تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أوباما يقدم السمَّ للمنطقة محاطاً بغِلالةٍ من الدَّسم!



abuabdallah
04-10-2009, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أوباما يقدم السمَّ للمنطقة محاطاً بغِلالةٍ من الدَّسم!


http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabic/images/other/pdf6.gif (http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR/ar_lflts_pdf/08042009.pdf)
اختتم أوباما زيارته لتركيا أمس الثلاثاء 7/4/2009م، وقد كثف تصريحاته المعسولة بأنه ليس في حالة حرب مع الإسلام والمسلمين، وأن تركيا مهمة لأمريكا وللعالم لتجسير الهوة بين الغرب والعالم الإسلامي، وأن علاقته مع المسلمين لن تقتصر على مكافحة الإرهاب فحسب بل ستشمل أموراً أخرى، وأنه يسعى للحوار... إلى آخر ما قاله في البرلمان التركي وفي لقاءاته واجتماعاته ومؤتمراته في تركيا!
وعلى الرغم من أن تصريحاته لا تحمل خيراً، وإنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً! إلا أن المسئولين في تركيا والبلاد العربية وبخاصة العراق، ثم إيران، وباكستان، وأفغانستان،... قد رأوا في أوباما قرباً لهم على غير ما كان عليه سلفه، ورحبوا بتصريحات أوباما، وعدُّوه ليس رجلَ حربٍ على المسلمين كما كان سلفه بوش، وإنما يدعو إلى السلام! وصفقوا لزيارته وتصريحاته ومؤتمراته، مع أنها ترافقت مع ما أعلنه وزير دفاعه غيتس بأنه سيركز في ميزانية وزارة الدفاع أمام الكونجرس على حرب أمريكا في العراق وأفغانستان، أي على مزيد من سفك دماء المسلمين! وتزامنت كذلك مع إعلان وزارة العدل الأمريكية عن اعتقال إيراني بتهمة تصدير قطع طائرات عسكرية إلى إيران!
إن من مصائب هذه الأمة الكبرى أن يتولى أمرها حكام صم بكم عمي فهم لا يعقلون، ومن المصائب الأخرى أن يجد هؤلاء الحكام من يصفق لهم من الناس {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}!
إن هؤلاء الحكام يستخفون بكم، أيها المسلمون، ويردونكم المهالك، فإن أطعتموهم حق عليكم قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ» أخرجه النسائي من طريق كعب بن عُجرة.
أيها المسلمون:
ما الذي اختلف بين سياسة بوش وسياسة أوباما في المنطقة:
أليس هو يقول بالسياسة نفسها التي تبناها بوش لفلسطين: خارطة الطريق وأنابولس والدولتين؟! أليست كلُّ واحدة منها جريمةً أكبر من أختها؟ أليست هذه تعني التنازل ليهود عن معظم معظم فلسطين، أرض الإسراء والمعراج، ويبقى النزر اليسير لأهل فلسطين يعيشون فيه دون شيء من السيادة والسلطان؟ أيصفق لهذا رجل رشيد؟!
أليس ما قاله بوش في هذه القضية و تبناه هو نفسه ما يركز عليه أوباما ويتبناه؟
ثم ما الذي يختلف فيه أوباما عن بوش في العراق؟ أليس الجيش الأمريكي لا يزال رابضاً في العراق، يعيث فيها الفساد والإفساد، ويمسك بالسيادة والسلطان فيها؟ أليس أوباما يسير وفق اتفاقية بوش مع أتباعه في العراق، ويعلن انه لن يسحب كامل قواته إلا في نهاية 2011م، هذا إذا انسحبت كامل قواته؟!
وما الذي يختلف فيه أوباما عن بوش في أفغانستان؟ أليس الجيش الأمريكي وحلف الناتو يقتلون صباح مساء الشيوخ والنساء والأطفال؟ بل إن أوباما يرسل مزيداً من القتلة إلى أفغانستان ويحض حلفاءه في الناتو على إرسال المزيد! أليست هذه هي استراتيجية أوباما المعلنة؟ فهل تستحق ترحيباً من حاكم عنده بقية من حياء؟
وما الذي يختلف فيه أوباما عن بوش في باكستان، أليست الطائرات الأمريكية تقصف منطقة القبائل صباح مساء بطائراتٍ بطيار وغير طيار، بل وينطلق بعضها من مطارات في باكستان؟! ثم أليس مندوبو وزارة الخارجية الأمريكية، ومندوبو وزارة الدفاع يغدون ويروحون في أرجاء مؤسسات الحكم الباكستانية في العهدين سواء بسواء؟
أما إيران، فبماذا يختلف أوباما عن بوش في الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية تجاه إيران؟ لقد دعاها بوش لمحادثات جماعية بشأن العراق، لأنه يرى في ذلك مصلحة أمريكية، ودعاها أوباما لمحادثات جماعية بشأن أفغانستان، لأنه يرى فيها كذلك مصلحة أمريكية! فالمصلحة الأمريكية لكليهما هي الأصل والفصل. ثم أليس ينادي أوباما بجُلِّ ما نادى به بوش من منع إيران من تخصيب اليورانيوم؟ هل كان بوش يعارض السياسة النووية الإيرانية؟ وأوباما لا يعارضها؟ هل كان بوش يمدد العقوبات على إيران وأوباما لا يمددها؟ أليس الفارق بينهما هو فقط في الأسلوب وليس في السياسة العامة؟
ثم ما الذي تغيَّر في السياسة الأمريكية تجاه تركيا التي استضافت أوباما؟ ألم يحثها على النشاط في الوساطة بين سوريا ودولة يهود كما حثها بوش؟ ألم يدعها إلى التطبيع مع أرمينيا كما فعل بوش؟ بل إن أوباما دعاها صراحة للـ”مصالحة” مع تاريخها... أي إلى إنكار ماضيها المجيد، وهي صفعة وجهها لتركيا لا يخفف منها وعده لتركيا بأنه لن يثير المسألة الأرمينية خلال هذا العام! ثم إنه جعل تركيا الخط الأمامي للدفاع عن مصالح أمريكا وتسويقها في المنطقة، وذلك بتركيزه على الشراكة الاستراتيجية مع تركيا لجسر الهوة بين أمريكا والعالم الإسلامي!
إن السياسة الأمريكية لا يقررها رئيس الدولة عندهم، بل تقررها مؤسسات يشترك في صياغتها الجمهوري والديمقراطي، فإذا ذهب الرئيس فإن السياسة العامة لا تذهب معه، بل إن أسلوبه هو فقط الذي يذهب، وهذا يدركه كل عاقل عنده من علم السياسة شيء من المعلومات، فقط الذين لا يدركون ذلك هم العملاء الرويبضات الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!
أيها المسلمون:
ليس غريباً ولا عجيباً أن يأتي أوباما بالمغالطة والتضليل، فيقول انه ليس في حالة حرب مع الإسلام والمسلمين، في الوقت الذي هو فيه يقتل المسلمين بوحشية في العراق وأفغانستان، في حربٍ عدوانية جارية بشراسة يشهدها كل ذي عينين، بل حتى من ليس له عينين، تقرع آذانه صباح مساء...، ليس غريباً ولا عجيباً ذلك، فهذا ديدن الكفار المستعمرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، فهم لا يعدُّون قتل المسلمين قتلاً، ولا الفتك بهم فتكاً، بل هو تدريب على السلاح في صدور المسلمين!
لكن الغريب العجيب هو أن يصرح أوباما تلك التصريحات الماكرة في اسطنبول آخر عاصمة للخلافة، التي كانت ترتعد فرائص الكفار الأعداء عند سماع اسمها عن بعد، ناهيك عن قرب ..., ومع ذلك فلا يضج المسلمون في وجهه، ولا ينكرون عليه إنكاراً صُلباً عزيزاً، بل يصفقون له!
وأخيراً فإن بوش وأوباما وجهان لعملة واحدة، لا يختلفان في شيء من حيث الكيد للإسلام والمسلمين، سوى أن بوش كان يُقدِّم للمنطقة السم مكشوفاً، فيكسب عداوة الأمة، حتى إن عملاءه كانوا يخدمون مصالح أمريكا على استحياء، وفي الخفاء، وأوباما يقدم للمنطقة سماً يحيطه بغلالة من الدسم ليخدِّر الأمة عن وقوفها في وجه أمريكا، فينتعش عملاؤه من جديد، ويخدموا مصالح أمريكا دون حياء!
لقد ظن أوباما أنه نجح في خداع أهل المنطقة لأنه رأى الحكام وأتباعهم من الطبقة السياسية، رآهم يصفقون له ويبتسمون... غير أنه في ظنِّه هذا قد خاب وخسر، فقد نسي هو وأحلافه وعملاؤه، أو تناسوا، أن هؤلاء الحكام المصفقين له، هم في واد والأمة في واد آخر، فليسوا من الأمة، وليست هي منهم...
إن الأمة الإسلامية أمة حية، وهي لا بد عائدة بإذن الله لتقتعد مكانتها في صدارة العالم وقيادته، مستظلة بدولتها، الخلافة الراشدة، فهي أمة طاهرة نقية قوية، لا يعجزها، بعون الله، أصحابُ الموبقات والسيئات، فراعنةُ العصر، وأربابُ الشر.
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}


12 من ربيع الثاني 1430 هـ

حزب التحرير



2009/04/08م

http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/nshow/647 (http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/nshow/647)