تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في يوم الأسير الفلسطيني " يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا "



أبو عقاب الشامي
04-16-2009, 04:07 PM
في يوم الأسير الفلسطيني " يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا "



بقلم : عاهد ناصرالدين



يذكر بعض رواة التاريخ الإسلامي أن الحاجب المنصور بن أبى عامر كان شغوفاً بالجهاد فى سبيل الله، لا ينقطع عنه صيفاً ولا شتاءً،وقد انزوى الصليبيون فى عهده فى أقصى شمال الأندلس وأقصى أمانيهم أن يكف المنصور عن غزو بلادهم،وذات مرة خرج للجهاد فى سبيل الله،وبعد أن حقق النصر كعادته على الإسبان، عاد إلى قرطبة ووافق رجوعه صلاة عيد الأضحى والناس فى المصلى يكبرون ويهللون، وقبل أن ينزل من على صهوة جواده، اعترضت طريقه امرأة عجوز، وقالت له بقلب متفطر حزين : يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا، قال المنصور:وما ذاك؟ قالت:ولدى أسير عند الصليبيين فى حصن رباح ،فإذا بالمنصور الذى لم ينزل بعد من على ظهر جواده، والذى يعلم قدر المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه أمة الإسلام، والذب عن حياض الأمة والدين، إذا به يلوى عنق فرسه مباشرة وينادي فى جيشه ألا ينزل أحد من على فرسه ثم ينطلق متوجهاً إلى حصن رباح ويظل يجاهدهم حتى يجبرهم على إطلاق سراح أسرى المسلمين عندهم ومنهم ولد العجوز .

ويذكرالتاريخ الإسلامي أيضا أن امرأة ممن وقعت في أسر الروم قالت: وامعتصماه، فنُقلت الصيحة إلى المعتصم ، وفي يده قَدَح يريد أن يشرب ما فيه، فوضعه، ونادى بالاستعداد للحرب.
كانت تلك المقولة من المرأة العجوز" يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا " وتلك الصيحة من المرأة الأسيرة المكبلة إلى المعتصم الذي بدوره وتحملاً لمسؤوليته يجرد لها جيشا لإنقاذها من الأسر .



قد تتغير معالم سجن عمورية ، وقد تبنى السجون ويوضع بها آلاف الأسرى رجالا ونساءأ من وهناك , قد يحصل ذلك وأكثر لكن الذي لن يتغير هو تلك الصيحة وذلك الصمود الذي يتجسد يوميا في حياة المسلمين فلسطينيين وعراقيين وأوزباكستانيين وغيرهم في اعتقالهم لمُدد طويلة وقصيرة ,يتجسد في صبر أمهات المعتقلين في أقبية التحقيق في سجون أعداء الأمة،وفي عيون من يتحسر ألماً على أسر المسجد الأقصى . وخيبة وحسرة في عيون سجانيهم .



وتعلو الصيحة مرة أخرى من داخل السجون , ومن قلوب أمهات الأسرى وأبنائهم وزوجاتهم وعائلاتهم وهم ينتظرون خروج ذويهم من المعتقلات المختلفة , في العيد وفي العرس بل بالمشاركة في دفن أب أو أم أو أخ أو ابن الأسير ، تخرج الصيحة ذاتها من أبراش المعتقلين تخرج ذات الرسالة القصيرة " يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا" لتسطر الحقيقة ، أن آلاف الأسرى بحاجة إلى المعتصم يحررهم ويفتح لهم أبواب المعتقلات ، بحاجة إلى الحاجب المنصور.
وبالرغم من قصر تلك الصيحة فإنها صيحة حية مدوية دخلت إلى قلب المعتصم وإلى قلب الحاجب وإلى قلب كل خليفة يعرف معنى المسؤولية والرعاية ليعمل بها وليحافظ على الأمانة وعلى الرعية وعلى بلاد المسلمين .
وإذا استطاع المعتقلون وآباؤهم وأبناؤهم وزوجاتهم أن يبعثوا بتلك الصيحات الممزوجة بالصبر والثبات فإن الأمة لا شك تستطيع أن ترد عليها ؛ فأمة هكذا أسراها لن تنتظر طويلا حتى ترد على الرسالة ولن تعدم رجالا كالمعتصم والمنصور .


والناظر إلى هذا الموقف،والعبارة التى أطلقتها العجوز يدرك أن واقع أمتنا الإسلامية الآن يختلف تماما عن واقع الأمة الإسلامية يوم كان لها دولة ويحكمها من هم من جنسها .
فالناس من حولنا من شتى الأجناس ،ينعمون ويفرحون وعلى أشلاء أمتنا يرقصون،أمتنا التى سرقت من على شفاه أطفالها البسمة والسرور والفرح،فلسان حال أمتنا الآن: كل الناس مسرور إلا أنا، فأطفال فلسطين وعجائزهم لا يمكنهم الفرح والسرور واللعب .
وكذا الشيشان وأفغانستان وكشمير والبوسنة وكوسوفو وبورما وتايلاند والفلبين ........والقائمة طويلة .




إن الناظر والسامع لمواقف الخلفاء والقادة يدرك تماما أنه لا خلاص ولا نجاة إلا بالخلافة .

وهل آن الأوان لأحفاد خالد والمعتصم والمنصور وهارون الرشيد وصلاح الدين وأبي عبيدة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد والأسرى والمعتقلين ، وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن و إلا فمن لآلاف الأسرى وللمسلمين ومقدساتهم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم ليعيد المسلمين الى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة ؟

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به ).






منقول