تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل الأسود فى البيت الأبيض



عبد الله بوراي
04-25-2009, 03:49 PM
إن في فوز باراك أوباما لعبرة لقوم يعقلون، ألاتعجب من رجل فقير بسيط مسكين سافر به أهله من بيت صغير في كينيا بأفريقيا يبحثون عنلقمة العيش فارين من الجوع والمرض والجهل؟ فيتعلّم ابنهم ويتزوج وينال منصباًويُعطى جنسية أمريكية ويدخل الانتخابات ويفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية،بل بقيادة العالم. فهو المدير الإقليمي للدول جميعاً، وهو أقوى رجل في عالم الدنيافي القارات الست.
أما وقفت مع نفسك متأملاً في هذا المشهد العجيبالغريب؟ كيف يقفز رجل غريب فقير مهاجر مسكين من كوخ في كينيا إلى أن يتربّع علىكرسي الرئاسة في البيت الأبيض، وقل لي بربك: لو أن الأستاذ باراك أوباما التجأ إلىبعض الدول العربية كيف يكون وضعه؟ إنه سوف يكون في الغالب في الترحيل لانتهاء مدةإقامته أو سوف يطرد من البلاد لمخالفة قانونية. وإذا كرم سمح له بأن يكون سائقتاكسي (ليموزين) أو حارس عمارة أو بائعاً في سوق الخضراوات أوالحراج.
هذا ما سوف يحصل للأستاذ باراك أوباما لو كان فيبعض الدول العربية القوية الصامدة المتألقة النامية والنائمة في سبات عميق «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِوَذَاتَ الشِّمَالِ» سبحان الله! مرةً واحدة وبسرعة هائلة يصل العامل البسيط والشابالفقير والمهاجر المسكين إلى رئاسة أكبر وأقوى دولة في العالم ليجلس أمامه رؤساءالعالم وهم ينتفضون من حمّى الرهبة ويرتعدون من هول الموقف؛ لأنهم في مجلس رئيسالولايات المتحدة الأمريكية. سبحان الله! ينسى الأمريكان لونه الأسود وأصلهالأفريقي وآباءه المسلمين ويقولون لهذا الشاب الذي ما سكن قصراً وليس في آبائه وزيرولا قائد ولا رئيس ولا ملك، وإنما فقير ابن فقير ومسكين ابن مسكين، يقولون له: تفضّل قُدِ البلاد واحكم الدولة والأمة، وبيده مفاتيح القوة النووية والاقتصادالعالمي والقرار الأول والأخير في عالم الدنيا الفانية.
دُفعةً واحدة يقفز هذا الشاب الأسمر الداكن الصعلوك من كوخصغير فيه قطعة من حصير وأكواب من فخار وكيس من دقيق الشعير إلى أن يجلس أمامالكونغرس الأمريكي يأمر وينهى ويصدر المراسيم الرئاسية ويسقط حكومات ويعيّن رؤساءويتحكم في الفضاء والثروة والطاقة.
وإذا غضب على دولة فلها الويل مما يصفون، وياحسرة على رئيس لا يرضى عنه، وأحسن الله عزاء بلدٍ قرر محاربته، فهل تفكرنا في هذاالمنطق وهذا المستوى الراقي الذي وصل به باراك أوباما إلى رئاسة (أمريكا)؟ أما قالعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله لو كان سالممولى أبي حذيفة حياً لولّيته الخلافة بعدي)،وسالم هذا مولى أسود فقير مسكين لكنه مؤمن مهاجر حافظ لكتاب الله قائم بحدوده، ولماولّى أمير مكة عليها بعده ابن أبزى وهو مولى أسود فقير مسكين أقره عمر وقال: سمعتنبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يرفعبهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين».
الآن أصبحت أمريكا تطبق دون أن تشعر بعض تعاليمالإسلام من احترام الإنسان وتقدير مواهبه وإعطائه الحق في المشاركة وإبداء الرأيوأخذ مكانه المناسب مهما عظم.
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ» وقال صلى الله عليه وسلم: «الناس سواسية كأسنان المشط» وقال عمر: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهمأحراراً). إن إخوان وزملاء باراك أوباما يعملون قهوجية وسفرجية وطباخين وكناسين فيبعض البلاد العربية، ولو طلب أحدهم أن يكون مدير مدرسة ابتدائية لناله الويلوالثبور، وعظائم الأمور، وقاصمة الظهور، وإن في فوز باراك أوباما برئاسة أمريكالآية لأولي الألباب.
الداعية الشيخ عائض القرني