تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من معجزات البارى فى هذا الزمن العصيب



محمد دغيدى
04-01-2009, 03:02 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من معجزات الباري في هذا الزمن العصيب

http://aspcnc.com/alrafdean-imag/3zat-aldore-slaam.jpg

حديد العربي
يؤسفني أني سمعت أحد رفاقي المجاهدين، الذين أعتزّ به ومعي أشراف العراق وأهل نخوته، يصرح في إحدى اللقاءات المتلفزة، وهو يذود عن قيم الخير والحق ورجال الإيمان والمبادئ، أبطال البعث، رفاق صدام حسين رحمه الله، وكل مجاهدي العراق، بصدق الرجال ومنطق الحق واليقين، يفند أكاذيب وأضاليل الصهاينة والمجوس وعبيدهم: أن الرفيق المجاهد خادم الجهاد والمجاهدين وحامل راية العزّ والإيمان عزة إبراهيم لم يكن مريضا وصحته جيدة جدا، وهذا الأمر نحن قلنا به لأسباب.
وبهذا فقد غيب هذا المجاهد العزيز عن الأذهان واحدة من أهم براهين مدد الله تعالى لنا وعونه، وإحدى دلائل صدقنا في جهادنا لله تعالى ونصرة لدينه ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي قطعا دونما قصد منه.
فإن قلنا أن الباري سبحانه قد أعمى أعين الأعداء وبصائرهم عن الرفيق عزة إبراهيم فهو القادر المقتدر على ذلك، ليبقيه بحكمته العظيمة حاديا لركب الجهاد والإيمان الصادق، وذلك والله نحسبه الحق بعينه، فإن كثيرا من ضعاف النفوس وممن لا يستقر الإيمان في صدورهم بفعل غوايات الشيطان، سيقولون بل هذه محض أساطير، فهو أجاد التخفي عن أعين الأعداء، وقد يتجرأ بعضهم ليقول بل هو صديق لهم، ناهيك عما يقوله العلاقمة والجواسيس الأراذل المدنسين ومن تدنت نفوسهم وانحطت قيمهم من عبيد الكراسي من العرب، لكنهم لا يملكون حيلة يردون بها على معجزة الله في شفائه من سقمه، إلا أن يقولوا أنه قد مات، وقد قالوا ثم خابوا وصُعقوا، فقد كذّب قولهم هذا تراب الأرض التي تحتضن رفات الشهيد صدام حسين حيث تحتفظ بأثر سجوده لله تعالى، ترحما على روح الشهيد، فما عادوا لها، فكيف تعافى وقد عجزت عن شفائه كل خبرات الأطباء قبل الاحتلال، وهو اليوم في حومات الجهاد بلا أطباء أو رعاية صحية أو أجهزة طبية؟
أن المجاهد عزة إبراهيم كان سقيما منذ زمن بعيد، وكان يغالب نفسه وسقمه على أمل أن يمنّ الله تعالى بنصره المؤزر ليغادر موقعه الرسمي، فقد كانت حياته أهون عليه من الأهداف التي نسعى جميعا لتحقيقها في توحيد الأمة واستنهاض هممها لتعاود نهوضها الحضاري، فتبسط عدل ربها وسماحة دينه على مشارق الأرض ومغاربها، ولأن الأعداء المتربصين بالعراق وثورته المباركة منذ عامها الأول وعلى مدى عمرها بأيامه المجيدة وسفرها الخالد، لم يمهلوها يوما واحدا دون مكائد ودسائس وعمليات تعويق لمسيرة النهوض، وحروب إعلامية وعسكرية واقتصادية ونفسية تلاحقت بلا توقف، فقد كان لزاما عليه أن يتسامى على ألامه ويمضي في مقدمة الحداة مع رفيق دربه وقائده المجاهد الشهيد صدام حسين رحمه الله، حتى جاء جمع الكفر والشرك والمنافقين يردفهم حكام الرذيلة والبغي، عبيد الماسونية وغلمان محافلها حكام العرب، يحتذون بأقدامهم القذرة شراذم العلاقمة المدنسين ممن أراد الله جلّت قدرته أن يخزيهم في الدنيا والآخرة ليستبيحوا منارة الوهج العربي والإسلامي، عرين الأسود، بغداد الحبيبة، وحينها فقط وُضِعَ قادة العراق وحداة العروبة والإسلام مع شعبهم وأمتهم أمام أصعب امتحان وأعظم التحديات، و أعتى الغزاة، بعد أن مادت الأرض بمن على ظهرها من هول ما جرى، وراحت أمواج الناس تتلاطم كأمواج البحر الهائج، فمنهم المذهول حدّ التبلد، ومنهم المحزون حدّ التفجّع، ومنهم الضائع في صحراء الحيرة والتشتت، ومنهم الفاقد لكل أماله والمستسلم لقدره، ومنهم الخانع الخاضع لواقعه، ومنهم المنتفض لا يدري أين يول بوجهه، ومنهم العاجز الثرثار يكيل التهم جزافا على كل من وقع على هوى النفس ونطق باسمه لسانه، لكن حداة العراق والأمة كانوا قد علموا أن الامتحان عسير، والصبر والجلد عليه دليل على عمق الإيمان وصدقه، ولن يتسنى اجتيازه بيسر وسهولة، فحتى تمتحن السرائر وتنجلي المعادن، والكل ميسرٌ لما شاء الله وقدّر، وحينها فقط تخلى المجاهد عزة إبراهيم عن فكرة الرضوخ لهواجس المرض ومتاعبه، وأتزر بمبادئه وقيمه وشمّر للجهاد ساعده، ولم يُقبل على غير خالقه، ولم يتوسل العافية بغيره كما يفعل التائهون الضالون، فهو يفقه قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً} (سورة الإسراء، الآية: 56)، فبرأه كاشف الضُرّ وثبّت فؤاده على الإيمان، عافاه الذي برأ أيوب من سقمه بعد أن امتحن صبره وقوة إيمانه، وهيأ له سبل الفوز والنجاح، {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} (سورة الأنبياء، الآية: 83، 84)، فلِم الذكرى؟ ولِمن هذه الذكرى؟ إن لم تكن قانونا لرب العالمين يسري بمقتضاه مفعول هذه الرحمة على كل من يخلص الولاء لربه وينقطع بالتوكل إليه؟ فكان كما العهد به، يمين المجاهد الشهيد صدام حسين المباركة، تنظم خطى المسير، وتضرب بجلد الرجال وإيمان الرهبان المتجردين من الدنيا ومطامعها علوج الأمريكان، حتى شاء الله تعالى أن يتسلم الأمانة منه ويمسك بسارية الراية، يجاهد أعداء الله ورسوله بكل ما أوتي المعافى من صحة وطاقة وقدرة، ينظم الصفوف ويحدو بالركب المبارك إلى حيث أراد الله وارتضى لعباده المخلصين، فكان مع كل قطرة دم تراق من علوج الكفر وحلفه يُنقّى دمه ويتعافى حتى برأه الله سبحانه من سقمه، ومده بصحة وعافية بفضل جهاده وإخلاص خدمته للجهاد والمجاهدين المؤمنين الصابرين المحتسبين، وكيف يشكّ من آمن قلبه بهذا، وهو حامل رايةٍ أعِزَّ بها دين الله، وذاد ويذود مع إخوة له وأبناء عن حرمة عباد الله وأتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟

كيف لا وقد حمل كتاب الله العزيز في صدره وضمه إلى فؤاده كما فعل رفيق دربه الشهيد صدام حسين، فأضاء الله بآياته بصرهما وبصيرتهما، فاهتديا بهديه، فكان لهما كما قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}(سورة فصلت، الآية:44)، فهل كانت وقفة الشهيد صدام حسين وهو يقهر الموت بصلابة الإيمان وشجاعة الفرسان إلا بنفحات كتاب الله وبركاته؟
فليفخر البعث وأمته أن قادته المؤمنين الصادقين قد جعلهم الله تعالى قدوة ومثابات في هذا الزمن العصيب، وجعل من مواقفهم معجزات، فبارك سعيهم وزكى نهجهم، وألجم أفواه المتربصين والمشككين بصدق إيمانهم، وألقمها أحجارا، ولسنا نشك أنه هو وليس غيره سيطلق صرخة الانتصار على أعداء الله بخاتمة صولات الفرسان و النشامى بإذن الله ومشيئته، وتلك الصرخة سيدوي صداها قريبا جدا في كل أصقاع الأرض، فقد آن الأوان ليُخذل أعداء الله وتُذل رقابهم وتُشتت جموعهم ويولوا الُبر،{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} (سورة الأنفال، الآية: 59)، وسبحان الله العظيم.
27 آذار 2009م