تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بشرى لزوج خير البشر



salwa
04-09-2009, 10:32 AM
بشرى لزوج خير البشر

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلّم فقال : يا رسول الله هذه خديجة أتتك , معها إناء فيه إدام –أو طعام أو شراب- فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.(رواه مسلم)
( القصب: اللؤلؤ أو الذهب)

يالهذه البشارة! ما أعظمها! بيت في الجنة من قصب لا صخب وفيه ولا نصب ...وأكثر من ذلك سلامٌ من الرب سبحانه وتعالى وجبريل عليه السلام!
لقد ترك هذا الحديث في نفسي أثراً بالغاً فتأمّلت فيه وتساءلت: لماذا نالت السيّدة خديجة هذه المنزلة العالية وبُشّرت بالجنّة وهي على قيد الحياة؟؟؟ فوجدت أنها جعلت من بيتها الدنيوي بيتاً مثالياً يتميّز بصفات كثيرة, أذكر منها:

1- جوٌّ أسري دافئ يعبق بشذا المحبة والمودة:
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب زوجته السيدة خديجة حبّاً عظيماً فقال:" إني رُزقت حبها". ويتجلى هذا الحب في ذكره ووفائه لها بعد موتها. تحدثنا السيدة عائشة رضي الله عنها عن ذلك فتقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة , وما رأيتها, ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة , فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد.
2- الاحترام المتبادل وتقديم راحة الزوج وإرادته على إرادة الزوجة:
هكذا كانت أمّنا خديجة تحترم رغبات رسول الله صلى الله عليه وسلّم, فعندما شعرت برغبة زوجها بالخلوة في غار حراء, آثرت راحته على راحتها وهواه على هواها, فكل امرأة تفضّل بقاء زوجها بقربها إلا أن السيدة الكاملة لم تقف في وجه رغبة زوجها وإرادته بل كانت إذا عاد من خلوته بعد ليالٍ ذوات عدد تعدّ له زاده ومؤونته لخلوة أخرى دون تململٍ أو اعتراض.
3- ملجأ وملاذ:
سُمّي العام الذي توفّيت فيه السيدة خديجة "عام الحزن" لما كان لها رضي الله عنها من مكانة لدى النبي صلى الله عليه وسلّم ولمواقفها الحكيمة الرزينة المساندة له وصبرها وثباتها معه في دعوته وفي المحن التي مرّ بها المسلمون في ذلك الوقت.
4- السبق إلى الإيمان والإسلام:
إن أوّل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء بل أوّل من آمن به على الإطلاق السيدة خديجة رضي الله عنها. فكانت أول من استمع إلى الوحي الإلهي وكانت أول من تلا القرآن بعد أن سمعته من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم.
5- الاهتمام بالقيم الرفيعة ومكارم الأخلاق:
كانت خديجة بنت خويلد امرأةً ذات نسبٍ ومال وجمال مما دفع بالعديد من كبار أشراف مكة للتقدم لخطبتها لكنها لم تجد ضالتها في أيٍ منهم. شخصٌ واحد فقط جذب انتباهها ونال إعجابها والسبب أمانته وأخلاقه منقطعة النظير، إنه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم. فلقد علمت أن قيمة الإنسان ليست بما يملك من أشياء ماديّة بل برصيده القيمي الأخلاقي.
6- تحمّل الواجبات الأسرية:
أنجبت السيدة خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربع بنات. توفي الغلامين: القاسم وعبد الله فصبرت على فقدهما، وظلت ترعى بناتها الأربع حتى أصبحن نساءً متجملات بأحسن الأخلاق متنزّهات عمّا كان يعمله أهل الجاهلية. فأسلمن وهاجرن إلى المدينة وتزوّجن.

إمرأة قامت على رأس بيت من طين يضم هذه الميّزات المضيئة كيف لا يبدلها الكريم الرحيم ببيت في الجنّة من قصب لا يمرض ساكنه ولا يشقى ولا يهرم ولا يموت؟ فالجزاء من جنس العمل
بعد قراءتي لهذا الحديث ولجوانب من سيرتها رضي الله عنها حاولت جاهدةً الاقتداء بها، وأُشهد الله أنّي أحبها وأتمنى لقياها وزوجها صلى الله عليه وسلم في جنات الفردوس الأعلى.

سائر في رحاب الله
04-09-2009, 08:50 PM
أعانك الله على الإقتداء بها .