تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أربعة فتاوى في حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة.



عبد الله بوراي
03-24-2009, 09:44 AM
1) سؤال:
ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصح لمن رأى هذا التقسيم أن يحتج بقول الرسول: "من سن سنة حسنة في الإسلام..." الحديث، وبقول عمر: "نعمت البدعة هذه..."؟ نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
ليس مع من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة دليل؛ لأن البدع كلها سيئة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار)) من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى (ص93) وما بعدها].

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704 ـ 705) من حديث جرير بن عبد الله]، فالمراد به: من أحيا سنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعله أحد الصحابة من مجيئه بالصدقة في أزمة من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصدقات.

وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه"[رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم[انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر: كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص 93 ـ 95)].

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/171، رقم الفتوى في مصدرها: 94. 2) سؤال:
عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ وهل هناك بدعة حسنة؟ وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة"؟.

الجواب:
البدعة شرعًا ضابطها "التعبد لله بما لم يشرعه الله"، وإن شئت فقل: "التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خُلفاؤه الراشدون" فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]. والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي، عليه الصلاة والسلام،: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور"، فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه. أما الأمور العادية التي تتبع العادة والعُرف فهذه لا تسمى بدعة في الدّين وإن كانت تُسمى بدعة في اللغة، ولكن ليست بدعة في الدين وليست هي التي حذر منها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وليس في الدين بدعة حسنة أبدًا، والسنة الحسنة هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به فهذه ثلاثة أشياء:

الأول: إطلاق السنة على من ابتدأ العمل وبدل له سبب الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على التصدق على القوم الذين قدموا عليه صلى الله عليه وسلم وهم في حاجة وفاقة، فحثّ على التصدق فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة من فضة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي، عليه الصلاة والسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" فهذا الرجل سنَّ سنة ابتداء عمل لا ابتداء شرع.

الثاني: السُنة التي تركت ثم فعلها الإنسان فأحياها فهذا يقال عنه سنّها بمعنى أحياها وإن كان لم يشرعها من عنده.

الثالث: أن يفعل شيئًا وسيلة لأمر مشروع مثل بناء المدارس وطبع الكتب فهذا لا يتعبد بذاته ولكن لأنه وسيلة لغيره فكل هذا دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". والله أعلم.

مصدر الفتوى: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين، 2/291، رقم الفتوى في مصدرها: 346.
3) سؤال:
أخذ الناس يبتدعون أشياء ويستحسنونها، وذلك أخذًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من سن سنة حسنة في الإسلام؛ فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..." إلى آخر الحديث؛ فهل هم محقون فيما يقولون؟ فإن لم يكونوا على حق؛ فما مدلول الحديث السابق ذكره؟ وهل يجوز الابتداع بأشياء مستحسنة؟ أجيبونا عن ذلك أثابكم الله.

الجواب:
البدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله.

قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (ج3 ص167) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (ج3 ص1343 ـ 1344) من حديث عائشة رضي الله عنها].

وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن سارية].

والأحاديث في النهي عن البدع والمحدثات أحاديث كثيرة ومشهورة، وكلام أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من المحققين كلام معلوم ومشهور وليس هناك بدعة حسنة أبدًا، بل البدع كلها ضلالة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وكل بدعة ضلالة".

فالذي يزعم أن هناك بدعة حسنة يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وهذا يقول: هناك بدعة ليست ضلالة! ولا شك أن هذا محادٌ لله ولرسوله.

أما قوله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704، 705) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه]؛ فهذا لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/173، رقم الفتوى في مصدرها: 96.
4) سؤال:
ذكرتم فضيلتكم أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس هناك بدعة حسنة، والبعض قسم البدعة إلى خمسة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة مندوبة، وبدعة محرمة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة؛ فما هو الرد على هؤلاء؟

الجواب:
الرد أن هذه فلسفة وجلد مخالفان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه: "كان رسول الله ص إذا خطب...".]، وهم يقولون: ما كل بدعة محرمة! فهذه فلسفة في مقابل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتعقيب على كلامه.

أما ما ذكروه من بعض الأمثلة وأنها بدعة حسنة؛ مثل جمع القرآن ونسخ القرآن؛ فهذه ليست بدعة، هذه كلها تابعة لكتابة القرآن، والقرآن كان يكتب ويجمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه متممات للمشروع الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهي داخلة فيما شرعه.

كذلك ما قالوه من بناء المدارس، هذا كله في تعليم العلم، والله أمر بتعليم العلم، وإعداد العدة له، والرسول أمر بذلك؛ فهذا من توابع ما أمر الله به.

لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.

مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/176، رقم الفتوى في مصدرها: 97.

فـاروق
03-24-2009, 10:23 AM
لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.


جزاك الله خيرا اخي عبد الله

مقاوم
03-24-2009, 11:16 AM
لكن البدعة هي التي تحدث في الدين، وهي ليست منه؛ كأن يأتي بعبادة من العبادات ليس لها دليل من الشرع، هذه هي البدعة.


أما هذه فكفر بواح ...

البدعة تكون بما دون ذلك كأن تضيف أمرا على العبادة "يحسنها" في ظنك وهو ليس في أصلها كفعل كثير من الأئمة في بلدنا عندما يتلفظون بدعاء الآذان بعد الإقامة وقبل تكبيرة الإحرام والأصل الدعاء به بعد انتهاء المؤذن من الآذان كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم.

أو كاختتام الدعاء بقول: "بسر سورة الفاتحة" أو قراءة سورة يس على الميت والأصل قراءتها على المحتضر وما شابه ذلك من البدع المنتشرة في مجتمعاتنا والله أعلم.

عبد الله بوراي
03-24-2009, 03:13 PM
أحسنت أخي مقاوم
أحسنت
أى والله
أحسنت
وزد على ذلك مضاهاة للكفار في أعيادهم فهى من البدع المستحدثة
سداً للذريعة
وبعداً عن مشابهة الكفار في أعيادهم ، واحتفالاتهم
مثل عيد الأم
وافلنتينو
والكرسمس
وشم النسيم
وغيرها من المسميات " النتلة " والتى لا تحضرنى الأن

فـاروق
03-24-2009, 06:32 PM
اخي مقاوم

الرجاء التفضل بالرد على الشيخ الفوزان والمشايخ الواردة اسماؤهم في المقال اعلاه... لانني اقتبست قولهم حرفيا... فرد عليهم وبين لهم خطأهم

----

اخي عبد الله

جزاك الله خيرا على حسن خلقك... !

مقاوم
03-24-2009, 09:46 PM
اخي مقاوم

الرجاء التفضل بالرد على الشيخ الفوزان والمشايخ الواردة اسماؤهم في المقال اعلاه... لانني اقتبست قولهم حرفيا... فرد عليهم وبين لهم خطأهم
على رسلك أخي الحبيب ..لا داعي للتعصيب.

وأظن أن في ردي رد على كلام الشيخ الفوزان الذي أظنه كان جوابا عابرا لسؤال عابر لم يتفكر كثيرا في عباراته، فالشطر الأول من جوابه صحيح 100% أما الشطر الثاني فغير دقيق والحكم فيه أنه كفر صريح. ونحن لا نقدس العلماء فكلهم يخطئ ويصيب ويؤخذ من أقواله ويرد وإن كنا أقل علما وأقل شأنا منهم فحلمك علينا.

وإليك تعريف البدعة من لدن علماء السلف أئمتنا جميعا:
قال الشافعيُّ: "والبدعة ما خالف كتابًا أو سُنة أو أثرًا عن بعض أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-" [إعلام الموقعين: 1/80].
قال العزُّ بن عبد السلام: "فعلُ ما لم يُعهد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" [قواعد الأحكام: 2/172].
قال ابن الجوزي: "البدعة عبارة عن فعلٍ لم يكن؛ فابتدع". [تلبيس إبليس: ص 16]
قال ابن رجب: "والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة". [جامع العلوم والحكم: 2/127].
قال الشاطبيُّ: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى". [الاعتصام: 1/51].
طريقة في الدين، الطريقة: ما أُعِدَّ للسير عليه، وقُيِّدت بالدين لأنَّ صاحبها يضيفها إليه.
مخترعة: أي جاءت على غير مثالٍ سابق، لا تعرف في الدين.
تضاهي الشرعية: تشبهها وليست منها.
يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد: لأنه المقصود منها.

وهذا تعريف آخر من مصدر مختلف وإن اشترك مع الأول في بعض عباراته:
والبدعة شرعًا: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعيّة، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى([6]).
(طريقة في الدين) الطريقة والطريق السبيل، وقيَّدت بالدين لأنَّها فيه تُخترع، وإليه يضيفها صاحبُها.
(مخترعة) أي طريقة ابتدعت على غير مثال سابق.
(تضاهي الشرعيّة) يعني: أنَّها تشابه الطريقة الشرعيَّة من غير أن تكون في الحقيقة كذلك؛ من التزام كيفيَّات وهيئات معيَّنة.
(يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى)؛ لأنّ أصل الدخول فيها يحثّ على الانقطاع إلى العبادة والترغيب في ذلك([7]).
قال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء"([8]).
وقال: "والمراد بالبدعة: ما أحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأمّا ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة"([9]).
قال ابن حجر: "والمراد بقوله: ((كل بدعة ضلالة)) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام"([10]).

وهنا شرح لكلام الإمام الشاطبي قريب مما قلته في ردي الأول:
كل أمر لم يرد به نص من الشرع ففعله والتقرب به إلى الله من البدع. لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). رواه مسلم ومن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: (فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية). يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. قال الشاطبي في بيان هذا التعريف: (قوله في الحد: (تضاهي الشرعية) يعني : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة. منها وضع الحدود: كالناذر للصيام قائما لا يقعد. ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وما أشبه ذلك. ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته) انتهى كلام الشاطبي. ومثل هذا اجتماع الناس على قراءة سورة ياسين مثلا بعد الفجر ومواظبتهم على ذلك، فأصل العمل وهو قراءة القرآن مشروع وإنما دخلت عليه البدعة من جهة التحديد واختراع الكيفية. ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة قولهم: كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له وعدم المانع من فعله، ففعله الآن بدعة.

أرجو أن تكون الفكرة وضحت.

شيركوه
03-25-2009, 02:49 AM
وين الحبوشات يجو يقرفونا بقرفهم وفلسفتن؟
يالله بركي بتسلا فيهم شوي :)

فـاروق
03-25-2009, 09:24 AM
جزاك الله خيرا اخي مقاوم... نا كان كل قصدي من الاقتباس الاول هو تأكيد ان البدعة تنسب لما احدث وله علاقة بالدين او تم ربطه بالدين


قال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء"


قال الشاطبيُّ: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى". [الاعتصام: 1/51].
طريقة في الدين، الطريقة: ما أُعِدَّ للسير عليه، وقُيِّدت بالدين لأنَّ صاحبها يضيفها إليه.
مخترعة: أي جاءت على غير مثالٍ سابق، لا تعرف في الدين.
تضاهي الشرعية: تشبهها وليست منها.
يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد: لأنه المقصود منها.

مقاوم
03-25-2009, 10:10 AM
نعم أحسنت، خلافنا لم يكن حول الشطر الأول من جواب الشيخ فقد وضحت:

فالشطر الأول من جوابه صحيح 100%
لكن تشريع أصل العبادة هو الكفر بعينه فليس ذلك لغير الشارع والبدعة تأتي فيما دون ذلك مع بقائها في إطار الدين طبعا وهذا ما أحببت توضيحه وكنت قد أكدته في ردي على الفاضلة سماح في موضوع عيد الأم حيث قلت أن بر الوالدين من صميم الدين.

فـاروق
03-25-2009, 10:18 AM
اخي مقاوم..

خدني بحلمك...

الحمد لله اتفقنا على ماهية البدعة...او بالاحرى نحن متفقون اصلا... بر الوالدين من صميم الدين... ولكن يوم الام ليس محدثا مضافا الى الدين.. اي انه لا يفعل تقربا الى الله او تحسينا لعبادة البر... كما في حال تخصيص يوم لعبادة معينة او قراءة يس على الميت وما سوى ذلك.

ولهذا رددت هناك ان الامر لا عللاقة له بالبدعة من هذه الناحية... وان كنت اوافقك على شبهة تخصيص يوم ما على صعيد جماعي واظهار نوع من البهجة فيه.

ولكن قضية البدعة... وفق كل ما تم شرحه وتعريفه وتبيانه لا تنطبق.. لانه ببساطة الامر غيبر متعلق بفعل تعبدي او اضافة ذات بعد ديني... ولو اختار المرء لوحده يوما من الايام يهدي فيه زوجته او اماه في كل عام هدية لانتفت الشبهة حتى والله اعلم... بيد ان البدعة لا تنتفي ان قام بها فرد واحد دون الجماعة ( مع قول البعض ان تخصيص يوم لقيام الليل على صعيد فردي لا بأس به والبأس في جعل الامر عام)

عم احكي عربي معلمي... شكلها رفقة فخر عم تأثر عليك... الله يرضى عليك انتبه منا مستغنايين عنك ابدا... كم مقاوم عنا نحنا ؟

مقاوم
03-25-2009, 10:52 AM
يا حبيبي يا ريس والله فهمان عليك بالعربي وبيللي بدك لكن الخطأ خطأ مهما فتلتو.

بر الوالدين من الدين والقيام به طاعة لله يجعله عبادة وبالتالي تنطبق عليه أحكام البدعة في الدين. وكلامك عن قبولك بشبهة تخصيص يوم في السنة لتكريم الأم يبقى بلا معنى مع إصرارك على جوازه لأنه ليس بدعة. وفي النهاية أقول لك: أفتى في الأمر علماء كثر ومنهم من حرمه لاجتماع الأمرين فيه: كونه بدعة وكونه تشبه بالكفار وأنت في الخيار. حسبي أني بينت ما أدين الله به أنه الحق.

أما قولك:

( مع قول البعض ان تخصيص يوم لقيام الليل على صعيد فردي لا بأس به والبأس في جعل الامر عام)
فيحتاج إلى توضيح. لأن الفرق شاسع بين من يقول سأقوم الليل ليلة الإثنين بسبب عدم وجود ارتباط صباح الإثنين وهذا جائز بالإجماع ومن يقول يوم الإنين يوم مبارك فسوف أقوم ليله فيدخل في البدعة.

لم أعهدك عنيدا في يوم من الأيام بل عهدي بك هينا لينا وقافا عند حدود الله فرفقة من يا ترى جعلت منك غير ذلك؟:wink::smile:

فـاروق
03-25-2009, 11:29 AM
طيب معلمي..

وبخصوص قضية قيام الليل اكيد لا اقصد كون الاثنين يوما مباركا... يعني اسا ما وصلت لهذه المرحلة :) ولكن البعض عاب على شباب قرروا ان يجتمعوا في المسجد ليل كل احد ليقوموا الليل جماعة... ( لان الاحد عطلة) والسبب هو تخصيص يوم لفعل هذا الامر وقال بعضهم انه لو كان امرا فرديا لما كان به بأس.

وعلى كل.. ان شاء الله اعود واكون وقافا عند حدود الله من جديد...

مقاوم
03-25-2009, 12:15 PM
على روسي إنت يا ريس :)