تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إزدواجية المعايير



المهاجر7
04-14-2009, 07:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يؤسفني أن تكون عودتي بهذا الشكل ولكن ما عساي أفعل ونحن نعيش هذه الأيام تداعيات وإفرازات الإعتقالات المصرية الأخيرة والإتهامات الموجهة لما سمي خلية حزب الله في مصر , ولسنا هنا في وارد الحديث عن حزب الله ولا عن حقيقة نواياه أو صدق تبريراته أو أبعاد إستراتيجيته , فبغض النظر عن الخلفية العقدية لحزب الله والبعد الحقيقي لما قام به إلا أنه من الواجب أن نقول أن من حق الحزب أن يقوم بأي نشاط يرى فيه مصلحته في ضل الصراع القائم وهو يتحمل مسؤولية وتبعات ذلك , فإن كان للحزب خلايا في أمريكا الجنوبية أو في أفريقيا أو في أوروبا فلا يستبعد أن تكون له خلايا في المحيط والعمق العربي المحيط بفلسطين وإن كان الموساد الإسرائيلي له وجود في العمق اللبناني بل حتى في بيئة حزب الله جنوب لبنان وقد مورست في الجنوب عدة عمليات إغتيال كانت إسرائيل خلفها فمن الطبيعي أن يسعى حزب الله لإنشاء شبكات أمنية في محيط الكيان الصهيوني خصوصا في مصر وبالتحديد في سيناء التى تعتبر أحد المنافذ السياحية والإستخباراتية والتجندية للإسرائيليين , فوجود عناصر للحزب في هذه المنطقة لا يتعلق بصفقات تهريب السلاح لغزة لأن هذا الأمر لا يستدعي مطلقا وجود عناصر حزبية وقيادية في المنطقة , ويكفي عقد إتفاق مع المهربين وهم يتكفلون بإيصال السلاح للمكان المحدد فالراجح أن وجود هذه العناصر هو في إطار بناء شبكات أمنية إستخباراتية يكون عملها بين المراقبة في سيناء وجمع المعلومات وربما تحقيق خرق وتجنيد عملاء وكذا محاولة إيجاد منافذ للتواصل مع عناصر داخل الخط الأخضر لتكوين خلايا نائمة في الداخل من عرب 48 وإعدادهم لوقت الحاجة وفق إستراتيجية الحزب في المنطقة , بالمحصلة ما قام به حزب الله لا يعتبر تهمة وأيما تنظيم عسكري أو أمني بغض النظر عن إيديولوجيته أو عقيدته سيقوم بنفس ما قام به حزب الله لحماية نفسه وتحقيق أهدافه .
الى هذا الحد الأمر عادي وطبيعي لكن الملفت للنظر هو النفاق المبالغ فيه لطرفين أساسيين في هذه القضية وهما قناة الجزيرة وما يسمى تنظيم الإخوان المسلمين , فقناة الجزيرة تحولت بشكل كامل الى ناطق بإسم حزب الله ومدافع عنه وكأنها القناة الرسمية للحزب والمفارقة أن هذه القناة التى تدافع عن حزب الله وتهاجم النظام المصري بشكل أو بأخر في هذه القضية هي نفس القناة التى تنقل أكاذيب النظام المصري وإتهاماته الكاذبة لقاعدة الجهاد ولشباب الجهاد من أهل السنة والجماعة ممن أحرقوا اليهود في طابا و شرم الشيخ , وهي القناة التى تكذب على المجاهدين وتروج حولهم تهما باطلة بل حتى حين ينفيها المجاهدون لا تنشر الجزيرة نفيهم و أشد من ذلك تحريفها لإصدارات المجاهدين وخطاباتهم وإجتزائها لتصريحاتهم لتخدم بها مصالح أطراف معينه ضد المجاهدين , فهذه المواقف السابقة وموقف الجزيرة الأن من قضية حزب الله يجعلنا على يقين تام أن هذه القناة هي طرف معادي لمجاهدي أهل السنة والجماعة محارب لهم حاقد عليهم وهي مجرد بوق إعلامي يخدم المصالح الإيرانية سواءا ما كان منها مشروع أو غير مشروع .
أما الطرف الثاني في هذه القضية فهم ما يسمى تنظيم الإخوان المسلمين بشقه الدولي الممثل بما يسمى مرشد ومن في فلكه , فهذا التنظيم الذي عهدنا منه الإنتهازية والإزدواجية والنفاق في المواقف لم نكن نظن أنه سيصل الى هذا المستوى , فالتنظيم الذي أدان عمليات طابا وشرم الشيخ التى إستهدفت الصهاينة وأخرجتهم من أرض مصر أشلاءا وجرحى , هذا التنظيم الذي إعتمد على الرويات الرسمية المصرية في تلك الأحداث بل يعتمد على كل الروايات الرسمية للأنظمة العربية العميلة بل وحتى الرويات الأمريكية وعملائها في العراق وغيره , هذا التنظيم الذي أشد ما نجده قسوة وغلظة ضد المجاهدين ويصطف مع الأنظمة العميلة بل وحتى مع أمريكا في حربهم على المجاهدين مجاهدي قاعدة الجهاد , هذا التنظيم الذي تصدر للحرب الفكرية والإيديولوجية في مواجهة المجاهدين , هذا التنظيم الذي يدين ما يسميه زعزعة أمن الأوطان العربية ويدين العمليات التى تضر بالأمن القومي المصري وتضر بالسياحة نجده اليوم أشد المدافعين عن حزب الله في القضية التى أتهمه فيها النظام المصري , فما الذي يجعل الإخوان المسلمين يثقون في النظام المصري وأشباهه من أنظمة العمالة ويأخذون برواياتهم وإتهاماتهم في حق القاعدة ومجاهدي أهل السنة والجماعة وأما إن تعلق الأمر بحزب الله وإيران فإن هذا التنظيم يكذب تلك الرويات والإتهامات ويعتبرها مفبركة حتى وإن كان لها أسس وشواهد ودلائل , فهذا إن دل على شئ فإنه يدل على العداء والحقد الشديد الذي يكنه تنظيم الإخوان المسلمين لأهل التوحيد والجهاد , حقد جعل هذا التنظيم يتوافق ويتناغم بل ويتواطئ أحيانا مع الأنظمة العميلة لمحاربة الصحوة الجهادية المباركة بل وحتى يتعاون مع المحتل في قتال المجاهدين كحال الإخوان المسلمين في العراق والصومال وأفغانستان .
فمواقف التنظيم الرسمي للإخوان المسلمين من القضايا الجهادية عامة وفي هذا الموقف خاصة وهو موقف إنتهازي نفاقي من أجل مصالح سياسية وتنظيمية ومادية , مواقف تكشف حقيقة الإنحراف العقائدي الذي يرزح فيه القادة الرسميين لتنظيم الإخوان المسلمين , موقف أخر يبين حجم العداء و الحقد الذي يكنه هذا التنظيم للسلفية الجهادية وإستعداده لأن يمد يده للصلبيين والصفويين وأنظمة الردة والعمالة من أجل القضاء على الصحوة الجهادية المباركة وحصارها وتحجيمها للإطفاء جذوتها المستعرة وأنا لهم ذلك وهذه الشعلة أوقدت بدماء الشهداء .


هذا موقف أخر كشف لنا ثنائية النفاق قناة الجزيرة وتنظيم الإخوان المسلمين , أما حزب الله وبغض النظر عن الموقف العقائدي منه فإنه وإن كان خصم فهو من الخصوم التى تحترم وتقدر لأنها تقدر ذاتها .
منقول