تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغوغائية و الجمود عند الحركات الإسلامية مقدمة الإندحار !!



شيركوه
03-20-2009, 11:28 AM
يجب علينا كمسلمين التدبر و التفكير كثيرا في السنن الكونية التي لا محيد لنا عنها و التي يجب علينا العمل من خلالها، فهذا الدين هو الوحيد الذي إستفز العقل و لم يخلق صراعا بين العقل و الوحي، بل جعل مصدرهما واحد و جعل الحق واحد.

و من سنن الله في الإنسان و الحيوان و جميع الكائنات و في الدول و الثورات و الجماعات و التيارات، أنها تمر بثلاثة مراحل :

مرحلة النشأة و التطور

مرحلة الإستقرار و الجمود

مرحلة الإندحار

فمن الواجب على المسلمين و الفاعلين أن يحذرو أن تستقر الصحوة الإسلامية في مرحلة الجمود، و أن يبقى الأتباع ينشدون على مكتسبات الماضي، فهذا بداية الإندحار و سبب من أسباب الإستبدال.

و من الأسباب التي تجعلنا نخاف من دخول هذه المرحلة بعد عقود من الإنفعال و العنفوانية، هو الجمود الفكري الذي تعاني منه الأمة. مما يجعلنا دائما في مرحلة إجترار لأطروحات الماضي، و يجعلنا نعيش على ذكرياتهم بشكل رومانسي عجيب.

و كان الأولى بنا القيام بمراجعات شاملة لتجارب الماضي، و عمل تقييم جذري لها. و القيام بحركة تجديدية نقدية لثراث الصحوة الإسلامية و إنتاجها الفكري، و البناء عليه للإستمرار في النهج التصاعدي و ليس الإكتفاء بترديد نفس الأطروحات التي عفى عن بعضها الزمن، و لم تعد مناسبة لتحديات المرحلة.

فالصحوة مثلها مثل الإنسان الذي إلتزم حديثا، تكون عنده حماسة في البداية فيقبل بشكل كبير على الدين و بعد ذلك يصاب بفتور و لا يعد الأمر كما في البداية، و سبب ذلك عدم تجديد الإيمان فعلى الإنسان أن لا يقف على مكتسبات بل يجب أن يكون في حركة دائمة لتطوير الذات و حركة دائمة لزيادة الإيمان و إصلاح النفس و الغير.

و لكن للأسف أصيبة الحركات الإسلامية و أتباعها بداء التقديس و الإتباع. فلم يعد هناك مكان لأشياء مثل :

المراجعة، النقد، المحاسبة، تعديل المناهج، التعقل،....كل هذه المصطلحات ثم شيطنتها و أصبحت بعبعا يخاف منه الأتباع، و أصبحت نقيدا للثبات الذي ينادي به المتحمسون و ما هو في الحقيقة إلا جمود و غوغائية و إجترار لأفكار و أطروحات قتلة بحثا و أعطيت الفرصة من قبل.

فأنت ترى و تسمع بعض قادة الصحوة يلقون محاضرات لو رجعت 20 سنة للوراء و سمعت أشرطتهم أنداك، تكاد تسمع نفس الكلام و نفس الأطروحات، لم يتم إضافة أي شيء. رغم أن عجلة الزمن مرت من هنا !

أو ترى إنتكاسات و إنقلاب 180 درجة، و هذا من نتائج الجمود فهو يؤدي إلى الإنهيار و من أشكال الإنهيار الإنتكاسات، فهي شكل من أشكال الإحباط الفكري.

و يمكن أن يوجد لهؤلاء القادة عذر فهم كبرو على ذلك الفكر، و عندما تصل لمرحلة من العمر يصعب عليك التغيير. و لكن المصيبة الأكبر في الشباب الذين سيحملون الراية تراهم أكثر ملكية من الملك. و هم على الخطى ثابتون !!

فالتبعية و التقليد الأعمى جمد الأمة و حتى الحركات السلفية التي تدعي أنها تحارب التقليد و إتباع الأشخاص، فهي لم تسلم من ذلك بل سقطت فيه حتى النخاع، بين من يقلد الشيوخ الثلاث و لا يرد لهم قولا و على نهجهم ماضون، و بين من يقلد سلفية البلد فلان و علان، و بين من يقلد من يسمون قادة الجهاد و ......

أما نقد أقوال هؤلاء و تقييم مسيرتهم فهو من الأمر المحال عند الأتباع، بل الغالب على الحركات الإسلامية عموما هو النقد المخادع !!

فحتى النقد عند الحركات الإسلامية لا يسلم من تلميع و لا توجد به أي حدة، و الحدة مطلوبة لفك القدسية التي تسيطر على الأذهان مع الزمن. يتحول النقد إلى سيناريو من التبريرات التي لا نهاية لها.

فيفقد النقد معناه و نخرج بخفي حنين.

فكم من التجارب مرت بها الحركات الإسلامية في كل البلدان، فهل أخدنا منها العبر ؟

لا و ألف لا، بل العجيب أننا نكرر نفس السيناريو في كل مرة.

و لإعطاء مثال : خذ تجربة الجزائر المريرة. فعوض تقييم شامل لتلك التجربة من كل الجوانب و الإعتراف بالأخطاء و نقد الذات و الإستفادة من تلك الأخطاء، نجد أن المسلمين وجدو ضالتهم في المخابرات، فرمو كل مشاكل تلك التجربة على إختراق الصفوف و العسكر، و إن وجد ذلك فهو بلا شك ليس العامل الوحيد، و حتى منه وجب على المسلمين أخد العبر. و لكن ما يسمون إسلاميين في مجتمعاتنا تحيط بهم هالة، تجعلنا دائما في مسعى لإيجاد التبريرات و خلق الأعذار، و إخراجهم من الورطات كما تخرج الشعرة من العجين !!!

و هذا عجيب و هو نوع من إعطاء للعصمة، فكأن الطعن فيهم طعن في الدين، أو في الصحوة الإسلامية بمجملها أو في الجهاد بمجمله ...

فنبقى في إستراحة و نلقي كامل المسؤولية على الأنضمة و على الغرب و على الأعداء، و كأن الحركة الإسلامية مكونة من ملائكة يعملون !!!!

و أنت ترى أن كل الجماعات تجتر نفس الأطروحات :

بين الإخوان الذين يعيشون على ذكرى البنا و كلامهم عن الفرد المسلم و الأسرة المسلمة و المجتمع المسلم .....كلام يردد منذ عشرات السنين.

و حزب التحرير الذي يعيش على أطروحات مؤسسه و يدور في نفس الدائرة المفرغة و يرفض النظر في الحلقة التي تنقصه و التي لم يتنبه إليها مؤسسه أو أهملها، و كل كلامهم خلافة، سنعمل كذا و كذا

و بعض من السلفية كل كلامهم تربية و تصفية، و إلزام الناس بتقديس الشيوخ الثلاثة.

و أخرين يقدسون من يسمون شيوخ الجهاد، و كل الكلام طواغيت و ردة و كفر و خروج، و نفس المقالات تعاد بشكل دوري، و لا جديد في الأفق.

هذا عند الجامدين

أما من رفض الجمود فمنهم من إنتكس و لم يعد يعرف هل هو من الصحوة أو عدو لها، و قس على الدكتور الترابي و غيره.

و نفس النقاشات تأتي بصفة دورية : من كفر الحاكم من عدمه، و العمل النيابي، و أزمة الخليج الذي ما يزال البعض يجترها و ......

و الناس بين إفراط و تفريط :

تفريط في نقد الذات و تجديد المسار

و إفراط في نقد المخالف و تحميله المسؤولية.

و هذا لب الداء فأين الدواء ؟

و الله المستعان


========منقول=========