تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قل خيراً، يا شيخ الأزهر، أو لتصمت



fakher
09-20-2003, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قل خيراً، يا شيخ الأزهر، أو لتصمت

تناقلت الصحف المصرية وبخاصة (الوفد) و(الأحرار)، الصادرة في 27/8/2003 أن لجنة الفتوى في الأزهر قد أصدرت فتوى تنص على أن «الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي في العراق حرام لأنه فاقدٌ للشرعية»، فاستنكر شيخ الأزهر، الشيخ محمد طنطاوي، هذه الفتوى، وأنكر على اللجنة صلاحية إصدار هذه الفتوى. ولـم يكتفِ بذلك بل أصدر قراراً بإيقاف الشيخ نبوي محمد العش والتحقيق معه معتبراً إياه وراء هذه الفتوى؛ زاعماً أنه «تصرف من تلقاء نفسه وعمم رأياً يخصه». وشدد شيخ الأزهر على أن هذه الفتوى «لا تمثل الأزهر». ثم أضاف في تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط «ليس من حق أي عالـم مصري أن يتحدث في شأن أية دولة غير مصر». ثم استمر في حديثه عن دور الأزهر وأنه دور في قضايا مصر خاصة قائلاً: «إنني شيخ الأزهر لمصر» وأضاف «لو سألني العراقيون أنفسهم عن الحكم الشرعي للمجلس العراق الحالي لقلت لهم اسألوا العلماء العراقيين». وأوضح لرويترز أن «من أفتى هذه الفتوى ليس من حقه أن يفتي بها» وأن لجنة الفتوى غير مخولة إصدار أحكام لدول أخرى».

ونحن نتساءل هنا:

هل إن شيخ الأزهر لا يعلم أن من أوجبِ واجبات العالِم المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في كل أمر له علاقة بالإسلام والمسلمين؟

هل إن شيخ الأزهر لا يعلم أن بيان الحكم الشرعي لا يختص برقعة من الأرض دون رقعة أخرى ما دامت هذه الرقعة بلداً إسلامياً؟

ثم هل إن شيخ الأزهر لا يعلم أن مجلس الحكم العراقي هو صنيعة المحتل الأميركي، وأن لا سلطان ذاتياً له حتى على مقر اجتماعه إلا بإذن المحتل الأميركي؟ فهو الذي يقيمه وهو الذي يقعده، يأتمر بأمره، وينتهي بنهيه، وبالتالي فالاعتراف به هو اعتراف بالاحتلال الأميركي. وهل إن شيخ الأزهر لا يعلم أن الاعتراف بالاحتلال الأميركي لبلد من بلاد المسلمين يعني إقراراً بسلطانهم على المسلمين، وهو كبيرة في الإسلام ]ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً[؟

أليس هذا غريباً وعجيباً؟ وبخاصة وأن القاصي والداني يعرف أن مجلس الحكم الانتقالي في العراق لا شرعية له. ثم أليس غريباً أن لا يجرؤ شيخ الأزهر على إقرار هذه الفتوى، أو على الأقل أن يسكت عن استنكارها، وبخاصة وهو يعلم أن كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد يدرك صحتها وانطباقها على الواقع؟

غير أن الزيارة إلى شيخ الأزهر التي قام بها السفير الأميركي في القاهرة دافيد ولش في صبيحة 27/8 أي اليوم التالي لصدور الفتوى، ومن ثم تصريحات شيخ الأزهر المذكورة، هذه الزيارة قد جعلت الأمر المذكور لا غريباً ولا عجيباً! فقد أبدى السفير انزعاجه للشيخ من هذه الفتوى وأمثالها، وشدد السفير على أن واشنطن تعتبر مجلس الحكم «جهةً شرعيةً» فكيف تعتبره الفتوى غير مشروع؟! فكان ما كان من الشيخ أن أعلن تنصل الأزهر من الفتوى. أما ما قاله الشيخ والسفير بعد لقائهما أنهما لـم يتحدثا في الفتوى فإن تسلسل الأحداث يثبت أن موضوع الفتوى كان هو صلب اللقاء.

أيها المسلمون:

إن كان شيخ الأزهر لا يقيم وزناً لشخصه، فعليه أن يقيم وزناً لعنوان الوظيفة التي يشغلها، فإن للأزهر موقعاً مرموقاً عند المسلمين، يجلونه ويحترمونه، ولا يرضون إلا أن يكون هذا الموقع عزيزاً شديداً في مواجهة الكفار المحتلين لبلاد المسلمين، كما كانت مواقفه على مر العصور. وإنَّ حرفَ شيخ الأزهر للأزهر عن مهمته بل وفصل عمله عن الإسلام والمسلمين لهو أمر جد خطير. ثم كيف يستقبل سفيرَ دولةٍ محاربةٍ فعلاً للمسلمين، محتلةٍ لبلادهم؟ إن المسلمين لا يرضون للأزهر، هذا الصرح الإسلامي، إلا أن يكون عظيماً بعظمة الإسلام، يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم. لقد كان الواجب على شيخ الأزهر أن يتقي الله في الأزهر وأن يجعله صخرةً يتحطم عليها الظلم والظالمون والكفار المستعمرون، وأن ينكر على الحكام، وبخاصة حاكم مصر الذي لا يحكم بما أنزل الله ولا يحارب أعداء الله بل يوالي أميركا ويسالـم يهود، وكان عليه أن يطرد السفير الأميركي لا أن يستقبله ويسترضيه بالتنصل من فتوى صحيحة هو يعلم صحتها قبل غيره.

أيها المسلمون:

يقول رسول الله r: «إني أخاف على أمتي من ثلاث: من زلة عالـم، ومن هوىً مُتَّبَعٍ، ومن حكم جائر». فكيف إن لـم تكن زلّةَ عالـمٍ بل سقطةَ عالـمٍ عامداً متعمداً وهو يعرف الحق وينكره؟ وكيف إذا كان هذا الزلل والسقوط من العلماء في الوقت الذي يكون الحكام فيه حكام جور وظلم، يحاربون أحكام الله ويعطلون الجهاد في سبيل الله، ويعتقلون حملة الإسلام، ويرون الكفار يحتلون بلاد المسلمين فلا يحركون ساكناً في مقاومتهم، بل يساعدونهم في احتلالهم، ومن ثـَمَّ يجتمع علينا فساد الحاكم والعالـم، وفي ذلك شر مستطير؟ إننا ندرك أن بطش الحكام وظلمهم، ومواقف (مشايخ) السلاطين وتضليلهم للناس، كل ذلك قد أثر على شريحة من الأمة، فابتعدت عن الحق، ولكن الجزء الأعظم من الأمة على خير، فلا يصح للأمة السكوت على ظلم الحكام وجورهم، ولا على (مشايخ) السلاطين وتضليلهم، فإن الله سبحانه لا يعذب الظالـم وحده بل والساكت على الظلم كذلك ]واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصةً واعلموا أن الله شديد العقاب[، والله لا يهلك الفاسدين وحدهم، بل والصالحين معهم إذا تركوا الفساد يستشري دون أن يقفوا في وجهه «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث».

أيها المسلمون:

إن حـزب التحـرير - ولاية مصر، يتوجه إلى المسلمين الذين هم أعزاء بدينهم، أقوياء بربهم، أن يأخذوا على أيدي الحكام الظَّلَمة، أعوان الكفار وعملائهم، وعلى ألسنة (المشايخ) المضلِّلة، الذين يلبِسون على الناس دينهم، وأن يعملوا معنا لإعادة حكم الله في الأرض، بإقامة دولة الخـلافة الراشدة التي تعيد العزة للمسلمين، وتوقع الصَّغار والذلة على الكافرين، وتُمضي الجهادَ، ذروةَ سنام الإسلام، تملأ سمع الدنيا وبصرها، وتحرر أرض الإسلام من رجس الكفار المستعمرين وربيبتهم دولة يهود، وتنشر الخير في ربوع العالـم ]ويومئذٍ يفرح المؤمنون @ بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم[.

حزب التحرير

ولايـة مصـر

2 من رجب 1424هـ

30/08/2003م

----------------------------
منقول

جنى
09-20-2003, 10:12 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ...............اللهم أقم بنا دولة الاسلام وأحينا في ظلها سعداء أو أمتنا من دونها شهداء يا رب العالمين.......... :!: