تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تطيير الغبار ودحض الالتباس عن شبهات فقهاء حماس



أبو يونس العباسي
05-04-2009, 02:51 PM
تطيير الغبار ودحض الالتباس عن شبهات فقهاء حماس



في ترك تحكيم شريعة رب الناس



أبو يونس العباسي



الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل , بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى , ويصبرون منهم على الأذى , يحيون بكتاب الله الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه , وكم من ضال تائه قد هدوه , فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين , الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة , فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب , يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم , يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين , وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا وبعد ....



سبب المقال



عقد مجلس الطلاب في الجامعة الإسلامية لقاءً حضرته إذاعة الأقصى تحت عنوان :"لماذا لا تطبق حماس الشريعة؟" , ودُعي طلاب الجامعة لحضوره , وقام المجلس باستضافة اثنين من فقهاء حركة حماس , ألا وهما : الدكتور مازن هنية , والدكتور وائل الزرد , فقالوا قولا عجبًا , لبّسوا في أقوالهم هذه الحق بالباطل , والهدى بالضلال , فكان لا بد من دفع شبههم , ودحض اللّبس الذي أحدثوه , فكان هذا هو السبب في كتابة هذا المقال , والذي أسميته بـ:"تطيير الغبار ودحض الالتباس عن شبهات فقهاء حماس



في ترك تحكيم شريعة رب الناس "وسأبتدئ مقالي هذا بالرد على الدكتور الزرد لأنه أول من تكلم , ثم أُتبعه بالرد على الدكتور هنية , سائلاً الله تعالى التوفيق والرشاد , وحسن الخاتمة والجنة يوم المعاد .



كمالية الشريعة وشمولية المطالبة بتحكيمها



لا بد من القول بادئ ذي بدئ : إن مطالبتنا بتحكيم الشريعة ليست مطالبة لتطبيق الحدود فقط , بل لتطبيق المنهج الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم - من عند ربه , وفي جميع مجالات الحياة وجوانبها , لأن من الأسس العقدية التي بد أن يعرفها كل مسلم , أن دين الله شامل كامل صالح للفصل في جميع مشكلات الحياة ونوازلها , قال الله تعالى :"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) "(المائدة) , وقال أيضا :" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)"(النحل) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)"(النساء) , قال ابن القيم رحمه الله :"إن الله سبحانه قد تمم الدين بنبيه وأكمله به , ولم يحوجه ولا أمته بعده إلى عقل ولا نقل سواه , ولا رأي ولا منام ولا كشوف , وأنكر على من لم يكتف بالوحي عن غيره , فقال :" أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)"( العنكبوت) , ولقد افترى علينا الدكتور الزرد تلميحًا لا تصريحا , بأننا نفهم تطبيق الشريعة بأنه تطبيق الحدود وحسب , وهذا ليس صحيحًا , ولكنّ تطبيق الحدود عندنا جزء من الشريعة التي نطالب بتطبيقها حالا لا مآلا , ولكن لماذا يدندن بعض الشباب الموحد المجاهد حول تطبيق الحدود أكثر من غيرها ؟ , والجواب : لأن الحدود أبرز المعالم الظاهرة لتطبيق الشريعة , ولأن ترك تطبيقها يضر بالضروريات الخمسة التي يحتاج إليها كل إنسان , والتي جاءت الشريعة داعيةً للحفاظ عليه والاهتمام بها , محرمةً للاعتداء عليها , معاقبةً على ذلك بالحدود والقصاص , وهذه الضروريات هي : حفظ الدين وعقوبة الخروج منه القتل , فإن كان انحرافا ظاهرا دون الخروج منه فعقوبة تعزيرية , يحددها ولي أمر المسلمين , وحفظ النفس وعقوبة الاعتداء عليها القصاص , وحفظ العقل وعقوبة الاعتداء عليه الجلد ثمانين جلدة وهو ما يسمى بحد شرب الخمر , ويقاس عليه غيره من المسكرات , وحفظ النسل والعرض , وعقوبة الاعتداء عليه الجلد ثمانين جلدة أيضا , وهو ما يسمى بحد القذف , وحفظ المال , وعقوبة الاعتداء عليه القطع , وهو ما يسمى بحد السرقة , ومن هذه النظرة تنبع خطورة ترك حكومة حماس لتطبيق الشريعة على وجه العموم , والحدود على وجه الخصوص .



أليس هذا من تطبيق الأحكام الشرعية؟!!!



كان هذا التساؤل من التساؤلات التي ذكرها الدكتور الزرد في أثناء كلامه وتسويغه لحكومة حركته تركَ تحكيم الشريعة , وهذا التساؤل يُضادُّ الفكرة التي أسسها أولا , وهي أنه لا بد من تطبيق الشريعة كاملة , لأن صيغة تسائله تفيد بأن حكومة حركته تطبق البعض ولا تطبق البعض الآخر , وهذ خلل كبير , إذ لا بد من تطبيق الكل , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)"(البفرة) , وقال أيضا :" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)"(البقرة) , وكان مما ذكره الزرد من الأحكام الشرعية التي تطبقها حماس :"الجهاد والاستشهاد , والحسم العسكري والثبات في وجه مسلسلات التنازلات , ومطاردة المخدرات والدعارة , وإعلام الحركة مسموعًا كان أم مرئيًا أم مقروءًا , ونشر الفضيلة , والمؤسسات الخيرية , والجامعة الإسلامية ....إلخ " فأقول أولا: إن جل ما ذكره الدكتور كانت حماس تعمل به قبل أن تكون حكومة , ونحن ما طالبناها بتحكيم الشريعة على الناس إلا بعد أن أصبحت حكومة , بل حكومة مستقلة بذاتها .



ثانيا : إن قول الدكتور :"وثبتت في وجه مسلسلات التنازلات" , ويقصد بذلك رفض الحكومة الاعتراف باليهود ودولتهم , فهذا وحتى يعلم الجميع ثبات مبني على أسس وطنية لا على أسس شرعية , وإلا فالتنازلات الشرعية التي وقعت فيه الحركة والحكومة على حد سواء لا حصر لها , وأكبر التنازلات ترك تحكيم الشريعة الإسلامية , والتبرؤ من النوايا الرامية لإقامة إمارة إسلامية , مع الرفع المستمر والمتواصل للشعارات الديمقراطية والافتخار بالانتساب إليها , والاحتجاج بالقوانين الوضعية والدفاع عنها وتبجيل قضاتها وإكرامهم , وإنشاء الجامعات التي تدرس هذه القوانين , لتخرج القانونيين الوضعيين , ومن الأمثلة على هذه الجامعات : جامعة الأمة , وكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية .



ثالثًا : وأما ما يتعلق بمطاردة المخدرات والدعارة , فإن كل حكومات الأرض تحارب ذلك , وإن كان في الظاهر , وحكومة فتح على وجه التحديد كانت تحارب ذلك , ومحاربتكم لهذه الأمور محاربة مستندة للقانون الوضعي لا للشريعة الربانية , وإلا فهل تعاقبون اللص بقطع يده , أم حسب المادة 232 من الدستور الفرنسي , والتي تنص على التالي:" يعمل اللص على إعادة المسروق ويعاقب بالسجن على قدر قيمة السرقة" , وهل تعاقبون الزاني بالجلد أو الرجم , أم أنه يسجن لمدة معينة إلى أن تحل القضية بالتنازل من الطرفين , بالإضافة إلى أن هناك منكرات كثيرة في المجتمع من تبرج وسفور وحفلات ماجنة ومطاعم هابطة , وبنوك تحارب الله ورسوله , وغيرها الكثيرُ الكثير من المنكرات , فلماذا لا تحاربون هذه المنكرات كما تحاربون الدعارة والمخدرات ؟!!! والجواب : لأن ما ذكرتُ من منكرات تجرُّمها وتحرمها الشريعة الإسلامية ولا يجرمها القانون , وما لا يجرمه القانون ليس عندكم بمحرم ولا مجرم , ولا تسعون لتغييره والقضاء عليه , والبت فيه بما يرضي الله ويفرح المؤمنين .



رابعًا: وسأفرض أنكم فعلتم كل أوجه الخير , ثم لم تتحاكموا إلى الشريعة , بل تحاكمتم إلى القانون الوضعي , فما هو حكم الله في أمثالكم ؟ فأقول : لقد كان التتار ممن أسلموا ... يصلون ويصومون ويحجون , ويفعلون كثيرا من الطاعات , إلا أنهم كانوا لا يتحاكمون إلى الشريعة بل إلى الياسق , وهو مجموعة من الأحكام المستقاة من التوراة والإنجيل والقرآن وتوجيهات هولاكو وتعليماته , فهل أغنت عنهم أعمال الخير كلها لما حكموا الياسق وتحاكموا إليه , وأعرضوا عن منهج الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - ؟!!! لا والله ... بل كفرهم العلماء وأجمعوا على تكفيرهم قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى :" أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير , الناهي عن كل شر , وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله , كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم , وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان , الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى : من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها , وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه , فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله , فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير , قال تعالى : "أفحكم الجاهلية يبغون " , أي يبتغون ويريدون وعن حكم الله يعدلون " ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون" أي ومن أعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه وآمن به وأيقن وعلم أن الله أحكم الحاكمين , وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها , فإنه تعالى هو العالم بكل شيء القادر على كل شيء العادل في كل شي " , وقال في البداية والنهاية :" فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين."



الضغوط العالمية والعداء الدولي وأثره على ترك تحكيم الشريعة



وكان مما استدل به الدكتور الزرد وسوغ به ترك تحكيم حكومته للشريعة , أنها لو حكمت الشريعة فسيحصل ما لا يحمد عقباه , فأقول : ومتى كان الملتزم بمنهج الله في منأىً عن معاداة العالم وضغوطه , أخرج البخاري من حديث عائشة أن ورقة بن نوفل قال للرسول – صلى الله عليه وسلم - :"ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي" , وعند ابن حبان من حديث أبي هريرة أن رجلا جاء إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم - وقال له : إني أحبك , فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم -:"إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه" , ولن يرضي المشركون عن مسلم مهما قال ومهما فعل , حتى يصير مثيلا لهم في شركهم وكفرهم , قال الله تعالى :"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)"(البقرة) , ولقد حوصر الرسول – صلى الله عليه وسلم - في شعب بني طالب ثلاث سنين , حتى أكل هو وأصحابه ورق الشجر وكلأ الأرض , فهل سوغ هذا الحصار للرسول – صلى الله عليه وسلم - التنازل عن شيء مما أوحاه إليه الله ؟ وحوصر كذلك هو وأصحابه في المدينة في معركة الأحزاب , فهل دفعه هذا الحصار أن يتنازل للكافرين عن شيء من هذا الدين ؟ لا والله ... بل إن الابتلاء زاده – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يقينًا وثباتًا على ما هم عليه , قال الله تعالى :" وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)"(الأحزاب) , في الحين ذاته ... كان موقف المنافقين ما قاله الله عنهم :" وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15)"(الأحزاب) , ثم دعونا نتساءل ... من الذي أمرنا بتحكيم الشريعة ؟ أليس هو الله ؟ فلا يجوز إذًا أن نخاف من أحد إذا ما طبقناها , لأن الذي أمرنا بتطبيقها سيدافع عنا ولن يسلمنا لعدونا إذا ما قاتلونا وحاربونا , قال الله تعالى :"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) "(الحج) , وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال فيما يرويه عن ربه :"منْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَه" , وهنا لا بد أن ننتبه إلى أننا إن جعلنا العداء والضغط الدولي مسوغًا لنا لترك تحكيم الشريعة وتحكيم القانون الوضعي , فقد شابهنا كفار قريش وتساوينا معهم , فوالله ما امتنع القرشيون عن الإيمان بمحمد – صلى الله عليه وسلم - إلا خوفا من بطش العالم , وضنا وبخلاً وإيثارا منهم لدنياهم على آخرتهم , لأنهم ظنُّوا أن الالتزام بالدين معناه ضياع الدنيا , وأخطئوا ورب الكعبة , فإن الالتزام بالدين هو سر العزة ... قال الله تعالى :"وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)"(القصص) , والمنافقون ما التزموا بمنهج محمد – صلى الله عليه وسلم - إلا خوفا على أنفسهم من أن تدور عليهم الدوائر , قال الله تعالى :" فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) "(المائدة) , ولكن بقي أن نقول بأن هناك أمور شرعية لا تطبقها حماس , ولا تحتاج إلى انتظار تطبيق الشريعة للشروع في تنفيذها , فما هي علاقة وجود البنوك الربوية في غزة بانتظار تطبيق الشريعة والتي لا تحتاج إزالتها إلا لقرار سياسي ؟!!! فتجدهم بدلا من ذلك يضعون الجيبات والحراسات لحمايتها والويل والثبور لمن فكر بالاقتراب منها , وما علاقة وجود الجامعات المختلطة في غزة بانتظار تطبيق الشريعة ؟!!! وما علاقة وجود الجمعيات التبشيرية في غزة بانتظار تطبيق الشريعة ؟!!! , وهناك الكثير من الأمور التي وقعت بها حماس قبل الانتخابات وما زالت عليها , ومنها ما هو بدع مستحدثة جعلوها كسنة مؤكدة بين الناس من البسطاء , فسَنُّوا حفلات التأبين وتخليد الذكرى , والصور المعلقة المكبرة والمصغرة للقتلى نحسبهم والله حسيبهم شهداء , واستحلال الطبول والمعازف في أغانيهم , وأدخلوا البدع على الجنازات , بل وصل الأمر لاستغلال تشييع الشهداء نحسبهم كذلك للدعايات الانتخابية , وبدع في المآتم , فتجد الميتم عبارة عن حفلة تنظيمية, أو دعاية انتخابية , أو مهرجان تدشن خلاله الأغاني المصحوبة بالموسيقى , وبدع أخرى في المساجد هي أشد خطورة من سابقاتها , فتجد المسجد عبارة عن لوحة إعلانات لحماس وغيرها ,والأدهى ... أنهم يعلقون صور ذوات الأرواح , وتجد المسجد مليء برايات الحركة كدلالة وعلامة على سيطرتهم على هذا المسجد , قال تعالى:" وأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) "(الجن) , وتجد شبابهم قد خففوا اللحية بل وحلقوها , وتباهوا بالكرافة واستحقروا اللباس الشرعي , إلا من رحم ربي , وهناك الكثير من البدع التي لا يتسع المقام لذكرها أدخلوها كسنة مؤكدة على عوام الناس , ولا حول ولا قوة إلا بالله .



ضابط التمكين من عدمه وأثره في ترك تحكيم الشريعة



ومن المسوغات التي ادعاها الزرد في ترك حكومته لتحكيم الشريعة , أنها غير ممكنة , وزعم أن تطبيق الشريعة يحتاج إلى تمكين , واستدل بقوله تعالى :" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)"0(الحج) , فأردُّ على هذا الكلام بالتالي : أولًا : قد يكون عدم التمكين والاستضعاف مسوغا لترك تحكيم الشريعة على جمهور المسلمين , ولكن هل يصح أن يكون مبررا لتحكيم القانون الوضعي والاحتجاج به والذود عنه وفتح الجامعات التي تدرسه وتنصيب القضاة الذين يحكمون به وإعطاؤهم المرتبات الجنونية على ذلك ؟



ثانياًََ: ادعاء الدكتور بأن حكومته غير ممكنة زعم لا حقيقة له على الإطلاق , وإلا فليفسر لي الدكتور ما معنى أن يكون في غزة حكومة مستقلة , ووزارات , وأجهزة أمنية , ومرتبات ومكافئات ومجالس قضاء وضعي إلا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية ... إلخ ؟ , وأما الاحتجاج بالحصار فإنه لا ينفي التمكين ولا يضاده , فالرسول – صلى الله عليه وسلم - حوصر في المدينة , ومع ذلك لا يستطيع أحد أن يقول بأنه غير ممكن , وصدام حوصر ثلاثة عشر سنة على يد الأمريكان , ولم يقل أحد بأنه غير ممكن , والطالبان حوصرت ولم يقل عنها أحد بأنها غير ممكنة , بل كانت تطبق الشريعة وهدمت صنم بوذا ذلك الصنم الذي كان يعبده الملايين من دون الله وذلك أثناء الحصار المفروض عليهم من أمريكا , وحكومات العرب تحيط بها ضغوطات العالم الغربي وفي شتى المجالات كما يحيط السوار بمعصم اليد , وهي لا تملك من أمرها شيئا , فهل يصح أن نقول عنها بأنها غير ممكنة ؟ , وهل تعذرها يا دكتور في تركها لتحكيم الشريعة ؟ ولقد قال أبو مازن – عليه من الله ما يستحق – لوفد زاره من مدعي السلفية وأنصار الطواغيت , بعد أن راجعوه في قضية تطبيق الشرع , قال لهم :" إنني أود تطبيق الشريعة , ولكن أنتم ترون الواقع العالمي والضغط الدولي" , وهنا لأي واحد أن يتساءل : ما هو الفرق بينكم وبين عباس في هذه القضية ؟ وقد كفر الدكتور هنية عباس في نفس هذا اللقاء لأنه ترك تحكيم الشرع المطهر.



رابعًا: أتعجب من هذا الدكتور وهو يدعي بأن حماس غير ممكنة , وهي من خرجت علينا بعد انسحاب اليهود من غزة تقول لنا : بأيدينا صنعنا النصر , والمقاومة تنتصر والعدو يندحر , فهل من يدحر الاحتلال ويخرجه من غزة العزة غير ممكن ؟!!! , ثم دخلت حماس وولجت العملية الانتخابية الشركية وفازت وشكلت حكومة , فهل من يشكل حكومة غير ممكن ؟!!! , ثم خاضت حماس مع العلمانية معركة شرسة , فانتصرت وخلص لها الحكم في غزة , فهل من يفعل هذا غير ممكن ؟!!! ثم حاول زنادقة العلمانية ومن بعدهم اليهود مرة بعد مرة القضاء على حماس وكسر شوكتها وإبادة خضرائها , فما أفلحوا وما استطاعوا إلى ذلك سبيلاًَ , فهل من يُفشِلُ الخطط الانقلابية ويصد الاجتياحات اليهودية عن غزة مرة تتلوها مرة يصح أن نقول عنه بأنه غير ممكن ؟!!! , يا دكتور ... إذا كانت حماس غير ممكنة , فدول العرب كلها ليست ممكنة , لأن حماس نجحت عسكريا في فترة حكمها في صد اليهود عن غزة , فيما لم تنجح بذلك دول العرب مجتمعة سنة 1948م , كما وقد قامت حكومة حماس بإلزام الناس بقوانين الوزارات والبلديات والضرب بيد من حديد على من يخالفها , فهل من يملك كل هذه الطاقات يصح أن يقال عن بأنه غير ممكن ؟!!! , حقا إن فقهاء حماس يحاولون الاستخفاف بعقولنا وعقول الناس , تماما كما كان يفعل فرعون مع قومه , قال الله تعالى عن فرعون :" فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) "(الزخرف) .



خامسًا: ومما يضع حماس في زاوية ضيقة أنه قد قامت حركات جهادية في العالم الإسلامي , ومكن الله لها بما يشبه تمكين حماس أو أكثر قليلا , ومع ذلك طبقوا الشريعة ولم ينكصوا عن ذلك , وما حركة الشباب المجاهدين وحركة طالبان والتي تخوض معركة من أشرس المعارك في الأرض منكم ببعيد , إنهم يطبقون الشريعة في الوقت ذاته الذي يحاربون فيه العدو الكافر الصائل , ولا أنسى هنا دولة العراق الإسلامية والتي طبقت الشريعة بين الناس , والتي لم تصل في التمكين إلى ما وصلت إليه حماس , ومن أراد التوثق من ذلك , فليرجع إلى الفيلم الجهادي :"عامان على قيام دولة العراق الإسلامية" , وما كان تطبيق الشريعة في يوم من الأيام سببا للفشل أو الخسارة أو الهزيمة , بل النكوص عن تطبيقها هو ما يؤدي إلى ذلك , قال الله تعالى :" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)"(النور).



الشريعة بين التسامح والشدة



وكان من المسوغات التي ذكرها الدكتور الزرد مبررا بها ترك حكومته تحكيم الشريعة , أنهم ينهجون الإسلام الوسطي الذي يقوم على إطعام الجوعى , لا على قطع يد السراق , وعلى تيسير أمر الزواج لا على الجلد والرجم , وأنهم لا يحبون إراقة الدماء بل يريدون الحفاظ عليها , فأقول : إن الإسلام دين الوسطية , وهذا لا شك فيه , ولكن الوسطية لا تحددها الأهواء والمزاجات , بل يحددها الدليل الشرعي من القرآن والسنة , فمن وافق قوله الدليل فهو الوسطي, ومن خالف قوله الدليل فهو الذي نأى بنفسه بعيدا عن الوسطية , ولي في هذا المجال مقال بعنوان :"الوسطية التي يدعونا إليها دجاجلة العصر" , وهو يوضح الحق في هذا الأمر ويجليه , ولقد صدق الدكتور الزرد في قوله :" بأن الإسلام يقوم على إطعام الجوعى , ذلك لأن الله يقول :"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)"(الشرح) , وقال أيضا :" وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)"(الإنسان) وصدق أيضا عندما قال : إن الإسلام يقوم على تيسير الزواج , لأن الله قال:" وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) "(النور) , وصدق كذلك عندما قال بأن الإسلام يقوم على حفظ الأرواح لا على إزهاقها قال الله تعالى :" وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)"(النساء) , وكما يقوم الإسلام على هذه التعاليم السمحة , القائمة على التيسير فإنه يقوم أيضا على الشدة لمن لم تنفع معه المواعظ والإرشادات والتوجيهات , قال الله تعالى :" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)"(الحجر) , والإسلام قائمٌ على مبدأ الترغيب والترهيب , وليس التساهل محمودا في كل وقت , ولا الشدة محمودة في كل وقت , بل الحكمة أن تضع كل شيء في مكانه المناسب , قال الشاعر : ووضع السيف في موضع الندا *** مضر كوضع الندا في موضع السيف , والحكمة تقتضي أن من اعتدى على مال غيره وتوفرت فيه شروط السرقة الشرعية أن تقطع يده , وأن من زنى وتوفرت فيه الشروط الشرعية أن يجلد أو أن يرجم حسب خالته من الزواج أو عدمه , وأن من استحق القتل وانطبقت عليه شروط القصاص أنه يقتل , لأن هذا هو أمر الله , الذي لا يأمر إلا بما يصلح الإنسان , ولا ينهاه إلا عما يضره , قال الله تعالى :" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) "(المائدة) , وقال أيضا:" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)"(النور) , وقال أيضا :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) " (البقرة) , ولقد كان كلام الدكتور الزرد يوحي بأن تطبيق أحكام الحدود والقصاص في غزة فيه شدة تتنافى مع سماحة الإسلام , وهذا هو عين قول المستشرقين عن نظام العقوبات في الإسلام , وما علم الدكتور أو تغافل أن كثيرا من المشرعين الغربيين ينادون إلى العمل بنظام العقوبات في الشريعة الإسلامية , لأن نظمهم فشلت في القضاء على الجريمة , في الوقت الذي نجحت فيه الأحكام الشرعية في مجال العقوبات في القضاء على الجريمة إلى حد كبير جدًا وفي فترة قصيرة جدا جدا , وهذا ليس لشيء إلا لأن هذا الدين نزل من عند الله , الذي هو الأعلم بما يصلح خلقه مما يفسدهم , قال الله تعالى :" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)"(طه) , وقال أيضا:" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) "(الملك) .

أبو يونس العباسي
05-04-2009, 02:55 PM
التهيئة وأثرها في ترك تحكيم الشريعة



ومن المسوغات التي ذكرها الدكتور الزرد في ترك حكومة حركته لتحكيم الشريعة أنه لا بد من تهيئة الناس لقبول الإسلام , قبل أن تُحكَّم فيهم الشريعة , فقلت :إن ما ذكره الدكتور شرط لواجب شرعي , وعلى هذا فلا بد للشرط الذي ذكره من دليل من الكتاب أو السنة , أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال :" مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ" , فما هو دليل الدكتور على شرطه هذا ؟والجواب: لا يوجد له دليل والأمر كما قال الله – جل جلاله - :" وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)" (غافر) , ثم ها نحن نرى حكومتك يا دكتور تفرض قوانين البلديات وقوانين الوزارات الوضعية وبعد حرب غزة مباشرة , ولم تهيئ الناس لقبول هذه الأحكام على الإطلاق , أم إن أحكام الشريعة هي التي تحتاج تهيئة دون غيرها , ثم هل كان الرسول أو المسلمون من بعده إذا فتحوا بلدة امتنعوا عن تحكيم الشريعة فيها حتى يهيئوا الناس قبل أن يطبقوها ؟ ثم ألا تعلم يا دكتور أن حركتك اليوم بلغت من العمر في غزة ما يقارب 22 سنة , أفيعقل أنكم لم تهيئوا الناس حتى الآن ؟ , وإذا كان الناس غير مهيئين لقبول حكم الشريعة , فكيف اختاروكم في الانتخابات على من سواكم من العلمانيين وغير الإسلاميين ؟!!! بل اختار المسلمون في العالم الإسلامي كله ممثلو الحركات الإسلامية على من سواهم , أضف إلى ذلك أنه كانت للموحدين تجارب في تطبيق الشريعة في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها ... فرحب بها الناس كل ترحيب , وأيدوها كل تأييد , ثم وعلى فرض عدم قبول الناس لها , فواجبنا إلزامهم بها , وأطرهم عليه أطرًا , أخرج البخاري من حديث ابن مسعود أن الرسول قال :" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" , وعند أحمد أن الرسول قال :"بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم" , قال الله تعالى :" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)"(التوبة) , وقال عثمان بن عفان :"إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" , ثم هل قام العلمانيون بتهيئة الناس لقبول القوانين والوضعية قبل تطبيقها حتى تشترطوا ذلك لتطبيق الأحكام الشرعية ؟ ثم هل تظنون بأن كل المسلمين في عهد الرسول كانوا كأبي بكر وعمر – رضي الله غنهما - , لا والله ما كانوا كذلك , وإلا لما فر الجند يوم حنين حاشا الرسول وثمانون صادقون معه , ولما ارتدت جل العرب يوم توفي الرسول – صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) " .



التدرج وأثره في ترك تحكيم الشريعة



وكان من المسوغات التي ذكرها الدكتور الزرد في ترك حكومته لتحكيم الشريعة , أنهم سيطبقون الشريعة بالتدرج , وأضاف الدكتور أنه لا بد قبل تحكيم الشريعة من محو الثقافة السوداء الموجودة عند الناس اليوم , فأقول أولا: إن التدرج يكون في بعض الأحكام الفقهية , وأما أمور التوحيد والعقيدة فليس فيها تدرج , والحاكمية مسألة من مسائل التوحيد , قال الله تعالى :"إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)"(يوسف) , وقال أيضا:" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) " (الكهف) , ولما طلب الكفار من النبي – صلى الله عليه وسلم - حلًا وسطا في قضية التوحيد , وذلك بأن يعبد المشركون رب محمد – صلى الله عليه وسلم - سنة , ويعبد محمد – صلى الله عليه وسلم - آلهتهم سنة , أنزل الله على محمد قوله:" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) " (الكافرون) ,ولقد بينت هذا المعنى في مقال لي أسميته :"هل مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية؟" .



ثانيًا: التدرج في الأحكام هو مرحلة مر بها التشريع وانتهت , أما الآن فالدين قد كمل والنعمة قد تمت , وما سمعنا بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم - , أو المسلمون بعده عندما فتحوا البلدان الكافرة عملوا بمبدأ التدرج في إلزام الناس بألأحكام الشرعية , فضلا أن يتركوا إلزامهم بقضية من قضايا التوحيد , ألا وهي الحاكمية .



ثالثًا: التدرج فى تطبيق الشريعة , هو من العناوين التي يغر بها أمثال قادة الإخوان أتباعهم , ليضلوهم عن جادة الصواب , ويزيدونهم ضلالا على ضلالهم , وأؤكد أن شبهة التدرج وتثبيتها عند من يتبعون الإخوان وأضرابهم ليس المقصود من إثارتها سوى وضع عنوان عريض , تختفي خلفه كل ضلالات قادة الإخوان وتأويلاتهم بل وكفرياتهم وشركياتهم , ومن الملاحظ أيها الأحبة أن مسألة المماطلة في تحكيم الشريعة عند غالب الإسلاميين إلا من رحم الله , ترجع لقناعات مسبقة ثم يأتى بعد ذلك البحث عن دليل أو شبهة دليل , يعنى المسألة فى الغالب لا تعدو البحث عن مسوغ لقناعاتهم , وهنا يجدر بنا أن نسأل الدكتور هذه الأسئلة راجين من الله أن نجد عنده جوابا عليها :



هل من التدرج يا دكتور الإيمان بالديمقراطية كمنهج ودثار وشعار لا يفارق ألسنة أرباب حكومتك ؟ هذا ومع العلم أن الديمقراطية كفر بالله تعالى , لأن معناها : أن يكون حكم الشعب للشعب , ومن أسس الإيمان أن يكون حكم الشعب لله وحده , قال الله تعالى :"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)"(النساء) , وهل من التدرج يا دكتور ممارسة الكفر وذلك بالدخول في البرلمانات الشركية وانتظار موافقة الأغلبية على شرع الله؟!!! وهل من التدرج يا دكتور الاحتجاج بالقانون الوضعي وتطبيقه وحمايته وتدريسه والاهتمام بأهله؟!! وهل من التدرج الكذب والافتراء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقول بأنه كان يرى الأصنام ولا يحرك ساكنا عندما كان بمكة , وهو - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عنه كفار مكة:"لقد عاب ديننا وسب آلهتنا وسفه أحلامنا ", وهذا منذ صدعه بدعوته وفى أوج مرحلة الاستضعاف , فما بالك وقد تم الدين ؟



رابعًا: يقول الله تعالى في كتابه العزيز:"وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)"(المائدة) ، فكيف يوفق القائلون بالتدرّج بين هذه الآية وقولهم , فقولهم بجواز التدرج معناه جواز الحكم بغير ما أنزل الله "مرحلياً"، أي أنه لن يحكم بما أنزل الله في كثير من المسائل ومنها المسائل التي يعد العمل بها شرطًا من شروط الإيمان , فهل يجوز تطبيق بعض أحكام الكفر مرحلياً للوصول إلى تطبيق أحكام الإسلام كاملة؟! أم أنه ينطبق علينا حينذاك قوله تعالى:" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ"(البقرة) , وإذا نظرنا إلى سيرة الحبيب المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام ، وجدنا أنه لم يَقْبل أن يعفي ثقيف من بعض الأحكام - ومنها الصلاة - ولم يقبل تأجيل هدم صنمهم اللات شهراً، بل رفض بشكل حاسم، وأصرّ على أن يجتنبوا ما حرّم الله كاملاً - لا بالتدرج! -



روى ابن هشام في سيرته ؛ أنه عندما قدم وفد ثقيف ليفاوضوا رسول الله سألوه: " أن يدع لهم الطاغية، وهي اللات، لا يهدمها ثلاث سنين ، فأبى رسول الله ذلك عليهم ، فما برحوا يسألونه سنة سنة ، ويأبى عليهم ، حتى سألوا شهراً واحداً بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمّى، وإنما يريدون بذلك، فيما يظهرون، أن يتسلّموا بتركِها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يُروِّعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام ، فأبى رسول الله إلاّ أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فيهدماها، وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة ، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم، فقال رسول الله: أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه...) , والصلاة كانت حينذاك قد فرضت ، فلم يقل لهم ؛ لا تصلّوا مدة ثماني سنوات ثم أدّوها! أو قبل منهم أن يترك لهم اللات شهراً ثم يهدموها بعد ذلك! فأين التدرّج في ذلك؟!



خامسًا: ولقد علل الدكتور وجوب التدرج في تطبيق الشريعة , لأن عند الناس ثقافة سوداء لا بد أن تمحى قبل التفكير في تحكيم الشريعة , فهل من المعقول أن حماس والتي مضى على تأسيسها 22 سنة لم تمح هذه الثقافة حتى الآن ؟ ثم ما هي المدة التي يحتاجها الدكتور ومن معه لمحو هذه الثقافة ؟ , إن الرسول – صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة فاتحًََا , حَكًَّم شرع الله , ولم ينتظر حتى تمحى الثقافة السوداء.



المصلحة وأثرها في ترك تحكيم الشريعة



ومن المسوغات التي ذكرها الدكتور على ترك حكومة حركته لتحكيم الشريعة "المصلحة" , ولكن يا دكتور من يحدد ماهية المصلحة , إن الذي يحدد ماهية المصلحة ليس أن ولا أنت ولا حماس ولا القرضاوي ولا غيره , بل إن الذي يحددها هو الله تبارك وتعالى , وترك تحكيم الشرع كل الشرع كفر بالله تعالى , فهل فعل الكفر مصلحة , قد يكون فيه مصلحة , ولكنها مصلحة ملغاة , ثم قل لي يا دكتور : ألست تعلم أن مصلحة الدين هي أولى المصالح وأولى الضروريات الخمسة التي أمرت الشريعة بالحفاظ عليها , وأنه إذا تعارضت مصلحة الدين مع غيرها من المصالح قدمت مصلحة الدين , والسؤال الموجه لكم الآن لماذا لا تقدمون مصلحة الدين على ما سواها ؟ , ثم احتج الدكتور على قوله متقدم الذكر بأن الرسول ترك إقامة الحد على ابن سلول لما قال في عائشة ما قال , ولما قال في الرسول والمهاجرين في غزوة من الغزوات :"إن مثلنا ومحمد مثل قول القائل سمن كلبك يأكلك" , وهنا أتساءل : ما هو الشيء الذي منع الرسول من إقامة الحد على ابن سلول ؟قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه زاد المعاد" فصل في ترتيب سياق هديه مع الكفار والمنافقين " : "وأما سيرته في المنافقين , فإنه صلى الله عليه وسلم أُمر أن يقبل منهم علانيتهم , ويكل سرائرهم إلى الله , وأن يجاهدهم بالعلم والحجة , وأمره أن يعرض عنهم ويغلظ عليهم , وأن يبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم , ونهاه أن يصلي عليهم وأن يقوم على قبورهم , وأخبر أنه إن استغفر لهم فلن يغفر الله لهم , فهذه سيرته في أعدائه من الكفار والمنافقين" .



والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل عبد الله بن أبي بن سلول لما يلي :



أولا : لأن عبد الله بن أبي بن سلول أنكر ما قاله , قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه زاد المعاد :"وفي مرجعهم من هذه الغزوة قال رأس المنافقين ابن أبي :" لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " , فبلَّغها زيد بن أرقم رسول الله , وجاء ابن أبي يعتذر ويحلف ما قال , فسكت عنه رسول الله فأنزل الله تصديق زيد في سورة المنافقين , فأخذ النبي بأذنه فقال أبشر فقد صدقك الله , ثم قال:" هذا الذي وفي لله بأذنه " , فقال له عمر يا رسول الله مر عباد بن بشر فليضرب عنقه , فقال فكيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" , نفهم مما سبق أن عبد الله بن سلول أنكر ما قال ، وفي هذه الحالة لا يستطيع القاضي أن يحكم عليه بشئ ، وذلك لعدم كفاية الأدلة ولوجود شاهد واحد فقط , ولكن وبعد ذلك نزل الوحي , علم الرسول صلى الله عليه وسلمأن زيد بن أرقم صادق في كلامه وأن عبد الله بن سلول كاذب في إنكاره ,وفي هذه الحالة أراد الشرع أن يعلمنا أن نحكم بالدليل وليس بالتخمين , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يوحى له وأما نحن فلا يوحى لنا وعلينا دائما البحث عن الدليل , إذن فالنبي لم يقم عليه الحد لا لأن المصلحة الراجحة في ترك إقامته بل إنه أراد أن يعلمنا أنهلا يجوز للقاضي أن يحكم بعلمه ؛ ولذا لم يقم الحد على رأس النفاق , وهذا واضح في قصة الملا عنة بين هلال بين أمية وامرأته فقد أخرج البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ:" أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيِّنَةَ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا رَأَى أَحَدُنَا عَلَى امْرَأَتِهِ رَجُلًا يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْبَيِّنَةَ وَإِلَّا حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ فَقَالَ هِلَالٌ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ فَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ مَا يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنْ الْحَدِّ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ " , فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَ هِلَالٌ فَشَهِدَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَقَّفُوهَا وَقَالُوا إِنَّهَا مُوجِبَةٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا تَرْجِعُ ثُمَّ قَالَتْ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ فَمَضَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ" .



هل ترك عمر – رضي الله عنه - تحكيم الشريعة ؟



واستدل الدكتور كذلك على أن تطبيق الشريعة يترك لمصلحة راجحة بترك عمر العمل بحد السرقة في عام الرمادة فأقول: أما عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه -فمن سيصدقك يا دكتور أنه ترك تحكيم الشريعة , وهو من هو في شدة التمسك بالحق , إنه لا يعرف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -من قال عنه بأنه ترك تحكيم الشريعة في عام الرمادة ولا في غيره من الأعوام , فإن السبب في عدم قطع يد السارق في عام الرمادة لأنه ليس سارقا على الحقيقة , إذ السارق من يسرق ليغتني , لا من يسرق ليحافظ على حياته , أو ليسكت كلب الجوع , وهكذا كانت السرقة عام الرمادة , عام اشتدت فيه حاجة الناس واشتد عوزهم فسرقوا , فكانت الحاجة الشديدة والعوز الرهيب والجوع الفظيع شبهة درأ بها عمر -رضي الله عنه الحد- والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ادرؤا الحدود بالشبهات" , ثم كيف لعمر أن يعطل حدا هكذا بدون سبب شرعي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقولكما عند أبي داوود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها :"أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" .ثم يقال عن عمر أنه ترك تحكيم الشريعة !!! سبحانك يا ربنا هذا بهتان عظيم .



الحس الديني عند أهل غزة وأثره في ترك تحكي الشريعة



ومن المسوغات التي برر بها الدكتور ترك حكومته تحكيم الشريعة , الحس الديني العالى عند أهل غزة مقارنة مع غيرها من الدول الإسلامية , فأقول : إن هذا الحس الديني العالي أثر من آثار البلاءات المتتالية والمتتابعة على أهل غزة , والبلاء يقرب العبد من عبده , وهذا الحس الديني لم يحدث بعد استلام حماس للحكم , بل هو قبله , ولكن العجيب أن يكون هذا الحس الديني المتميز في غزة مسوغا عند الدكتور في ترك حكومته لتحكيم الشريعة ؟ سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم .



الحضور الشرعي في الحكومة والبرلمان وأثره في ترك تحكيم الشريعة



ثم نبه الدكتور الزرد إلى الحضور الشرعي في الحكومة والبرلمان , وأنه دليل على أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح الموافق للشريعة , فأقول له : دعنا من المظاهر والأشكال والشعارات فإن الرسول قال كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ" , وأنبه إلى أنه لا يوجد دولة عربية إلا ولها هيئة شرعية تخادع بها المسلمين , فهل هذا دليل على أنها تسير وفق ما يرضي الله ؟ , والأمر كما قال شيخنا أسامة :" في كل بلد كرزاي وفي كل قطر طنطاوي يزين للناس ما يفعله" , وحضور حملة العلم في هذه الأماكن لا يكفي , حتى يأطروا الحكومة على تحكيم الشرع كل الشرع ,والكفر بكل مشرع ليس هو الله , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فبهذا يدوم التمكين وإلا فلا , قال الله تعالى :"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)"(الحج) .



ما هو موقف الإسلام من الأحكام الموافقة للشريعة الصادرة من البرلمان ؟

ومن الأشياء التي طمأن بها الدكتور الحاضرين بأن برلمانهم الشركي في صدد التصويت ثم الإقرار على قانون العقوبات الموافق للشريعة , ثم يتبعونه بقانون الزكاة , فأقول:لقد قام أحد إخواننا بسؤال الشيخ أبي بصير سؤالًا نصه : ما حكم التحاكم إلى المحكمة الوضعية الكافرة في مسألة ما علماً أن المحكمة الوضعية توافق الشريعة الإسلامية في تلك المسألة المتحاكم فيها .. أفتونا جزاكم الله خيراً ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. التحاكم إلى المحاكم الوضعية الكافرة التي تحتكم إلى شرائع البشر لا يجوز .. سواء أصابت في حكمها الحكم الشرعي أم خالفته .. لأن الحكم الذي أصابوا فيه الحكم الشرعي .. لم يحكموا به امتثالاً وطاعة لأمر الله وحكمه .. وإنما حكموا به لأن عقولهم هدتهم لهذا الحكم .. وهم لا يتورعون من تغييره لو ارتأوا غيره .. وحكم هذا وصفه لا يجوز أن يُسمى حكم بما أنزل الله وإن أصاب حكم الشارع .. وإنما هو حكم الطاغوت .. وبالتالي لا يجوز التحاكم إليه .
فالحكم لا يكون حكماً بما أنزل الله حتى تتوفر فيه صفتين: الصفة الأولى الموافقة والمطابقة لحكم الله تعالى .. والثانية: أن يُحكم به امتثالاً وطاعة وعبودية لله تعالى .. وعليه فأي حكم يفتقد وصفاً واحداً من هذين الوصفين يخرج مباشرة عن وصفه وكونه حكماً بما أنزل الله , بل إن أي أمر تعبدي لا يُفعل امتثالاً وطاعة لله تعالى لا يدخل في معنى العبادة التي يؤجر عليها صاحبها .. فمثلاً من صام عادة أو لمرض حال بينه وبين الطعام والشراب لا يؤجر على صيامه، ولا يُسمى صيامه عبادة .. بخلاف من يصوم طاعة لأمر الله تعالى وتقرباً إليه i.
قلت : كيف يكون تحكيم الشريعة الذي هو من التوحيد , منطلقا من قاعدة شركية , أي من البرلمان الذي يضاهي ويشارك الله في أبرز خصائصه ألا وهي الحاكمية , هذا هو البناء الذي شيد على أصول باطلة , والذي حري ألا يكتب له التوفيق والنجاح , قال الله تعالى :" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)"(التوبة) , ثم كيف تكون قضية تطبيق الشريعة قضية خاضعة للأخذ والرد , والقبول والرفض , والكثرة والقلة , مع العلم بأن فرضية تطبيق الشريعة من الأمور المقطوع بها والتي لا تقبل الجدال .
الابتلاء لا يبرر أن نقول للمخطئ أنت مخطئ


ومما ينكره علىَّ البعض مهاجمة حماس في هذه الآونة , والتي اجتمع فيها أهل الأرض على حربها , فأقول: ليست حماس هي التي تذوق هذا الابتلاء وحدها بل كل إنسان في غزة يذوقه ويكتوي بناره , أضف إلى ذلك أننا ما سمعنا بأن حلول البلاء بإنسان مانعا من موانع النصيحة وتبيين الانحراف والاعوجاج , خاصة إذا كان الانحراف والاعوجاج في أمور العقيدة والتوحيد , وهذا أمر واضح في القرآن وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم - , فالله انتقد المسلمين بعد أحد ما عظم ما حل بهم من بلاء فقال :" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)"(آل عمران) , ولقد مر النبي على امرأة تبكي عند قبر لولد لها توفي , فلم يمنعه ما حل بها من بلاء أن يقدم لها النصيحة الشرعية , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"



مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".



إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أخوكم : أبو يونس العباسي



مدينة العزة غزة



حرر في يوم الاثنين التاسع من جمادى الأولى لعام 1430هـ الموافق للرابع من مايو لعام 2009 .



والحمد لله الذي تتم بحمده الصالحات

سائر في رحاب الله
05-04-2009, 10:39 PM
قرأت ما كتبت ، ولست مؤهل لمناقشتك ، فأكتفي فقط بشكركم على مجهودكم الذي تبذلونه

و عند جهينة
05-05-2009, 02:21 AM
هل اجبتهم هناك
ولماذا لم تناقشهم وتبين لهم اخطاءهم مواجهة طالما انك كنت حاضرا معهم !!!
ربما انتفعوا من افكارك وعلومك بدلا من اضاعة وقتك ووقتنا دون طائل

ما رأيك بجهاد النت !!!

أبو عقاب الشامي
05-05-2009, 07:49 AM
اخي وعند جهينة,

رفقا بالاخ فهو لم يقل انه كان موجودا بل قال ان قناة الاقصى كانت حاضرة فلربما شاهدها على التلفاز ولا اظن ان ما نقله فيه اضاعة لوقتنا فمن احب دخل وعلق ومن لم يحب يمكنه ان يدخل الى الموضوع. الاخ اتى بادلة شرعية يرد عليه بادلة ايضا شرعية لا بتسفيه رأيه والخوض في حقيقته فالله اعلم بها.

السلام عليكم

مقاوم
05-05-2009, 09:34 AM
كلام الشيخ أبو يونس العباسي كالعادة: دقيق ومنضبط ولا يخرج عن إطار الدليل الشرعي من الكتاب والسنة فمن أحب أن يرد عليه فليرد عليه بالدليل.

من أكبر المآخذ على حركة حماس في شقها السياسي هو اعتماد منهج الإخوان المسلمين (المتأخرين) في تمييع الكثير من ثوابت الشريعة في التعاطي مع المستجدات ومنها مسألة تطبيق الشريعة في قطاع غزة الذي تتفرد حماس بالسيطرة عليه وحكمه.

قد نتفهم مسوغاتهم للتدرج في ذلك لكن لا يجوز أبدا التبرؤ من تحكيم الشريعة بشكل مطلق والاعتذار عن ذلك بالضغوط الدولية وعدم استعداد الناس وما شابه ذلك. والله أعلم.

و عند جهينة
05-05-2009, 10:11 AM
اخي وعند جهينة,

رفقا بالاخ فهو لم يقل انه كان موجودا بل قال ان قناة الاقصى كانت حاضرة فلربما شاهدها على التلفاز ولا اظن ان ما نقله فيه اضاعة لوقتنا فمن احب دخل وعلق ومن لم يحب يمكنه ان يدخل الى الموضوع. الاخ اتى بادلة شرعية يرد عليه بادلة ايضا شرعية لا بتسفيه رأيه والخوض في حقيقته فالله اعلم بها.

السلام عليكم

شكرا لك اخي الكريم وشكرا ايضا لصاحب الموضوع
لكن المقصد من كلماتي كان
ان كان الموضوع من اجل النصيحة والتقويم
فيفترض بصاحب المقال ان يوجهها مباشرة للمعنيين في الموضوع
حيث انه رد على اقوال من سماهم فقهاء حماس
ونحن لسنا فقهاء لا لحماس ولا لغير حماس
ونشر النصيحة على الملآ ليس امرا محمودا


اما وان تعذر اعطاء النصيحة للمراد نصحه
فتقال النصيحة على العموم دون تحديد اسماء
دون بهرجة وسجع ملفت للنظر خاصة ان تمعنتم في العنوان
لذا فانا اعتبر ان الموضوع دخل في باب الاستعراض و جهاد النت

هذا فهمي للامر واوجدوا لاخيكم العذر ان كنت مخطئا
واسأل الله العظيم ان يوحد كلمة المسلمين ويجمع شملهم ويهدي ضالهم وينصرهم على اعداءهم
انه على كل شئ قدير

طرابلسي
05-05-2009, 11:02 AM
نصف ساعة تقريبا في قراءة القسم الأول
فلله دره على هذا التأصيل و فهمه لسنن الله في النصر والتمكين
لا شك انه ناصح وبنفس الوقت ناقد... والنقد طالما وصل للأخوة في حماس فقد برئت الذمة وعليهم الامتثال للأمر الشرعي كما بينه الأخ الكاتب لا للمصلحة الآنية التي لا تحقق نصرا ولا تعلي راية

عمر النجدى
05-05-2009, 11:29 AM
فى الحقيقة لم اقرا ماتفضل بة الاخ إلا السطور الاولى و المواضيع الطويلة لا اقرئها ابدا

لكن فهمت من ردود الاخوة انة ينتقد حماس ويطالبها بتطبيق الشريعة وعدم التهاون ..الخ !!

يااخى الكريم مع احترامى الكبير لك وضع حماس يختلف ولا فى مجال لإعطائهم نصائع وهم فى فى معركة الان

حماس الان فى حرب مع اعداء الاسلام بل مع العالم بأسرة وهى الان الواجهة فى الحرب
وانت جالس تنتقد و تطالبها بتطبيق شرعية الكاملة !!

اقول الله يعين حماس وضعها صعب جدا
والمسلم يجد ان يعذر لهم

مسلمين ليسوا بحالة حرب ولا هم يحزنون ولا يطبقون 1 % من الشريعة الاسلامية حماس جزاهم الله خير فى حالة حرب مع العدو ومع هذا طبقوا الكثير الكثير من الشريعة الاسلامية

بنت خير الأديان
05-05-2009, 07:07 PM
لم أقرأ المقال لطوله لكن أخذت منه بعض رؤوس الأقلام


وعندي طلب لأخينا كاتب الموضوع
هل لك أن تكتب لنا ما قال الشيخان هنا بعيدا عن ردك على كلامهم
في عدة أسطر في رد لك اكتب لنا ما قاله الشيخان

بارك الله فيك

بنت خير الأديان
05-05-2009, 07:24 PM
أما وربي وقد قرأت بعض ما كتبت
فلا بد من وقفة
لكل من يرى رؤياك


أولا: إن جل ما ذكره الدكتور كانت حماس تعمل به قبل أن تكون حكومة , ونحن ما طالبناها بتحكيم الشريعة على الناس إلا بعد أن أصبحت حكومة , بل حكومة مستقلة بذاتها .
حين تأتيني بنص كلام الشيخ وائل سأرد عليك لأني لم أفهم عما كنت تتحدث


ثانيا : إن قول الدكتور :"وثبتت في وجه مسلسلات التنازلات" , ويقصد بذلك رفض الحكومة الاعتراف باليهود ودولتهم , فهذا وحتى يعلم الجميع ثبات مبني على أسس وطنية لا على أسس شرعية
هذه ليس لك أن تقولها ولا تتبناها
فلست في قلوبهم ولم تعرفهم ولم تعش معهم
فاترك الأمر لمن عاشرهم وعرف منهجهم

مع كوني أتفق معك في مسألة رفع الشعارات كالديمقراطية مثلا
لأنها خطأ وقعت فيه الحركة وكان عليها أن تنتبه له


وحكومة فتح على وجه التحديد كانت تحارب ذلك
أنعم وأكرم !! أهلها حاربوها !!


ومحاربتكم لهذه الأمور محاربة مستندة للقانون الوضعي لا للشريعة الربانية , وإلا فهل تعاقبون اللص بقطع يده , أم حسب المادة 232 من الدستور الفرنسي
مشكلتكم أنكم لا تفهمون الأمور كما يجب
لو قطعت حماس يد واحد بحق وكتاب وسنة وشريعة ربانية
لقتل في الضفة العشرات ظلما وبهتانا وافتراء
بحجة "حماس فعلت كذا وكذا بالبطل المجاهد ال.. إلخ"
وهذا مبررهم .. وإلا ما تبنوا العملاء ليستخدموهم حجة لقتل المجاهدين واعتقالهم في الضفة
بعد أن طهرت حماس غزة من العملاء على إثر حرب الفرقان

لذلك حماس تسجنهم حتى لا تكون سببا في قتل عشرات المسلمين ظلما وبهتانا

وليس كلامي هذا من باب الدفاع عنها ولا عن غيرها
بل هو إحقاق للحق وهذا ما علمناه ورأيناه عيانا

ولازلت أريد نص ما قاله الشيخان
فضلا لا أمرا

أبو يونس العباسي
05-05-2009, 08:16 PM
شكرا لك اخي الكريم وشكرا ايضا لصاحب الموضوع
لكن المقصد من كلماتي كان
ان كان الموضوع من اجل النصيحة والتقويم
فيفترض بصاحب المقال ان يوجهها مباشرة للمعنيين في الموضوع
حيث انه رد على اقوال من سماهم فقهاء حماس
ونحن لسنا فقهاء لا لحماس ولا لغير حماس
ونشر النصيحة على الملآ ليس امرا محمودا


اما وان تعذر اعطاء النصيحة للمراد نصحه
فتقال النصيحة على العموم دون تحديد اسماء
دون بهرجة وسجع ملفت للنظر خاصة ان تمعنتم في العنوان
لذا فانا اعتبر ان الموضوع دخل في باب الاستعراض و جهاد النت

هذا فهمي للامر واوجدوا لاخيكم العذر ان كنت مخطئا
واسأل الله العظيم ان يوحد كلمة المسلمين ويجمع شملهم ويهدي ضالهم وينصرهم على اعداءهم
انه على كل شئ قدير



السلام عليكم :
ما دمت لست من فقهاء حماس فلا تدخل , ولا تقرأ , إلا إذا كانت تعنيك أمور المسلمين , أوكنت تهتم لأمر هذا الدين من تحريف المحرفين .
ومن قال لك بأن النصيخة لن تصله ... ستصلهم بإذن الله جلت قدرته .
أخي .... خذ هذه المعلومة مني ولا أريد أجرا إلا من الله .... إنما ينصح الإنسان سرا , إذا كان الخطأ ذاتيا , ولم يفتن به أحد , اما إذا كان جهرا وفتن به الناس فلا بد من إعلان النصح وإعلان فاعله , ألا ترى العلماء في كتبهم يحذرون كثيرا وبالاسم من بعض المنحرفين والمبتدعين .
أما ادعاؤك بأني مستعرض ... فهذا خوض في النوايا ... أسأل الله أن ينتصر للمحق فيه .
واعذرني على الإطالة .

أبو يونس العباسي
05-05-2009, 08:26 PM
أما وربي وقد قرأت بعض ما كتبت



فلا بد من وقفة
لكل من يرى رؤياك



حين تأتيني بنص كلام الشيخ وائل سأرد عليك لأني لم أفهم عما كنت تتحدث



هذه ليس لك أن تقولها ولا تتبناها
فلست في قلوبهم ولم تعرفهم ولم تعش معهم
فاترك الأمر لمن عاشرهم وعرف منهجهم


مع كوني أتفق معك في مسألة رفع الشعارات كالديمقراطية مثلا
لأنها خطأ وقعت فيه الحركة وكان عليها أن تنتبه له



أنعم وأكرم !! أهلها حاربوها !!



مشكلتكم أنكم لا تفهمون الأمور كما يجب
لو قطعت حماس يد واحد بحق وكتاب وسنة وشريعة ربانية
لقتل في الضفة العشرات ظلما وبهتانا وافتراء
بحجة "حماس فعلت كذا وكذا بالبطل المجاهد ال.. إلخ"
وهذا مبررهم .. وإلا ما تبنوا العملاء ليستخدموهم حجة لقتل المجاهدين واعتقالهم في الضفة
بعد أن طهرت حماس غزة من العملاء على إثر حرب الفرقان


لذلك حماس تسجنهم حتى لا تكون سببا في قتل عشرات المسلمين ظلما وبهتانا


وليس كلامي هذا من باب الدفاع عنها ولا عن غيرها
بل هو إحقاق للحق وهذا ما علمناه ورأيناه عيانا


ولازلت أريد نص ما قاله الشيخان
فضلا لا أمرا


السلام عليكم
أنصحك بقراءة المقال كله إن أحببت الرد فمن الظلم أن تقولي سأرد وقد قرأت قراءة المستعجل , فالرجاء لكل من أراد الرد أن يقرأ أولا , ثم فليرد بالأدلة والبراهين لا بالعواطف والأهواء .
كلام الدكاترة وصلني في مرئية .... مدتها ساعة ونصف .... ولست من أهل تنزيل الصوتيات والمرئيات وقد ذكرت الشبهة ورددت عليها ولكنك لا تريدين القراءة .... .... اذهبي إلى فلسطين للحوار واطلبيها واسمعيها ...وأما ما يجب على فقد فعلته وذكرت شبههم قبل الرد عليها .
أنا من سكان غزة وأعيش فيها فلا تهرفي بما لا تعرفي .... وما ذكرته مما انتقدتيه أشهر من نار على علم .
وما أردتِّ فهمه موجود في المقال بوضوح لكنك لا تريدين أن تقرأي وهذا ما حصل فيه لبس لديك :"وكان مما ذكره الزرد من الأحكام الشرعية التي تطبقها حماس :"الجهاد والاستشهاد , والحسم العسكري والثبات في وجه مسلسلات التنازلات , ومطاردة المخدرات والدعارة , وإعلام الحركة مسموعًا كان أم مرئيًا أم مقروءًا , ونشر الفضيلة , والمؤسسات الخيرية , والجامعة الإسلامية ....إلخ " فأقول أولا: إن جل ما ذكره الدكتور كانت حماس تعمل به قبل أن تكون حكومة , ونحن ما طالبناها بتحكيم الشريعة على الناس إلا بعد أن أصبحت حكومة , بل حكومة مستقلة بذاتها "
وأقول لك بأنني لن أرد عليك إلا إذا اعتمدتي أسلوب الأدلة والبراهين ...... أما العواطف ... وإن طبقوا الشريعة عباس هيخرب بيتهم .... هذا كلام فارغ بل أفرغ من الفارغ .... ولا تردي إلا بعد القراءة ... وبدون قراءة فالأحسن لك عند الله ألا تردي.

أبو يونس العباسي
05-05-2009, 08:42 PM
فى الحقيقة لم اقرا ماتفضل بة الاخ إلا السطور الاولى و المواضيع الطويلة لا اقرئها ابدا

لكن فهمت من ردود الاخوة انة ينتقد حماس ويطالبها بتطبيق الشريعة وعدم التهاون ..الخ !!

يااخى الكريم مع احترامى الكبير لك وضع حماس يختلف ولا فى مجال لإعطائهم نصائع وهم فى فى معركة الان

حماس الان فى حرب مع اعداء الاسلام بل مع العالم بأسرة وهى الان الواجهة فى الحرب
وانت جالس تنتقد و تطالبها بتطبيق شرعية الكاملة !!

اقول الله يعين حماس وضعها صعب جدا
والمسلم يجد ان يعذر لهم

مسلمين ليسوا بحالة حرب ولا هم يحزنون ولا يطبقون 1 % من الشريعة الاسلامية حماس جزاهم الله خير فى حالة حرب مع العدو ومع هذا طبقوا الكثير الكثير من الشريعة الاسلامية

الابتلاء لا يبرر أن نقول للمخطئ أنت مخطئ


ومما ينكره علىَّ البعض مهاجمة حماس في هذه الآونة , والتي اجتمع فيها أهل الأرض على حربها , فأقول: ليست حماس هي التي تذوق هذا الابتلاء وحدها بل كل إنسان في غزة يذوقه ويكتوي بناره , أضف إلى ذلك أننا ما سمعنا بأن حلول البلاء بإنسان مانعا من موانع النصيحة وتبيين الانحراف والاعوجاج , خاصة إذا كان الانحراف والاعوجاج في أمور العقيدة والتوحيد , وهذا أمر واضح في القرآن وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم - , فالله انتقد المسلمين بعد أحد ما عظم ما حل بهم من بلاء فقال :" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)"(آل عمران) , ولقد مر النبي على امرأة تبكي عند قبر لولد لها توفي , فلم يمنعه ما حل بها من بلاء أن يقدم لها النصيحة الشرعية , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"
مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".

و عند جهينة
05-05-2009, 10:23 PM
السلام عليكم :
ما دمت لست من فقهاء حماس فلا تدخل , ولا تقرأ , إلا إذا كانت تعنيك أمور المسلمين , أوكنت تهتم لأمر هذا الدين من تحريف المحرفين .
ومن قال لك بأن النصيخة لن تصله ... ستصلهم بإذن الله جلت قدرته .
أخي .... خذ هذه المعلومة مني ولا أريد أجرا إلا من الله .... إنما ينصح الإنسان سرا , إذا كان الخطأ ذاتيا , ولم يفتن به أحد , اما إذا كان جهرا وفتن به الناس فلا بد من إعلان النصح وإعلان فاعله , ألا ترى العلماء في كتبهم يحذرون كثيرا وبالاسم من بعض المنحرفين والمبتدعين .
أما ادعاؤك بأني مستعرض ... فهذا خوض في النوايا ... أسأل الله أن ينتصر للمحق فيه .
واعذرني على الإطالة .



لقد اعجبت بمقالتك رغم اعتراضاتي على كلمات الحق والتي تقصد فيها باطلا

لكن اجابتك الاخيرة تظهر مقدار انتصارك لنفسك حتى لو كنت تعلم انك على خطأ
وقولي عنك انك تستعرض فانا مصمم عليه وهذا رأيي
لانك تقول ان الاخوة الحماسيين "(الفقهاء)" في غزة
وانت ايضا في غزة
انا في النرويج علمت وقرأت عن نشر الغسيل الذي تنشره
ولكنك لم تجرؤ على محادثتهم ومناصحتهم وهم بجانبك
ثم اختيارك لعنوان يذكرنا بمقامات الحريري وسجعه لهو خير دليل على التكلف والاستعراض
اذا كلامي لم يدخل في النوايا
لاني احكم على الموضوع
وعلى ما هو امامي
اصلحنا الله واياك

عمر النجدى
05-05-2009, 10:53 PM
الابتلاء لا يبرر أن نقول للمخطئ أنت مخطئ


ومما ينكره علىَّ البعض مهاجمة حماس في هذه الآونة , والتي اجتمع فيها أهل الأرض على حربها , فأقول: ليست حماس هي التي تذوق هذا الابتلاء وحدها بل كل إنسان في غزة يذوقه ويكتوي بناره , أضف إلى ذلك أننا ما سمعنا بأن حلول البلاء بإنسان مانعا من موانع النصيحة وتبيين الانحراف والاعوجاج , خاصة إذا كان الانحراف والاعوجاج في أمور العقيدة والتوحيد , وهذا أمر واضح في القرآن وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم - , فالله انتقد المسلمين بعد أحد ما عظم ما حل بهم من بلاء فقال :" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)"(آل عمران) , ولقد مر النبي على امرأة تبكي عند قبر لولد لها توفي , فلم يمنعه ما حل بها من بلاء أن يقدم لها النصيحة الشرعية , أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"

مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ فَقَالَتْ لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى".

اخى الفاضل ..

هل اخبرتنا عن اخطاء ومخالفات حماس الكبيرة بنقاط سهلة ومبسطة وبدون الشرح
او ذكرت لنا ملاحظاتك على حماس ايضا بطريقة سهلة لكى نعرف اكثر ماتعنية على ارض الواقع

أبو عقاب الشامي
05-06-2009, 04:56 AM
لا اله الا الله محمد رسول الله

الاخوة المعترضين اما ان تضعوا ادلة شرعية تدحض ما اتى به الاخ الكريم او لا داعي للمشاركة فهذه المشاركات اما طعنت في شخص صاحب الموضوع او اتت باعذار من الواقع في حين كلنا يعلم ان الواقع ليس مصدرا للتشريع.

يا اخوان نحن مسلمون والكتاب والسنة هم النصوص التشريعية والحلال والحرام مقياسنا والشرع يعالج الواقع ولم يأتي لكي يكون جزءا منه. فمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او فليصمت.


السلام عليكم

مقاوم
05-06-2009, 11:01 AM
أنا في حيرة من أمري.

الأخ صاحب المعرف "أبو يونس العباسي" سبق وأن صرح لنا بأنه ليس الشيخ كاتب المقالات وإنما هو ناقل لها بهذا المعرف. وأراه الآن يجيب على اعتراضات الإخوة والأخوات بلسان الشيخ، فهلا وضحت لنا هذه المسألة مشكورا أخي الكريم.

مقاوم
05-06-2009, 11:12 AM
وجدت المشاركة

أولا أحب أن أقول لك بأن من كتب المقال هو من أهل العلم الذين تتلمذوا على أيدي العلماء وانا أنتحل اسمه
----------------------
-------------------------------
-----------------------------
وأسأل الله أن يحفظ شيخنا أبو يونس العباسي.وهي موجودة في هذا الموضوع المتعلق
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=213005#post213005
فهل من توضيح أخي الفاضل

أبو يونس العباسي
05-06-2009, 02:16 PM
أنا في حيرة من أمري.

الأخ صاحب المعرف "أبو يونس العباسي" سبق وأن صرح لنا بأنه ليس الشيخ كاتب المقالات وإنما هو ناقل لها بهذا المعرف. وأراه الآن يجيب على اعتراضات الإخوة والأخوات بلسان الشيخ، فهلا وضحت لنا هذه المسألة مشكورا أخي الكريم.
أخي الكريم ...صدقت في ذلك .... ولكني رأيت بعض الردود فاستفسرت من الشيخ عليها .... وأجبت باسمه .... وكان الأصل أن أنبه ... لكن نسيت .... لكني أنا من آخذ المقالات وأنشرها .... وأقول للشيخ عن بعض المنتديات التي نشرت المقالات فيها .... والشيخ يطلع عليها أحيانا حالما تيسر له الجلوس على الشبكة وقد أعطيته الرقم السري للمعرف .... خاصة مع الأعباء الدعوية وغيرها مما يقوم بها الشيخ .... وأقوم بعرض بعض الانتقادات التي تنتقد بها المفالات فيجيبني شفهيا ....هذا إن تيسرت اللقيا .........
وجزاك الله عنا كل خير أخي مقاوم

مقاوم
05-06-2009, 02:21 PM
نعم بوركت. حتى لا يلتبس الأمر على الإخوة والأخوات.

و عند جهينة
05-06-2009, 02:43 PM
لا اله الا الله محمد رسول الله

الاخوة المعترضين اما ان تضعوا ادلة شرعية تدحض ما اتى به الاخ الكريم او لا داعي للمشاركة فهذه المشاركات اما طعنت في شخص صاحب الموضوع او اتت باعذار من الواقع في حين كلنا يعلم ان الواقع ليس مصدرا للتشريع.

يا اخوان نحن مسلمون والكتاب والسنة هم النصوص التشريعية والحلال والحرام مقياسنا والشرع يعالج الواقع ولم يأتي لكي يكون جزءا منه. فمن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او فليصمت.


السلام عليكم

اخي الكريم ابو عقاب
انا اعترض على العنوان الاستعراضي
واعترض ايضا على عدم اظهار كلام الاخوة في حماس الذي بنيت عليه المقالة التي اعجبتك دون معرفة حقيقة ما تكلمه الاخوة في حماس
والمفروض ان يكون كلام "فقهاء" حماس موجودا امامنا
ويكون موضوع الاخ العباسي كاعتراض على اقوالهم التي لم نعرفها حتى الان

فهل يلزم دليل شرعي على اعتراضاتي التي قد بينتها

ثم يا اخي ابو عقاب اسألك بالله اين الدليل الشرعي في الاجابة التالية

السلام عليكم :
ما دمت لست من فقهاء حماس فلا تدخل , ولا تقرأ , إلا إذا كانت تعنيك أمور المسلمين , أوكنت تهتم لأمر هذا الدين من تحريف المحرفين .
ومن قال لك بأن النصيخة لن تصله ... ستصلهم بإذن الله جلت قدرته .
أخي .... خذ هذه المعلومة مني ولا أريد أجرا إلا من الله .... إنما ينصح الإنسان سرا , إذا كان الخطأ ذاتيا , ولم يفتن به أحد , اما إذا كان جهرا وفتن به الناس فلا بد من إعلان النصح وإعلان فاعله , ألا ترى العلماء في كتبهم يحذرون كثيرا وبالاسم من بعض المنحرفين والمبتدعين .
أما ادعاؤك بأني مستعرض ... فهذا خوض في النوايا ... أسأل الله أن ينتصر للمحق فيه .
واعذرني على الإطالة .

ملاحظة
لا ادري لماذا اشعر ان لاحمد بوادي يدا في الموضوع
ارجو ان اكون مخطئا
ولو كان هو صاحب الموضوع فان التخفي ليس دليل نبل

طرابلسي
05-06-2009, 06:04 PM
ملاحظة
لا ادري لماذا اشعر ان لاحمد بوادي يدا في الموضوع
ارجو ان اكون مخطئا
ولو كان هو صاحب الموضوع فان التخفي ليس دليل نبل





كن أكيدا .... فالبوادي ليس له يد او كلمة في مقالات الشيخ العباسي كثّر الله من امثاله بل ربما التقاء على منهج واحد
وللمعلومية ... البوادي لم يتخفى يوما تحت معرف آخر

من هناك
05-06-2009, 07:03 PM
لعل طرابلسي هو العباسي إذاً

و عند جهينة
05-06-2009, 07:18 PM
كن أكيدا .... فالبوادي ليس له يد او كلمة في مقالات الشيخ العباسي كثّر الله من امثاله بل ربما التقاء على منهج واحد
وللمعلومية ... البوادي لم يتخفى يوما تحت معرف آخر

الحمد لله
بارك الله فيك اخي طرابلسي
لقد طمأنت قلبي
خاصة بعد التقاء منهج الاخوة ضد اعداء الله والوطن "حماس"
جزاك الله خيرا

أبو عقاب الشامي
05-07-2009, 07:15 AM
لعل طرابلسي هو العباسي إذاً


ولما لا يكون البوادي :)


اخي الكريم ابو عقاب
انا اعترض على العنوان الاستعراضي
واعترض ايضا على عدم اظهار كلام الاخوة في حماس الذي بنيت عليه المقالة التي اعجبتك دون معرفة حقيقة ما تكلمه الاخوة في حماس
والمفروض ان يكون كلام "فقهاء" حماس موجودا امامنا
ويكون موضوع الاخ العباسي كاعتراض على اقوالهم التي لم نعرفها حتى الان

فهل يلزم دليل شرعي على اعتراضاتي التي قد بينتها


اخي الحبيب,
هذا الفهم هو فهم شرعي اذا اقتنعت به فالاصلا بك ان تصدع به فهذا الامر لا يخص حماس ولا يخص فردا اسمه خالد مشعل ولا يخصني او يخصك بوصفنا الفردي او الحركي ولكن الامر اذا كان حقا وهو كذلك عندي فهو يخص الدين والامة. فالحكم بغير ما انزل الله ليس امرا عابرا ولا يجوز السكوت عنه. اما عن كلام فقهاء حماس فاخي الكريم ما نقله الاخ العباسي ليس خافيا عن احد فالاخوان هذه اقوالهم وفتاويهم في مسألة التدرج موجودة ولربما هناك اكثر مما نقل الاخ العباسي حيث انه رد ليس على المنهج بل على ما جاء في مقابلة. وما هو موجود في منهجهم يحتوي اكثر مما نقل والله اعلم.

انا اخي ارى ان الموضوع فيه من الادلة الشرعية ما يلزم ان يُرد عليه بالادلة الشرعية ولندع عنوان الموضوع وشخص صاحب الموضوع فهذا الامر هو امر الاسلام. كيف نريده؟ هل نضحي لاجله برؤية واضحة جلية؟ هل الغاية تبرر الوسيلة؟ وقبل هذا كله يجب ان يكون واضحا عندنا ان الاخلاص يقتضي ان نفرق بين التضحية والمعاناة وبين الحق. فالتضحية امر محمود ان كان لاجل الحق الصافي لا لاجل الحق الذي دخله باطل.

السلام عليكم