تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التطبيع ... ماهيته ومخاطره وأهدافه



أبو يونس العباسي
04-30-2009, 11:34 AM
التطبيع ... ماهيته ومخاطره وأهدافه



أبو يونس العباسي



الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل , بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى , ويصبرون منهم على الأذى , يحيون بكتاب الله الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه , وكم من ضال تائه قد هدوه , فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين , الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة , فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب , يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم , يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين , وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا وبعد ....



سبب المقال



أذاعت وسائل الإعلام في يوم الأربعاء الموافق ل 4 جمادى الأولى 1430هـ , أن عبد الشيطان الأردن سيزور عبد الشيطان السعودية , وسيجتمعان في الرياض للبحث حول وسائل إنهاء الصراع العربي الصهيوني , ويصدر هذا الكلام في وقت تعلن الحكومة الصهيونية كفرها بكل الاتفاقيات التي عقدت مع الفلسطينيين في سابق الأيام , يتباحثان في إنهاء الصراع العربي اليهودي والقدس وحيفا ويافا وفلسطين لا زالت محتلة , وغزة لم يجف جرحها بعد حرب ضروس راح ضحيتها 1400 قتيل – نحسبهم من الشهداء والله حسيبهم - , ولا نزكي على الله أحدا – وأكثر من 6000 جريح , فكان هذا الحدث بالإضافة إلى الذكرى الثلاثين لاتفاقية كامب ديفيد , مسوغا لكتابة هذا المقال , والذي عنونته ب"التطبيع ... ماهيته ومخاطره وأهدافه".



أهمية المقال



لقد استطاع التحالف الصهيوصليبي أن يجعل إلى حد ما قضية فلسطين قضية الفلسطنيين فقط , وذلك عبر اتفاقيات التطبيع , بل استطاع التحالف الصهيوصليبي أن يجعل من العرب كلاب حراسة لأمن اليهود , وكلما مرت ذكرى هذه الاتفاقيات احتفل بها العرب , وكأنها إنجاز من أهم الإنجازات , وكلما شن اليهود معركة ضد أهل فلسطين , وامتنعت الحكومات عن واجب النصرة , وليمت من اللائمين , كانت الحجة التي يحتجون بها : اتفاقيات التطبيع , بل كلما وُجِّه انتقاد للحكومات بشأن تعاملاتها وفي شتى مجالات الحياة مع اليهود , بررت ذلك باتفاقيات التطبيع , فكان لا بد من كشف زيف التطبيع وزيف هذه الحكومات المطبعة مع أعداء الملة والأمة .



التطبيع ... معناه وما يقصد به



التطبيع هو:"التعامل مع اليهود ومع دولتهم , كما نتعامل مع أي دولة مسلمة , وفي شتى مجالات الحياة وجوانبها" , فالتطبيع إذًا يحمل في طياته القبول بالعدو , بل إنه يقوم على مبدأٍ يصير فيه العدو اللدود صديقًا حميمًا , وأن نجري معه علاقات سياسية وثقافية واقتصادية وعسكرية , ومعاهدات واتفاقيات وأن يسود بيننا وبين اليهود جو الاحترام المتبادل , وأن نعمل على إنجاح مشروع التقارب الديني بيننا وبينهم , ونغير المناهج بما يتوافق مع ما سبق , ونتعاون معا وسويا في القضاء على الإرهاب , الذي لا يقصد به إلا القضاء على الإسلام .



التطبيع ... نشأته والهدف منه



إن نشأة التطبيع كانت على يد التحالف الصهيوصليبي , فمن مصانعهم خرج , وتحت أيديهم تربى , وكان الهدف الأساسي من إنشائه تذويب الإسلام وإحلال المناهج الكفرية محله , قال الله تعالى :" وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) "(البقرة) , وقال أيضا:" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) "(البقرة) , ولا بد أن نعلم أن اليهود والنصارى والمشركين من المستحيل أن يحبوا لنا الخير في يوم من الأيام , وهذه حقيقة قرآنية لا شك فيها ولا مِرية , قال الله تعالى :" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (82)



"(المائدة) , لقد أراد التحالف الصهيوصليبي ون خلال التطبيع القضاء على الإسلام لأنه سر عزة العرب والمسلمين , قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله " , ولقد أكد بن غوريون هذه الحقيقة , والحق ما شهدت به الأعداء فقال :" نحن لا نخشى الاشتراكيات ، ولا الثوريات ، ولا الديمقراطيات في المنطقة ، نحن فقط نخشى الإسلام ، هذا المارد الذي نام طويلاً ثم بدأ يتململ" ويقول أيضا:"لا أمل لإسرائيل في الصلح مع العرب إلا بالقضاء على الرجعيين ، وإقامة دول اشتراكية محل الأنظمة الرجعية في المنطقة" ويقول شارون :" ما من قوة في العالم تضاهي الإسلام من حيث قدرته على اجتذاب الجماهير ، فهو يشكل القاعدة الوحيدة للحركة الوطنية الإسلامية" .



التطبيع وأثره على المشروع الإسلامي



إن أكبر مستلزمات التطبيع مع العدو الكافر الضغط على الإسلام وملاحقته وملاحقة الملتزمين به , ومطاردته حيثما حل وحيثما ارتحل , يقول بيغن :"إنني لن أطمئن على مستقبل معاهدة كامب ديفد وملحقاتها مع مصر إلا بعد أن يتم القضاء نهائياً على الحركة الإسلامية في مصر بشكل خاص ، وعلى الحركة الإسلامية في كل المنطقة العربية بشكل عام" , وقال أيضاً : " لقد حملت معي أثناء زيارتي إلى مصر في الأسبوع الأول من شهر أيلول الماضي حقيبة مليئة بالمنشورات والمطبوعات التي تصدر في مصر ضد اليهود بشكل عام ، وإسرائيل بشكل خاص ، وقلت لصديقي السادات : كيف تريدني أن أصدق أنك ترغب فعلاً في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بينما تسمح للمسلمين المتعصبين بنشر الدعايات المعادية لليهود وإسرائيل ؟ إن صديقي الرئيس السادات أبدى اهتماماً شديداً بما قدمته له من وثائق تدين المتطرفين المسلمين بالعمل ضد اتفاقيات كامب ديفد ، وتدينهم بعرقلة عمليات تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وأكدت له بدوري أن إسرائيل لا تريد أن تكتفي بسماع تصريحات مطمئنة ، ولكنها تريد إجراءات حازمة وعنيفة لتأديب قادة الحركة الإسلامية ، وإيقافهم عند حدهم ، وبخلاف ذلك فإن إسرائيل ستظل تنظر بريبةٍ وشكٍ إلى مستقبل اتفاقيات السلام مع مصر ، ولقد كان صديقي السادات عند حسن ظننا به ؛ إذ لم أكد أغادر مصر عائداً إلى إسرائيل حتى بدأ حملة عنيفة للقضاء على الحركة الإسلامية ، وإنني أتمنى له النجاح من كل قلبي للقضاء على هؤلاء المسلمين المتعصبين" , وإذا ذهبت يا طالب الحق تنظر إلى كيفية العلاقة بين حكومات التطبيع وأهل الإسلام , وجدتها علاقة سيئة الآثار على الإسلام وأهله , لا لشيء إلا لأنه إسلام , قال الله تعالى :" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) "(البروج) , وليس هذا هو أسلوب طواغيت الوقت المعاصر فقط , بل هو أسلوب الطواغيت قديمًا كذلك , قال الله تعالى على لسان قدماء الطواغيت وهو يحاورون رسلهم:" وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) " (يس) , وقال تعالى:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) "(إبراهيم) , ولن يتوقف الصراع بين الإسلام والمطبعين وأسيادهم , حتى يرث الله الأرض ومن عليها , ونحسم المعركة للإسلام وأهله , قال الله تعالى :" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) "(الصافات) .



التطبيع وأثره على عقيدة الولاء والبراء



إن من الأهداف الكبرى للتطبيع , طمس مفهوم الولاء والبراء , والذي ينظم العلاقات على أساس التوحيد والالتزام بالدين , فالحب والبغض , والنصرة والخذلان , والعطاء والمنع , والتقريب والإبعاد , كل ما تقدم ... يحدده الالتزام بالتوحيد والإسلام من عدمه , ولا يستقيم للمسلم دين وإيمان إلا بعقيدة الولاء والبراء , قال الله تعالى :" لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22 )"(المجادلة) , وقال أيضا:" لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " (آل عمران) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) " (التوبة) , ومن مستلزمات الكفر بالطاغوت الذي هو شرط من شروط التوحيد , عداوة أتباعه وبغضهم وإعلامهم وإخبارهم بذلك , وهذا هو معنى البراء والولاء أن تفعل ضد ما ذكر , ولكن مع المؤمنين , قال الله تعالى :" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) " (الممتحنة) , وتكمن أهمية هذه العقيدة في أنها تربط المسلم في أقصى غرب الأرض بالمسلم في أقصى شرق الأرض , وهي أيضا ترسخ العداوة والبغضاء على الكافرين أينما حلوا وأينما ارتحلوا , إذا فعقيدة الولاء والبراء أهم عوامل الوحدة التي من الممكن أن تحدث بين المسلمين في المستقبل الذي أسأل الله أن يكون قريبا , ولهذا كله قرر أعداء الله محاربة هذه العقيدة عبر مفهوم التطبيع الذي يجعل العدو اللدود صديق حميما , ولقد أنفق التحالف الصهيوصليبي من أجل ترويج التطبيع وتسويقه الملايين تتلوها الملايين , ولكن لن تنجح جهودهم , ولن تؤتي نفقاتهم لتدمير الإسلام ثمارها , قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) "(الأنفال) , وإلى كل المخدوعين بالغرب والداعين إلى التطبيع معه ,أذكرهم بقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) "(آل عمران) , وأنبه على أن تذويب عقيدة الولاء والبراء ناقض من نواقض الإسلام , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) "(المائدة) .



التطبيع ... وأثره على الجهاد



من المعلوم للجميع ما للجهاد من مكانة في الدين , فهو ذروة سنام الإسلام , وحامي بيضته , وهو درعها المتين وحصنها الواقي , فبالله ثم به تكون العزة والمنعة , وبتركه تذل الأمة وتهون , أخرج أبو داوود في سننه من حديث ابن عمر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال :" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ" , قال أبو بكر الصديق – رضي الله عنه - :"وما ترك قوم الجهاد في سيل الله إلا ذلوا" , وأهل الجهاد المنطلق من التوحيد هم أفضل الناس , أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رجلا جاء إلى الرسول وسأله :" أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ قَالُوا ثُمَّ مَنْ قَالَ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ " , ومن الأهداف الخبيثة التي قام عليها مشروع التطبيع :" القضاء على مشروع الجهاد في سبيل الله مفهوما وواقعا " , وأن نكون كأسد بدون أنياب ولا مخالب , أعداؤنا يضربوننا ويقتلوننا بحجة أننا وحش مفترس , يظهر للجميع بأنه وحش ضار , ليبرروا قتالهم وقتلهم لنا , في الوقت الذي يريدون فيه أن يأمنوا من جانبنا وذلك بخلع أنيابنا بالتطبيع الذي يدحض الجهاد واقعًا ثم مفهوما , وما مسرحية تغيير المناهج في السعودية وغيرها منكم ببعيد , وما حوار الأديان الذي دعا إليه خائن الحرمين منكم ببعيد , ولقد استخدم التحالف الصهيوصليبي كل أساليب القوة في طمس الجهاد ودحضه ولكن بدون فائدة , فأغروا خدامهم من طواغيت العرب بمحاربة الجهاد ولكن بدون فائدة , فسمحوا للحركات الإسلامية بالمشاركة في اللعبة السياسية وأغرقوهم فيها فحي من حي على بينة وهلك من هلك عن بينة وما أفلح في في إخماد روح الجهاد , فاستنهضوا علماء البلاط السلطاني بممارسة حرب الفتاوى والغسل الدماغي ولكن بدون جدوى , حتى أخرجوا لنا علماء التوحيد بعد أن سجنوهم بما يسمى بالتراجعات ظانين أنهم من الممكن أن يؤثروا علينا , وما علموا أننا أتباع منهج ولسنا أتباع أشخاص , ومع هذه المحاولات الدؤوبة لطمس الجهاد ومعالمه , سيبقى الجهاد ولن يزول , لأن بقاء الجهاد بقاء للدين , فبه تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى , وبه يعبد الله وحده لا شريك له , قال الله تعالى :" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) "(البقرة) , وبه يرتفع الظلم عن المظلومين , قال الله تعالى :" وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) "(النساء) , وبه تحفظ بيضة الإسلام , وتحمى مبادئه وأصوله , قال الله تعالى :" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) "(التوبة) , ومع كثرة المكر الممارس لإزالة الجهاد , كمفهوم وواقع إلا أنه لم يفلح حتى الآن ولن يفلح , قال الله تعالى :" وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) " (الأنفال) , وقال أيضا:" وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)"(النمل).



ثمرات التطبيع وآثاره وأهدافه



وأما الأهداف التي يريدها التحالف الصهيوصليبي من التطبيع فهي :



أولًا: شرعنة دولة اليهود , وللأسف الشديد فقد اعترفت كثير من حكومات الأنظمة العربية بدولة اليهود , وهذا كما لا يخفى على أحد , يصب في خانة الخيانة لله ورسوله والمؤمنين والمقدسات , قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)"(الأنفال) .



ثانيًا: تقوية الاقتصاد اليهودي , من خلال التعاملات التجارية معه , استيرادا وتصديرا وإنشاءً للمشاريع المشتركة وتبادلًا للمصالح والخبرات , ويعتبر هذا العمل من ألوان مظاهرة الكافرين على المسلمين , حقا لقد أصابنا كما اخبرنا نبينا أدواء المم قبلنا , قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) "(البقرة) , وهذا بدوره يساعد على رقي دولة اليهود , وبقائها , إذ إن من أهم أسباب الهزيمة التى تمنى بها الدول الضعف الاقتصادي , لأنه سيتسبب في تقليص شراء الترسانة العسكرة , وإن قام العدو بشرائها فعلى حساب ضروريات أخرى , وهذ بدوره سيقارب بين القوى وسيعجل نصر الله تعالى .



ثالثًا: سيعمل نشر مفهوم التطبيع على توسيع عمليات التهجير اليهودي إلى أرض فلسطين , وبكل أريحية , وسيتفرغ اليهود لبناء المغتصبات , ومصادرة المزيد من أراضي أهل الإسلام في فلسطين , ومن الأمثلة على هذا ما يجري في الضفة الغربية , فالسلطة الوطنية المرتدة تحارب المقاومة وأهلها , وتستمر في إستراتيجية المفاوضات وبدون أي ثمرات , واليهود يوسعون من رقعة المغتصبات , وتضييق الخناق على أهل الإسلام في الضفة الغربية , قال الله تعالى :" وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) "(الحج).



رابعا: سيؤدي نشر مفهوم التطبيع وممارسته كواقع إلى توغل دول التحالف الصهيوصليبي على بلاد المسلمين ومجتمعاتهم , وسينشئون المراكز العلمية والثقافية , والتي ستعمل على غزو أفكار أبناء المسلمين , وسلخهم من كيانهم الإسلامي , إلى كيان غربي مسخ , لا يهتم إلا بشهواته ونزواته , ومن الأمثلة على هذه المراكز , المركز الأكاديمي اليهودي في القاهرة , وياليت الأمر توقف عند هذا الحد , بل تعداه إلى قيام التحالف الصهيوصليبي بزرع فرق تجسس ونشر للمجموعات الاستخبارية في بلاد الإسلام , والعمل على إفساد الاقتصاد , وإدخال ملايين الدولارات المزيفة , ومحاربة كل ما من شأنه أن يحقق الاكتفاء الذاتي للأمة الإسلامية , وتهريب المخدرات وإفساد الثروة الزراعية والحيوانية والمائية , ونشر الإباحية والسفور بكل الوسائل الممكنة , وهذا ليس غريبا على اليهود وحلفائهم , والله يقول عنهم :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)"(المائدة) .



الموقف الشرعي من اتفاقيات التطبيع



لقد عقدت حكومات الأنظمة العربية المرتدة اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال اليهودي , كاتفاقية كامب ديفيد , ووادي عربة , وأوسلو , ومبادرة السلام العربية , التي أقرتها الجامعة العبرية وغيرها , فما هو الموقف الشرعي من هذه الاتفاقيات ؟ فنقول وبالله التوفيق : هذه اتفاقيات باطلة محرمة , لأن مرجعيتها بشرية وضعية , فهي صورة من صور التحاكم إلى الطاغوت , قال الله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) "(النساء) , هي اتفاقيات باطلة ... لأن بندودها وشروطها مخالفة لشروط الكتاب والسنة , أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن الرسول قال :" ما بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ " , هي اتفاقيات باطلة ... لأنها اتفاقيات جرت الذل والهوان على المسلمين , والله يقول :" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) " (محمد) , هي اتفاقيات باطلة ... لأنها تقر ملكية اليهود لأرض فلسطين , وأرض فلسطين كلها أرض إسلامية من النحر إلى البحر , والتنازل عن ذرة تراب منها يصب في سلة الخيانة والتفريط والعمالة , ففلسطين أمانة من الأمانات التي يجب المحافظة عليها :" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)"(الأحزاب).



أثر اتفاقيات التطبيع على القضية الفلسطينية



إن أبرز آثار اتفاقيات التطبيع على القضية الفلسطينية أنها قزّمت القضية الفلسطينية من قضية إسلامية إلى قضية عربية , إلى قضية فلسطينية , وإنني خائف من أن تصبح قضية فلسطين هي قضية الّلاجئين , فإذا ما حاز اللاجئون على جنسيات في البلاد التي هُجّروا إليها , صارت قضية فلسطين أثرًا بعد عين , وإلا فهل يجوز أن يكون المسلم طرفاً محايداً في الصراع الدائر بين اليهود وأهل فلسطين ؟!!! وهل يجوز أن تكون أرض الكنانة "مصر" أو بقية أقطار بلاد الشام طرفا محايدا ؟!!! بل هل يجوز أن يكون مسلم على وجه الأرض طرفا محايدا ؟!!! بل هل كان أحد يتخيل أن تعمل الدول المجاورة لفلسطين ككلاب حراسة لأمن اليهود ؟!!! وأن تجرم قوانين هذه الدول من يقوم بمساعدة أهله في فلسطين بتهريب السلاح والمال لهم ؟!!! هل كان يعقل أن تشن حرب على غزة وبرعاية مصرية عربية , وتصر مصر أثناء الحرب بإبقاء المعبر مغلقا ؟ بل أن تمنع المسلمين ممن يريدون النصرة في المجالات المدنية من الدخول إلى أرض غزة العزة ؟ بل أن تجري تحقيقات مع الجرحى وهم بين الموت والحياة ؟!!! فما هو موقف الإسلام من هذه الأنظمة الخائنة التي أفسدت الحرث والنسل ؟



الموقف من حكومات التطبيع



إن من البدهي أن نقول : إن حكومات التطبيع وقعت في الردة المغلظة والكفر الصراح بتحكيم القانون اللعين بدلا من شرع رب العالمين , وبموالاة الكافرين ومعاداة الموحدين , وبالرضى عن الكفر الذي يمارس في الشوارع والمقاهي والمراكز والبيوت والدواوين , لا في وقت معين , بل في كل وقت وحين , وبمنع الجهاد في سبيل الله رب العالمين , فلا بد من إعداد القوة واستنهاض الأمة لكنس هذه الحكومات والثورة عليها , نصرة لله ورسوله والمؤمنين , أخرج مسلم في صحيحه من حديث عبادة أنه قال:" دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" , وقد رأينا من هذه الأنظمة الكفر الصراح الذي لنا فيه من الله سلطان وبرهان , وهنا لا ننسى أن نترحم على خالد الإسلامبولي أحد أبناء هذه الأمة البررة , والذي قتل السادات أول من سن التطبيع وبشكل علني في منطقتنا الإسلامية .



حتمية الصراع وانتصار المسلمين



وبعد هذا كله ؛ فاعلم أن مساعي ما يسمى بـ(السلام) ستفشل ، وأنّ تحقق ما يسمى بالأمن الدائم في ما يسمونه بالشرق الأوسط لن يحصل مطلقاً ، ولو حصل فهو وقتي سيفشل سريعاً ، وهذا الأمر دلت عليه الأدلة الشرعية ، بل ويؤمن به اليهود والنصارى أيضاً , وسنذكر هنا الأدلة على استمرار الجهاد في سبيل الله وانتصار المسلمين ، ثم أعقبه بذكر مختصر لعقيدة اليهود والنصارى في هذا الموضوع :



أولاً : الأدلة على استمرار الجهاد في سبيل الله ومقاتلة اليهود وغيرهم والانتصار عليهم:



1- فقد جاءت نصوص صريحة في قتال المسلمين لليهود والنصارى وانتصارهم عليهم ومنها:



ما في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي ؛ فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ".



وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، لا نخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً ، فيفتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم ، فيخرجون وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال : يسوون الصفوف ، إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده ، فيريهم دمه في حربته".



2- وجاءت نصوص أخرى تدل على أن الإسلام سينتشر في جميع الأرض وإن رغمت أنوف الكفار والمنافقين:



ففي مسند الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز يعز به الإسلام ، أو ذل ذليل يذل به الكفر" .



وفيه عن المقداد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا دخلته كلمة الإسلام بعز عزيز ، أو بذل ذليل " .



3- وجاءت نصوص أخرى تدل على استمرار الجهاد إلى آخر الزمان :



فمن ذلك ما في الصحيح عن عروة البارقي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والمغنم " .



قال القرطبي رحمه الله :



" فلما فتح الله مكة كان القتال لمن يلي ممن كان يؤذي حتى تعم الدعوة وتبلغ الكلمة جميع الآفاق ولا يبقى أحد من الكفرة وذلك باق متماد إلى يوم القيامة ممتد إلى غايةٍ هي قوله عليه السلام : "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والمغنم " ، وقيل : غايته نزول عيسى بن مريم عليه السلام " .



وقال ابن حجر رحمه الله عن هذا الحديث :



" وفيه أيضا بشرى ببقاء الإسلام وأهله إلى يوم القيامة ؛ لأن من لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين - وهم المسلمون - وهو مثل الحديث الآخر : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق الحديث "اهـ .



وروى أبو داود في سننه بسندٍ فيه مقال عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الغزو ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ؛ لا يبطله جور جائر ، ولا عدل عادل ".



قال الشوكاني رحمه الله :



" فيه دليل على أن الجهاد لا يزال ما دام الإسلام والمسلمون إلى ظهور الدجال "اهـ.



وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم في الصحاح وغيرها أنه قال " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة" ووردت روايات صحيحة تصف هذه الطائفة بالجهاد.



قال النووي رحمه الله :



" وفى هذا الحديث معجزة ظاهرة فان هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث ".



وروى أحمد و النسائي أن سلمة بن نفيل رضي الله عنه قال : كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل : "يا رسول الله ، أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح ، وقالوا: لا جهاد ، قد وضعَت الحرب أوزارها ، فأقبلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال : كذَبوا ، الآن جاء دور القتال ، ولا تزال من أمتي أُمَّة يقاتلون على الحق ويُزيغ الله لهم قلوب أقوامٍ ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعْدُ الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " .



والمقصود من هذا كله ؛ بيان أن ما يسمى بـ (السلام الدائم) أو (الشامل) لن يتحقق ، وسيقاتل المجاهدون اليهود ويهزمونهم بحول الله وقوته ، وهذا وعد الله سبحانه لنا ، ولكن الله سبحانه أعلم بمن يستحق أن يكون هذا الفتح على يديه.



ثانياً : معتقدات اليهود والنصارى في هذه المسألة :



فهم يعتقدون أن هناك حرباً قادمة بينهم وبين المسلمين يسمونها (هرمجدون) ، فاليهود ينتظرون مسيحهم المخلص لهم ، والنصارى كذلك :



وقد نشرت مجلة (سان رييجو مجازين) في آب من عام 1985م مقالاً ل‍ِ (جيمس ملز) الذي كان رئيساً لمجلس شيوخ ولاية كاليفورنيا قال فيه:" إن ريجان قال له أثناء مأدبة عشاء حضرها: "إن كل النبوءات التي يتعين تحقيقها قبل معركة مجدو قد حدثت، والفصل 38 من سفر حزقيال يقول : إن الله سيأخذ إسرائيل من وسط الكفار بعد أن يكونوا مشتتين ، ثم يلم شملهم مرة أخرى في أرض الميعاد ، وقد حدث هذا بعد قرابة ألفي سنة، ولأول مرة في التاريخ فإن كل شيء مهيأ لمعركة مجدو والمجيء الثاني للمسيح" .



لذلك تنشط الحركة الأصولية النصرانية (الإنجيلية) في (أمريكا) فقد نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز في 12/3/1999م ، أن القس الأمريكي (بات روبتسون) تعهد بإطلاق حملة ميزانيتها (21) مليون دولار لتوجيه الناخبين الأصوليين ودفعهم إلى مراكز الاقتراع في انتخابات عام 2000 للرئاسة ومجلس الكونجرس ، و ذكر القس الأمريكي أن الحركيين التابعين لتحالفه سيُكلَّفون بتوزيع (75) مليون دليل انتخابي خلال الحملة المقبلة، وسيتحركون سياسياً في (100 ألف) كنيسة ، وهذا القس الأمريكي يؤمن إِيماناً مطلقاً بإسرائيل، وبأنها المحور الذي تدور حوله أحداث (الأيام الأخيرة) يقول: "إِن إِعادة ميلاد إسرائيل، هو الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية العالم قد بدأ، كما أنه مع مولدها؛ فإن بقية التنبؤات ستتحقق بسرعة" .



وألقى (جيمي سواجارت) القس الأمريكي الإنجيلي الشهير موعظة في 22/9/1985م فقال : "كنت أتمنى أن أستطيع القول بأننا سنحصل على السلام ، ولكني أؤمن بأن هرمجدون مقبلة ، إِن هرمجدون مقبلة ، وسيخاض غمارها في وادي مجيدو، إِنها قادمة ، إنهم يستطيعون إن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون ، ولكن ذلك لن يحقق شيئاً. هناك أيام سوداء قادمهّ ... إنني لا أخطط لدخول جهنم القادمة، ولكن الإِله سوف يهبط من عليائه ... يا إِلهي!! إنني سعيد من اْجل ذلك ... إِنه قادم ثانية، إن هرمجدون تنعش روحي"! .



فالحاصل:



أن الجميع يؤمن بأن هناك معركة ستكون ، وأن هذه المعركة عظيمة ؛ لذلك فما يسمى بمساعي السلام لن تحقق شيئاً يذكر ، اللهم إلا إن استطاع اليهود وأعوانهم التخفيف من ضرب المجاهدين لهم مؤقتاً بسلم موهوم ليتسنى لهم نقل باقي اليهود إلى مدافنهم في فلسطين ، والله المستعان.



وأختم كتابي هذا بنصيحتين :



فالنصيحة الأولى : لكل مسلمٍ يقرأ هذه الرسالة فأقول :



احرص وفقك الله على التمسك بالتوحيد ، عض عليه بالنواجذ ، فهو رأس الأمر ، وأصل الدين ، ودعوة المرسلين ، وهو المنجي يوم القيامة من عذاب الله ، و أعظم التوحيد : عبادة الله وحده لا شريك له ، والموالاة فيه ، ومحبته ، ومحبة رسوله والمسلمين ، والحذر من الشرك وأسبابه ، ومعاداة الكافرين ، وبغضهم ، والبراءة منهم ، ومن دينهم ، وإياك أن تنخدع بشعارات السلام والمحبة مع الكفار ، أو التطبيع مع اليهود ، فإنها السم الزعاف التي ستجعلك تخسر دنياك قبل آخرتك ؛ "فاللجا ، اللجا ، إلى حصن الدين ، والاعتصام بحبل الله المتين ، فإن من أعظم القربات إلى الله سبحانه : معاداة من حادّ الله ورسوله ، وجهاده : باليد ، والسنان ، واللسان ، بقدر الإمكان" .



والنصيحة الثانية : إلى إخواننا المجاهدين في فلسطين – وفقهم الله وحفظهم ونصرهم – فأقول:



أوصيكم بتقوى الله سبحانه ، والإخلاص له ، وأن يكون جهادكم في سبيل الله وحده ، مع ترك الشعارات القومية والرايات العمّية الجاهلية ، وبتقواه سبحانه ينكشف البلاء بإذنه كما قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) .



والمسلم المجاهد بين خيرين : إما نصر وعزة ، وإما قتل وشهادة : (هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين) ؟ .



كما أوصيكم بمواصلة الجهاد وضرب هامات العدو ، وعدم الالتفات إلى المخذلين والمرجفين ، فلا طريق إلا الجهاد في سبيل الله ، ولا عزة إلا به ، وهي اللغة التي يفهمها اليهود.



وأوصيكم بالالتزام بمنهج أهل السنة والجماعة ، والتمسك بالتوحيد ، وتعلمه ، وتعليمه ؛ فإنه العاصم بإذن الله لكم ، والابتعاد عن البدع والمعاصي ، وتربية أبنائكم على ذلك ، لتنشأ الأجيال على كتاب الله سبحانه وسنة رسول صلى الله عليه وسلم .



أسأل الله سبحانه أن ينصركم ، وأن يخذل أعداءكم ، وأن يتقبل شهداءكم ، وأن يشفي مرضاكم ، وأن يعافي مبتلاكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يغفر لنا ولكم ، وأن يوفقكم لخيري الدنيا والآخرة .



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



*ملاحظة : هذا البند مأخوذ من كتاب الشيخ ناصر الفهد "مخاطر التطبيع" , فك الله أسره وأسر إخوانه من سجون آل سعود – عليهم من الله ما يستحقون - .



إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أخوكم : أبو يونس العباسي



مدينة العزة غزة



حرر في يو الخميس ال5 من جمادى الأولى 1430هـ الموافق ل30 من إبريل لعام 2009 .

مقاوم
04-30-2009, 12:09 PM
هي اتفاقيات باطلة ... لأنها تقر ملكية اليهود لأرض فلسطين , وأرض فلسطين كلها أرض إسلامية من النهر إلى البحر , والتنازل عن ذرة تراب منها يصب في سلة الخيانة والتفريط والعمالة.

هنا مربط الفرس وبيت القصيد.
لا فض فوك أيها العباسي ، أقمت الحجة وأبرأت الذمة.