تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السياسة الخاطئة للإعلام الإسلامي



no saowt
09-17-2003, 11:04 AM
تصفحت واحداً من اعداد جريدة اسلامية اسبوعية تصدر في احدى الدول العربية وتوقفت عند عدة عناوين يجمع بينها قاسم مشترك واحد هو أن حرباً تُشنُّ على الاسلام والمسلمين في اكثر من مكان وموقع في العالم·

وهذه العناوين هي "موقع أميركي يدعو لمحو مكة المكرمة وصهر الحجر الاسود"··· وآخر يقول بأن "الشرطة تداهم مؤسسة اسلامية في باليرمو وتعتقل موظفيها" وثالث وفي الصفحة ذاتها يحكى "تجدد الاعتداءات ضدالمسلمين في بورما" ورابع في الصفحة ذاتها ايضاً "أذربيجان تمنع الطالبات من ارتداء الحجاب"·· وخامس يحكى عن مؤتمر دولي لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين"·

وهذه العناوين الخمسة هناك غيرها في العدد ذاته في الصفحات الداخلية· ولها ذات المضمون· وهو ان حرباً يشنها الآخرون ضد الاسلام والمسلمين، وهي حرب حسب محتوى السطور لا هوادة فيها، شرسة· وذات امكانيات كبيرة· وكلها تؤكد ان الاسلام خطر كبير يجب التصدي له· تارة تحت شعار محاربة الارهاب· وتارة اخرى تحت لواء القضاء على التعصب والتخلف·· أو باسم محاربة التمييز العنصري والديني·

وهذه العناوين ما هي الا مؤشر لسياسة اعلامية معتمدة لدى الكثير من وسائط الاعلام الاسلامي في العالم العربي والاسلامي· تحوي بين طيات صفحاتها·· وفي داخل فقراتها كتابات وبرامج تركز على هول الحرب ضد الاسلام والمسلمين في كل مكان، وهي التي تدعي الدفاع عن الاسلام والمسلمين تتحول إلى أداة من أدوات هذه الحرب من خلال التأثير على نفوس المسلمين وتحطيم معنوياتهم·

لقد قرآنا في فترات سابقة أن تصوير حجم المجازر التي ارتكبتها العصابات اليهودية "الهاغاناه" ضد الشعب الفلسطيني في بعض قطاعات فلسطين سنة 1948 ساهم في هروب الكثير من الفلسطينيين وترك ارزاقهم وبيوتهم وقراهم وتخاذلهم في الدفاع عنها· وساهم في تعبيد الطريق امام احتلال الصهاينة لفلسطين·

واليوم هل يعيد التاريخ ذاته· فتساهم وسائل الاعلام الاسلامية والعربية في احباط الروح المعنوية لدى الشعب واهل السلطة، لدى الحكام والمحكومين· وتعبد الطريق امام هزم المسلمين في عقر دارهم·

ان الواقع يؤكد ذلك· وصرخة "وامعتصماه"· لن تجد "المعتصم" الذي تدجن على حب الدعابة الغربية، وتخدر على وقع البرامج المتلفزة· والمقالات المدبلجة، بل ستجد صدى يتردد بين اودية أعجاز النخل الخاوية· بين الخشب المسندة· ستجد أشباه الرجال وليسوا بالرجال·

عباس العرب