جواد_الليل
04-22-2009, 07:45 AM
عـدت ما قبل بـدايـتي بـصوت ..
فـوجـدت مقـالين للسيد فخر الايـوبي .. نشـرهما الاخ الفاضل " فاروق " ..!!
وإليـكم المقاليـن
الاول :-
فخر الايوبي-لبنان:
كثيرا ما كانت تأتينا الأخبار عن صمود بلدة عيتا الشعب الجنوبية أمام التوغلات الصهوينية المتكررة، وعن استبسال عناصر حزب الله في مقاومة هذه التوغلات وإلحاق خسائر كبيرة في جيش الاحتلال على مستوى الجنود والعتاد ...
ولكن "الشوف غير الحكي" ... وصلنا أول من أمس إلى عيتا الشعب ... كان علينا أن نستقل سيارة دفع رباعي حتى نتمكن من الوصول إليها ..
عيتا الشعب ترحب بكم ... وادٍ ليس بعميق عن يسارنا وجبل مرتفع بعض الشيء عن يميننا، ولكن ما إن دخلنا البلدة حتى بدأ مشهد الدمار يكرر نفسه في كل اتجاه ... أين عيتا ؟ لم نجدها، الناس منشغلون بتفقد ما تركته آلة الحرب الصهيونية وراءها صالحا للاستخدام.
سألت أحدهم أهذه عيتا الشعب .. أجاب بلا، هذا الشعب أما عيتا فقد دمرها الاحتلال، وبلهجة عامية بسيطة قال: ما في شي هون، فوت لجوا وشوف شو صاير ...
سمعت الكلام وكنت التلميذ النجيب أمام هذا الرجل ودخلت ما كان يسمى عيتا الشعب .. دخلت الحارة القديمة، دمار عن يميننا ... دمار عن يسارنا .. تحت أقدامنا حفر خلفتها الصواريخ والشظايا ... أمامنا مأذنة مسجد وقد اخترقتها أربع قذائف دبابة ، المأذنة زينها الاحتلال برشقات من الرصاص الثقيل المضاد للدروع، هنا دراجة طفل كان يلعب بها أمام منزله، وهنا متجر تبعثرت محتوياته المحترقة، أما هناك فسيارة مدمرة كتب على زجاجها "ستبقى عيتا الشعب شوكة في وجه العدو".
استوقفنا رجل ... من أين أنتم؟،
نحن لبنانيون ... أنا من طرابلس الشمال وهذا زميلي من الجبين جاركم من البلدة المجاورة وهذا أيضاً فلسطيني ويسكن في بيروت ...
أهلا بكم : حولوا نتغدى سوى
أين يا عم
هون قدام البيت ..(بيته ركام وهو يشوي اللحم على ظهر البيت).
نريد أن نكمل عملنا ونستكمل التصوير ...
شو عم تصوروا هون ؟!!! هون ما فيش إشي ... فوتو لجوا وشوفوا شو صاير ..
دخلنا إلى حيث أراد معظم من التقيناهم ... هو أحد أحياء قرية عيتا الشعب ويسمى بحي آل سرور وهو يضم خمسة وعشرين منزلاً ...
لم نجد هذا الحي .. بحثنا عنه عن أزقته عن بقايا بيوته فلم نجد ...
سألنا أحدهم، فقال أنا مثلكم أبحث عن بيتي .. أعتقد أنه كان هنا مكان آثار هذه الدبابة ... ربما كان هنا وربما كان هناك
دلنا على جرافة عسكرية دمرها المقاومون، وعلى بقايا دبابة ميركافا ...
أقصى ما استطاعت الدبابات الصهيونية الوصول إليه هو هذا الحي، حيث كانت مقبرتهم، ثلاثون دبابة أو ما يزيد هي حصيلة المواجهات التي دارت بين حزب الله وقوات الاحتلال خلال أيام العدوان الأربعة والثلاثين ...
صرخ بي أحدهم انظر خلفك هناك ... كان هذا ملجأ يضم سبعة أشخاص من الشيوخ والنساء، دمروا الملجأ عليهم ولم نستطع انتشالهم إلا يوم أمس ... بقوا تحت الركان 10 أيام ...
وقفت على أطلال حي آل سرور وأمامي موقع عسكري صهيوني .. حدقت به فإذا بالدبابة تحرك مدفعها .. حدقت أكثر فإذا بالمدفع يتجه نحونا ... أدركت حينها أن البطولة تقتضي ترك المكان.
توجهنا نحو ساحة البلدة فإذا بنا نرى سيارة بيك أب تحمل عتادا صهيونياً .. استوقفناهم لنعلم أنهم من عناصر الحزب وأنهم يحملون بقايا ثلاث جثث تعود لجنود صهاينة ... طلبنا منهم التصوير فسمحوا لنا بعد أن قابلنا قائدهم ...
نشروا الجثث والعتاد والخوذ المحترقة والثياب العسكرية الممزقة في ساحة البلدة لتصبح فرجة للرائح والغادي ...
ذهبت بيوت عيتا ومتاجر عيتا وشوارع عيتا لكن شعب عيتا وأرض عيتا باقون باقون ...
الثاني :-
فخر الايوبي -لبنان:
لبلدات التي لم يقترب منها القصف نهائياً هي البلدات المسيحية "علما الشعب - عيب إبل - دبل - قوزح .. الخ من بلدات مسيحية جنوبية)
أما بلدات السنة في الجنوب والتي ذكرها الكاتب في المقال أعلاه فأقول لكم بصدق .. إن قرية مروحين دمر فيها منزل بالكامل ونصف منزل وتضرر منل آخر وذلك في ساحة القرية حول البركة .. وهي بركة تجمع فيها المياه لري المحاصيل الزراعية ...
لكن الضرر الأكبر في بلدة مروحين فقد لحق بالحسينية وقاعة التعزية أسفل الحسينية ... وأعتقد أن الحسينية ليست للسنة .. أليس كذلك ؟
لقد جلست في مروحين 8 ساعات أتفقدها منزلا منزلا وكان ذلك قبل ثلاثة أيام ... فأرجو من حضراتكم توخي الدقة وعدم الانجرار وراء مقالات سخيفة ... وحده الله يعمل من كتبها وما غايته من هذه الكتابة.
بالنسبة لبلدة يارين فسأروي لكم قصة ستكون وسام عار على هذه البلدة وأهلها ... القصة رواها أحد أبناء السنة في البلدة وهو يفتخر بها ولا يستحي من دوره ودور أهالي البلدة "المنحط" ... وفي التفاصيل أن ثلاثة عناصر من حزب الله كانوا في خراج البلدة، وكان قد أصيب أحدهم جراء قصف الدبابات الاسرائيلية على خراج البلدة ... وصل العناصر الى البلدة ومعهم المصاب وطلبوا من الأهالي مساعدتهم لإيصاله الى أقرب مستشفى ... رفض الأهالي مساعدتهم بحجة أن الطريق خطر ... فطلبوا منهم إيواءهم وتقديم ما لديهم من أدوية وعلاجات سريعة فرفضوا أيضاً بل قاموا على طردهم من البلدة فما كان من هؤلاء إلا أن اتصلوا عبر الأجهزة بقيادتهم التي أرسلت لهم سيارة إسعاف ونقلتهم إلى مكان آمن.
هذه القصة بإمكانكم أن تسمعوها من أفواه أبناء البلدة مباشرة .. وللمعلومة أن بلدة يارين لم تتأذى بيوتها من القصف الصهيوني إلا بنسبة 5% فقط ...
وهذا رقم قليل جدا عندما ترى بلدة عيتا الشعب وقد أبيدت بالكامل وعندما ترى مدينة بنت جبيل قد سحقت بكل حاراتها القديمة وشوارعها الحديثة وأبنيتها المرتفعة وعندما لا تعرف أين تقع بلدة صديقين وأين أصبحت شوارعها وعندما لا تجد بيتا في الغندورية لم يلحق به أذى وكذلك صريفا التي لا تزال فرق الدفاع المدني تنتشل الأطفال والنساء من تحت أنقاض بيوتها المدمرة ولن أحدثكم عن يارون التي كنت فيها وكنت شاهداً على انتشال خمس جثث من تحت الأنقاض (عجوز وزوجته وأحفاده الثلاثة) بقيا تحت الأنقاض شهر بكامله .. رائحتهم ملأت المكان وخارج المكان ... وفي ذات البلدة سحق أحد الصواريخ امرأة وهي في منزلها لم يستطع أهلها انتشالها لشدة القصف فأكلتها الكلاب وتركت عظامها لنا لنلتقت لها الصو قبل أن تدفن ....
لم أكن أريد سرد هذا كله ولكن والله أحزنني المستوى المتدني من التفكير الذي وصل اليه بعض
ولتعلموا أن ما يفعله حزب الله في الجنوب لن توقفه كلماتكم هذه ولا دعاؤكم عليه ولا حسدكم وبغضكم له ...
إنــتهى ..
تـاريخ إدراج المقالين
08-19-2006
فـوجـدت مقـالين للسيد فخر الايـوبي .. نشـرهما الاخ الفاضل " فاروق " ..!!
وإليـكم المقاليـن
الاول :-
فخر الايوبي-لبنان:
كثيرا ما كانت تأتينا الأخبار عن صمود بلدة عيتا الشعب الجنوبية أمام التوغلات الصهوينية المتكررة، وعن استبسال عناصر حزب الله في مقاومة هذه التوغلات وإلحاق خسائر كبيرة في جيش الاحتلال على مستوى الجنود والعتاد ...
ولكن "الشوف غير الحكي" ... وصلنا أول من أمس إلى عيتا الشعب ... كان علينا أن نستقل سيارة دفع رباعي حتى نتمكن من الوصول إليها ..
عيتا الشعب ترحب بكم ... وادٍ ليس بعميق عن يسارنا وجبل مرتفع بعض الشيء عن يميننا، ولكن ما إن دخلنا البلدة حتى بدأ مشهد الدمار يكرر نفسه في كل اتجاه ... أين عيتا ؟ لم نجدها، الناس منشغلون بتفقد ما تركته آلة الحرب الصهيونية وراءها صالحا للاستخدام.
سألت أحدهم أهذه عيتا الشعب .. أجاب بلا، هذا الشعب أما عيتا فقد دمرها الاحتلال، وبلهجة عامية بسيطة قال: ما في شي هون، فوت لجوا وشوف شو صاير ...
سمعت الكلام وكنت التلميذ النجيب أمام هذا الرجل ودخلت ما كان يسمى عيتا الشعب .. دخلت الحارة القديمة، دمار عن يميننا ... دمار عن يسارنا .. تحت أقدامنا حفر خلفتها الصواريخ والشظايا ... أمامنا مأذنة مسجد وقد اخترقتها أربع قذائف دبابة ، المأذنة زينها الاحتلال برشقات من الرصاص الثقيل المضاد للدروع، هنا دراجة طفل كان يلعب بها أمام منزله، وهنا متجر تبعثرت محتوياته المحترقة، أما هناك فسيارة مدمرة كتب على زجاجها "ستبقى عيتا الشعب شوكة في وجه العدو".
استوقفنا رجل ... من أين أنتم؟،
نحن لبنانيون ... أنا من طرابلس الشمال وهذا زميلي من الجبين جاركم من البلدة المجاورة وهذا أيضاً فلسطيني ويسكن في بيروت ...
أهلا بكم : حولوا نتغدى سوى
أين يا عم
هون قدام البيت ..(بيته ركام وهو يشوي اللحم على ظهر البيت).
نريد أن نكمل عملنا ونستكمل التصوير ...
شو عم تصوروا هون ؟!!! هون ما فيش إشي ... فوتو لجوا وشوفوا شو صاير ..
دخلنا إلى حيث أراد معظم من التقيناهم ... هو أحد أحياء قرية عيتا الشعب ويسمى بحي آل سرور وهو يضم خمسة وعشرين منزلاً ...
لم نجد هذا الحي .. بحثنا عنه عن أزقته عن بقايا بيوته فلم نجد ...
سألنا أحدهم، فقال أنا مثلكم أبحث عن بيتي .. أعتقد أنه كان هنا مكان آثار هذه الدبابة ... ربما كان هنا وربما كان هناك
دلنا على جرافة عسكرية دمرها المقاومون، وعلى بقايا دبابة ميركافا ...
أقصى ما استطاعت الدبابات الصهيونية الوصول إليه هو هذا الحي، حيث كانت مقبرتهم، ثلاثون دبابة أو ما يزيد هي حصيلة المواجهات التي دارت بين حزب الله وقوات الاحتلال خلال أيام العدوان الأربعة والثلاثين ...
صرخ بي أحدهم انظر خلفك هناك ... كان هذا ملجأ يضم سبعة أشخاص من الشيوخ والنساء، دمروا الملجأ عليهم ولم نستطع انتشالهم إلا يوم أمس ... بقوا تحت الركان 10 أيام ...
وقفت على أطلال حي آل سرور وأمامي موقع عسكري صهيوني .. حدقت به فإذا بالدبابة تحرك مدفعها .. حدقت أكثر فإذا بالمدفع يتجه نحونا ... أدركت حينها أن البطولة تقتضي ترك المكان.
توجهنا نحو ساحة البلدة فإذا بنا نرى سيارة بيك أب تحمل عتادا صهيونياً .. استوقفناهم لنعلم أنهم من عناصر الحزب وأنهم يحملون بقايا ثلاث جثث تعود لجنود صهاينة ... طلبنا منهم التصوير فسمحوا لنا بعد أن قابلنا قائدهم ...
نشروا الجثث والعتاد والخوذ المحترقة والثياب العسكرية الممزقة في ساحة البلدة لتصبح فرجة للرائح والغادي ...
ذهبت بيوت عيتا ومتاجر عيتا وشوارع عيتا لكن شعب عيتا وأرض عيتا باقون باقون ...
الثاني :-
فخر الايوبي -لبنان:
لبلدات التي لم يقترب منها القصف نهائياً هي البلدات المسيحية "علما الشعب - عيب إبل - دبل - قوزح .. الخ من بلدات مسيحية جنوبية)
أما بلدات السنة في الجنوب والتي ذكرها الكاتب في المقال أعلاه فأقول لكم بصدق .. إن قرية مروحين دمر فيها منزل بالكامل ونصف منزل وتضرر منل آخر وذلك في ساحة القرية حول البركة .. وهي بركة تجمع فيها المياه لري المحاصيل الزراعية ...
لكن الضرر الأكبر في بلدة مروحين فقد لحق بالحسينية وقاعة التعزية أسفل الحسينية ... وأعتقد أن الحسينية ليست للسنة .. أليس كذلك ؟
لقد جلست في مروحين 8 ساعات أتفقدها منزلا منزلا وكان ذلك قبل ثلاثة أيام ... فأرجو من حضراتكم توخي الدقة وعدم الانجرار وراء مقالات سخيفة ... وحده الله يعمل من كتبها وما غايته من هذه الكتابة.
بالنسبة لبلدة يارين فسأروي لكم قصة ستكون وسام عار على هذه البلدة وأهلها ... القصة رواها أحد أبناء السنة في البلدة وهو يفتخر بها ولا يستحي من دوره ودور أهالي البلدة "المنحط" ... وفي التفاصيل أن ثلاثة عناصر من حزب الله كانوا في خراج البلدة، وكان قد أصيب أحدهم جراء قصف الدبابات الاسرائيلية على خراج البلدة ... وصل العناصر الى البلدة ومعهم المصاب وطلبوا من الأهالي مساعدتهم لإيصاله الى أقرب مستشفى ... رفض الأهالي مساعدتهم بحجة أن الطريق خطر ... فطلبوا منهم إيواءهم وتقديم ما لديهم من أدوية وعلاجات سريعة فرفضوا أيضاً بل قاموا على طردهم من البلدة فما كان من هؤلاء إلا أن اتصلوا عبر الأجهزة بقيادتهم التي أرسلت لهم سيارة إسعاف ونقلتهم إلى مكان آمن.
هذه القصة بإمكانكم أن تسمعوها من أفواه أبناء البلدة مباشرة .. وللمعلومة أن بلدة يارين لم تتأذى بيوتها من القصف الصهيوني إلا بنسبة 5% فقط ...
وهذا رقم قليل جدا عندما ترى بلدة عيتا الشعب وقد أبيدت بالكامل وعندما ترى مدينة بنت جبيل قد سحقت بكل حاراتها القديمة وشوارعها الحديثة وأبنيتها المرتفعة وعندما لا تعرف أين تقع بلدة صديقين وأين أصبحت شوارعها وعندما لا تجد بيتا في الغندورية لم يلحق به أذى وكذلك صريفا التي لا تزال فرق الدفاع المدني تنتشل الأطفال والنساء من تحت أنقاض بيوتها المدمرة ولن أحدثكم عن يارون التي كنت فيها وكنت شاهداً على انتشال خمس جثث من تحت الأنقاض (عجوز وزوجته وأحفاده الثلاثة) بقيا تحت الأنقاض شهر بكامله .. رائحتهم ملأت المكان وخارج المكان ... وفي ذات البلدة سحق أحد الصواريخ امرأة وهي في منزلها لم يستطع أهلها انتشالها لشدة القصف فأكلتها الكلاب وتركت عظامها لنا لنلتقت لها الصو قبل أن تدفن ....
لم أكن أريد سرد هذا كله ولكن والله أحزنني المستوى المتدني من التفكير الذي وصل اليه بعض
ولتعلموا أن ما يفعله حزب الله في الجنوب لن توقفه كلماتكم هذه ولا دعاؤكم عليه ولا حسدكم وبغضكم له ...
إنــتهى ..
تـاريخ إدراج المقالين
08-19-2006