تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأنظمة العربية بين التعاجز والتخاذل ومحاربة دين الرب القادر



أبو يونس العباسي
04-24-2009, 02:38 PM
الأنظمة العربية بين التعاجز والتخاذل ومحاربة دين الرب القادر



أبو يونس العباسي



الحمد لله الذي جعل نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض وواجب , ورتب عليه في الجنة أعلى المنازل والمراتب , وحث عليها الناس من أمي وكاتب , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لاشريك له , رب الشارق والمغارب , والصلاة والسلام على سيدنا محمد , الذي أمر بالمكرمات ونهى عن المعائب , ورضي الله عن الآل والصحب , ذوو الخوارق والعجائب ... ثم أما بعد :



سبب المقال



منذ فتحت عينيّ على هذه الدنيا , وأنا أرى المآسي تحل على المسلمين تترا , والمصائب تنهال عليهم واحدة بعد أخرى , وكان آخرها حرب غزة , فعقدت المؤتمرات والاجتماعات , وكان آخر الاجتماعات قمة عربية , ما خرجت بحل لا لغزة ولا لغيرها , فكان هذا التخاذل والتعاجز والتقاعس سببا لهذا المقال , والذي عنونته ب" الأنظمة العربية بين التعاجز والتخاذل ومحاربة دين الرب القادر"



أبرز مظاهر التعاجز وصوره



إن أبرز صور التعاجز العربي هو : خذلان هذه الأنظمة للمسلمين في أصقاع الأرض , إن لم نقل خذلان هذه الأنظمة لشعوبها ورعاياها , واعلم يا أخا التوحيد بأنه لو كان في أجساد هذه الأنظمة عرق إسلامي نابض لما تحملوا أن يكونوا على هذا الحال من التقاعس والخذلان , وإلا فكيف يتخاذل من يقرأ قوله تعالى :" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10)" (الحجرة) , كيف يتقاعس من يقرأ قوله تعالى :" وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ (72)"(الأنفال) , كيف يتقاعس من يقرأ قوله تعالى :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)"(التوبة) , والله إن المرء ما يسأل نفسه كثيرا : هل كانت هذه الأنظمة ستتقاعس وهي تؤمن حق الإيمان بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري:" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ " ؟, هل كانوا سيتقاعسون لو كانوا يؤمنون بقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما عند البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير :" تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" ؟.



موانع النصرة وأسباب التعاجز



إن أهم ما يمنع الأنظمة العربية المرتدة عن نصرة المسلمين عدم شعورهم بالانتماء لهذه الأمة , وهذا حق , فهم صنيعة الاحتلال , ومناديب اليهود والنصارى , فمن المعلوم أن أعداء الأمة من الكافرين ما خرجوا من ديار المسلمين , إلا بعد أن وضعوا مكانهم من يحقق مصالحهم ويدافع عن أهدافهم من بني جلدتنا , ولو كانت هذه الأنظمة تشعر بالانتماء لهذه الأمة المسلمة لما وقفت موقف المتفرج عليها , وهي تذبح تحت سكين الجزار الصهيوصليبي وتسلخ , قال الله تعالى :" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) " (الأنبياء) , ومما يمنع هذه الأنظمة عن القيام بواجب النصرة غرقها في مستنقع الخيانة لليهود والنصارى إلى الأعناق , وهذا شيء لا يجهله طفل صغير من أطفال المسلمين فكيف بالكبير , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)"(الأنفال) , وقال أيضا:" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) "(الأحزاب) , وقال الفاروق عمر:" لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يحاسبني الله لم لم تمهد لها الطريق يا عمر" , فأين هذه الأنظمة من عمر رضي الله عنه ؟ , ومن الموانع التي تمنع الأنظمة العربية المرتدة عن النصرة : التعلق الشديد بالدنيا , والتكالب عليها , قال الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)" (المائدة) , وقال أيضا :" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)" (النحل) , ولعل من الجدير ذكره هنا أن نقول : إن مأساة الأمة الأساسية في هذه الأيام في التكالب على الدنيا والتعلق بها , ودليل هذا ما أخرجه أحمد من حديث ثوبان أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :" يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" , وعند أبي داوود من حديث ابن عمر يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"يَقُولُ إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ".



الأنظمة العربية بين التعاجز والجبروت



سألت نفسي وقلت لها : هل حكام العرب متعاجزون عاجزون مع الكل ؟ فكانت الإجابة : إنهم متعاجزون فقط عن نصرة قضايا الأمة والعمل من أجل عزتها , وكرامتها , أما مع شعوبهم فلهم جبروت النمرود وسطوة فرعون وتكبر قارون , وعتو عاد وأصحاب الرس وثمود , أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :" يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ", حقا إننا نعيش في الحكم الجبري الذي يسوس ملوكه شعوبهم بالقمع والقهر والضرب والسجن وتكميم الأفواه ومصادرة الحقوق , أخرج أحمد في مسنده من حديث حذيفة – رضي الله عنه - أن الرسول يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ", فإذا كانت هذه الأنظمة تنهج هذه السياسة مع شعوبها فإنها تنهج سياسة الرحمة والرأفة والود والألفة والعلاقات الحسنة مع أعداء الله والدين وأعداء المؤمنين , وأما إذا سألت عن سياسة محمد وصحبه في التعامل فهاكم الآيات التي توضح ذلك وتبينه : " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم (29)"(الفتح)"," يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)" (المائدة) , "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)"(التوبة) , " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)" (التوبة) , حقا لقد حق في هذه الأنظمة ما قاله ذلكم الشاعر : أسد علي وفي الحروب نعامة *** فتخاء تصفر من صفير الصافر , يقول أهل غزة في مثل هذا الأمر :"مش قادر على الحمار جاي للبردعة" , والبردعة هي ما يوضع على ظهر الحمار وهي تشبه الرحل بالنسبة للبعير .



صور من الحرب الضروس التي تشنها الأنظمة العربية على الإسلام



علمنا فيما سبق أن الأنظمة العربية المرتدة لم تقف عند التعاجز والتخاذل عن نصرة الأمة ... بل وقفت مع اليهود والنصارى في محاربة الأمة وقضاياها , وهذا أمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار , ولا يخفى على أي أحد يعيش في البلاد التي تحكمها هذه الأنظمة , فنحن نراهم يحاربون كل ما يمت للإسلام بصلة , إلا إسلاما يتوافق مع أهواءهم ويحقق أهدافهم , ولا يتعارض مع مصالحهم ومصالح اليهود والنصارى , ولك يا أخا التوحيد أن تبحث عن علماء الحق , ودعاة الصدق , فلن تراهم إلا تحت الأرض محتجزين في سجون هذه الأنظمة , وإذا سألت لماذا ؟ يجيبك قوله تعالى :" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)"(البروج) , ولقد عايشت نموذجا من نماذج هذه الأنظمة في غزة , حاربونا على اللحى , على الذهاب للصلوات , على قراءة القرآن , على الجهاد في سبيل الله , وقتل عدد من المسلمين ليس بالقليل , لا لشيء إلا لأنهم قرروا أن يكفروا بأمريكا وأذنابها , وأصروا على الإيمان بالله , قال الله تعالى :" وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)"(البقرة) , وقال أيضا:" لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) "(التوبة) , والإل هو القرابة , والذمة هي العهد , ومن صور هذه الحرب الضروس التي تشنها الأنظمة : محاربة المساجد وملاحقة المصلين فيها , وقصر دورها على أداء الصلوات وحسب , وتنحيتها عن واقع الحياة ومجرياتها , قال الله تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)"(البقرة) , وإنني لن أنسى على الإطلاق المجازر التي أحدثها العلمانيون الغزيون في مسجد فلسطين والهداية وغيرها من المساجد , والتي انتهكوا حرمتها , بكل صلف وتعجرف , ومن صور هذه الحرب الضروس التي تشنها الأنظمة: إعانة الكافرين ومظاهرتهم على المسلمين , ومن الأمثلة على ذلك : تلكم القواعد الأمريكية التي تعج بها الجزيرة العربية , والتي انطلقت منها الآلة الصليبية لتدك العراق وأفغانستان وتدعم اليهود في فلسطين , ومن الأمثلة على ذلك أيضا : ما يحدث في قناة السويس والتي يمر عبرها البارجات الحربية , والسفن المحملة بالعدة والعتاد لضرب المسلمين إن كان في أفغانستان أو في العراق أو في فلسطين , ومن الأمثلة على ذلك أيضا : الشركات العربية الكثيرة والتي توفر للجندي الأمريكي ما يحتاجه , ومن الجدير ذكره أن البترول الذي تتغذى به الطائرة والسفينة والدبابة والمدرعة الصهيوصليبية والتي تفتك بالمسلمين مستخرج من بلادنا , فهم يبيدوننا بسلاحنا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .



أثر العجز على التكاليف الشرعية



إن من القواعد الشرعية التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة أنه لاتكليف مع العجز , وأن المشقة تجلب التيسير , وأن الأمر إذا ضاق اتسع , قال الله تعالى :" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)"(البقرة) , وجاء في صحيح مسلم أن الله قال معقبا على هذه الدعوات الطيبات :" استجبت استجبت ", ومن المعلوم عند كل منصف : بأن الدين الإسلامي قائم على التيسير ورفع الحرج , أخرج البخاري من حديث عائشة أنها قالت : " مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَ" , وعند ابن ماجه من حديث ابن عمر أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ".



مراتب العجز



وعندما نتحدث عن العجز لا بد أن نعلم بأن العجز المطلق نادر الوقوع , والقاعدة الشرعية تنص على أن " الحكم للغالب وأن النادر لا حكم له " , فمن الناس من يعجز عن تكاليف الشريعة البدنية , فهذا لا يعفيه أن يقوم بالتكاليف الشرعية الكلامية والقلبية , ومن الناس من يعجز عن القيام بالتكاليف اللسانية , فهذا لا يعفيه من التكاليف القلبية , والتكاليف الشرعية القلبية لا تسقط وبالمطلق , أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ" , وهنا يجدر بنا أن ننبه إلى موقف النملة التي رأت جيش سليمان – عليه السلام - يسارع المشي إلى حيث بني قومها , وهي لا تستطيع أن ترده بالبدن , فلم تعجز ولم تستسلم بل دفعت الأذية عن بني قومها بلسانها بما تستطيعه , قال الله تعالى :" حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)"(النمل) , قال الشاعر : إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع , فأيهما أنفع لقومه ... هذه النملة أم الأنظمة العربية العاتية التي تحكم المسلمين ؟



الفرق البارز بين العجز والتعاجز



العجز أن تكون فاقد القوة , إن كان قوة البدن أم قوة اللسان عن نصرة الأمة وقضاياها , وهذا لا يكون إلا تحت وطأة الإكراه , والإكراه لا يكون معتبرا إلا إذا كان ملجأ , والإكراه الملجأ هو الذي يتعرض صاحبه فيه لخطر الموت وقطع الأطراف ويكون المهدد قادرا على إيقاع ما هدد به , حالا لا مآلا , أما فيما يتعلق بالنصرة بالقلب والمشاعر والأحاسيس فهذا لا يصح شرعا أن يحتج بالعجز على تركها , فهل نصرت الأنظمة العربية المرتدة الأمة وقضاياها بالقلب ؟ فإن كان نعم , فعلام تظاهر هذه الأنظمة وتساند الكافرين على حرب المسلمين ؟ إن العجز قد يبيح لك ترك النصرة باليد أو باللسان , ولكن هل يجيز ويبيح العجز مظاهرة المشركين على المسلمين ؟ هذا إذا كان هناك عجز , فكيف إذا كان تعاجزا ؟ والعجز ليس بالأمر الخفي المستتر بل هو أمر واضح , وهذا يقودنا أن نقول بأن الأنظمة العربية ليست عاجزة , فهي تملك الأموال والجيوش والثروات والخيرات والأنعم المتكاثرة ؟ ولئن كانت الأنظمة تستطيع أن تخدعنا بمسرحية العجز فلن تستطيع خداع الضمير إن كانت تملك ضميرا , قال الله تعالى :" بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)"(القيامة) , ولن تستطيع هذه الأنظمة كذلك أن تخدع مولانا سبحانه وتعالى , قال الله تعالى :"يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)"(البقرة) , ويقول أيضا:" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ (142)"(النساء) , ولقد كان من بركات الجهاد في سبيل الله أنه كشف للناس كذب هذه الأنظمة في ادعائها للعجز , فهاهم إخواننا المجاهدون , ثلة مؤمنة قليل عددهم وقليل عدتهم , يحاربهم القريب والبعيد , يخوضون معركة مع أعتا قوة في العالم , مع أمريكا وحلفائها , ويكبدونها الخسائر تتلوها الخسائر , بفضل الله ومنه وكرمه , وبعد ما قدمنا نخلص إلى نتيجة مفادها بأن هذه أنظمة متعاجزة وليست عاجزة لتملك القوة المادية , ومع ذلك لا تسخرها في خدمة الأمة وقضاياها .



اتفاقيات التعاجز والخنوع



والمقصود باتفاقيات التعاجز والخنوع هى : تلكم الاتفاقيات التي عقدتها الأنظمة العربية المرتدة مع العدو الكافر , والتي كان من نتائجها أن أمن العدو على نفسه في بلاد المسلمين , ومن أشهر هذه الاتفاقيات : كامب ديفيد والتي قام بإبرامها بها السادات , ثم أوسلوا وقام بإبرامها عرفات , ثم وادي عربة وقام بإبرامها حسين , ويلحق بها الاتفاقيات التي عقدتها دول الخليج مع أمريكا , والتي أباحت للأمريكان إنشاء القواعد الأمريكية في جزيرة العرب , والمكوث فيها , ثم أعقبت هذه الاتفاقيات بمبادرة السلام العربية مع العدو اليهودي , وتم إقرار هذه المبادرة في أكثر من قمة , وكان آخر مرة أقرت فيها بعد الحرب على غزة ربيع الأول 1430هـــ , والتي قتل فيها أكثر من 1400مسلم وجرح أكثر من 6000 آخرون , فهل نلام بعد هذا إن قلنا عن هذه الاتفاقيات بأنها اتفاقيات تعاجز ؟ , وهي من صادرت كرامتنا وكرامة مقدساتنا , وهي من استهدفت مبادئنا وأصولنا وثوابتنا , وهي اتفاقيات تخالف شروطها نصوص القرآن والسنة , والرسول يقول كما في البخاري من حديث عائشة :" كُلُّ شَرْطٍ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ " , وهي اتفاقيات لا يلتزم بها إلا العرب , وأما اليهود لا يلتزمون بما عليهم ويلزمونك بما لهم , وإن رفضت الالتزام سحبوا من تحت رجليه بساط الدنيا الذي أخذته كثمرة من ثمرات الاتفاقيات , قال الله تعالى :" أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)" (البقرة) .



العجز لا يبرر حب الكافر ووده



إن العجز لا يكون وبأي حال من الأحوال مبررا لحب الكافر وترك عداوته , لأن العداوة عمل قلبي , والعمل القلبي لا يبرر العجز تركه كما أسلفنا , وإلا انتفى الإيمان عن الإنسان , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول :"مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ" , ولا يستقيم للإنسان دين إلا إذا عادى المشركين والكافرين رؤوسا وأذنابا , وهذا أصل من أصول ملة إبراهيم , قال الله تعالى :" قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)" (الممتحنة) , قال عرقوب بن عتريس الشيباني :"إذا رأيت المنكر فما استطعت له باليد واللسان تغييرا فليس أقل من أن تكفهر وتعبس في وجه فاعله" .



في قاموس الموحدين ... لا للعجز ولا للتعاجز



وإذا فتحت قاموس الموحدين فلن تجد للعجز ولا للتعاجز وجودا , لأنهما من الضعف , والمؤمن لا يضعف لأنه وعلى الدوام قوي بإيمانه , قال الله تعالى :" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)"(آل عمران) , والمؤمن لا يعجز لأن الله معه , ومن كان الله معه فمن ضده ومن كان الله ضده فمن معه , وهل من معه الله ضعيف؟ قال الله تعالى :" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) "(الأنفال) , المؤمن لا يعجز ولا يعرف للتعاجز سبيلا لأنه يستمد عزته من الله تعالى , قال الله تعالى :" وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) " (المنافقون) , وقال أيضا:" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) "(فاطر) , فقبح الله هذه الأنظمة التي آثرت الذل بتعاجزها وتقاعسها عن نصرة الأمة وقضاياها , وركنت إلى سلام الوها , قال الله تعالى :"ولا تهنوا" والرسول كان يستعيذ ربه من العجز , فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " , بل إن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى المؤمن عن العجز فقال كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة :" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان ".



إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



أخوكم : أبو يونس العباسي



مدينة العزة غزة



حرر في 26 ربيع الأول لعام 1430هـــ والموافق ل 23من إبريل لعام 2009