كنت فتى أحببت يوماً

أن أصبح عازفاً

فأخذت الناي وتوجهت إلى هناك

حيث تعانق السماء الجبل

حيث يحتضن الأفق القمّة

وقفت...شهقت....
وأطلقت لحني

تلقفته البراري

حنّ له الوادي

تاه طرباً

وشدا الصدى لحني

مردداً ما فاض به قلبي

ترانيم ذكرى حملتها شوقاً

لأيام مضت...ولم تعد

لسنوات انقضت...لم تجد

سوى بالأمل الذي أحيا به

والذكرى....

وشدوت...مترنماً عابقاً بالحب و المودة

وطار اللحن منساباً عبرالأفق بسعادة

حتى رأيت هناك في الأفق غيمة سوداء آتية

منذرة بوابل صيب،ببرق ورعدهادرِ

لم آبه لها...ولم أشعر بها...لكنها
أرعدت...أبرق....وأمطرت...
سكن الصدى! ودنا الردى

و علمت أن هذه الغيمة إنذار حرب على بلادي

نظرت أسفل الوادي...

نار مشتعلة تحرق...داري

ودار جيراني...بل وطني أصبح لهيب النارِ

وعلمت أنني سأطلق روحي لاجئة

في عوالم التشرد و النسيان

عندها أدركت أنها لامفر...فكسرت ناييّ...

وغدا حربة ً غرستها في قلب يهودي استكباري

وأطلق لحنه نايي...معلناً نهاية المشوارِ

فأنا اليوم خلف القضبان....

أنتظر الحكم وأفرح بقراري...

فشهادتي فرح و موتي عز...
ولحني...درب انتصاري