تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الولاء والبراء سبيل النجاح للحركات الإصلاحية في الإسلام



أحمد الظرافي
03-15-2009, 03:54 AM
الولاء والبراء سبيل النجاح للحركات الإصلاحية في الإسلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال قراءتنا للتاريخ منذ عهد الصحابة وحتى اليوم نجد أنه أي حركة إصلاحية أو جهادية لا يكتب لها النصر والنجاح والظفر ، إلا إذا طبقت عقيدة الولاء والبراء في تعاملها مع من حولها.


وعلى سبيل المثال فإن

: الداعية الإصلاحي عبد الله بن ياسين الجزولي أمتنع عن أكل طعام زعماء قبائل صنهاجة الذين رفضوا تطبيق الأحكام الشرعية على رعاياهم والذين كانوا يقابلون إلحاحه بضرورة فعل ذلك بالتسويف وباختلاق الأعذار الواهية ، لا لشيء إلا لثقل الأحكام الشرعية عليهم، ولخوفهم على زوال شعبيتهم ومصالحهم. ولم يقبل عبد الله ابن ياسين ذلك منهم، وكان يستهجن أعذارهم، وينعى عليهم خنوعهم للتقاليد والأعراف والعادات الجارية، فشرع الله لا بد أن يسود، فإن الإسلام كل لا يتجزأ ، وقد أضطر عبد الله بن ياسين رحمه الله – والحال هذا – أضطر إلى أن يعتزل عنهم – هو ومن أتبعه ممن قبلوا بتحكيم شريعة الله على أنفسهم وفي واقعهم - في جزيرة في عرض المحيط الأطلسي، ويبني له رباطا فيها، ويتخذه مقرا لتعليم أتباعه وتفقيههم في الدين، وحتى يتجنب مخالطة أولئك القوم والأكل والشرب معهم والاصطدام بهم. وكان الصبر على الغربة ومرارة الجوع بالنسبة إليه وإلى أصحابه أهون من أن يمدوا أيديهم لأناس – من بني جلدتهم يدعون الانتماء للإسلام ولكنهم أبوا أن يحكموا شريعة الله على أنفسهم وعلى قومهم.


فماذا كانت النتيجة ؟ هل مات ابن ياسين وأصحابه جوعا ؟ هل

انتهت دعوتهم وتلاشت من الوجود لافتقادها للدعم ولأن من بيدهم الحل والعقد في الصحراء باتوا مناوئين لها ؟


الجواب كلا: بل تكللت

جهود ابن ياسين بالنجاح الكبير وعوضهم الله عن صبرهم وصمودهم وما تحملوه من مشقة وكابدوه من عناء خيرا . ومن رحم هذه الدعوة خرجت دولة المرابطين القوية الأبية ذات المساحة الكبيرة المترامية، والمعروفة في التاريخ بنشرها للدين وبسجلها الجهادي الرائع ضد المبتدعين والملحدين والصليبين في المغرب والأندلس وبلاد السودان.


وعلى هذا النهج سار الشيخ عز الدين بن عبد السلام

.


وعلى هذا النهج سار شيخ الإسلام ابن تيمية ( وابن تيمية ليس

عالما فقط ونما هو – مضافا إليه تلميذه النجيب الإمام ابن القيم - مدرسة لإصلاحية متكاملة )


وعلى هذا النهج سار الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد الدين في

القرن الثاني عشر. وقصته معروفة وموقفه من الولاء والبراء معروف أيضا. فقد كان رحمه الله لا يحابي ولا يجامل أحدا على حساب الدين ومبادئ الدعوة مهما كانت شوكته أو بلغ نفوذه ، وعلى الرغم مما قابل دعوته من معوقات ومشاكل وعقبات وعلى الرغم من كثرة الأعداء الذي انتصبوا في طريقها. فقد انتصرت في نهاية المطاف .. وأنصار هذه الدعوة هم الذين ينتصبون للتصدي للهجمة الصليبية اليوم – ومما لاشك فيه أن الشيخ أسامه بن لادن واحد من هؤلاء -


وهناك تشابه كبير بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب،

والشيخ عبد الله بن ياسين، كما أن هناك تشابه كبير بين الدولة السعودية الأولى ودولة المرابطين .. الاختلاف هو أن حركة عبد الله بن ياسين كانت حركة إصلاحية في إطار المذهب المالكي الذي كان شائعا في المغرب والأندلس. وأما حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فكانت حركة إصلاحية شاملة غير متقيدة بمذهب معين – وإن كانت تستند على الفقه الحنبلي في الفروع –

وأرجو أن لا يأتي أحد المتربصين فيقحم الدولة السعودية الحالية ويجعل منها حجة على الدعوة السلفية . فالفرق بين الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الحالية فرق ما بين السماء والأرض


ففي الأولى كانت السياسة موظفة لصالح الدعوة وكانت الكلمة

العليا والقرار الفصل للعلماء والمشائخ ورجال السياسة عليهم التنفيذ

أما في الدولة السعودية الحالية فالعكس هو الصحيح، وهذا يرجع للظروف التاريخية التي نشأت فيها الدولة السعودية الحالية ..بعد القضاء على الدولة الأولى والضربة التي حصلت للعلماء والمشائخ على والي مصر محمد علي باشا .. والقصة معروفة..

وفي المقابل فإن دعوة جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده لم يكتب لها النجاح والتمكن المطلوبين.. وأكثر من يردد اسم هذين الشخين حاليا وينسب إليهما التجديد والإصلاح، هم العلمانيون والروافض.

وفي الختام أسأل الله أن ينصر الشيخ أسامة بن لادن وإخوانه من جماعة طالبان وأن يثبتهم على الحق والدين ، والحمد لله أن الشيخ أسامة بن لادن بخير، كما أسأله سبحانه أن ينصر المجاهدين الذين يقاتلون لإعلاء كلمة الله في كل مكان

والله سبحانه وتعالى أعلم

شيركوه
03-15-2009, 04:20 AM
اكرمك الله