من هناك
03-25-2009, 03:51 AM
المال الانتخابي في الابتدائيّة
المال الانتخابي. تكاد العبارة السحرية تمثّل العامل الأبرز في الجولات الانتخابية اللبنانية، بدءاً من الانتخابات النيابية والبلدية، ووصولاً إلى انتخابات مختار الحيّ. وفي بعض الجامعات، تتبادل منظمات طالبية الاتهامات باستخدام المال في الانتخابات التمثيلية. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا المستوى، إذ أصبحت الرشى الانتخابية أداة في اختيار مندوب (Délégué) أحد الصفوف الابتدائية المدرسية، وهو الذي تنحصر مهمته في محو ما يكتبه الأساتذة على اللوح، وإغلاق النوافذ والاهتمام بنظافة الصف.
الأمر حصل فعلاً في إحدى أعرق مدارس العاصمة، التي يرتادها أبناء الطبقة الوسطى. فقد ترشح إلى الانتخابات في أحد الصفوف الابتدائية طالب وزميلته (8 سنوات)، كان كل منهما يأمل أن يفوز بنتيجتها للحصول على لقب مندوب الصف، أو الـ«Délégué».
نظّم الطالب حملة كان متأكداً معها من فوزه، لكنه فوجئ صباح يوم الانتخابات بسلاح من العيار الثقيل تستخدمه منافسته. فقد وزّعت المرشحة على كل من زملاء الصف كيساً يحوي سكاكر ممّا لذّ وطاب، مع مبلغ «صغير» من المال يتجاوز ألفي ليرة للطالب أو الطالبة. نظافة الحملة الانتخابية لم تقِ الطالب المرشح شرّ الهزيمة، إذ اكتسحت منافسته الصندوق بمالها الانتخابي. وتبيّن للصبي أن زملاءه انفضّوا من حوله، ولم يكن له خلّ وفيّ سوى صديقه المقرّب.
إلا أنه لم يسكت عن حقه المهضوم، فبكى أمام والدته التي اشتكت لإدارة المدرسة، وفي النهاية أُلغيت نتائج الانتخابات، وأعادت إدارة المدرسة إجراء الانتخابات، مانعة مرشحة المال الانتخابي من خوض المنافسة مجدداً.
في الانتخابات المعادة فاز الصبي ذاته، ومن دون غش أو تزوير. أما والدة الفتاة التي استدعتها إدارة المدرسة لمساءلتها عن دورها في «تمويل» حملة ابنتها، فبررت ما جرى بأنه جزء من «أصول اللعبة».
المال الانتخابي. تكاد العبارة السحرية تمثّل العامل الأبرز في الجولات الانتخابية اللبنانية، بدءاً من الانتخابات النيابية والبلدية، ووصولاً إلى انتخابات مختار الحيّ. وفي بعض الجامعات، تتبادل منظمات طالبية الاتهامات باستخدام المال في الانتخابات التمثيلية. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا المستوى، إذ أصبحت الرشى الانتخابية أداة في اختيار مندوب (Délégué) أحد الصفوف الابتدائية المدرسية، وهو الذي تنحصر مهمته في محو ما يكتبه الأساتذة على اللوح، وإغلاق النوافذ والاهتمام بنظافة الصف.
الأمر حصل فعلاً في إحدى أعرق مدارس العاصمة، التي يرتادها أبناء الطبقة الوسطى. فقد ترشح إلى الانتخابات في أحد الصفوف الابتدائية طالب وزميلته (8 سنوات)، كان كل منهما يأمل أن يفوز بنتيجتها للحصول على لقب مندوب الصف، أو الـ«Délégué».
نظّم الطالب حملة كان متأكداً معها من فوزه، لكنه فوجئ صباح يوم الانتخابات بسلاح من العيار الثقيل تستخدمه منافسته. فقد وزّعت المرشحة على كل من زملاء الصف كيساً يحوي سكاكر ممّا لذّ وطاب، مع مبلغ «صغير» من المال يتجاوز ألفي ليرة للطالب أو الطالبة. نظافة الحملة الانتخابية لم تقِ الطالب المرشح شرّ الهزيمة، إذ اكتسحت منافسته الصندوق بمالها الانتخابي. وتبيّن للصبي أن زملاءه انفضّوا من حوله، ولم يكن له خلّ وفيّ سوى صديقه المقرّب.
إلا أنه لم يسكت عن حقه المهضوم، فبكى أمام والدته التي اشتكت لإدارة المدرسة، وفي النهاية أُلغيت نتائج الانتخابات، وأعادت إدارة المدرسة إجراء الانتخابات، مانعة مرشحة المال الانتخابي من خوض المنافسة مجدداً.
في الانتخابات المعادة فاز الصبي ذاته، ومن دون غش أو تزوير. أما والدة الفتاة التي استدعتها إدارة المدرسة لمساءلتها عن دورها في «تمويل» حملة ابنتها، فبررت ما جرى بأنه جزء من «أصول اللعبة».