تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شؤم المعصية



صرخة حق
04-06-2009, 07:35 PM
إن للذنوب عقوبة معجلة في الدنيا بخلاف المؤجلة في الآخرة ....... إلا من تاب وأناب
وقد عدد الإمام العلامة ابن القيم -رحمه الله-أكثر من أربعين عقوبة للمعصية .. لعظم الأمر ....
فإن للذنوب شؤما وعاقبة ... شئنا أم أبينا ...
إنها تتجمع على العبد ... لتهلكه ،... ما لم يتنبه
أجرٌ له ، إن كان من التائبين ، غير الغافلين ، وإلا فهذا جزء من عقابه في الدنيا قبل الآخرة

قد يمتد شؤم المعصية ليصل إلى الجماعة بل الأمة ... .
( ابحث عن قول الدكتور زغلول النجار في أمر تسونامي(
كإغراق قوم نوحٍ - عليه السلام -، وفرعون وقومه.....
وإهلاك قوم عاد بالريح العقيم، وثمود بالصيحة
وقوم لوط بجعل عاليها سافلها. إلى غير ذلك.
كل ذلك بسبب المعصية ....

قال - تعالى {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} العنكبوت

وقال: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـاهُمْ فِى الأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأنْهَـارَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ} الأنعامٍ

وقال تعالى) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (الاسراء

بسبب المترفين الذين فسقوا ... حق على القرية بمن فيها التدمير

وفي الحديث...
}أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث }
رواه البخاري ومسلم

كان معهم أطفالهم الرضع ، كان معهم غير المكلفين ، والمجانين ؟؟!!!
ولكن .... الهلاك عم الجميع ......................
.إلا .... من كان مصلحا ....قد وعد الله أن يرحمه وينجيه
.......وقال الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
قال - تعالى -: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً}فاطر

ويقول - جل جلاله -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ {كيفية هلاك الحرث والنسل تتنوع بإرادة الله ... ولكن َمن السبب لإحداث الهلاك ؟؟
إنه المفسد


إذن

فما يصيب الانسان في خاصة نفسه وأهله من مصائب، فسببه التعدي على حدود الله والتجاوز إلى المحرمات،

وما يصيب الناس من مصائب عامة، فسببه مجموع معاصيهم وتعديهم على حدود الله،

وبالمقابل ...

الصلاح يجر خيره على الأقربين ... ومن بعدهم إلى أن يعم القرية ....فالخير يعدي
( .... ‏وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا....) الكهف
قال سعيد بن جبير -رحمه الله- عن الأب إنه كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها،فحفظ الله تعالى كنزه حتى أدرك ولداه فاستخرجا كنزهما ولم يذكر لهما صلاح لحالهما

شيركوه
04-06-2009, 08:29 PM
بوركت على التذكرة امنا الفاضلة

سائر في رحاب الله
04-06-2009, 09:55 PM
قال - تعالى {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباًوَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} العنكبوت


وقال: {أَلَمْ يَرَوْاْكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـاهُمْ فِى الأرْضِ مَا لَمْنُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَاالأنْهَـارَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ} الأنعامٍ


قال - تعالى -: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَاكَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً}فاطر

ويقول - جل جلاله -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ



( .... ‏وَأَمَّاالْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا....) الكهف


أعرف أن الكلمات موصولة ببعضها في مشاركتك يا أخت صرخة حق وذلك بسبب سرعة الكتابة ، لكن أحببت إيراد الملاحظة للتنبيه فقط .

اعذريني على تطفلي على الموضوع.

الموضوع جد موفق

بوركتم

صرخة حق
04-07-2009, 10:56 AM
قال - تعالى {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباًوَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} العنكبوت


وقال: {أَلَمْ يَرَوْاْكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـاهُمْ فِى الأرْضِ مَا لَمْنُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَاالأنْهَـارَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ} الأنعامٍ


قال - تعالى -: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَاكَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً}فاطر

ويقول - جل جلاله -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ



( .... ‏وَأَمَّاالْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا....) الكهف


أعرف أن الكلمات موصولة ببعضها في مشاركتك يا أخت صرخة حق وذلك بسبب سرعة الكتابة ، لكن أحببت إيراد الملاحظة للتنبيه فقط .

اعذريني على تطفلي على الموضوع.

الموضوع جد موفق

بوركتم

جزاك الله خيرا .. على التنبيه ولكني لم أستطع التعديل ... وأنا أسعد بالتوجيه الطيب ( كان الوقت ليلا .. السموحة )

أرجو من المشرفين وضع هذه الخاصية المهمة ...

وما وضع إلا للقراءة إخواني وأخواتي



وسأكمله بإذن الله : هذا موضوع قديم كتبته سابقا ... وأعيده هنا لأهميته في نظري


وبارك الله فيكما _ ياشباب _ على مروركما

طرابلسي
04-07-2009, 05:16 PM
بانتظار التكملة .... بارك الله فيكِ وبوالديك وذريتك

صرخة حق
04-10-2009, 07:02 AM
وفيكم بارك وأهليكم أخي



ما أصابت عبدا مصيبة فما فوقها إلا بإحدى خلتين‏:‏
* بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة
* أو بدرجة لم يكن الله ليبلغه إياها إلا بتلك المصيبة‏

فالمصائب العقابية إن نزلت بقوم وبجماعة ؛ تصيب الصالح والطالح،فتكون عقابا لمن أفسد ، وابتلاء لسواه

وهو خير له إن تنبه وفطن لما وقع عليه في الدنيا ، فهذا ثمن عليه أن يدفعه ويتعظ به

و إنها ثواب للصالح الذي ابتلي بسبب فساد المفسد ، وعمه الغضب بسبب فعل غيره
(والله يعلم المفسد من المصلح)

فالبلاء ليس مقتصرا على المفسدين ..
فها هم الأنبياء يبتلون فيصبرون
(( أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه،وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئه))

رحمة عظيمة يمن الله بها علينا إنها رحمة أعظم من رحمة الأم بولدها.............. تلك التي تترك المسلم يمشي دون خطايا

ولم لا : وقد أعطينا هذا الأجر :ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى،ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه

نعود ..
يقول :عمر رضي الله عنه : إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحلوا العقوبة كلهم

ويقول رضي الله عنه : توشك القرى أن تخرب وهي عامرة". قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال: "إذا علافجارُها أبرارَها، وساد القبيلةَ منافِقُوها". رواه أحمد


((إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1535&idto=1535&bk_no=48&ID=959#docu#docu)))
و عن النعمان بن بشيرعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا ,كَمَثَل قَوْمٍ اسْتهَمُوا عَلَى سَفِينةٍ,فَأَصَاب بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسفَلَهَا,فكَانَ الذِينَ في أَسْفَلِهَا إذَااسْتَسْقَوْا مِنَ الَماءِ مَروا عَلَى مِنَ فَوْقَهُمْ ,فَقَالُوا لَو أَنّنا اخَرَقْنَا في نصِيبنَا خَرْقاً ,وَلَمْ نُوْذِ مَنْ فَوْقَنَا ؟ فإِن ْترُكُوهُمْ وَما أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً ,وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجوْا جَمِيعاً ))
ها هم العامة يعذبون بذنوب الخاصة
وهناك توعد باستحقاق العقوبة حين ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرلأن المعاصي ستكثر بعدم المنع وإذا لم يتغير المنكر ويقل جموحه واستند على السلطان في تنفيذه كان على المؤمنين المنكرين بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها .
وأنى لنا هذا ونحن نعيش هذه السنون العصيبة ، والفضائيات المأفونة تكاد أن تعم الأرض ؟؟!!
إن بأس المعصية عظيم ، وأثرها شديد و تتكاثر الذنوب وتهلك المذنب ..

من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده". فقلت: يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال: "بلى". قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: "يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان

وما تمادى الناس اليوم في غيهم إلا لأنهم لا يشعرون بتأثير الذنوب المباشر ، أو قد ابتلينا بموت الشعور ؟!
قد يتأخر التأثير ولكن هيهات هيهات أن يغفلها الله سبحانه وتعالى

شيركوه
04-10-2009, 08:26 PM
جزاك الله خيرا

اللهم سترك ومغفرتك

السلام عليكم

صرخة حق
04-13-2009, 07:37 PM
إن عزل سلوكياتنا الخاطئة وأخلاقنا السيئة وذنوبنا ومعاصينا حتى لو كانت خفية ...
عزلها عن تربية أبنائنا، وعدم استشعار أثر هذه السلوكيات على صلاح أبنائنا وفلاحهم
فيه نوع من القصور تجاه "مفهوم التكامل التربوي".

إنه قصور متقاضى عنه ليريح الإنسان نفسه من هم التفكير بالغير ، وبنتائج أعماله ، وبإحصائها
يقول ابن سيرين رحمه الله : "إني أرى أثر معصيتي في دابتي "

في الدابة العجماء يرى الأثر أو لا نراه في الأبناء

قال الفضيل بن عياض: "ما عملت ذنبا إلا وجدته في خلق زوجتي ودابتي"


أنها سنة ماضية - ولو لم يرها فرد في عمره القصير –
ولكنها سنة تصير إليها الأمم حين تفشو فيها الذنوب، وحين تقوم حياتها على الذنوب

و روى الإمام أحمد عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "

أليس في حرمان الرزق أذى للأبناء ... وتأثيرا على التربية (إنه الحرمان)

أليس هو من خلق الكون وهو مسبب الأسباب ، وهو الأول والآخر وهو الرحيم والعالم بكل شيء

ان من نعم الله تعالى على عبده المؤمن أن يبتليه بالبلاء اليسير ليكون ذلك مقدمة لتذكيره بالدعاء الذي بدوره قد يدفع البلاء العظيم بحول من الله

ولكن الغفلة ، التهاون ، التسويف .... ممانعات للتذكر ...


• وعند أبي داود عن أبي بكر "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب"

• وعند أبي داود وغيره عن أبي بكر "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا, إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب"




ها هي الأرض تهتز ... في المدينة ....

في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،

فقام فيهم خطيباً ووعظهم وقال: ( لئن عادت لا أساكنكم فيها )

لعلم عمر رضي الله عنه بأن ذلك لم يحصل إلا بسبب ذنوب الناس، وأن هذا
تهديد وعقوبة من الله عز وجل

قال أبو هريرة رضي الله عنه: إنّ الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم

وقال مجاهد رحمه الله: إنّ البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدّت السنة و أمسك المطر، و تقول هذا بشؤم معصية ابن آدم

استنادا للحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لا ترد دعوتهم: المظلوم، والمسافر، والوالد على ولده".

وكم هي مؤثرة تلك القصة التي سجلتها المرأة التي عانت من شؤم المعصية بنفسها في إحدى الجرائد المصرية

ووضعتها دار القاسم في كتيب أسمته عاقبة الظلم
و يتبين فيه كيف امتد ظلم الآباء للأبناء
وبالمقابل الشواهد على أن تأثير الصلاح في الآباء امتداد يصل إلى الأبناء
ما يذكره الإمام الغزالي -رحمه الله- في كتابه إحياء علوم الدين فيقول:

رُوي أن الشافعي -رحمه الله- لما مرض مَرَض موته، قال: مروا فلاناً يغسلني، فلما بلغه خبر وفاة الإمام الشافعي حضر هذا الرجل، وقال ائتوني بوصيته، فإذا فيها على الشافعي سبعون ألف درهم ديناً، فقضاها عنه،
وقال: هذا غسلي إياه ..
فقال أبو سعيد الواعظ:
لما قدمت مصر بسنين طلبت منزل ذلك الرجل (من قضى دين الإمام الشافعي)، فدلوني عليه،

فرأيت جماعة من أحفاده، وزرتهم، فرأيت عليهم سيما الخير وآثار الفضل. فقلت: بلغ أثر الخير إليهم.. وظهرت بركته عليهم .

ومن أجمل من استشعر هذا المعنى سعيد بن المسيب -رحمه الله- فقال: "إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي .."

يريد بذلك أن يصل إلى مرتبة الصالحين، فينال بصلاحه صلاح أبنائه من بعده.
قال الله سبحانه وتعالى :{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا }


فالعمل والقول الطيب يؤثر في الذرية ....
لنقرأ مرة أخرى (في سورة الكهف ) (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً(
فمن يتأمل قوله سبحانه وتعالى: ويتأمل لطائف المفسرين في هذه الآية ليجد سبباً عظيماً من أسباب "صلاح الأبناء"

غفل عنه من غفل وتجاهله من جهل .

يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية:

" فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والأخرى بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقرّ عينه بهم.

كما جاء في القرآن الكريم وجاءت به السنة

ولا بد من إثارة مثل هذا المعنى في نفوس الآباء والأمهات، لتبنى التربية بناء سليما لا يقضّ معه مضجع الوالدين ...

فالقرب من الله سبحانه وتعالى له أثر على صلاح الأبناء.. والذرية عموماً

.. وهذا الأسلوب التربوي يعتمد في تطبيقه على تضحيات تقدم من الوالدين وهذا يعني
(الابتعاد عن شهوات دنيوية ) تصون المجتمع بأكمله

يغفل عن هذا الأسلوب كثير من الآباء بل من التربويين وألاحظ خجل بعض العلماء من قوله لاعتمادهم على وسائل مادية محسوسة وإهمال كبير من التصرفات والسلوكيات والذنوب
تمنع من تحصيل الأمل في التربية ، وتؤخر أو والعياذ بالله قد تفسد الثمرة المرجوة ،

فالعدل والدعاء والكسب الحلال والأمانة وبر الوالدين أسباب غير مادية ، وغير مباشرة لصلاح الأبناء

{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}

إذا اتبع الناس أوامر الله، وقاموا بحدود الله، سالمتهم المياه والهواء والأرض والحيوانات والسباع والحيات
وهذا ثابت في الصحيح أن عيسى إذا نزل في آخر الزمان :

((ثم يرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ويستظلون بقحفها ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفي القبيلة واللقحة من الغنم تكفي الفخذ )) ( صحيح مسلم )


(تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لاتضرهم) مسند أحمد

وورد أن البهائم كانت في عهد عمر بن عبد العزيز ترعى في مرعى واحد، لايعدي الذئب على الغنم ولا الأسد على البقر، ....

ففي ليلة عدى ذئب على غنم، فقال الراعي البصير " إنا لله، ما أرى الرجل الصالح إلا هلك"، فنظروا فإذا هو مات في تلك الليلة.." البداية والنهاية

و الرجل الصالح : عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه..


ومن أراد المزيد في هذا الجانب ... ليقرأ

إبن القيم في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

- كتيب(أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع) للعلامةابن عثيمين رحمه الله.
"رسالة ماجستير" (المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع) للشيخ حامد المصلح

سائر في رحاب الله
04-17-2009, 11:41 PM
رُوي أن الشافعي -رحمه الله- لما مرض مَرَض موته، قال: مروا فلاناًيغسلني، فلما بلغه خبر وفاة الإمام الشافعي حضر هذا الرجل،وقال ائتونيبوصيته، فإذا فيها على الشافعي سبعون ألف درهم ديناً، فقضاها عنه،
وقال: هذاغسلي إياه ..
فقال أبو سعيد الواعظ:
لما قدمت مصربسنين طلبت منزل ذلك الرجل (من قضى دين الإمام الشافعي)، فدلوني عليه،

فرأيتجماعة من أحفاده، وزرتهم، فرأيت عليهم سيما الخير وآثار الفضل. فقلت: بلغ أثر الخيرإليهم.. وظهرت بركته عليهم .




فهمت الهدف من القصة لكن لم أفهم القصة ، فهلا تكرمتم أخت صرخة حق وسردتم لي القصة بطريقة ثانية ؟؟

هذه المشاركة مفيدة جداً للمقبلين على الزواج :smile: ، تفيدني بالمستقبل إن شاء الله .

في شباب معنا بالمنتدى مقدمين :wink: على الخطبة ، انصحهم بقراءتها ، هههة

بارك الله بك أختي الفاضلة

صرخة حق
04-18-2009, 07:26 AM
رُوي أن الشافعي -رحمه الله- لما مرض مَرَض موته، قال: مروا فلاناً يغسلني، فلما بلغه خبر وفاة الإمام الشافعي حضر هذا الرجل،وقال ائتوني بوصيته، فإذا فيها على الشافعي سبعون ألف درهم ديناً، فقضاها عنه،
وقال: هذاغسلي إياه ..
فقال أبو سعيد الواعظ:
لما قدمت مصربسنين طلبت منزل ذلك الرجل (من قضى دين الإمام الشافعي)، فدلوني عليه،

فرأيت جماعة من أحفاده، وزرتهم، فرأيت عليهم سيما الخير وآثار الفضل. فقلت: بلغ أثر الخير إليهم.. وظهرت بركته عليهم .





فهمت الهدف من القصة لكن لم أفهم القصة ، فهلا تكرمتم أخت صرخة حق وسردتم لي القصة بطريقة ثانية ؟؟

هذه المشاركة مفيدة جداً للمقبلين على الزواج :smile: ، تفيدني بالمستقبل إن شاء الله .

في شباب معنا بالمنتدى مقدمين :wink: على الخطبة ، انصحهم بقراءتها ، هههة





حاضرين ..
قضى الرجل الصالح دين الإمام الشافعي رحمه الله
وبركة هذا الأمر امتد لأبناء الرجل الصالح وأحفاده فرأى أبو سعيد الواعظ سيما الخير على الأبناء .
و هذا يفيدك في المستقبل والحاضر أيضا "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا "

ولو تلفت حولك لوجدت العبر ، فمن كان آباءهم بينهم وهم يرعونهم ، تشعر أن بيتهم وحالهم خلاف الآخرين
ومن كان آباءهم أهل صلاة وذكر وتقوى تجد بركة في بيوتهم ، وشكواهم أقل بكثير من غيرهم

سائر في رحاب الله
04-18-2009, 07:39 PM
حاضرين ..
قضى الرجل الصالح دين الإمام الشافعي رحمه الله
وبركة هذا الأمر امتد لأبناء الرجل الصالح وأحفاده فرأى أبو سعيد الواعظ سيما الخير على الأبناء .
و هذا يفيدك في المستقبل والحاضر أيضا "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا "

ولو تلفت حولك لوجدت العبر ، فمن كان آباءهم بينهم وهم يرعونهم ، تشعر أن بيتهم وحالهم خلاف الآخرين
ومن كان آباءهم أهل صلاة وذكر وتقوى تجد بركة في بيوتهم ، وشكواهم أقل بكثير من غيرهم



حاضرة ، على أهبة الاستعداد دوماً :rolleyes:.

اسمحيلي أخت صرخة حق ، تذكرت قصة ( يمكن أن تكون ذات معنى ، لا أدري ) .

على حسب من قالوا القصة ، أنه في أحدث ٧ ايار في لبنان ، أراد تيار المستقبل إستيراد مقاتلين من الشمال ، فقام بتجهيز مقاتلين مما يسمى : أفواج طرابلس ، التابعين لتيار المستقبل ، وعندما أراد قائدهم استنهاض الهمم ، تكلم بكلام غير أخلاقي ، ثم اتبعه كلامه بحي على الجهاد في بيروت :D، ههههة ؛

كيف سينصرهم الله وهم أبعد ما يكونوا عن أسباب النصر .

ذهبوا الى بيروت ، تبهدلوا واجو .

هذا ما قاله أحد الشباب أمامي ، لا أعلم مدى صحته ، لكن أحببت أن أذكره لعل فيه عبرة ما .

لنعد إلى ما ذكرتي أخت صرخة حق ، اتلفت حولي لكن لا أرى شيء ، الكهرباء مقطوعة :roleyes: ، هههة .

ما تفضلتي به واقعي ، فمثلا ترى شاب يأتي من بيت متوسط الحال مع ذلك ترى في ماله البركة ، ذلك أن أهله أهل خير وصلاح ، نحسبهم كذلك والله أعلم .

فيما أنك ترى شاب يأتي من بيت يمتلئ مالا ، مع ذلك تراه كثير الخوف لا يملك الطمأنينة في قلبه .

سبحان الله .

مشكورة على ردك الكريم .