تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على الكتب المنسوبه لشيخ سليمان بن عبد الوهاب



الـعـائـد
04-06-2009, 06:36 PM
إنَّ منهج أهل الباطل والهوى في كل زمان ومكان الطعن والادعاء الكاذب على أصحاب الدعوات الإصلاحية المبنية على العقيدة الصافية النقية، وهذا الأمر ليس بالغريب ولا المستعجب، فحينما يعجزون عن الرد بالحجة والبيان يسلكون مسلك الافتراء والكذب على الدُّعاة بغية اسقاط دعوتهم الإصلاحية وصرف وجوه الناس عن اتباع الحق بدليله؛ ولكن في كل حين يُقيض الله سبحانه وتعالى مَن يهدم عليهم بيوتهم الواهنة التي بنوها على الكذب والافتراء بالباطل.
وكان للدعوة السلفية الإصلاحية التي جددها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى نصيبٌ من افتراء أهل الباطل المناوئين لها ومن هذه الافتراءات: "أنَّ أخاه سليمان بن عبدالوهاب كان من أشد المعارضين والمخالفين له وردَّ عليه بكتاب (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية)" وهذه فرية يتداولها المتقدمون والمتأخرون من أهل الباطل، وتفندها الحقائق التاريخية؛ ونظرًا لأن بعض أهل الباطل عاد إلى عادته القديمة في الترويج لهذا الكتاب المذكور آنفًا بطباعته وتوزيعه مجانًا!!! في بعض البلاد الإسلامية؛ فمن أجل ذلك سنضع الآن بعض المقتطفات المختارة والمقتبسة بتصرف من بحث قيم للشيخ الفاضل محمد بن سعد الشويعر حفظه الله تعالى بعنوان (سليمان بن عبدالوهاب الشيخ المفترى عليه) نُشِرَ في مجلة البحوث الإسلامية ليقرأه من يبتغي النفع والعلم في تفنيد هذه الفرية.




... وإليكم هذه المقتطفات من بحث الشيخ الفاضل محمد الشويعر حفظه الله تعالى ...


(من هو الشيخ سليمان بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى؟
الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، هو أخو الشيخ المجدد، المصلح محمد بن عبد الوهاب (1115- 1206هـ) رحمهما الله، وكان طالب علم؛ لكنه لم يصل لمستوى فهم الشيخ محمد وعمقه.

ما هو سبب الافتـراء؟!
مثلما افترى على الشيخ محمد وعلى دعوته السلفية أعداءُ الدعوة وخصومُهَا ـ من ذوي الأهداف والمقاصد حيث تبعهم: الجهال، والغوغائيون ـ افتراءات كثيرة، ووصموه بأمور عديدة، كما ذكر هو رحمه الله في رسائله، وتبرأ مما نسب إليه، ثم برأه الدارسون المنصفون من كل مكان: عرب وغربيون، مسلمون وغير مسلمين، فقد استغل خصوم الدعوة، خلافه المبدئي مع أخيه، ليلصقوا به أمورا قد تكون تجاوزت الحد والمبالغة.

الحق لا يتبع الهوى:
أعداء الله، وأعداء دينه، يزعجهم الداعون لدين الله: صافيًا نقيًا، وسلاحهم الكذب والافتراء، وقلب الحقائق، وهذا ديدن أهل الباطل، حول رغبتهم محاولة قلب باطلهم إلى حقيقة لتنطلي على من لا يدرك أبعاد الأمور.
والأدهى والأمر المحاولة في جعل الحق المستمد من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باطلا؛ لأنه لم يتفق مع الأهواء، والله يقول وقوله الحق: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ)[1] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn1).
والشيخ سليمان بن عبد الوهاب، أراد أهل الباطل أن يتسلقوا على كتفه، بالكذب عليه، وجعله مطية تدافع عن أهوائهم وباطلهم، فنسبوا إليه كتابين هو منهما براء، وإن كانا في الحقيقة ما هما إلا كتاب واحد غُير اسم الغلاف، وحُوِر في بعض الألفاظ هما: (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) و (فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب) هذا ما وصل إلينا علمه.
وقد تكون رغبات أهل الأهواء، زادت بمؤلفات أخرى، كما يحلو لهم، كما قالوا عن والده الشيخ عبد الوهاب، بأنه عارض ابنه محمدا في دعوته، وحصل بينهما خلاف وخصومة.

أين كانت البداية؟ وحقيقة أن التوقف لا يعني المعاداة:
معلوم أن كثيرًا من طلبة العلم في نجد والأحساء وغيرهما، ومنهم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، قد توقفوا عن الاستجابة للدعوة، حتى يتحققوا من الداعي وما يدعو إليه، وقد تم هذا بالمناظرات والمكاتبات والسؤال والإجابة، فاستجاب طالب العلم الصادق في مقصده، وتمادى مَن: لم يلن قلبه، ومن كانت لديه شبهات يتعصب لها، أو ضلالات يستميت في المحافظة عليها؛ لكن على كثرة من اختلف مع الشيخ محمد من أهل نجد من العلماء وطلاب العلم، لم يكن لأحد منهم رد يعول عليه كمؤلف مستقل، على حد ما وصل إلينا علمه، إلا ما نسب لسليمان هذا.

ما حقيقة الكتابان اللذان نُسِبا للشيخ سليمان بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى؟!
ـ الكتاب الثاني المنسوب لسليمان بن عبد الوهاب، وهو (فصل الخطاب)هو المنسوب لأحمد القباني من العراق، ولكن أقحم اسم سليمان فيه، لمآرب.
ـ كما ذكر الدكتور: منير العجلاني كتابا ثالثا قال إنه مخطوط اسمه: (حجة فصل الخطاب من كتاب رب الأرباب، وحديث رسول الملك الوهاب، وكلام أولي الألباب في إبطال مذهب محمد بن عبد الوهاب) للشيخ سليمان بن عبد الوهاب[2] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn2)، وقال عن (الصواعق الإلهية) إنه طبع منذ ثمانين سنة في العراق.
والكتاب الأول يشك كثير من الباحثين فيه؛ لأنه كلام بالنص ممن ردوا على الشيخ، كابن جرجيس والحداد وغيرهما، مما يدل على أنه دعي على سليمان وليس من وضعه.

قرائـن نفي نسبة الكتاب للشيخ سليمان بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:
بتتبعي للوضع والبيئة، وما توفر من قرائن ترجحت لدي قناعة بأن الكتب المنسوبة للشيخ سليمان بن عبد الوهاب ما ظهر منها وما خفي، لا صحة لها، وهي من الافتراء عليه، لكن يزكي أصحاب الأهواء ما هم فيه من هوى، لا يستند على نص من كتاب الله، ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا رأي قاله أو عمل به سلف الأمة في القرون المفضلة، التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنها خير القرون من بعده هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن مبدأ الطامعين في بلاد المسلمين الحريصين على استعمارها: فرق تسد، والتفرقة مجالها واسع عند الجهال، وأصحاب المنافع .. وقد استفاد الغربيون من ذلك كثيرا وقد اعتمدت، بعد الاستعانة بالله، في قناعتي على قرائن منها:

1) أن رسائل الشيخ وردوده على المناوئين للدعوة، لم يرد من بينهما اسم الشيخ سليمان: حيث قال ابن بشر (1210-1290هـ) في حوادث عام 1165هـ، والدعوة في بداية أمرها: وفيها قام أناس من رؤساء بلدة حريملاء وقاضيهم سليمان بن عبد الوهاب، على نقض عهد المسلمين ومحاربتهم، إلى أن قال: وكان الشيخ رحمه الله قد أحس من سليمان أخيه إلقاءه الشبه على الناس وغير ذلك، فكتب إليه الشيخ ونصحه وحذره شؤم العاقبة، فكتب ـ أي الشيخ سليمان ـ إلى الشيخ، وتعذر منه، وأنه ما وقع منه مكروه، وأنه إن وقع من أهل حريملاء ردة أو مخالفة، لا يقيم فيها ولا يدخل فيما دخلوا فيه[3] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn3).
وفي بداية أمر الدعوة ذكر المؤرخين أن سليمان بن عبد الوهاب كتب كتابا لأهل حريملاء، مع سليمان بن خويطر لأهل العيينة، والكتاب يعني رسالة لأهل حريملاء ذكر فيها تشبيها على الناس في الدين .. فبعث الشيخ محمد رسالة عظيمة في تبطيل ما لبس به سليمان على العوام، هذه هي الإشارة التي وجدنا في ردود الشيخ على أخيه سليمان، وهذا كان في بداية الأمر، حيث استقدمه أخوه في عام 1190 هـ، وأسكنه الدرعية هو وأهله[4] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn4)، وهذا التاريخ يعتبر بداية الاستجابة في المناطق القريبة من الدرعية، حيث قدم مع وفد الزلفي.
وهذا التاريخ أيضا وما بعده، هو الوقت الذي استجاب فيه كثير من المتوقفين حيث بدأ يبرز أثر الدعوة، وسلامتها، ومنهم ثلاثة من أهالي المجمعة الذين كانت بينهم وبين سليمان مكاتبة وتوقف لحين بيان حقيقة هذه الدعوة فاستجابوا وغيرهم؛ لأنه اتضح لهم صدق الدعوة، وإخلاص الداعي، وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، إذ في عام (1187هـ)[5] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn5).

2) الغرض من هذه الفرية زيادة التنفير من هذه الدعوة الإصلاحية: ينفي المهتمون بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هذه الكتب المنسوبة للشيخ سليمان، في الرد على أخيه، ويعللون ذلك بأن القصد زيادة التنفير، وإلحاق هذه الفرية بالافتراءات الكثيرة التي قيلت عن الشيخ محمد رحمه الله، وذلك لتثبيت أن أخاه، وهو أقرب الناس إليه، أنكر عليه، بينما واقع الأمر أنه توقف واختلف معه كغيره، وكوالدهما الشيخ عبد الوهاب أيضا إن صح ما قيل عنه، والتوقف لا يعني العداء الأصيل، ولا يدعو لوصم الشيخ سليمان بأنه شرق بالدعوة بل عندما استبان له الأمر، رجع مع غيره من المناطق القريبة من الدرعية، وعندما جاءوا وافدين جاء معهم مقتنعا.

3) لقب الوهابية لم يطلق إلا بعد وفاة الشيخين رحمها الله تعالى فكيف يضعه الشيخ سليمان في الكتاب الذي يُنسب إليه وهو لم يظهر بعد؟!: الشيخ محمد بن عبد الوهاب توفي عام (1206هـ)، والشيخ سليمان توفي بعد أخيه محمد بعامين، كما قال ابن بشر[6] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn6)، وذكره أيضًا ابن لعبون في تاريخه.
ولقب الوهابية لم تتفتق الحيلة بإطلاقه على دعوة الشيخ محمد، إلا بعدما دخل الإمام سعود بن عبد العزيز مكة عام (1218هـ)، واهتم العالم كله بهذه الدولة الفتية التي لم تتهيب من الدولة العثمانية، ونزعت منها زعامة الحرمين الشريفين، وتمهيدا للحملات العثمانية المصرية، ضد هذه الدعوة وقادتها جاءت هذه الحيلة.

4) محاولة إلباس الدعوة الإصلاحية لباس بالباطل يخدم أعدائها: لكي يبرهن الداعون إلى التنفير من هذه الدعوة، على ما يدعون إليه، خاصة وأن الإعلام عنها وعن أنصارها ضعيف، ولا يصل للمتطلعين، إلا ما يبعثه خصوم الدعوة، وأصحاب الأهواء ضدها وهم الأقدر على الاتصال مع الأمم الأخرى، فإنه لا بد من إلباس الشيخ سليمان ثوبا يتلاءم مع الهدف الذي تفتقت الحيلة عنه، لإلباسه أيضا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو لقب (الوهابية) ليتلازما في خطين متوازيين، يخدم أحدهما الآخر، رغم أن دعوة الشيخ محمد، تتنافر مع الوهابية الرستمية، من حيث المعتقد والمحتوى والمكان والطريقة، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي؛ لأن الرستمية خارجية أباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة، كما هو معروف عنهم، لدى علماء المالكية، في شمال أفريقيا والأندلس، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذي هيمن عليها، قرابة ثمانية قرون، بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في دعوته لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح، من الكتاب والسنة، وما انتهجه السلف الصالح، كما هو واضح النص والقياس في جميع كتبه ورسائله.
أما سليمان فلم يعرف له رأي يخالفه ذلك، لا في الشيخ ولا في دعوته، ولم يذكر المخالفون للشيخ محمد وفق الرسائل الكثيرة رأيا للشيخ سليمان يخالف ما سار عليه أخوه، ولو عرفوا شيئا عنه، وهم لصيقون به لذكروه كبرهان يستدل به، ويقوي حجتهم؛ لكن العكس هو الصحيح، كما سوف يرى القراء فيما بعد[7] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn7)، من هذا البحث نموذجا من رسائله المؤيدة لدعوة الشيخ، والتأسف على ما مضى، والحث لبعض طلبة العلم بالانضمام إلى هذه الدعوة، وتبيين محاسنها.

5) لقب الوهابية قد يدخل فيه والدهما فكيف يستقيم ذلك؟!: من جانب أخر فإن كلمة الوهابية، في وضعها اللغوي الصحيح تكون نسبة لوالدهما عبد الوهاب سويا، ولا يمكن أن يكون لسليمان الابتداع في إطلاق هذا المسمى على دعوة أخيه، لأنه يعرف دلالة اللغة العربية، كما لم يعرف أن والدهما عبد الوهاب، قد اكتسب اسم هذه النسبة، ومن جهة أخرى، فإنه لم يرد على والده، وهو يدرك أن النسبة خطأ، لأنها من نسبة الشيء إلى غير أصله، فلا يمكن أن نقول للمكي إنه شامي، ولا للمصري إنه عراقي، ولا للهندي إنه مغربي، وهكذا.
وإن أطلقت الوهابية تجوزا فإن محمدا وسليمان مشتركان فيها، الراد والمردود عليه، وهذا مما لا ينطلي على الشيخ سليمان بن عبد الوهاب، إن كان هو صاحب الرد حقيقة، أما إذا كان الرد مدسوسا عليه، وهذا هو الأرجح عندي، فإن جهالة المفتري تجعله يقع في مزالق أبلغ من ذلك.

6) من مخططات المناوئين للدعوة تصوير أن أقرب الناس لها والمحيطين بها هم المعارضين لها: قلنا سابقًا ما يدل على أن كل من كتب عن الشيخ، كان لسبب دفع إليه، وهدف قصده هو أو وجه نحوه، لتحقيق غاية مقصودة حول هذه الدعوة، إذ يرى أصحاب هذا الاتجاه: أن من أهم ما يجب إبرازه، معارضة المحيطين بالشيخ من أهل نجد، ففي العراق، وفي الشام، وفي مصر وفي غيرها تلقف الناس، أقوال أشخاص ناوءوا الدعوة، كما يظهر من ردود بعض المناوئين، وهناك الكثير ممن جاءت أسماؤهم في ردود الشيخ محمد وتلاميذه، ولكن لم يتضح لنا فيها ما يشير إلى تمادي الشيخ: سليمان بن عبد الوهاب في معاداته للدعوة، ولا إشارة لرد حصل منه على الشيخ، مما يدل على أن الرد المزعوم، المسمى بعنوان: (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية)، وما تبعه من ردود افتريت على الشيخ سليمان، بقصد تقوية حجة من وراء ذلك العمل، بصعود على سلم يريدونه أقرب طريق يوصلهم لغاياتهم، ولكي يحتجوا بالشيخ سليمان في تقوية شبهاتهم، وتعزيز باطلهم، خاصة وأننا نلمس تجدد هذا العمل، وإبراز مثل هذه الردود، التي تتجدد وتتلون مع كل مؤثر سياسي، وأطماع يراد بها زعزعة الأوضاع، وبلبلة العقول.

7) اختلاف الأسلوب في الكتاب المنسوب عن أسلوب الشيخ سليمان: أن أسلوب الشيخ سليمان في رسائل سابقة[8] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn8)، يميل إلى اللغة العامية في نجد، وهي اللهجة التي حرص الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يخاطب بها الناس، لأنها أقرب للفهم، وأدعى للإدراك، فهي عربية في النطق، ودارجة في التحدث باللسان، وأسلوبه هذا يخالف الرسائل المنسوبة إليه.

8) اعتراف بعض المشايخ المعارضين للدعوة في بدايتها أنهم كانوا على جهل: أن المشايخ الثلاثة الذين كاتبهم الشيخ سليمان وهم من المجمعة، ذكروا في رسالتهم الجوابية للشيخ سليمان، والتي ستأتي بنصها فيما بعد[9] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn9): أنهم كانوا في جهل، وقاموا مع أهل الشرك ثلاثين عاما.

9) مقارنة بين أسلوب أحد رسائل الشيخ سليمان رحمه الله تعالى وبين الاسلوب في كتاب (الصواعق): مَنْ يقارن بين أسلوب أحد رسالة الشيخ سليمان رحمه الله تعالى، وتركيباتها اللغوية واللفظية، وبين (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية)، الذي طبع في القاهرة بتحقيق إبراهيم بن محمد البطاوي: الطبعة الأولى عام 1407هـ، يناير (1987م)، يرى بونا شاسعا بينهما، مما يوجب وضع علامة استفهام كبيرة من حيث:
ـ الأسلوب الإنشائي، فهذا الكتاب صياغة حديثة، والرسالة متناسبة مع عصرها.
ـ الألفاظ والتراكيب بينهما تباعد، كتباعد الزمنين، وما يقوله نقاد الأدب من خصائص كل عصر، وزيادة على ذلك ففكر كاتبها كأنه معنا في هذا الزمن، أي أنها من أسلوب عصر النهضة الحديثة.
ـ (الصواعق الإلهية) جعلت بأنها الطبعة الأولى، بينما العجلاني يرى طباعتها قبل هذا الوقت بزمن، قدره بثمانين عاما.
ـ عبارة الوهابية، لم تكن معروفة في حياة الشيخ سليمان، بل ولم يعرف أن أحدا في نجد أطلق هذا اللقب على دعوة الشيخ محمد لا من أنصار الدعوة، ولا خصومها.
ـ لو كان سليمان هو الذي ألفها لتبرأ منها في رسالته هذه، أو أشار إليها كما أشار إلى غيرها، مما يذكر به زملاءه، وما حصل لهم قبل الاستجابة للدعوة[10] (http://www.sahab.net/forums/newthread.php?do=postthread&f=6#_ftn10).

10) التعبير بالمشافهة كان هو الأسلوب المتبع في إظهار المخالفة في ذلك الوقت: أن الطريقة المتبعة في منطقة نجد، ذلك الوقت كما قلنا، وما تلاه إلى عهد قريب، أن المخالفة في الرأي أو العقيدة يتم التعبير عنها بالمشافهة، والمناظرة في المجالس، أو بالمراسلة لا بالتأليف، والتأليف لا يتم إلا في نطاق ضيق ـ لعدم توفر وسائله ـ فعندما يصلهم كتاب فإنهم يردون عليه فقط بجزئيات قال: وقلنا كما نلمس هذا في رسائل الشيخ، ورسائل من يخالفونه.
والمراسلات تعني رابطة فكرية؛ وصلة علمية، وتناصحا بين المتراسلين.
ولذا كان الشيخ سليمان على صلة ببعض العلماء، كما بان من رسالته هذه مع علماء المجمعة، لتبادل وجهات النظر بالمخالفة، ثم بالموافقة والائتلاف، بعدما فتح الله عليهم.

11) الخلاف بين الشيخين رحمهما الله تعالى لم يكن خلافًا جوهريًا: ولو كانت الهوة بعيدة بين الشيخين الأخوين: محمد وسليمان، ومدة الخلاف طويلة؛ لطال معها الأخذ والرد، خاصة مع الأقران غير هؤلاء الثلاثة الذين راسلهم، ولكان للمخالفين ـ الذين زاد خلافهم خاصة في بدء الدعوة، واستمروا في مناوأة الشيخ ودعوته ـ ذكر له عندهم، ولربطوا مع الشيخ سليمان تقاربا وتبادل رسائل؛ لأن هذا مما يقوي مراكزهم ويفرحهم بهذا الخلاف الذي دخل طرفه أخو الشيخ محمد صاحب الدعوة، كخصم له، ولنوهوا على رده هذا، أو ردوده في رسائلهم نصرة لمخالفتهم الشيخ؟!
ولما لم نجد قرينة تؤصل هذا الأمر، قوي الترجيح بأن الخلاف مع الشيخ محمد من جانب أخيه سليمان من باب النفرة، وليس جوهريا، مثل ما يحصل عادة من الزعل والنفرة في البيت الواحد لأي سبب.

12) لم يكن الخوض من قبل الشيخ سليمان في البداية عنادًا ومكابرة: إن خوض الشيخ سليمان في بداية الأمر، مع من خاض، حول دعوة الشيخ، كان جهلا وتقليدا كغيره، وليس عنادا ومكابرة، ولما تمحص هو ورفاقه الأمور، ودققوا في جوانب ما يدور، وتشاور هو ومن يشاكله مع ذوي العلم، تبين لهم الرشد، وظهرت أمامهم الحقيقة، واستبان لهم الطريق السوي، فحرصوا على السير فيه، والدعوة إليه، وعدم المكابرة والتشدد في المخالفة.





فهذه بعض القرائن التي تقوي النفي



ـ أي نفي نسبة هذا الكتاب للشيخ سليمان بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ـ



خاصة وأنها وفصل الخطاب يوزعان مجانًا!!!



مما يبرهن على أن وراء ذلك مقصدًا لا يختلف مساره الآن عن مسار الأول الذي صاحب الغزو ضد الدرعية .... حيث المقصود في ذلك:



ـ هو الدين نفسه



ـ وإبعاد الناس عن سلامة العقيدة المرتبطة بالله سبحانه



ـ ونفي ما يعبد من دونه جل وعلا



ـ وهذا ما لا يريده المبتدعة ولا أصحاب الأهواء، ولا أعداء الإسلام



الذين يحركون في الخفاء).