تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قرّة العين وقصتها مع البهائية



عبد الله بوراي
04-27-2009, 06:53 PM
البهائية هي عصابة ظهرت في كربلاء بالعراق سنة 1231 هجرية تكونت على يد رجل مجهول الأصل و المولد حسب ما تقوله المصادر ظهر بالعراق يقال أنه كان قسّيسًا و ادعى أن اسمه "كاظم الرشتي" نسبة إلى رشت إحدى قرى إيران و قد درس الرشتي عقائد الشيعة الإثنى عشرية زاعما أنه من علمائها، و استغل منها فكرة المهدي المنتظر و باب هذا المهدي، و اتخذ لنفسه مجلسًا و تمكن من استمالة النفوس الضعيفة و القلوب المريضة و المنحرفة إليه و اتخذهم تلاميذا له..
وكان على راس هؤلاء التلاميذ رجل اسمه " حسين البشروئي " نسبة إلى بشرويه إحدى قرى خراسان، و قد عرف حسين البشروئي بالخبث و المكر و الدهاء و التقلب، و أضفي عليه لقب كبير تلاميذ كاظم الرشتي أو المهدي المنتظر الذي اختاره ليكون المنفذ الحقيقي لتلك المؤامرة البشعة و قد لقب بـ: "باب الباب" و كن أخطر هؤلاء التلاميذ امرأة أصلها من الشيعة الإثنى عشرية، و فاطمة المكناة بأم سلمى بنت صالح القزويني و قد لقبها أبوها بلقب: زرين تاج، تزوجت فاطمة صغيرة من ابن عمها فنفرت منه، و لم يكن لأبيها صالح القزويني ابنة سواها فلم يجبرها على العودة إلى زوجها، و انقطعت فاطمة إلى الدراسة و تعرفت على كاظم الرشتي و كاتبته و نشط هو كذلك في مكاتبتها إذ وجد فيها ضالة منشودة له، و لقبها في رسائله لها بأنها "قرة العين" و دعاها إلى ترك قزوين و الحضور إلى كربلاء..
و لما توفي كاظم الرشتي تلقفها حسين البشروئي و أقامها مقام الرشتي في التدريس لتلاميذه بكربلاء، و قد صارت من أجرأ تلاميذ الرشتي في الإعلان على الخروج عن الإسلام و الدعوة إلى الشيوعية في النساء، و لما أصبحت تطبق هذا الأمر علنا أصبحت تلقب بالطاهرة، بعدما اصطفت لنفسها رجلا يقال له محمد علي البارفروشي الملقب بالقدوس، و هناك رجل آخر يدعى علي محمد الشيرازي و قد أوهم هذا الأخير بأنه سيكون هو الباب، وقد أعلن الشيرازي في يوم الخامس من جمادى الأول عام 1260 هجرية الموافق 1844 ميلادي أنه باب المهدي و هو لم يتجاوز الخمسة و العشرين من عمره..
سارع حسين البشروئي ليبشر بظهور الباب و أنه هو باب الباب ذلك بمساعدة الجاسوس الروسي "كنياز دالكوكركي" الذي كان يعمل مترجما بالسفارة الروسية بطهران وقد ادعى الجاسوس أنه اعتنق الإسلام و أخذ يدرس اللغة العربية و الفارسية و يلازم مجس كاظم الرشتي و لعب دورا مهما في ضم مجموعة من الشباب و الرجال إلى هذه العصابة، إذ جلب لها رجلا يقال له حسين علي المازندراني المولود بطهران عام 1817 م و قد أوحى إليه هذا الجاسوس بدعوى الألوهية و لقبه بـ: "البهاء " كما ضم الجاسوس يحي المازندراني الأخ غير الشقيق لحسين علي المازندراني و الذي لقب بعد ذلك بصبح الأزل..
ثم لم يلبث حسين البشروئي لأن يتحول من باب المهدي على المهدي نفسه و أطلق عليه اسم قائم الزمان و راح البشروئي يجوب القرى و الأمصار يبشر بظهور القائم دون أن يكشف اسمه خوفا من رجال الحكومة و انظم اليه القدوس و رجل آخر يقال له يحي الدارابي الذي لقب لديهم بالوحيد و معهم قرة العين، و قد أطلق على من تبعه اسم البابية، إلى أن بلغ عددهم تسعة عشر فردا، و من هنا بدأت البهائية في الظهور رسميا، و قرر الباب أن يجعل:
· عدة الشهور تسعة عشر شهرا
· و الشهر تسعة عشر يوما
و جعل من بعض الجمل و الأكاذيب أساس دينه الجديد الذي سماه بالبيان.
وزعم الباب المهدي أنه الممثل الحقيق لكل الأنبياء و المرسلين و أنه ممثل نوح عليه السلام و مثل موسى و عيسى و محمد عليه الصلاة و السلام، و أنه يجمع بين الديانات الثلاث: اليهودية، النصرانية و الإسلام و لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة، كما حرم قراءة القرآن، ثم زعم أن الله حل فيه، و قام بإلغاء الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و صلاة الجماعة إلى في الجنازة، و أباح الجنابة، و أقر أن القِبْلة هي البيت الذي ولد فيه بشيراز أو بيوت أصحابه، و أن الحج هو زيارة هذه البيوت، و يكون الصوم من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابي و هي تسعة عشر يوما و ينتهي بعد النيروز المجوسي حرم على المرأة الحجاب و أوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول و يوضع في إصبعه خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان، و غيرها من الأحكام المتناقضة مع الإسلام..، أما قرة العين فقد اندفعت تلهب حماس الناس و تقرر حقيقة نحلتهم فقالت: اسمعوا ايها الأحباب و الأغيار، اعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب، و أن أحكام الشريعة الجديدة لم تصل إلينا و أن ما جاء به محمد باطل، إن مولانا الباب سيفتح البلاد و يسخر العباد و ستخضع له ألأقاليم السبع المسكونة، و سيوحد ألأديان الموجودة حتى لا يبقى دين واحد و هو الدين الحق، و نادت النساء بتمزيق الحجاب، لأن المرأة كالزهرة و الزهرة لابد من قطفها و شمها، لأنها خلقت للضم و الشم، و لا ينبغي أن يعد أو يحد شامُّوها بالكيف و الكم، فالزهرة تُجْنى و تُقْطَفْ و للأحباب تُهْدَى و تُتْحَفْ..
و لما انتشر خبر دعوته إلى البهائية و أن قائم الزمان قد ظهر ثار علماء شيراز أيام الوالي حسين خان على دعاة البابية و طالبوا إحضار الباب، ولما علموا بكفره و أدخل السجن غير أن الجاسوس الروسي كنياز دالكوركي و بواسطة جاسوس روسي آخر يدعى منوجهر خان الأرمني استطاع تخليص الباب من السجن و تهريبه إلى أصفهان..

اعتقلت الحكومة قرة العين و نفيها إلى بغداد فنزلت في بيت محمد شبل الكاظمي فأفسدت دينه و أمالته إلى البابية، فأمر نجيب باشا والي بغداد بنقلها إلى منزل الشهاب الألوسي مفتي بغداد و صاحب التفسير المشهور لتكون تحت رقابته، غير أنه عندما قام البشروئي بثورة مسلحة و حاولوا اغتيال الشاه، لقي الكثير منهم حتفه أعدمت قرة العين سنة 1849 ميلادي..

* منقول