تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بهيسة بنت أوس·· المرأة التي حقنت الدم العربي



no saowt
09-26-2003, 07:18 AM
هذه قصة من روائع القصص العربية التي تحكي قصة امرأة من نساء العرب، هي بهيسة بنت أوس، التي حقنت الدم العربي بذكائها المشبوب وعقلها الراجح لتكون شهادة على تفوق المرأة في ميادين الحياة المختلفة·

قال الحارث بن عوف، وهو من كبار رجالات العصر الجاهلي يوماً لخارجة بن سنان المري:

أتراني أخطب الى أحد فيردني، فقال له: نعم، انه أوس بن حارثة الطائي، فذهب اليه وقال له: جئتك خاطباً· قال أوس: لست هناك!

وغضبت زوجة أوس لأنه استقبل الحارث بن عوف ذلك الاستقبال البارد ووبخته لأنه رفض سيدا من سادات العرب·وجاء الزائر الحارث الى أوس بن حارثة مرة ثانية، فدعا أوس كبرى بناته وأخبرها بأن الحارث بن عوف جاء خاطباً فرفضت قائلة: "رفضت لأني امرأة في وجهي ردّة (قبح) وفي خلقي بعض العهدة (العيب) ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني·· وأرسل أوس بن حارثة وراء ابنته الوسطى، وقال لها مثل قوله لأختها فأجابته بمثل جوابها، فقالت: "إني خرقاء حمقاء وليست بيدي صناعة، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني، وليس بابن عمي فيرعى حقي"·ودعا ابنته الثالثة الصغرى "بهيسة" فروى لها ما يريده الحارث، فقالت: "أنا الجميلة وجهاً، الصناع يداً، الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير"·ثم خرج الى الحارث فقال: زوجتك "بهيسة بنت أويس" قال: قبلت، فأمر أمها أن تهيئها، وتصلح من شأنها، ثم أمر ببيت فضرب له، وأنزله إياه، فلما هيئت بعث بها إليه فقالت لحارثة: مه (اكفف)!أأتزوج عند أبي واخوتي، هذا والله لن يكون، فأفردت لها منزلاً خاصاً، ولكنها رفضت وقالت: أتفعل بي كما يفعل بالأمة (الجارية) الجليبة، أو السبية الأخيذة، لا والله حتى تنحر الجزر وتذبح الغنم وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي، فقال لها حارثة: والله إني لأرى لك همة وعقلاً·فأحضر حارث الإبل والغنم ثم دخل عليها وقد أحضر لها من المال كل ما تشتهي عيناها، لكنها قالت لحارثة:

- والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا آراه فيك، قال حارثة وكيف؟ قالت: أتفرغ للنساء والعرب تقتل بعضها بعضاً، (وهي تعني حرب داحس والغبراء التي قامت بين قبيلتي عبس وذبيان) قلت: وماذا نصنع، قالت:

اخرج الى هؤلاء القوم فأصلح بينهم، ثم ارجع الى أهلك فلن يفوتك ما تريد، فقال حارثة: والله إني أرى لك همة وعقلاً·

فخرج حارثة حتى أتى القوم فمشى بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى، فيؤخذ الفضل ممن هو عليه، فحمل عنهم الديات، فكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين··

وهكذا حقنت هذه المرأة العربية "بهيسة بنت أوس، الدم العربي، أثناء زواجها من سيد من سادات العرب!