عبد الله بوراي
03-22-2009, 04:12 PM
**** الأبدال @ والنقباء ** كيف تأثرت الصوفيه بالشيعه *****
ما من شيخ صوفي قديما او حديثا الا كتب والّف الكثير من الكتب الكُفريه وما من صوفي قديم او حديث الا وقال هذا مدسسسسسسسسسسوس علي كتب شيوخنا !!!!!!!!!
ولذا سوف نعرض كيف تأثرت الصوفيه بالشيعه؟؟ وكيف اصبحا توأمان ؟
لأننا حينما نقول هم وجهان لعمله واحده وتوامان واخوين فهذا بالادله العقليه وابحاث المفكرين والعلماء, اما الصوفيه فينكرون هذا ؟ فالُمتتبع للفكر الصوفي يري بوضوح شديد كيف تأثرت الصوفيه بالشيعه وهذا القليل من الكثير من هذه الافكار الباطله . وأسال الله التوفيق. فالمملكه الباطنيه ينبغي لنا ان نُحدد علاقتها بين اقطاب الصوفيه وائمه الشيعه والباطنيه , فأول شروط الإمام عند الباطنيه أن يكون من آل البيت رضوان الله عليهم , والمُتتبع لسلسله مشايخ اغلب الطرق الصوفيه يجدها تنتهي عند الشيخ الاول بعد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) هو علي بن ابي طالب , ويتفق الشيعه والباطنيه أن الامام الاول بعد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) هو علي بن ابي طالب , ثم الائمه من آل البيت , ولا تكون الامامه في الزمان الواحد إلا لإمام واحد , وهي نفس عقيده الصوفيه عن القطب الواحد الذي هو محل نظر الإله الواحد , ومن المتفق عليه بين الدراويش أن القطب لا بد ان يكون منسبا لآل البيت رضوان الله عليهم . وإذا سألت أي مريد عن قطب الوقت لاجابك بلا تردد أنه شيخه , وربما قال لك شيخ شيخه , او احد مشايخ طريقه , وفي نفس الوقت يحرص المريدون علي اثبات نسب شيخهم الي آل البيت , والمتداول بين الناس أن نسب الشاذلي , والرفاعي , والقنائي , والبدوي , والدسوقي , والجيلاني , وغيرهم الي آل البيت , حتي الشعراني صاحب اسوأ كتب التصوف علي الاطلاق ينسب نفسه الي محمد بن الحنفيه بن علي بن ابي طالب , وبهذا الحرص نلاحظ أن القطب الصوفي , والامام الشيعي , والاساس الباطني متفقون علي زعم النسب الي آل البيت . ونحن بهذا البيان نشارك ابن خلدون الرأي الذي يحدد فيه العلاقه بين فرق الباطنيه المختلفه , فنراه يربط في (مقدمه تاريخه) بين فلاسفه الصوفيه والاسماعيليه , فيقول : فذهب الكثير منهم ( اي الصوفيه ) الي الحلول والوحده وملؤا الصحف منه مثل : (الهروي في كتاب المقامات) له ولغيره ,وتبعهم ابن عربي ,وابن سبعين ,وتلميذهما ابن العفيف , وابن الفارض , والنجم الاسرائيلي في قصائدهم , وكان سلفهم مخالطين للاسماعيليه المتأخرين من الرافضه الدائنين ايضا بالحلول والإلهيه مذهبا لم يعرف لأولهم , فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر واختلط كلامهم , وتشابهت عقائدهم , ثم يستطرد قائلا, وظهر في كلام المتصوفه القول بالقطب , ومعناه رأس العارفين , يزعمون انه لا يمكن أن يساويه احد في مقامه حتي يقبضه الله , ثم يورث مقامه لآخر من اهل العرفان , وقد اشار الي ذلك ابن سينا في كتاب( الاشارات في فصول التصوف )منها , فقال : جل جناب الحق ان يكون شرعه لكل وارد , او يطلع عليه إلا الواحد بعد الواحد وهذا كلام لا تقوم عليه حجه عقليه ولا دليل شرعي , وانما هو من انواع الخطابه , وهو بعينه ما تقوله الرافضه , في توارث الائمه عندهم , فانظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الراي من الرافضه . ودانوا به , ثم قالوا بترتيب وجود الابدال بعد هذا القطب كمقاله الشيعه في النقباء ( مقدمه ابن خلدون 1108 ) ثم يشرح ابن خلدون الصله بين التصوف والتشيع والاسماعيليه بقوله : والذي يظهر ان المتصوفه بالعراق , لما ظهرت الاسماعيليه من الشيعه وظهر كلامهم في الامامه , وما يرجع اليها مما هو معروف اقتبسوا من ذلك الموازنه بين الظاهر والباطن , وجعلوا الامامه لسياسه الخلق في الانقياد الي الشرع ,وافردوه بذلك , ثم جعلوا القطب لتعليم المعرفه بالله لانه راس العارفين , وافردوه بذلك تشبيها بالامام في الظاهر , وان يكون علي موازنه في الباطن , وسموه قطبا لمدار المعرفه عليه وجعلوا الابدال كالنقباء مبالغه في التشبيه فتأمل ذلك . ويري الكثير من العلماء العلاقه الوثيقه بين التصوف والتشيع ومنهم (الدكتور عبد الفتاح بركه الذي يذكر في كتابه عن الحكيم الترمذي بعد حديثه عن الاقطاب والابدال والنقباء ), يقول : ويغلب علي الظن أن ذلك إنما كان بتأثير بعض الافكار الشيعيه التي تجعل من الائمه مركز الدنيا والدين , وامان اهل الارض , فلما جاء دور الصوفيه وجدوا الماده مُهيأه , وصادفت عندهم قبولا , لانها تتفق مع اتجاههم العام في ان لله عبادا اختصهم واصطفاهم , وجعلهم في المحل الاعلي من عنايته ورعايته , فنمت عندهم هذه الفكره حتي اتخذت صوره كتلك التي رواها اليافعي في كفايه المعتقد ( الحكيم الترمذي ونظريته في الولايه لعبد الفتاح بركه 2: 52 .
الصوفيه غيرت اسم القبر الي الضريح او المقام وسبقتهم الشيعه الي تسميتها بالاعتاب , والزائر لاضرحه الصوفيه يجد صوره مصغره لما يحدث عند مقامات الائمه في النجف الاشرف , وكربلاء والكاظميه في العراق , فالشيعي إذا دخل الي اعتاب اي إمام يبادر بالسجود علي الاعتاب , وإذا سألته عن فعلته هذه يقول لك : نحن اولي بالسجود من بني اسرائيل حيث امرهم الله تعالي قائلا (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58 ) هل القريه أشرف من مقام الائمه ؟ والمراد من قوله سبحانه وتعالي (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ) المراد التواضع عند الدخول : لانه يمتنع السجود مع الدخول عمليا , والصوفي إذا ّقبل الاعتاب يقول لك : نحن احق من مجنون ليلي الذي قبل الجدار , ولما سئل عن ذلك اجاب بقوله :
أمر علي الديار ديار ليلي اقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
إذن تعددت أسماء الفرق , ولم يتفقوا إلا علي الاختلاف والانحراف وان تعددت صوره ومظاهره , فالضريح والاعتاب لهما مكانه كبري في الاعتقاد الباطني . اما الاحتفال بيوم عاشوراء يوم يصومه العرب في الجاهليه واليهود في المدينه , ولما دخل النبي صلي الله عليه وسلم المدينه , وقبل ان يفرض صوم رمضان تطوع النبي صلي الله عليه وسلم بصومه , وامر به , ووعد لئن أحياة الله تعالي الي العام القادم ليصومن التاسع والعاشر من المُحرم مخالفه لليهود , ولما فرض الله تعالي صوم رمضان استمر من الصحابه من يصوم هذا اليوم , وتوقف من توقف , حيث تحول الاهتمام من عاشوراء الي شهر رمضان المبارك , ولهذا لم يرد ان النبي صلي الله عليه وسلم صام يومي التاسع والعاشر , رغم انه عاش في المدينه بضع سنوات . الاان هذا اليوم اكتسب أهميه خاصه لما قُتل فيه ريحانه النبي صلي الله عليه وسلم سيدنا الحسين رضي الله عنه ولا يخفي ما تفعله الشيعه من مسيرات , وكيف يعاقبون أنفسهم ويضربون اجسادهم بالجنازير حتي تسيل دماؤهم , ومن الغريب أن نجد الطريقه الرفاعيه تأمر المريدين بخلوه خاصه يسمونها خلوه السبعه المحرم : علي كل الاخوان في الطريق الرفاعي , وكل من اخذ العهد أن يقوم بخلوه سبعه ايام , ابتداء من اليوم التالي من عاشوراء , وهي حتما لا زما , بأتفاق جميع المراجع مع كل من اخذ الطريقه الرفاعيه , والتمس ( اي انتسب ) لأهلها من المريدين والإخوان , وشروطها صيام السبعه ايام المذكوره , وان يكون الصائم علي وضوء دائم , ولا ينام في تلك الايام السبع مع عياله بفراش قطعا ( اي يعتزل النساء ) ولا يأكل من ذي روح , وان يحفظ لسانه من التكلم بكلام الدنيا , وان يربط قلبه في الله بسائر اوقاته وخلواته مع استحضار همه المرشد . وقد قال الامام الرفاعي : إن خلوه السبعه سبب الفيض للسالك والمريد الصادق في كل سنه من جهه السلسله الرفاعيه 00 ومن لم يستطع أن يقوم بالخلوه علي وجه الكمال , فلا اقل من ان يقوم بسائر شروطها , ويستعيض عن البعد عن الناس بحفظ لسانه وقلبه . ولعل هناك اشتراكا في خلوه السبع ايام ( المحرم ) عند الرفاعيه , وعند الشيعه 00 فإذا كانت الخلوه المُحرميه تعني ان الرفاعي أن يعتكف سبعه ايام اولها الحادي عشر من شهر المحرم , فإن الحادي عشر من محرم الحرام هو اليوم التالي لقتل الشهيد الإمام الحسين رضي الله عنه وارضاه (الطرق الصوفيه في مصر نشأتها --- ) ( الطرق الصوفيه في مصر وروادها – الدكتور – عامر النجار 111- 112 ) وطبعا الدكتور عامر النجار صووووووووووووووووووووووووووفي !ويعلق الدكتور الشيبي بقوله : فهذه الايام السبعه التي يقضيها المريد الرفاعي تعني اظهار الحزن الشديد علي الحسين , كما يفعل الشيعه علي صوره فيها مبالغه في الحزن , ولكن تقادم العهد انسي اصحاب الطريقه وغيرهم دلالات مراسمها , فلم يلتفتوا الي الممرات السريه التي تصلهم بالتشيع ( الصله بين التصوف والتشيع للدكتور الشيبي ) والغريب حقيقه أنك اذا سمعت الرفاعي يحذر اتباعه من الزيغ والغلو ويدعوهم الي التمسك بالكتاب والسنه , تظن ان الرجل يسير علي جاده الطريق , ثم تراه من جانب آخر يأمر أتباعه بالخلوات , واعتزال النساء فيها واكل الطعام القليل , ويشترط عليهم الا يكون ذا روح , ثم تفاجأ بخلوه السبعه المحرم , وبالتالي ينقل الرجل الي اوساط أهل السُنه خلوات الشيعه وأحزان يوم عاشوراء , وسواء صحت نسبه هذه الامور الي الرفاعي نفسه , او ان احدا من أتباعه ابتكرها من بعده ونسبها لشيخه , ففي النهايه يتلقي اتباع الطريقه هذه المفاهيم التي ينقلها اليهم مشايخهم , ويلصقونها بالرفاعي , وصدق النبي الكريم صلي الله عليه وسلم حيث يصف ائمه الفتن ان المرء يعرف منهم وينكر ! وصدق الله العظيم حيث يقول ({يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71 ) .
قطوف من ثمرات الكتب
ما من شيخ صوفي قديما او حديثا الا كتب والّف الكثير من الكتب الكُفريه وما من صوفي قديم او حديث الا وقال هذا مدسسسسسسسسسسوس علي كتب شيوخنا !!!!!!!!!
ولذا سوف نعرض كيف تأثرت الصوفيه بالشيعه؟؟ وكيف اصبحا توأمان ؟
لأننا حينما نقول هم وجهان لعمله واحده وتوامان واخوين فهذا بالادله العقليه وابحاث المفكرين والعلماء, اما الصوفيه فينكرون هذا ؟ فالُمتتبع للفكر الصوفي يري بوضوح شديد كيف تأثرت الصوفيه بالشيعه وهذا القليل من الكثير من هذه الافكار الباطله . وأسال الله التوفيق. فالمملكه الباطنيه ينبغي لنا ان نُحدد علاقتها بين اقطاب الصوفيه وائمه الشيعه والباطنيه , فأول شروط الإمام عند الباطنيه أن يكون من آل البيت رضوان الله عليهم , والمُتتبع لسلسله مشايخ اغلب الطرق الصوفيه يجدها تنتهي عند الشيخ الاول بعد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) هو علي بن ابي طالب , ويتفق الشيعه والباطنيه أن الامام الاول بعد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) هو علي بن ابي طالب , ثم الائمه من آل البيت , ولا تكون الامامه في الزمان الواحد إلا لإمام واحد , وهي نفس عقيده الصوفيه عن القطب الواحد الذي هو محل نظر الإله الواحد , ومن المتفق عليه بين الدراويش أن القطب لا بد ان يكون منسبا لآل البيت رضوان الله عليهم . وإذا سألت أي مريد عن قطب الوقت لاجابك بلا تردد أنه شيخه , وربما قال لك شيخ شيخه , او احد مشايخ طريقه , وفي نفس الوقت يحرص المريدون علي اثبات نسب شيخهم الي آل البيت , والمتداول بين الناس أن نسب الشاذلي , والرفاعي , والقنائي , والبدوي , والدسوقي , والجيلاني , وغيرهم الي آل البيت , حتي الشعراني صاحب اسوأ كتب التصوف علي الاطلاق ينسب نفسه الي محمد بن الحنفيه بن علي بن ابي طالب , وبهذا الحرص نلاحظ أن القطب الصوفي , والامام الشيعي , والاساس الباطني متفقون علي زعم النسب الي آل البيت . ونحن بهذا البيان نشارك ابن خلدون الرأي الذي يحدد فيه العلاقه بين فرق الباطنيه المختلفه , فنراه يربط في (مقدمه تاريخه) بين فلاسفه الصوفيه والاسماعيليه , فيقول : فذهب الكثير منهم ( اي الصوفيه ) الي الحلول والوحده وملؤا الصحف منه مثل : (الهروي في كتاب المقامات) له ولغيره ,وتبعهم ابن عربي ,وابن سبعين ,وتلميذهما ابن العفيف , وابن الفارض , والنجم الاسرائيلي في قصائدهم , وكان سلفهم مخالطين للاسماعيليه المتأخرين من الرافضه الدائنين ايضا بالحلول والإلهيه مذهبا لم يعرف لأولهم , فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر واختلط كلامهم , وتشابهت عقائدهم , ثم يستطرد قائلا, وظهر في كلام المتصوفه القول بالقطب , ومعناه رأس العارفين , يزعمون انه لا يمكن أن يساويه احد في مقامه حتي يقبضه الله , ثم يورث مقامه لآخر من اهل العرفان , وقد اشار الي ذلك ابن سينا في كتاب( الاشارات في فصول التصوف )منها , فقال : جل جناب الحق ان يكون شرعه لكل وارد , او يطلع عليه إلا الواحد بعد الواحد وهذا كلام لا تقوم عليه حجه عقليه ولا دليل شرعي , وانما هو من انواع الخطابه , وهو بعينه ما تقوله الرافضه , في توارث الائمه عندهم , فانظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الراي من الرافضه . ودانوا به , ثم قالوا بترتيب وجود الابدال بعد هذا القطب كمقاله الشيعه في النقباء ( مقدمه ابن خلدون 1108 ) ثم يشرح ابن خلدون الصله بين التصوف والتشيع والاسماعيليه بقوله : والذي يظهر ان المتصوفه بالعراق , لما ظهرت الاسماعيليه من الشيعه وظهر كلامهم في الامامه , وما يرجع اليها مما هو معروف اقتبسوا من ذلك الموازنه بين الظاهر والباطن , وجعلوا الامامه لسياسه الخلق في الانقياد الي الشرع ,وافردوه بذلك , ثم جعلوا القطب لتعليم المعرفه بالله لانه راس العارفين , وافردوه بذلك تشبيها بالامام في الظاهر , وان يكون علي موازنه في الباطن , وسموه قطبا لمدار المعرفه عليه وجعلوا الابدال كالنقباء مبالغه في التشبيه فتأمل ذلك . ويري الكثير من العلماء العلاقه الوثيقه بين التصوف والتشيع ومنهم (الدكتور عبد الفتاح بركه الذي يذكر في كتابه عن الحكيم الترمذي بعد حديثه عن الاقطاب والابدال والنقباء ), يقول : ويغلب علي الظن أن ذلك إنما كان بتأثير بعض الافكار الشيعيه التي تجعل من الائمه مركز الدنيا والدين , وامان اهل الارض , فلما جاء دور الصوفيه وجدوا الماده مُهيأه , وصادفت عندهم قبولا , لانها تتفق مع اتجاههم العام في ان لله عبادا اختصهم واصطفاهم , وجعلهم في المحل الاعلي من عنايته ورعايته , فنمت عندهم هذه الفكره حتي اتخذت صوره كتلك التي رواها اليافعي في كفايه المعتقد ( الحكيم الترمذي ونظريته في الولايه لعبد الفتاح بركه 2: 52 .
الصوفيه غيرت اسم القبر الي الضريح او المقام وسبقتهم الشيعه الي تسميتها بالاعتاب , والزائر لاضرحه الصوفيه يجد صوره مصغره لما يحدث عند مقامات الائمه في النجف الاشرف , وكربلاء والكاظميه في العراق , فالشيعي إذا دخل الي اعتاب اي إمام يبادر بالسجود علي الاعتاب , وإذا سألته عن فعلته هذه يقول لك : نحن اولي بالسجود من بني اسرائيل حيث امرهم الله تعالي قائلا (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58 ) هل القريه أشرف من مقام الائمه ؟ والمراد من قوله سبحانه وتعالي (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ) المراد التواضع عند الدخول : لانه يمتنع السجود مع الدخول عمليا , والصوفي إذا ّقبل الاعتاب يقول لك : نحن احق من مجنون ليلي الذي قبل الجدار , ولما سئل عن ذلك اجاب بقوله :
أمر علي الديار ديار ليلي اقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
إذن تعددت أسماء الفرق , ولم يتفقوا إلا علي الاختلاف والانحراف وان تعددت صوره ومظاهره , فالضريح والاعتاب لهما مكانه كبري في الاعتقاد الباطني . اما الاحتفال بيوم عاشوراء يوم يصومه العرب في الجاهليه واليهود في المدينه , ولما دخل النبي صلي الله عليه وسلم المدينه , وقبل ان يفرض صوم رمضان تطوع النبي صلي الله عليه وسلم بصومه , وامر به , ووعد لئن أحياة الله تعالي الي العام القادم ليصومن التاسع والعاشر من المُحرم مخالفه لليهود , ولما فرض الله تعالي صوم رمضان استمر من الصحابه من يصوم هذا اليوم , وتوقف من توقف , حيث تحول الاهتمام من عاشوراء الي شهر رمضان المبارك , ولهذا لم يرد ان النبي صلي الله عليه وسلم صام يومي التاسع والعاشر , رغم انه عاش في المدينه بضع سنوات . الاان هذا اليوم اكتسب أهميه خاصه لما قُتل فيه ريحانه النبي صلي الله عليه وسلم سيدنا الحسين رضي الله عنه ولا يخفي ما تفعله الشيعه من مسيرات , وكيف يعاقبون أنفسهم ويضربون اجسادهم بالجنازير حتي تسيل دماؤهم , ومن الغريب أن نجد الطريقه الرفاعيه تأمر المريدين بخلوه خاصه يسمونها خلوه السبعه المحرم : علي كل الاخوان في الطريق الرفاعي , وكل من اخذ العهد أن يقوم بخلوه سبعه ايام , ابتداء من اليوم التالي من عاشوراء , وهي حتما لا زما , بأتفاق جميع المراجع مع كل من اخذ الطريقه الرفاعيه , والتمس ( اي انتسب ) لأهلها من المريدين والإخوان , وشروطها صيام السبعه ايام المذكوره , وان يكون الصائم علي وضوء دائم , ولا ينام في تلك الايام السبع مع عياله بفراش قطعا ( اي يعتزل النساء ) ولا يأكل من ذي روح , وان يحفظ لسانه من التكلم بكلام الدنيا , وان يربط قلبه في الله بسائر اوقاته وخلواته مع استحضار همه المرشد . وقد قال الامام الرفاعي : إن خلوه السبعه سبب الفيض للسالك والمريد الصادق في كل سنه من جهه السلسله الرفاعيه 00 ومن لم يستطع أن يقوم بالخلوه علي وجه الكمال , فلا اقل من ان يقوم بسائر شروطها , ويستعيض عن البعد عن الناس بحفظ لسانه وقلبه . ولعل هناك اشتراكا في خلوه السبع ايام ( المحرم ) عند الرفاعيه , وعند الشيعه 00 فإذا كانت الخلوه المُحرميه تعني ان الرفاعي أن يعتكف سبعه ايام اولها الحادي عشر من شهر المحرم , فإن الحادي عشر من محرم الحرام هو اليوم التالي لقتل الشهيد الإمام الحسين رضي الله عنه وارضاه (الطرق الصوفيه في مصر نشأتها --- ) ( الطرق الصوفيه في مصر وروادها – الدكتور – عامر النجار 111- 112 ) وطبعا الدكتور عامر النجار صووووووووووووووووووووووووووفي !ويعلق الدكتور الشيبي بقوله : فهذه الايام السبعه التي يقضيها المريد الرفاعي تعني اظهار الحزن الشديد علي الحسين , كما يفعل الشيعه علي صوره فيها مبالغه في الحزن , ولكن تقادم العهد انسي اصحاب الطريقه وغيرهم دلالات مراسمها , فلم يلتفتوا الي الممرات السريه التي تصلهم بالتشيع ( الصله بين التصوف والتشيع للدكتور الشيبي ) والغريب حقيقه أنك اذا سمعت الرفاعي يحذر اتباعه من الزيغ والغلو ويدعوهم الي التمسك بالكتاب والسنه , تظن ان الرجل يسير علي جاده الطريق , ثم تراه من جانب آخر يأمر أتباعه بالخلوات , واعتزال النساء فيها واكل الطعام القليل , ويشترط عليهم الا يكون ذا روح , ثم تفاجأ بخلوه السبعه المحرم , وبالتالي ينقل الرجل الي اوساط أهل السُنه خلوات الشيعه وأحزان يوم عاشوراء , وسواء صحت نسبه هذه الامور الي الرفاعي نفسه , او ان احدا من أتباعه ابتكرها من بعده ونسبها لشيخه , ففي النهايه يتلقي اتباع الطريقه هذه المفاهيم التي ينقلها اليهم مشايخهم , ويلصقونها بالرفاعي , وصدق النبي الكريم صلي الله عليه وسلم حيث يصف ائمه الفتن ان المرء يعرف منهم وينكر ! وصدق الله العظيم حيث يقول ({يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }آل عمران71 ) .
قطوف من ثمرات الكتب