لعبت مدينة طرابلس في الآونة الاخيرة دوراً مهماً على الصعيد اللبناني والاقليمي، فالاحداث الاخيرة الدامية التي شهدتها لم تكن عبثية، وخلق محور سوري- سعودي هناك لم يأت من فراغ، واصطفاف الجنود السوريين على الحدود الشمالية للبنان كان له تأثيره، واختفاء رئيس الحكومة السابق عمر كرامي عن الساحة الاعلامية له ايضاً ما يبرره.ويمكن القول ان احدى ثمار المصالحة السورية- السعودية بدأ قطافها في طرابلس، وتحديداً عبر الاستحقاق الانتخابي حيث تؤكد مصادر مطلعة ان تحالف النائب سعد الحريري مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بات محسوماً، ولا ينقصه سوى الاعلان عنه في لحظة ترك للرجلين اختيارها، على ان يكون وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ثالثهما. وفي الواقع، يبدو هذا المخرج الاكثر ملاءمة للسوريين والسعوديين على حد سواء، فالطرف الاول يرغب في عدم احتكار "تيار المستقبل" الاصوات السنية، فيما لا يرغب الطرف الثاني في تكرار تجربة "التشدد السني" الذي ترتبت عليه نتائج خطيرة حينما تم استعماله، دون ان يعني ذلك القضاء عليه او تجميد دوره. وبين هذا وذاك، يبدو كرامي الاكثر تضرراً من الذي تشهده عاصمة الشمال، فهو غائب عن الانظار ووسائل الاعلام، كما انه لم يعد محطة ثابتة في الزيارات الى الشمال، وهذا الامر تفسّره المصادر المطلعة على انه رسالة عدم اقتناع سوري باداء كرامي خلال الفترة السابقة، بعد ان كان شبه خجول في وقت فرضت فيه القرارات الكبيرة نفسها على الارض. ولم تر المصادر نفسها ان هذا الامر قد يجعل كرامي (او نجله) بعيداً عن ساحة النجمة، الا انه من المؤكد في حال وصوله الى الندوة البرلمانية، لم يعد اللاعب الفاعل والمؤثر كما كان في السابق.في المقابل، لا يشكل ميقاتي تحدياً او استفزازاً لاحد، بل على العكس فهو على علاقة جيدة بسوريا من جهة، ومقبول من الموالاة من جهة اخرى، على غرار الصفدي ايضاً، كما ان السعودية راضية عن الرجلين وعن ادائهما ولا "فيتو" عليهما، ناهيك عن شعبيتهما في المدينة الشمالية.وبذلك، تطمئن سوريا الى حدودها مع لبنان، من خلال الاستقرار الذي سترسيه اللائحة الانتخابية الائتلافية، فيما تنعم السعودية بفترة راحة من مسؤولية التيارات السنية المتشددة التي غالباً ما تلجأ الى طرابلس لتنفيذ اعمالها. ولكن، لا يخفى ايضاً ان وصول ميقاتي الى الندوة البرلمانية وعودة دوره الفاعل على الصعيد السياسي، سيجعل اسهمه عالية جداً للوصول الى رئاسة الحكومة، خصوصاً وانه يتم الحديث عن اعطاء "جائزة ترضية" لرئيس الحكومة الحالي فؤاد السنيورة عبر ترشيحه في صيدا (ولو ان الامر لم يبت بشكل نهائي بعد)، علماً ان السنيورة نفسه كان المح في احدى المقابلات الى انه تعب وقد يرغب في الراحة. وعليه، فإذا ترشح ميقاتي لرئاسة الحكومة، فإن تحالفه الانتخابي سيجعل نواب المستقبل في الشمال يولونه اصواتهم، كما انه سيستند الى تجربته السابقة في الحكومة ليبني عليها قدرته على تولي هذه المسؤولية.لطالما شعرت طرابلس بالحرمان، ولطالما اشتكت انها لا تلعب دورها كما يجب على الساحة اللبنانية، ولكنها اليوم، وبعد ان تصدر لائحة ائتلافية منها، ستكون محط انظار واهتمام للمرحلة المقبلة من مراحل تطور القضية اللبنانية، خصوصاً اذا ما تولى رئاسة الحكومة شخصية طرابلسية. التحالف الانتخابي في طرابلس يسير بصورة جيدة وثابتة، وهو ما يعكس رغبة محلية واقليمية في تهدئة الاجواء في هذه المدينة

الحمد لله الذي اراحنا من شر لا بد منه

أخوتي الكرام في هذاالمقال نرى أن دور كرامة قد طوي وهذا عكس ما نتلمسه على الأرض وهناك دعم سعودي قوي جداً للرجل على رغم أنه للوهلة الأخيرة كانت تلوح بالأفق بوادر دخوله بلائحة التوافق وأن المواقف لم تحسم بعد زولكن وفي الحقيقة مايدور هو تركيز السعودية بعزل جميع الشخصيات السنية البارزة عن المعارضة والتحالف مع حزب الله والخط الإيراني لتضييع الصورة الوطنية عن هذا الخط ووضعه في خانة التحالف الطائفي الشيعي المسيحي . ومع كثرة الشخصيات البارزة السنية وخصوصاً الطرابلسية نسبةً للخمسة مقاعد المخصصة لهذه الطائفة ولإرضاء جميع الأطراف المحليين الممثلين للقوى الأقليمية الخارجية الموجودة والمشاركة بالمصالحة والتوافق قد تبدو صورة معركة إنتخابية وهمية للقيام بالمسرحية الديمقراطية وقد بدأها اليوم الرئيس السابق كرامي بالقصفف على السنيورة وتيار المستقبل بدون مبرر وبعد الغيبة والصمت .
بالنهاية سنصل في طرابلس إلى معركة إنتخابية شرسة وقاسية رغم التوافق ومن هم خارج التوافق لتثبيت حجم الشعبيات الفردية لكل شخصية بالتحالف ومن خارجه والبنتيجة قد يكون التحالف وهمي وقد لا يعطي مرشحين التوافق اللوائح زي ما هي .

السلام عليكم،
لا اظن ان إزاحة كرامي مسألة بهذه البساطة. لا زال له شعبية وله سلطة في بعض المرافق وطرابلس ستبقى هكذا على الأقل حتى ينتهي الجيل الحالي.

إن ما ينعكس في لبنان هو غياب بندر اكثر من اي امر آخر وهو الذي كان يشحن الأموال إلى فريق السلطة

المشكلة الحقيقية والتي قد تضرب كل التحالفات والتوافق مصباح الأحدب وقد يستبدل بلائحة التوافق بأحمد كرامي .