تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بَيّض للكلب بحسابه لبن



شيركوه
03-17-2009, 12:14 PM
بَيّض للكلب بحسابه لبن

بقلم : الداعي بالخير

صالح صلاح شبانة


مقالة جادة وان تبدو ساخرة اقترفت كتابتها سنة 2008 ، في اصعب سنة اقتصادية ذقناها ، (هي قد تبدو محلية ولكن يمكن اعادة تصديرها الى كل مكان)..... ولكن الله عز وجل انتقم للفقراء فتدمر الأقتصاد العالمي بأكمله ، والحيتان الذين اجاعونا ارسل الله اليهم نصابين البورصة ، فدمروا اللصوص والطماعين ،،،،فسبحانك اللهم انك سريع الحساب ......
كلنا سمع وفهم معنى المثل الشعبي الشهير «بيض للكلب بحسابه لبن» اي قدم اي مادة سائلة لونها ابيض للكلب فيظن انها لبن، وطبعا سيفرح و «يلق» اي يدفع المادة الى جوفه بلسانه بحركاته السريعة المعهودة.
تذكرت هذا المثل في رمضان الكريم الماضي، حيث نضطر الى شراء عبوة او اكثر في الغالب اكثر حتى تكفي الاسرة من المشروبات الغازية، وطبعا كنت اتجنب المواد الشهيرة حتى لا اقع في فضائح التشهير وانا «مش قدها»، وكانت العبوات تحمل النكهة فقط وما يسمى بالانجليزية بـ «الفلوفر»، وتحمل كل يوم طعما جديدا، وكل طعم (انكح (من الطعم الذي قبله، وتشترك جميعها انها تثير القرف والاشمئزاز في نفسك، وكل ذنبك انك مثلي فقير الحال وكثير العيال... و(بدك تمشي حالك!!(
هذه الصناعات (الفذة) التي صارت تملأ السهل والوعر، بعضها محلي واكثرها مستورد لا ندري من اين يتفنن التجار باستيرادها لنا.. والضحك على ذقوننا، وامام عيونهم هدف واحد وهو «بيض للكلب بحسابه لبن»!!.

انا شخصيا ازعم عن نفسي ان هذه العبارة تنطلي علي، ليس غباء ولا عدم خبرة «بطعم الفم» ولكن لاني رجل «مُخَزّق» امتهن ترقيع الخزوق، وكلما رقعت خزقا انفلتت عدة خزوق اخرى.. ويا عالم يا رب!
ولكنه يجري علي ما يجري على ملايين من اهل هذا البلد الصابر المرابط الذي يعيش على الحلم، ويمشي ويغمض عينيه ليحلم فيقع في حفرة تكسر رقبته «ورقبة اللي خلفوه»او يدس نفسه تحت الغطاء وينام ليحلم، فيكتشف انه اكل قطعة من اللحاف!!
اعلن اني بخير من الله عز وجل قياسا الى فقراء حز سكين الفقر عظامهم بلا رحمة وان هذه الالوف المؤلفة من الفقراء يستهلك كل مخزون التجار الفاسدين من اطعمة فاسدة يدفع اصحاب المصانع في «بلاد بره» للتجار مقابل رفع هذه) الزبالة) عنهم، فمن يعرف مثلي الغرب وامريكا يعرف ان اصعب مهمة هناك هي التخلص من النفايات، وان عمال النظافة هناك من المافيا، يرفع كيس الزبالة بيد وتكاد ترى اصبعه على زناد المسدس بيده الاخرى، فيأتي تجارنا ويحضرون لنا قمامة الامم لنأكلها ونحن نعرف وندرك علم اليقين ان البضاعة فاسدة، ولكن «بَيِّض للكلب بحسابه لبن»، فنشتريها باسعار رخيصة زهيدة مقابل السلع التي يستهلكها غيرنا من (اولاد الداية!(
نستذكر المرحوم الحكيم جحا عندما طلبت منه زوجته ان يشتري لها ثوبا جديدا بدل ثوبها البالي فقال لها انه لا يملك ثمن الثوب الجديد، وعندما الحت عليه قال اختاري ايهما تريدين، اما البقاء على الثوب القديم واما الطلاق، فارتعدت وقالت بل الثوب البالي فهو احسن وافضل وابرك.. وهو (نعمة ربنا يديمها ويحفظها من الزوال»!....(
ولو سألنا اي جائع ايهما افضل: بضائع «بيض للكلب ام الجوع؟» فانه سيختار دون اي تردد بضائع بيض للكلب عن الجوع، فالموت بالتسمم الغذائي ارحم بكثير من الموت جوعا.. حيث سيموت بلا الم وبلا اسنان الجوع الجهنمية وهي تمزقه بلا رحمة؟ ان الاسواق الشعبية رغم الرقابة والمخالفات والذبح والسلخ والهراوة الثقيلة والعين الحمراء تعج ببضائع (بيض للكلب ونجد اقبالا كبيرا من الجائعين الذين لا يعرفون الانظمة الغذائية وحاجيات الجسد، ولم يسمعوا قط بعلم اسمه علم التغذية)

فالهدف القاء اي شيء في المعدة يكف صراخها.. على مبدأ «اقل باب بمنع الكلاب» وقصة الطالب الذي اغمي عليه في المدرسة، وعندما تم اكتشاف السبب تبين انه الجوع، وبعد فتح الملف تبين ان هذه الاسرة تصوم صوم دواد ، يوما بعد يوم ....
حيث كل يوم .. يأكل نصف افراد الاسرة ويصوم الاخر، وهناك حكايات لا يعرفها احد، وبيض للكلب بحسابه لبن!!.