محمد دغيدى
04-07-2009, 03:40 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
البعث في ذكرى ميلاده الثانية والستين : إنتصارات باهرة ومهمات عاجلة
شبكة البصرة
بقلم : الدكتور عبد الواحد الجصاني
http://alrafdean.org/modules/FCKEditor/Upload/Image/b/ba3th.jpg
(لن أنسى أبداً أنكم أزلتم أحد أكبر المخاطر الاستراتيجية التي كانت تهدد “إسرائيل” من خاصرتها الشرقية، العراق، إن تدمير القوة العراقية كان أحد الإنجازات التي جعلت الحياة أفضل حالاً بالنسبة إلى إسرائيل).
من كلمة ايهود أولمرت خلال إستقباله جورج دبليو بوش يوم 9/1/2008
(هل تعتقدون ان حزب البعث مات وانتهى؟؟؟؟؟ لا والله مشتبهين تماما )
من خطبة الجمعة لجلال الصغير يوم 17/10/2008
1 - البعث حزب قومي عربي إستلهم ماضي الأمة وقيم الدين الإسلامي الحنيف وتراث الإنسانية في صياغة برنامج لتحرير الأمة العربية من الإستعمار والصهيونية ورفع الظلم عنها وتوحيدها على مباديء الحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة دور العرب الرائد في بناء الحضارة الإنسانية والتواصل الإنساني مع بقية الشعوب.
2 - لم يدّعي البعث إحتكار تميثل الفكر القومي العربي، فقد نشأت قبله ومعه وبعده حركات قومية عربية كثيرة، لكنه تميز عنها بشعبيته ومبدئيته وصدق تحليله للواقع العربي وآفاق مستقبله، وهي المزايا التي جعلته يتجاوز الصعاب وينتصر في معاركه وينتشر في أوساط شباب الأمة. واليوم، ونحن في أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة، ليس هناك أكثر تمثيلا للفكر القومي العربي على الساحة العربية من البعث، فهو موجود في جميع أرجاء الوطن العربي من موريتانيا الى الأحواز ومن جنوب السودان الى الأسكندرونه، وإكتسب جهاد البعث في العراق خصوصية كبرى لإن البعث إستطاع أن يقيم في العراق تجربة وطنية فذّة نهلت من مباديء الحزب، وكذلك لإهمية العراق الإستراتيجية ولكون العراق هو بوابة الأمة الشرقية ويجاور تركيا وإيران وكلاهما دولتان لهما مطامع في الأرض العربية والموارد والسيادة، وتتميز إيران عن تركيا بغلوّ وعنصرية فرسها الذين يطمحون للهيمنة على الأرض العربية من أجل إعادة أمجاد إمبراطوريتهم التي قضى عليها الفتح العربي- الإسلامي.
3 - في مرحلة التأسيس تصدّت القوى المستعمرة للوطن العربي والرجعية العربية المتحالفة معها للبعث، وبعد تأسيس الكيان الصهيوني قادت الصهيونية العالمية المعركة ضد البعث، وفي الستينيات فتحت بعض الأحزاب الشيوعية جبهة جديدة ضد حزب البعث، وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي جعل غلاة الفرس هدف القضاء على البعث أولويتهم الأولى، ومنذ عام 1990 توحدت كل هذه القوى مجتمعة ضد البعث وإختارت العراق مكانا للمواجهة فكانت أم المعارك ثم معركة الحواسم.
4 – لم يكن غزو وإحتلال أمريكا للعراق بسبب اسلحة الدمار الشامل المزعومة أو العلاقة مع القاعدة، فتلك كانت أعذار (بيروقراطية) كما أسمتها كوندوليزا رايس.إن الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق كان الحلقة الأساسية لمخطط استراتيجي بعيد المدى، لجعل القرن الحادي والعشرين قرن أمريكا. فمنذ أن أصبحت أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي، تبنى المحافظون الجدد مبدأ الحرب الإستباقية ويتلخص بمنع أي عدو محتمل من أن يصبح قوة عظمى, ولم يكن من عدو ومناهض للهيمنة الأمريكية غير البعث وصدام وخلفهما العراق والأمة العربية. وسعت أمريكا الى إسقاط حكم البعث مستخدمة الآليات الدولية غطاء لتحقيق هذا الهدف، فبدأت بالحصار ثم الحرب وإسقاط ما يعادل سبعة قنابل نووية على العراق تحت غطاء (تحرير الكويت) ثم مناطق حظر الطيران وعدوانات الرجعة من الأولى للسادسة، وانتهت أخيراً باحتلال العراق عسكريا خرقا للقانون الدولي. ولقد كشف بوش الأسباب الحقيقية لإحتلال العراق في مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرت يوم 21/12/2008 حيث قال (إن الحرب على العراق هي في الواقع صراع أيديولوجي)، كما عرّفها في تصريحه المشهور بإنها (حرب صليبية).
5 _ وإن مما يؤكد أن هدف الإحتلال هو إجهاض سعي حزب البعث والأمة العربية نحو الوحدة وتمزيق نسيج الأمة العربية الإجتماعي، أن أول مهمات الحاكم المدني الأمريكي كانت إلغاء الهوية الوطنية للعراقيين وإلغاء الإنتماء القومي العربي للعراق وإستبدال ذلك بالهويات الطائفية والعرقية. وهكذا أصدر بول بريمر الأمر رقم (1) في 16/5/2003 القاضي بإجتثاث البعث ثم أعقبه بالأمر رقم (2) القاضي بحل الجيش العراقي والأمر (3) القاضي بتأسيس هيئة إجتثاث البعث، وأكمل المحتل الأمريكي وحليفته إيران المهمة بإصدار دستور كتبه اليهودي (نوح فيلدمان) والذي جعل سياسة إجتثاث البعث والتقسيم الطائفي والعرقي للعراقيين وسلخ العراق من محيطه العربي سياسة ثابتة للحكومات المنشأة في ظل الإحتلال.
6 – لقد كان الإحتلال الأمريكي للعراق أكبر تحد يواجه حزب البعث، فالعدو المحتل ليس دولة واحدة ولا مجموعة دول، بل هو النظام الدولي بأكمله وإستخدمت فيه كل إمكانات هذا النظام الدولي العسكرية والإقتصادية والسياسية والإعلامية، وشاركت إثنان وأربعون دولة في إرسال جيوشها للعراق : من أمريكا القطب الدولي الأوحد الى تونغا الجزيرة النائية في المحيط الهادي ذات الخمسة عشر ألف مواطنا فقط، ناهيكم عن مشاركةإيران في تسهيل الإحتلال وتنفيذ سياسات الإحتلال الطائفية البغيضة في العراق، وقيام ميليشياتها بتصفية مائة وسبعين ألفا من كوادر حزب البعث ومناضلي الأمة.
7 - وإستطاع البعث وشعب العراق هزيمة هذا التحالف الدولي، وقوّض البعث أركان النظام الدولي أحادي القطب فاتحا الباب واسعا لإنتصارات الإنسانية الحالية والقادمة على الطغيان الأمريكي والعولمة الرأسمالية والصهيونية العالمية، وهيّأ الأرضية لإقامة لنظام عالمي جديد تأخذ فيه الشعوب المضطهدة حقوقها. وبذلك أثبت البعث، من جديد، أن صفته الإنسانية ليست شعاراً مرسلاً، بل حقيقة وفعلا يومياً.
8 – وقد أعطت قيادة الرئيس صدام حسين للبعث دفعة كبرى في البناء والقتال، وبإستشهاده أصبح رمزا تستلهم منه الإنسانية معاني الصمود والإصرار على هزيمة البغاة والمتجبرين، وكما قالت الكاتبة هبة الشمري في مقالها (أنا متطرفة بصدّاميتي) فإن إستشهاد صدام حسين (خلق تنظيما إنسانيا أوسع بكثير من كل الأحزاب والتنظيمات) وفعلا هناك اليوم صداميون غير عرب في قارات العالم المختلفة كما فصّلت ذلك الكاتبة المبدعة عشتار العراقية، وأصبح صدام رمزا لكل ثائر على الهيمنة الأمريكية والغربية على العالم. وحتى عملاء الإحتلال ركبهم هاجس صدام حسين وإخترعوا، بغبائهم المعهود، تعبير (البعثيون الصدّاميون) إقرارا منهم أن صدام والبعث صنوان لا يفترقان.
9 – إن حزبا بهذا الرصيد من المبدئية والجهاد وصواب التحليل والأهداف يجد اليوم الآفاق أمامه مفتوحة لتحيق الأهداف السامية التي قام من أجلها. إن النخور والخور الذي أصاب النظام الرسمي العربي، والذي كانت قمة الدوحة آخر مظاهره، هو رسالة للبعث ولشباب الأمة أن يأخذوا مقاليد أمور أوطانهم بأيديهم. إن تهروء النظام العربي الرسمي هو العلامة والمقدمة لنهضة قومية شاملة تقوم على أنقاض هذا النظام المهلهل.
10 – إن الإنتصارات الفذة هذه ما كانت تتحقق لولا تضحيات القادة المؤسسين وكادر الحزب والشعب العربي برمته. بعثيو اليوم أمامهم مهمة الحفاظ على الإنتصارات المتحققة والبناء عليها، ولكي ينجحوا في ذلك مطلوب منهم تطوير وسائل عملهم بشكل دائم لمواجهة التحديات، فعلى المستوى التنظيمي مطلوب تجديد دماء الحزب وإعطاء الشباب فرصة أكبر للمساهمة في القيادة، وتطوير ثقافة الكادر والجماهير، وتفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي، فالمرحلة لم تعد تحتمل مجاملة (القاعدين) ولا الذين كلّوا ولم يعد لديهم سوى إجترار بطولات سابقة، حقيقية كانت أم وهمية.
وعلى المستوى العربي، مطلوب الإنفتاح على الحركات الوطنية والقومية والإسلامية في الأقطار العربية وخلق جبهة أو جبهات للعمل الوطني والقومي، وكذلك مطلوب الإنفتاح على القوى الوطنية وحركات التحرر في العالم أجمع وإقامة أوثق التحالفات النضالية معها بعد أن تيقن الجميع أن معركة الحرية واحدة وأن إنتصارات البعث والمقاومة العراقية على الأمبريالية الأمريكية هيأت، على سبيل المثال، لصعود حكومات وطنية في كثير من دول أمريكا اللاتينية.
وعلى مستوى العراق، جمجمة العرب، فالبعث ومقاومته الباسلة مطالبون بتكثيف العمل المقاوم، فالنصر صبر ساعة، ومطلوب الحذر من محاولات تمييع أوإجتزاء حقوق العراق المشروعة بحلول سياسية مبتسرة لا تستجيب لمطالبه التي أقرها القانون الدولي وفي مقدمتها الإنسحاب الفوري غير المشروط والشامل لقوات الإحتلال وتحميل المحتل المسؤولية المادية والقانونية والأخلاقية عن هذا العدوان والإحتلال، بضمن ذلك دفع التعويضات عن جميع الأضرار التي سببها هذا الغزو والإحتلال، وإعتبار جميع الإجراءات والقوانين والهياكل السياسية والتشريعية المنشأة منذ الإحتلال لاغية وباطلة ولا أثر قانوني لها، وتسليم السلطة للمقاومة العراقية الممثلة الشرعية لشعب العراق.كما أن الحذر مطلوب إزاء محاولات عملاء الإحتلال الأمريكي أو عملاء الإحتلال الإيراني فتح حوار مع فصائل المقاومة بهدف تدجينها أو شق صفوفها أو حرفها عن قضيتها. إن العملية السياسية المنشأة في ظل الإحتلال باطلة شرعا وقانونا، وإن التحاور مع عملاء الإحتلال مرفوض شرعا وقانونا وأخلاقا، ولا جدوى منه أصلا، فعلى ماذا يحاوَر العميل؟ وما الذي يملكه وهو الذي فقد كينونته؟
والله المستعان
بغداد/ السابع من نيسان 2009
البعث في ذكرى ميلاده الثانية والستين : إنتصارات باهرة ومهمات عاجلة
شبكة البصرة
بقلم : الدكتور عبد الواحد الجصاني
http://alrafdean.org/modules/FCKEditor/Upload/Image/b/ba3th.jpg
(لن أنسى أبداً أنكم أزلتم أحد أكبر المخاطر الاستراتيجية التي كانت تهدد “إسرائيل” من خاصرتها الشرقية، العراق، إن تدمير القوة العراقية كان أحد الإنجازات التي جعلت الحياة أفضل حالاً بالنسبة إلى إسرائيل).
من كلمة ايهود أولمرت خلال إستقباله جورج دبليو بوش يوم 9/1/2008
(هل تعتقدون ان حزب البعث مات وانتهى؟؟؟؟؟ لا والله مشتبهين تماما )
من خطبة الجمعة لجلال الصغير يوم 17/10/2008
1 - البعث حزب قومي عربي إستلهم ماضي الأمة وقيم الدين الإسلامي الحنيف وتراث الإنسانية في صياغة برنامج لتحرير الأمة العربية من الإستعمار والصهيونية ورفع الظلم عنها وتوحيدها على مباديء الحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة دور العرب الرائد في بناء الحضارة الإنسانية والتواصل الإنساني مع بقية الشعوب.
2 - لم يدّعي البعث إحتكار تميثل الفكر القومي العربي، فقد نشأت قبله ومعه وبعده حركات قومية عربية كثيرة، لكنه تميز عنها بشعبيته ومبدئيته وصدق تحليله للواقع العربي وآفاق مستقبله، وهي المزايا التي جعلته يتجاوز الصعاب وينتصر في معاركه وينتشر في أوساط شباب الأمة. واليوم، ونحن في أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة، ليس هناك أكثر تمثيلا للفكر القومي العربي على الساحة العربية من البعث، فهو موجود في جميع أرجاء الوطن العربي من موريتانيا الى الأحواز ومن جنوب السودان الى الأسكندرونه، وإكتسب جهاد البعث في العراق خصوصية كبرى لإن البعث إستطاع أن يقيم في العراق تجربة وطنية فذّة نهلت من مباديء الحزب، وكذلك لإهمية العراق الإستراتيجية ولكون العراق هو بوابة الأمة الشرقية ويجاور تركيا وإيران وكلاهما دولتان لهما مطامع في الأرض العربية والموارد والسيادة، وتتميز إيران عن تركيا بغلوّ وعنصرية فرسها الذين يطمحون للهيمنة على الأرض العربية من أجل إعادة أمجاد إمبراطوريتهم التي قضى عليها الفتح العربي- الإسلامي.
3 - في مرحلة التأسيس تصدّت القوى المستعمرة للوطن العربي والرجعية العربية المتحالفة معها للبعث، وبعد تأسيس الكيان الصهيوني قادت الصهيونية العالمية المعركة ضد البعث، وفي الستينيات فتحت بعض الأحزاب الشيوعية جبهة جديدة ضد حزب البعث، وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي جعل غلاة الفرس هدف القضاء على البعث أولويتهم الأولى، ومنذ عام 1990 توحدت كل هذه القوى مجتمعة ضد البعث وإختارت العراق مكانا للمواجهة فكانت أم المعارك ثم معركة الحواسم.
4 – لم يكن غزو وإحتلال أمريكا للعراق بسبب اسلحة الدمار الشامل المزعومة أو العلاقة مع القاعدة، فتلك كانت أعذار (بيروقراطية) كما أسمتها كوندوليزا رايس.إن الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق كان الحلقة الأساسية لمخطط استراتيجي بعيد المدى، لجعل القرن الحادي والعشرين قرن أمريكا. فمنذ أن أصبحت أمريكا القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي، تبنى المحافظون الجدد مبدأ الحرب الإستباقية ويتلخص بمنع أي عدو محتمل من أن يصبح قوة عظمى, ولم يكن من عدو ومناهض للهيمنة الأمريكية غير البعث وصدام وخلفهما العراق والأمة العربية. وسعت أمريكا الى إسقاط حكم البعث مستخدمة الآليات الدولية غطاء لتحقيق هذا الهدف، فبدأت بالحصار ثم الحرب وإسقاط ما يعادل سبعة قنابل نووية على العراق تحت غطاء (تحرير الكويت) ثم مناطق حظر الطيران وعدوانات الرجعة من الأولى للسادسة، وانتهت أخيراً باحتلال العراق عسكريا خرقا للقانون الدولي. ولقد كشف بوش الأسباب الحقيقية لإحتلال العراق في مقابلة له مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرت يوم 21/12/2008 حيث قال (إن الحرب على العراق هي في الواقع صراع أيديولوجي)، كما عرّفها في تصريحه المشهور بإنها (حرب صليبية).
5 _ وإن مما يؤكد أن هدف الإحتلال هو إجهاض سعي حزب البعث والأمة العربية نحو الوحدة وتمزيق نسيج الأمة العربية الإجتماعي، أن أول مهمات الحاكم المدني الأمريكي كانت إلغاء الهوية الوطنية للعراقيين وإلغاء الإنتماء القومي العربي للعراق وإستبدال ذلك بالهويات الطائفية والعرقية. وهكذا أصدر بول بريمر الأمر رقم (1) في 16/5/2003 القاضي بإجتثاث البعث ثم أعقبه بالأمر رقم (2) القاضي بحل الجيش العراقي والأمر (3) القاضي بتأسيس هيئة إجتثاث البعث، وأكمل المحتل الأمريكي وحليفته إيران المهمة بإصدار دستور كتبه اليهودي (نوح فيلدمان) والذي جعل سياسة إجتثاث البعث والتقسيم الطائفي والعرقي للعراقيين وسلخ العراق من محيطه العربي سياسة ثابتة للحكومات المنشأة في ظل الإحتلال.
6 – لقد كان الإحتلال الأمريكي للعراق أكبر تحد يواجه حزب البعث، فالعدو المحتل ليس دولة واحدة ولا مجموعة دول، بل هو النظام الدولي بأكمله وإستخدمت فيه كل إمكانات هذا النظام الدولي العسكرية والإقتصادية والسياسية والإعلامية، وشاركت إثنان وأربعون دولة في إرسال جيوشها للعراق : من أمريكا القطب الدولي الأوحد الى تونغا الجزيرة النائية في المحيط الهادي ذات الخمسة عشر ألف مواطنا فقط، ناهيكم عن مشاركةإيران في تسهيل الإحتلال وتنفيذ سياسات الإحتلال الطائفية البغيضة في العراق، وقيام ميليشياتها بتصفية مائة وسبعين ألفا من كوادر حزب البعث ومناضلي الأمة.
7 - وإستطاع البعث وشعب العراق هزيمة هذا التحالف الدولي، وقوّض البعث أركان النظام الدولي أحادي القطب فاتحا الباب واسعا لإنتصارات الإنسانية الحالية والقادمة على الطغيان الأمريكي والعولمة الرأسمالية والصهيونية العالمية، وهيّأ الأرضية لإقامة لنظام عالمي جديد تأخذ فيه الشعوب المضطهدة حقوقها. وبذلك أثبت البعث، من جديد، أن صفته الإنسانية ليست شعاراً مرسلاً، بل حقيقة وفعلا يومياً.
8 – وقد أعطت قيادة الرئيس صدام حسين للبعث دفعة كبرى في البناء والقتال، وبإستشهاده أصبح رمزا تستلهم منه الإنسانية معاني الصمود والإصرار على هزيمة البغاة والمتجبرين، وكما قالت الكاتبة هبة الشمري في مقالها (أنا متطرفة بصدّاميتي) فإن إستشهاد صدام حسين (خلق تنظيما إنسانيا أوسع بكثير من كل الأحزاب والتنظيمات) وفعلا هناك اليوم صداميون غير عرب في قارات العالم المختلفة كما فصّلت ذلك الكاتبة المبدعة عشتار العراقية، وأصبح صدام رمزا لكل ثائر على الهيمنة الأمريكية والغربية على العالم. وحتى عملاء الإحتلال ركبهم هاجس صدام حسين وإخترعوا، بغبائهم المعهود، تعبير (البعثيون الصدّاميون) إقرارا منهم أن صدام والبعث صنوان لا يفترقان.
9 – إن حزبا بهذا الرصيد من المبدئية والجهاد وصواب التحليل والأهداف يجد اليوم الآفاق أمامه مفتوحة لتحيق الأهداف السامية التي قام من أجلها. إن النخور والخور الذي أصاب النظام الرسمي العربي، والذي كانت قمة الدوحة آخر مظاهره، هو رسالة للبعث ولشباب الأمة أن يأخذوا مقاليد أمور أوطانهم بأيديهم. إن تهروء النظام العربي الرسمي هو العلامة والمقدمة لنهضة قومية شاملة تقوم على أنقاض هذا النظام المهلهل.
10 – إن الإنتصارات الفذة هذه ما كانت تتحقق لولا تضحيات القادة المؤسسين وكادر الحزب والشعب العربي برمته. بعثيو اليوم أمامهم مهمة الحفاظ على الإنتصارات المتحققة والبناء عليها، ولكي ينجحوا في ذلك مطلوب منهم تطوير وسائل عملهم بشكل دائم لمواجهة التحديات، فعلى المستوى التنظيمي مطلوب تجديد دماء الحزب وإعطاء الشباب فرصة أكبر للمساهمة في القيادة، وتطوير ثقافة الكادر والجماهير، وتفعيل مبدأ النقد والنقد الذاتي، فالمرحلة لم تعد تحتمل مجاملة (القاعدين) ولا الذين كلّوا ولم يعد لديهم سوى إجترار بطولات سابقة، حقيقية كانت أم وهمية.
وعلى المستوى العربي، مطلوب الإنفتاح على الحركات الوطنية والقومية والإسلامية في الأقطار العربية وخلق جبهة أو جبهات للعمل الوطني والقومي، وكذلك مطلوب الإنفتاح على القوى الوطنية وحركات التحرر في العالم أجمع وإقامة أوثق التحالفات النضالية معها بعد أن تيقن الجميع أن معركة الحرية واحدة وأن إنتصارات البعث والمقاومة العراقية على الأمبريالية الأمريكية هيأت، على سبيل المثال، لصعود حكومات وطنية في كثير من دول أمريكا اللاتينية.
وعلى مستوى العراق، جمجمة العرب، فالبعث ومقاومته الباسلة مطالبون بتكثيف العمل المقاوم، فالنصر صبر ساعة، ومطلوب الحذر من محاولات تمييع أوإجتزاء حقوق العراق المشروعة بحلول سياسية مبتسرة لا تستجيب لمطالبه التي أقرها القانون الدولي وفي مقدمتها الإنسحاب الفوري غير المشروط والشامل لقوات الإحتلال وتحميل المحتل المسؤولية المادية والقانونية والأخلاقية عن هذا العدوان والإحتلال، بضمن ذلك دفع التعويضات عن جميع الأضرار التي سببها هذا الغزو والإحتلال، وإعتبار جميع الإجراءات والقوانين والهياكل السياسية والتشريعية المنشأة منذ الإحتلال لاغية وباطلة ولا أثر قانوني لها، وتسليم السلطة للمقاومة العراقية الممثلة الشرعية لشعب العراق.كما أن الحذر مطلوب إزاء محاولات عملاء الإحتلال الأمريكي أو عملاء الإحتلال الإيراني فتح حوار مع فصائل المقاومة بهدف تدجينها أو شق صفوفها أو حرفها عن قضيتها. إن العملية السياسية المنشأة في ظل الإحتلال باطلة شرعا وقانونا، وإن التحاور مع عملاء الإحتلال مرفوض شرعا وقانونا وأخلاقا، ولا جدوى منه أصلا، فعلى ماذا يحاوَر العميل؟ وما الذي يملكه وهو الذي فقد كينونته؟
والله المستعان
بغداد/ السابع من نيسان 2009