تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حماس وحزب الله والنظام المصري



مقاوم
04-16-2009, 01:42 PM
حماس وحزب الله والنظام المصري
كتب أ. مجدي دواد




http://qawim.net/images/stories/hizbegypt.jpg

" قاوم"خاص- قضية خلية حزب الله التى تم كشفها فى مصر والتى اعترف بها الأمين العام لحزب الله فى لبنان حسن نصر الله، هى أمر خطير يجب التصدى له والوقوف بكل حسم تجاهه ولا يحاول البعض تبريرها بأن مصر مستباحة أمريكيا وإسرائيليا فلماذا نبيح ذلك لليهود والأمريكان بينما نحرمه على إيران وحزب الله ، وهذا فى الحقيقة قصور فى رؤية الأمور وتفسيرها ومعرفة مآلاتها الخطيرة .

غير أنى هنا أريد الحديث عن ربط هذه الخلية بالمقاومة الفلسطينية وعملية إدخال السلاح إلى قطاع غزة، فهذا هو المبرر الذى برر به حسن نصرالله وجود مثل هذه الخلية فى مصر، وهذا كذب وافتراء خطير، فحماس تدخل السلاح إلى قطاع غزة ليس اليوم فقط بل منذ سنين طويلة ولم تكن يوما فى حاجة إلى وجود خلايا إيرانية شيعية تراقب قناة السويس وتحاول نشر المذهب الشيعة في أرجاء القطر المصرى .

بل من المعروف تاريخيا عن حركة حماس أنها تبتعد تماما عن خلق أية مشاكل مع أية دولة عربية وهذا يشهد به الجميع بخلاف حركة فتح التى افتعلت الكثير من المشاكل مع الدول العربية المجاورة، فحماس تقول دائما وتثبت قولها بالفعل أنها حريصة على أمن الدول العربية وترى وهذا منهجها أن أمن واستقرار الدول العربية وخاصة مصر فى صالحها وفى صالح القضية الفلسطينية .

لهذا فإن حماس عمدت منذ اللحظة الأولى للكشف عن القضية إلى نفى أية صلة لها بأى من المعتقلين وقالت ذلك صراحة على لسان فوزى برهوم المتحدث باسم الحركة وعبر قناة الجزيرة الفضائية , وقالت أيضا إن البعض يريد أن يربط حماس بهذه الخلية من أجل الضغط على الحركة لانتزاع مواقف معينة منها .

لكن المفاجئ والغير مفهوم ذلك البيان الصحفى لحركة حماس الذى أعلنت فيه تضامنها مع حزب الله فى الخلاف بينه وبينه مصر، وأعتقد أن حماس أخطأت خطأ كبيرا حينما أعلنت تضامنها مع حزب الله وهى التى صمتت من قبل عن ما فعله النظام السورى مع الإخوان المسلمين بسورية بل وأوجدت صيغة تفاهم بينها وبين النظام السورى .

إن هذا الموقف من حركة حماس يعتبر تغيرا فى علاقاتها بالدول العربية وخاصة الدول المجاورة لفلسطين وعلى رأسها مصر , وقد حاولت أن أفهم سر هذا التضامن فوجدت أن هناك إفتراضان :
أولهما: أن تكون حركة حماس تعتقد فعلا أنه لا يوجد خلية لحزب الله فى مصر وأن القضية ملفقة وتعتقد أيضا وتوقن بأن حزب الله وإيران صادقا النوايا فى علاقتهم بالحركة وبالمقاومة الفلسطينية، وهذا الافتراض إن صح فهو كارثة، فكيف بحركة كبيرة على رأسها قادة كبار وهؤلاء القادة قد تربوا على المنهج الإسلامى وعلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، ويعرفون عقائد الشيعة الفاسدة وأنهم يتاجرون بكل شئ حتى بدين الله وأن التقية عندهم لها منزلة عظيمة ويعتبرونها من ضروريات المذهب , كيف بهم يخدعون هكذا بكل بساطة فى حقيقة القوم، ولا يستطيعون التفريق بين مواقفهم الإعلامية البراقة من المقاومة ومواقفهم الحقيقية القائمة على تبادل المصالح .

الافتراض الثاني: وهو أن تكون حماس تعلم بحقيقة الأمر وأن القضية ليس لها شأن بإدخال السلاح إلى قطاع غزة – حتى وإن ساعدت في إدخال بعض السلاح – ولكنها قررت الإبقاء على علاقتها القوية مع حزب الله وإيران، والتضحية بعلاقتها بمصر على اعتبار أن الموقف المصري من الحركة هو في الأساس موقف سيء وبالتالي لن تخسر حماس شيئا من تدهور علاقاتها – المتدهورة أصلا – مع مصر.

لا نستطيع الحكم على أي من الإفتراضين السابقين بالصحة أو الخطأ فلا أحد يجزم بذلك إلا من كان على علاقة قوية بالحركة، ولكنى أستطيع أن أجزم أن حماس بإعلانها تضامنها مع حزب الله ستخسر عدد كثير من مؤيدى الحركة فى الشارع المصرى خاصة وأن البعض انتهز هذه الفرصة للطعن فى الحركة والتشهير بها والإدعاء بأنها تمثل خطرا على الأمن القومى.

وحماس بموقفها أعطت هؤلاء الفرصة للنفخ فى النار، فالأمر لا يتعلق فقط بمجرد خلية تهريب أسلحة بل يتعلق بقناة السويس التي لا يزال الشعب المصري بكافة طوائفه ينظر إليها على أنها من المقدسات فالشعب المصري يعتبر أن كلا من السد العالي وقناة السويس من المقدسات المصرية ولا أحد ينسى أن مصر خاضت حربا ضد ثلاثة دول كبرى (وهى فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيونى) بسبب قناة السويس راح فيها آلاف الضحايا من شهداء وجرحى.

أما على المستوى الرسمي فستسوء العلاقة أكثر وأكثر بين حماس والنظام المصري وبالطبع سيكون الخاسر الأكبر في هذه القضية هي حماس فربما تشدد مصر حصارها على قطاع غزة , وربما تضغط عليها أكثر في ما يسمى بالحوار الوطني الفلسطيني أو قضية تبادل الأسرى.

فحماس شاءت أم أبت ستدفع ثمنا لهذا الموقف الغير مبرر وكان الأولى بها أن لا تعلن أى نوع من التضامن مع حزب الله حتى لا تدخل نفسها فى صراع جديد هي في غنى عنه.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=4817&Itemid=1