تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دررا من المشكاة



من خير امه
03-13-2009, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال

يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء فذكر الحديث إلى إن قال
ثم يقول – يعنى الرب تبارك وتعالى :
- ارفعوا رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فيعطيعهم نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيمينه ، ومنهم من يعطى ( نورا ) أصغر من ذلك ، حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه ، يضيء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدم قدمه ( فمشى ) وإذا طفىء قام ( قال والرب عز وجل أمامهم ، حتى يمر في النار فيبقى آثره كحد السيف ؛ دحض مزلة ، قال :
ويقول مروا فيمرون على قدر نورهم ، منهم من يمر كطرفة العين ،
ومنهم من يمر كالبرق ،

ومنهم من يمر كالسحاب ،
ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ،
ومنهم من يمر كالريح ،
ومنهم من يمر كشد الفرس ،
ومنهم من يمر كشد الرجل ،
حتى يمر الذي يعطى نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ، تخر يد وتعلق يد ، وتخر رجل ، وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخلص ، فإذا خلص وقف عليها فقال : الحمد لله الذي أعطاني مالم يعط أحدا ؛ إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها
قال :
فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل ، فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم ، فيرى مافي الجنة من خلال الباب ، فيقول : رب أدخلني الجنة فيقول ( الله ) له : أتسال الجنة وقد نجيتك من النار ؟
فيقول : رب اجعل بيني وبينها حجابا لا اسمع حسيسها
قال :
فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كان ما هو فيه إليه حلم
فيقول :
رب أعطني ذلك المنزل
فيقول له :
لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ؟ فيقول :
لا وعزتك لا أسألك غيره ، أنى منزل أحسن منه ؟ !
فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كان ما هو فيه بالنسبة إليه حلم ،
قال :
رب أعطني ذلك المنزل
فيقول الله تبارك وتعالى له :
فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ؟ فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره أنى منزل أحسن منه ؟ !
فيعطاه فينزله قال ويرى أو يرفع له أمام ذلك منزل آخر ، كأنما هو إليه حلم فيقول أعطني ذلك المنزل ، فيقول الله جل جلاله فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ،
قال :
لا وعزتك لا أسال غيره وأي منزل يكون أحسن منه ؟ !
قال :
فيعطاه فينزله ثم يسكت فيقول الله جل ذكره ما لك لا تسأل ؟ فيقول :
رب ! قد سألتك حتى استحييتك ، وأقسمت لك حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض إن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟
فيقول :
أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟
فيضحك الرب تعالى من قوله قال : فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن !
قد سمعتك تحدث هذا الحديث مرارا ؛ كلما بلغت هذا المكان ضحكت ؟
فقال :
أني سمعت رسول الله يحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه قال : فيقول الرب جل ذكره : لا ولكني على ذلك قادر ، سل فيقول ألحقني بالناس
فيقول :
الحق بالناس فينطلق يرمل في الجنة ، حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من دره ؛ فيخر ساجدا ، فيقال له ارفع رأسك ، ما لك ؟ فيقول : رأيت ربي – أو تراءى لي ربي – فيقال له إنما هو منزل من منازلك ،
قال :
ثم يلقى رجلا فيتهيأ للسجود له ، فيقال له مه ! مالك ؟ فيقول :
رأيت إنك ملك من الملائكة !
فيقول
إنما أنا خازن من خزانك ، وعبد من عبيدك ، تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه قال :
فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من دره مجوفة سقائفها وأبوابها وإغلاقها ومفاتيحها منها ، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء ، فيها سبعون بابا ، كل باب يفضى إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تقضى إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهن حوراء عيناء ، عليها سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضه ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك ،
وإذا أعرضت عنه إعراضه ازداد في عينها سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك ،
فيقول لها :
والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا ،
وتقول له :
وأنت والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له : أشرف ، فيشرف ، فيقال له : ملكك مسيره ظمئه عام ، ينفذه بصرك قال : فقال عمر :
ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب ! عن أدنى أهل الجنة منزلا ، فكيف أعلاهم ؟
قال : يا أمير المؤمنين ! ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، إن الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربه ،
ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ،
ثم قرأ كعب : فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون قال : وخلق دون ذلك جنتين ، وزينهما بما شاء ، وأراهما من شاء من خلقه ،
ثم قال : فمن كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التى لم يرها أحد ، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه ، فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه ، فيستبشرون بريحه
فيقولون :
واها لهذا الريح ! هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه قال : ويحك يا كعب !
إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب والذي نفسى بيده إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولانبي مرسل إلا خر لركبتيه
حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول :
رب ! نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو .

المصدر صحيح الترغيب والترهيب