تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفوهـــم إنهـــم مســـؤولـــون!



من هناك
05-04-2009, 03:14 PM
وقفوهـــم إنهـــم مســـؤولـــون!


بقلم: الشيخ خليل الصيفي

************ *********

أخي الناخب: من ستوصل الى المجلس النيابي؟

هل ستوصل من يتصل بربه كل يوم خمس مرات؟

هل ستوصل من يملك الإرادة ليمتنع شهراً كاملاً من الفجر إلى الغروب عن شهوة البطن والفرج؟

هل ستوصل الى سدّة المسؤولية من يعطي من ماله فيؤدي فريضة الزكاة، لا من لا همّ له إلا أن يملأ جيبه من عرق العاملين؟

هل ستوصل الى المجلس النيابي من حمل شهاداته العلمية تحت هذا العنوان القرآني العظيم: {اقرأ باسم ربّك}؟ وهل ستحرص على أن تجعل هذه الآية عنواناً لمؤسساتنا التعليمية؟

أخي الناخب: مَن ستأتمن على مراقبة الإعلام الذي يرافق عائلتك ليل نهار؟

من ستأتمن على مالك الذي تدفعه الى خزينة الدولة؟

من ستأتمن على سلامة فكر أبنائك في المناهج الدراسية التي ترافقهم في كل مراحل التعليم؟

من ستأتمن على إعداد الجيش الذي يتولى الدفاع عن البلاد والعباد؟

أسوق إليك أخي النائب معنى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من ولّى رجلاً على المسلمين وفيهم مَنْ هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.. فانظر ماذا أنت فاعل!

وأوجّه كلامي الآن الى بعض العلماء:

هل أعطيتم الناخب فقه اختيار النائب كما أعطيتموه فقه الصلاة والصيام؟ وإذ كان على العالم أن يتقن فقه أحكام تخص الفرد، فكيف لا يعلمه الأحكام التي تخص الأمة؟

هل تركتم الناس ينتخبون الزعامات التقليدية ومشيتهم في ركابهم؟

علماءنا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حق امرئٍ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة» فقال رجل: يا رسول الله، وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: «وان كان قضيباً من أراك» رواه مسلم، فكيف إذا كان هذا الحق المقتطع يتعلق بمصير الانسان في دنياه وآخرته؟

علماءنا، كفانا باسم الحرص أو الخوف أن نتنازل عن مواقفنا الشرعية، إن العدو لا ينتظر منك ذريعة ليقاتلك، فقد كفاك العدو كل هذا وكله جاهز لديه.

أختم بملاحظتين، أولاهما:

قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولم يقل بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن الأشخاص يذهبون ولو كانوا أنبياء، وإنما تبقى الرسالة، فكفانا أن نعلق لآمال على الأشخاص لا على المبادئ.

ثانيتهما: أنه لو اكتفى محمد صلى الله عليه وسلم بعبقرية بدون رسالة لما حقق النصر للأمة، فكيف بغيره من الأشخاص؟