظرت حولي اتفحص المكان في محاولة مني للرجوع بالذاكرة الى الوراء قليلا وسألت نفسي ما الذي اتى بي الى هؤلاء ؟ اين انا ؟ فجأة وبتصرف لا ارادي ضممت ذراعاي الى صدري ابحث عن شيء ما تذكرت غاليتي وفلذة كبدي كانت بين احضاني اين ذهبت؟ أين هي ؟ صرخت "اين ابنتي .. ؟" فاذا بصوتي يعود صدى الي مصدره نتيجة كممامة اكسجين وضعوها على انفي وفمي معاً نزعتها وبقوه "دكتور .. دكتور .. " هكذا كان ندائي لرجل اراه من بعيد يرتدي بزة بيضاء ويعلق على جيده سماعة طبيه، حضر الي ولمحت في وجهه نضارة وفي ملامحه كل معاني الدعة والاطمئنان سألته :
"دكتور اين ابنتي .. !؟"
"لاتتعب نفسك انت بحاجه الى الراحة" هكذا اجابني .
شعرت بأنه لايفهمني او انه لايعلم ان ابنتي كانت في حضني، فجأة ظهر لي شاب سعودي متأنق في ملبسه مؤدب في حديثه وحادثني بأسمي قائلاً :
"احمد الله على سلامتك يـا فلان (وناداني بأسمي الاول) اقلقتني عليك يا رجل ..!! حفظك الله لكن الحمد لله طمأنني الطبيب انك بخير
كل ما في الامر مجرد ارهاق وسيزول بأذن الله وشقيقك فلان "واسماه بأسمه" في طريقه الينا، ابنتك معي ومع زوجتي انظر اليها هناك"
واشار بيده الى نهاية الممر الذي تطل عليه الغرفة فأذا بفلذة كبدي بين احضان امرأة متحجبة تداعبها وبين يديها لعبة
اعدت النظر الى الرجل بتمعن وانا لازلت في مرحلة التأرجح بين واقعي الذي اعيشه وبين اخر المشاهد التي عشتها واذا بي امام شاب (ملتحٍ) انيق وسيم مؤدب!
"عفواً .. من انت ..؟" قلتها له .
"انا اخوك عبد الاله الا تذكرني .. !!؟"كانت تلك اجابته لم يدع لي مجال لمحاولة الاستذكار حتى لايجهد ذاكرتي وواصل حديثه قائلا" :
انا الذي توقفت لك بسيارتي على طريق المطار واخذتك وابنتك معي وطلبت مني ان اوصلك الى اقرب مستشفى. كنت لحظتها تعيش رعباً لا يوصف سمعتك تتلو الشهادتين وتسبح ربك وتستغفره ما شاء الله عليك هذا نتيجة عظمة الايمان في قلبك بعد ركوبك معي بهنيهه احسست انك فقدت وعيك شعرت بالقلق عليك ودعوت الله وسألته بعزته وعظيم جلاله ان يحفظك لهذه الصغيرة ومن معها وان لا يريها مكروه فيك سحبت ابنتك الجميلة من بين يديك وحثثت المسير نحو هذا المستشفى الذي نحن فيه الان وحين كنا في الطريق هاتفت زوجتي وطلبت منها ان تلقاني هنا برفقة اخيها لتعتني بطفلتك وقد حضرت كما ترى .
كما ارجوك ان تعذرني اخي فقد تجرأت وادخلت يدي في جيب ثوبك واخذت هاتفك الجوال وبطاقتك الشخصية ومنها عرفت اسمك واتصلت بأحد الارقام المُدخلة مسبقاً في هاتفك تحت مسمى "فلان – اخوي" . وسألته عنك وعلمت منه بأنه شقيقك اخبرته بالامر فاخذ منه القلق كل مأخذ الا انني طمأنته وهوفي طريقه الينا" كان ذلك الشاب يتحدث بأنطلاقة غريبة شعرت وهو يخبرني بما جرى لي ولأبنتي بأنه اطهر من يسير على الارض تتطاير من عينيه نظرات التحنان ومن بين شفتيه كل معاني البذل والايثار احسست بطيب معدنه ولطافة معشره يأسرك بحديثه وطيب عباراته، ابتسامته لم تفارق محياه البتة حتى وهو يحدثني عن وقع المفاجأه عليه حين حمل شخصاً غريباً وفجأة يغمى عليه معه يملك هدوءاً غريباً يبعث على السكينة، الغريب جداً ان الرجل (ملتح) وما هكذا كنت اظن الملتحين .. !!
اين الفجاجه التي كنت اظنها فيهم !!؟
واين قسوتهم وشدتهم التي حدثونا عنها !!؟
واين عنجهيتم وتصلفهم ..!! ؟
ما اراه الان امامي شيء لا يمكن وصفه ويناقض كل الافكار السيئةالمرسومة عنهم .
هنا رجل قدّم وزوجته ما لا يقدمه الغريب للغريب احس هو بسرحاني .. واراد ان يعيدني الى اتزاني فقال :
"لقد طمأنني الطبيب عنك فقد اجروا لك بعض الفحوصات منها ما ظهرت نتائجه وهي مطمئِنة والاخرى لا زالت في المختبر ولا تقلق فقد اكد الطبيب بأن قلبك اقوى من قلبي" قالها وهو يضحك حتى بدى وجهه كالبدر .
حضر الطبيب وسألني بعض الاسئله واجبته عليها واعاد لي بعض الفحوصات الاكلينيكية وشكوت له من صداع يقبع في مؤخرة رأسي
اشعر وكأنه يكاد ينفجر ضرب على كتفي براحته وقال "زي الحصان احتاج فقط الى ان ابعثك للاشعة المقطعية اريد ان اتاكد من سلامة الرأس" ما ان نطق بهذه العبارة الا وضاقت علي الارض بما رحبت شعرت بالخوف والرهبة وبدأت المخاوف تنتابني من جديد رأسي واشعه مقطعية وفقدان وعي كل هذه مؤشرات توحي على ان الامر قد لا يبشر بخير
جاءني عبد الاله "هاه بشّر وش قال الطبيب ؟
قلت وانا مرتبك : "يريد اشعة مقطعيه لرأسي"
رد علي بقوله:"سهلةجدا" وهذه تمنحك باذن الله الاطمئنان على سلامتك وصحتك" ثم اردف قائلاً: "ارجوك ان تعذرني الصلاة ستقام الان سأصلي في مسجد المستشفى واعود اليك اتركك في رعاية الله .."
غادر وبقي بصري متسمراً نحو مسيره تاركاً لي الف سؤال وسؤال .. !!
"وانا لماذا لا اصلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
هكذا حدثت نفسي حاولت ان اتحرك من سريري فوجدت اني قادر على ذلك مر الطبيب من امامي وحين رأني اهم بالنزول سألني "ما بك؟ .. الى اين ؟"
"اريد ان اصلي ...!!! اريد ان اصلي ... !!!اريد ان اصلي ... ! ! !"
قلتها مرة واحدة فقط و تردد صداها بين ردهات صدري وفي اعماق جوفي مرات عديدة شعرت بأني افخر بها وان غربتي عنها قد طالت
"حسناً .. لابأس ..اذا لم يكن ذلك يرهقك .. " قالها الطبيب .
واشار الى السقف "انظر الى ذلك السهم فهو يشير الى اتجاه القبلة"
"لالالا .. قلتها بقوة .. !اريد المسجد .. اريد ان اتوضأ اولاً"
نزلت من سريري وحين انتصفت في الممر شاهدتها وقد اقبلت تسارع الخطى نحوي تفتح ذراعيها وكأنها مهاجر وقد عاد الى وطنه بعد اغتراب!
فلذة كبدي ..
احتضنتها واستنشقت انفاسها، قبلتها وضممتها حتى شعرت بأن اضلعي قد خالطت اضلاعها
"بابا وش فيك" قالتها وبكت فأبكتني !!
مسحتُ دموعي بخصلات شعرها وحتى لااريها بكائي قلت لها "ارجعي الى خالتكِ واجلسي معها حتى اصلي واعود"
" صرت تصلي زي ماما؟!!!؟"
طعنتني بهذه العباره التي خرجت بعفوية وبراءة وكأنني كنت بحاجة الى تلك الطعنة، اعدتها من حيث اتت وجرجرت اقدامي نحو مكان الوضوء وانا اشعر بثقل في راسي وباقي جسدي "صرت تصلي زي ماما؟" رنين هذه العبارة التصق بتفكيري تذكرت تلك (المطوعة) القابعة في منزلي "لكِ الله يا زوجتي الغالية اواه كم كنت قاسياً" توضأت وحرصت على ان احسن الوضوء شعرت باني ذاهب الى اهم من يفد اليه المذنبون امثالي دخلت ذلك المسجد والمؤذن يقيم الصلاة وكاني لم ادخل مسجد في حياتي قط قدمت رجلي اليمنى وقلت في خاطري "رباه عبدٌ ينوء بحملٍ ثقيل وقف ببابك فأرحم ضعفه واقبل توبته" اصططفت مع الرجال طردت كلما يجول بخاطري من افكار واستحضرت انني ضيف جديد على كريم شعرت انني اقف امام ربي واريد ان اعتذر منه عن ما بدر مني كبّر الامام وكبرنا بتكبيرته قرأ بالفاتحة، الله ما اعذب صوته ومااروعه .. !!
وبعد الفاتحة تلا ايات ما كنت ادري اصلاً انها من القرآن:

{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {100} فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ{104} أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ {105} قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106}رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}
يا الله .. كأنها تعنيني .. أأنا المخاطب بها.. يارب !؟
أأنا المعني بهذا يارب .. !!؟
شعرت بفوح حرارة الرعب من الله تشتعل في جوف صدري وضاقت غصتي وذرفت دمعتي حاولت ان اجاهد نفسي واكتم لوعتي فما قدرت لا اريد لمن حولي ان يسمعوا او يعلموا دمعتي !!
فأنقلبت تلك الدمعه الى بكاء وتحول البكاء الى نحيب خافت بكيت وبكيت وبكيت !!!


وحين سجدت ازداد لهيب الحسرة والندم قلت في سجودي "اللهم ان اثقلتني ذنوبي وكانت كالجبال فما احقر حجمها امام عفوك ورحمتك"
وحين قمنا للركعة الثانية اكمل الامام القراءة بقوله تعالى ..
{قَالَ اخْسَئوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ {108} إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ {110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}

فتذكرت يا أخي مواقفي التي لا تخفاك من اولئك الذي اسخر منهم وهم الى الله اقرب وشعرت بفداحة اثمي وقلة زادي وخبالة عقلي قارنت بين حالي وحالهم فوجدتهم هم الصابرون عن الملهيات والملذات وانا الغارق فيها فكان جزائهم بما صبروا خير وانا المستهزيء بهم الا ما اجهلني وما اعزهم !
احسست بأن قدماي لم تعد تحملني وشعرت بالانهيار .

شيركوه
05-12-2009, 09:59 PM
جميل
اكمل ...

chidichidi
05-13-2009, 07:23 PM
جميل
اكمل ...
مو تكرم عينك :)


التفت اليّ ( اخي) وهو يواصل سرد قصته ورمقني بنظرة منه واذا بي غارق في بحر من الدموع الصامتة
"اوجعتك؟"قالها متسائلاً
اجبته "بل والله ابهجتني"
يستمر في سرد احداث قصته قائلاً :
"اثناء جلوسي للتشهد الاخير في تلك الصلاة احسست بأن كل جوارحي ترتجف وان نبض اوردتي يزداد قوة والعبرات الخانقة تزيد من احكام قبضتها على حنجرتي وشعرت برغبة جامحة في البكاء فقد استمعت لآيات من كلام الله لو أيقنتها صخور الجبال لتفتت فكيف بقلب غض ٍ وقد افاق من غفلته!!
انتهى الامام صاحب ذلك الصوت العذب الرخيم المؤثر من صلاته واستدار بوجهه الى المصلين مستغفراً و مسبحاً فرفعت بصري اليه وفي القلب له دعوة جزاء ما اسمعنا من آيات يذوب لها الفؤاد من كمد .واذا بي بوجه صاحبي ذلك الشاب الشهم الطيب .. عبد الاله كأن هو الامام الذي يقرأ
لحظتها كم فرحت به وكم تمنيت احتضانه !! رمقني من بين الصفوف وانا اسبره بمقلتاي فرد علي ّ بابتسامه صافية ، نقية ، صادقة ، منحتني شيء من اطمئنان .
لله ما اروعه !!
بقيت في ذلك المسجد اسمع المصلين يسبحون بنسق اجهله وما كنت اعلم ان تلك اذكار مخصوصة ومسنونة بعد كل صلاة!!

كل ما اشتقت اليه في تلك اللحظات هو السجود أي وربي هو السجود . اشعر وانا ساجد براحة لم اعدها في نفسي من قبل كاني قريب من ربي لا حجاب بيني وبينه صليت سنة العشاء وانا اشعر بشيء من الاعياء والارهاق ودعوت ربي ان يفتح لي ابواب فضله خرجت من باب المسجد و اخذت اتفحص وجوه اولئك الرجال الخارجين من بوابته فوجدتهم مابين طبيب وممرض مريض وزائر موظف وعامل كلهم سواسية قرات في وجوههم السعادة التي كنت انشدها وابحث عنها سنين طويلة . رايتهم يتهامسون بمودة ويتبسم كل منهم في وجه الاخر وكانهم اخوة شعرت بأن لهم عالم غير العالم الذي اعيش فيه !
تحاملت على نفسي واتجهت صوب سريري في طوارىء المستشفى
وماان دلفت الى تلك الغرفة الا وبشقيقي يحمل في وجهه كل ايات القلق اخذ بيدي واقعدني على السرير سألني "سلامات .. سلامات مابك ؟" ..
اجبته : " لاشيءمجرد عارض سيزول بأذن الله" رويت له ماحدث لي وبعد ان اطمأن عليّ غادر الى حيث الطبيب المعالج ليستجلي منه حقيقة الامر .
وفي هذه الاثناء التفتُ الى زاوية المكان البعيدة فاذا بها واقفة هناك عرفها قلبي قبل بصري وحين ادركتْ بأنني قد شاهدتها اقبلتْ واتجهت صوبي وهي تحمل بين يديها نتاج رباطنا قراتُ في خطواتها الانهيار والوجل .
ما ان وصلت الي ّ حتى احاطتني بالستار وكشفت عن وجهها وهي واقفة واذا بدموعها وقد تحدرت على وجنتيها وبقيت صامتة عيناها تطرح الاسئلة اما لسانها فصامت !!
امعنت النظر في ملامح وجهها فشعرت حينها بأنها من اجمل نساء الكون لم اكن اتحسس ذلك الجمال فيها قبلاً وما ادركته الا الان ربما لاني كنت ابحث عنه في زينة زائفة تنتهي بمجرد ازالتها اما الان والان فقط فقد لمحت جمالها حين تذكرت قنوتها في بيتنا وتلاوتها لكتاب الله اناءالليل واطراف النهار وحين جال بخاطري دثارها الذي تتلحف به حين وقوفها بين يدي ربها ايقنت انني ابصر ما لم تبصره اشهر دور الازياء العالمية .
برز جمالها في ناظري يوم تذكرت لحظات افطارها بعيد اذان مغرب كل اثنين وخميس وتذكرت يوم ان كانت تبحث عن سعادتي وانا في لهو ٍ عنها وما زحزح ذلك ايمانها .
وبدون شعور مني اخذت ُ كفها ووضعته بين راحتي يداي قائلاً : "حيا الله زوجتي الغالية" فاجهشت بالبكاء
"طهور لابأس تمحيص باذن الله" قالتها مصحوبة بحشرجة واردفت "سلامات ما بك ؟"
طمأنتها وطلبت منها التوقف عن البكاء حتى لاتشعر البنية بشيء من خوف .
قالت وكانها تريد ان تصدق خبراً لم يتأكد في ذهنها "حين حضرت الى المستشفى وجدت ابنتي بين يدي امرأه لا اعرفها ولحظة اخذتها منها وسألت ابنتك عنك شرحت لي تلك المرأه أمرك مع زوجها جزاهما الله كل خير وانك تتلقى العلاج الا ان ابنتك قاطعهتا قائلة بفطريتها (لا .. ابوي صار يصلي مثلك يا يمه .. قال لي بيروح المسجد) هل كنت هناك بالفعل ؟"
هززت رأسي بالايجاب وانا اشعر بشيء من دوار
"واللهِ مامرت ليلة اقف فيها بين يدي ربي ولا لحظة افطار بعد نهار صيام الا وسألته ان يتوب عليك ويهديك فلربما استجاب الله لدعائي فابشر بالخير ولا تقلق" هكذا قالت لي فاخترق قولها ذلك كل جدارات كياني واستقر في فؤادي كصك امان وهبتني اياه احست هي باني متعب وسألتني اين مكان آلآمك .؟
اشرت الى مؤخرة رأسي فوضعت يمينها حيث الالم وابتهلت :
"أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك"
ورددتها مراراً ومع كل مرة كان الاطمئنان يتسلل الى قلبي عاد شقيقي ونادى بصوت مسموع اذنت له بالدخول وقال : "الطبيب يريد ان يحضر للكشف عليك ."
طلبت من زوجتي ان تأخذ البنت وتنتظر في صالة الانتظار، بعد مغادرتها قال لي اخي بشيء من قلق محاولاً اخفائه "الطبيب يريد منا ان نأخذك الى الاشعة المقطعيه .. !!"
"حسناً" اجبته .
نزلت من سريري وأُركبتُ على كرسي ذو عجلات وحين هممنا بالمسير طلبت من شقيقي الانتظار جلت ببصري في ارجاء المكان بحثاً عن ذلك الرجل الطيب الشهم .. عبد الاله واذا به يقف بالقرب من الباب ناديته وعرفته بشقيقي الذي اثنى على كرمه وحسن خلقه ونبله وطلبنا منه الذهاب وعدم الانتظار لكي لا نشغله فاخجلنا بكريم ايثاره واصر على البقاء حتى يطمأن علي ّحاولت في عدم بقائه الا انه اصر ورضخنا لرغبته .

نسيبة
05-14-2009, 08:35 AM
جزاك الله خيراً ,ما شاء الله قصّة جميلة جدّاً ,فما أبلغها وأصدقها من دعوة عندما تأتي من قلوب مستنيرة بالإيمان ووجوه وضّاءة بالقرآن!وفهم للدين بشكل سليم .........

chidichidi
05-14-2009, 09:29 PM
يواصل (صديقي) حفظه الله سرده لقصته قائلاً :
تحرك بي الكرسي الى حيث غرفة الاشعة ومع شعوري الشديد بالارتباك المنهِك توقف سؤال حائر في ذهني ..
لماذا المقطعيه ؟
وصلت الى حيث يكون جهازها وانا لم اصل الى اجابة بعد. لأول مرة في حياتي اشاهد ذلك الجهاز الاسطواني الابيض استقبلي احد العاملين عليه وطلب مني الاستلقاء على ظهري ووضع يدي على الجانبين والثبات على هذه الوضعية دون حركة كدت اجن وافقد صوابي فرأسي متجه الى حيث سيدخلونني في ذلك الجهاز الذي يشبه ( القبر) تخيلت انه فعلاً ( قبري) وبدأت اسأل الله اللطف ..
اطفأت الانوار وعم الظلام وبدأ السرير الذي انا ملقى عليه يأخذ طريقه الياً نحو جهاز الاشعه المقطعية وبدأت اسمع اصوات طنين الاشعة .
لم تساعدني قواي على فتح عيني اظن ان الطبيب منعني من ذلك لم اعد اذكر وبعد لحظات اخرجت منه وكأنني بعثت من جديد
عدنا الى حيث كنت بأنتظار نتيجة الاشعة وبعد وقت ليس بالقصير حضر الينا الطبيب الذي طلب اجراء الاشعة وقال "نحن بـأنتظار استشاري المخ والاعصاب ليعطينا رايه في النتائج !"
سقط قوله ذلك على راسي كبرق خاطف "ماذا تعني بقولك هذا يا دكتور؟" سألته .

قال: "لا تقلق هذا امر روتيني فلكل اختصاصه"
مرت ثلاثون دقيقة كأنها ثلاثون عام حتى حضر الاستشاري المختص
وبعد اجتماعه بالطبيب وبطبيب الاشعة تأكد لهم وعبر الصور الاشعاعية وجود شيء ما في منطقة الالم. اخبروني وشقيقي بذلك وأكدوا لنا ان الامرلا يستدعي القلق وان الامر يحتاج الى تنويمي لاجراء المزيد من الفحوصات ازدادت مخاوفي بعد هذا القرار وقلت لهم لا بد ان في الامر شيء هام طالما انه يحتاج الى مزيد من الفحوصات وشرحت للطبيب انني انسان مؤمن ومقتنع بما كتب الله لي ويهمني ان اطلع على حالتي وتحت مسؤليتي. نظر الطبيب الى شقيقي نظرة طالب المشورة فقاطعته قائلاً "انا صاحب الشأن ما الامر .. ؟"
اجابني:" الاشعة المقطعية بينت لنا وجود شبه ورم في مؤخرة الرأس"
سقط في يدي فاحتضنني شقيقي واقعدني على السرير شعرت بأن الكون الفسيح اصبح اضيق من سم الخياط استرجعت اعمالي فما وجدت فيها ما يشفع لي فضاقت عليّ الارض بما رحبت واستذكرت فلذة كبدي بنيتي فجادت مدامعي .
وشقيقي يذكرني بالله وبالايمان بالقضاء والقدر وان الامر هين اذا اوكل الى الله ..
في هذه الاثناء وبينما انا ادس وجهي بين كفيّ واذا بيد حانيه تمسح على كتفي نظرت فاذا هو وجه عبد الاله ولا زالت الابتسامة تعلوه سأل "ما الامر ؟"
اجابه شقيقي:"عارض بسيط ان شاء الله"
قلت له:"قال لي الطبيب بوجود اشتباه وجود ورم في مؤخرة الرأس" شعر بفداحة همـّي فسمعت منه كلمات والله انها لتزن الارض راحة وطمانينة اذكر مما قاله لي :" وهل تظن ان المؤمن لا يبتلى .. !! ؟ ابشر بان الله يصلي عليك اذا استلهمت الصبر لوجهه الكريم وقلت انا لله وانا اليه راجعون ..! وتذكر ان ذلك تكفير لذنوب ومن ثم الطبيب يقول اشتباه" واخذ يطمأني حتى استكانت نفسي الى امر الله
طال الحديث بأخي وشعرت بأنه قد انهك وصدمني بخبره هذا نظرت اليه وكلي ذهول استسرعه الاجابة.
"وهل تبين مرضك؟"
اجابني : "نعم ثبت انه ورم في الرأس وسأسافر قريباً الى خارج البلاد لاجراء عملية جراحية استكشافية لماهية ذلك الورم ان كان ورماً حميداً اوخلافه ."
هنا انتهى سرده لقصته وشعرت انني انا الذي بحاجة الى من يواسيني فما زلت حديث عهد بهذه الصدمة استرجعت قواي وثباتي وهونت عليه الامر واخبرته بما عاناه غيره من امراض اعظم من هذا وها هم الان يتمتعون بعافية نظر الي نظرته الحاذقة تلك التي اعهدها منه وارفقها بأبتسامة وقال :
"لا عليك فثقتي بالله اعظم من كل المخاوف فالحمد لله الذي قضى لي بهذا وقد عرفت من نفسي العودة اليه .الكارثة لو استفحل الامر وغادرت وانا على ما كنت عليه من حال . والعياذ بالله ."
سافر اخي الى خارج البلاد .. لتلقي العلاج .ولازال..ان شاء الله وبحوله وقوته سأنقل لكم قريبا اخباراً سارة عنه .
فقط لاتنسونه من دعائكم فهو بامس الحاجة اليه.

انتهت القصة هنا ولا ادري ما نهايتها
لكن عندي قصص اخرى ساحاول سردها هنا من وقت لاخر

مقاوم
05-15-2009, 07:53 AM
شافاه الله وعافاه وثبته على الإيمان وختم له بالشهادة في سبيله بعد طول حياة وحسن عمل.

شيركوه
05-15-2009, 03:02 PM
اللهم آمين
عليتلنا قلبنا يا شدشود ...
بس مفيدة وحلوة القصة
جزاك الله خيرا
^^
السلام عليكم