تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأحباش في لبنان: عز بعد فاقة ... وعودة الأخوين عبد العال



من هناك
03-07-2009, 12:02 AM
دلَّ احتفال جمعية المشاريع الخيريّة الإسلامية، احتفاءً بتخلية سبيل الأخوين عبد العال نهاية الأسبوع الماضي إلى لهفة الأحباش لاستعادة أنفاسهم الاجتماعية ــ الدينية ــ السياسية، وانطلاقتهم من جديد
غسان سعود

خلال السنوات الثلاث الماضية تراجع الحضور الظاهر للأحباش، وجرت مضايقتهم في غير مكان في بيئتهم الإسلامية. وقد شُهر سيف سيطرة دار الفتوى على المساجد كلها، ومنها التي يتولى الأحباش شؤونها. أما الأحباش أنفسهم، صغيرهم قبل كبيرهم، فكانوا، شعبياً، متَّهَمين بصورة أو بأخرى باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لم يُتَّهم أحمد ومحمود عبد العال فقط، بل اتُّهمت الجمعية كاملة، وأوقفت وأودعت الزنزانة الإفرادية، وأصدر الناس بحقها حكم الإعدام، فتضاءل الحضور، وتقلّص إلى الحدِّ الأدنى، متجنبين استفزاز من ينتظرهم عند «أول كوع». واستمر «التعذيب النفسي»، بحسب أحد شبان الجمعية، 3 سنوات ونصف سنة.

خلال هذه الفترة، ظنَّ البعض أن الأحباش صاروا من الماضي، فتراكمت الاتهامات، حتى كاد الأحباش يلبسون الأخطاء كلها التي حصلت في لبنان منذ استقل. لكن، لم يكد يعلن خبر إطلاق سراح معتقلَي الجمعية، حتى استفاق الأنصار، وخرجوا إلى الشوارع في فرحة بدت لكل حبشي شخصيّة جداً. وها هم اليوم، يقول المسؤول الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الإسلاميّة: «يعيشون فرحة واعتزازاً استثنائيين».
فأن تكون جزءاً من مؤسسة متهمة باغتيال الحريري، يعني أن تلمس كرهاً وحقداً ووعداً بالانتقام في غالبية العيون التي ترمقك، وخصوصاً في بيروت، يقول أحد الشباب بحسرة. أما اليوم، فهو يوم آخر، بحسب الشاب نفسه. يوم يسير فيه الأحباش في الشوارع مزهوّين كأن براءتهم انتصار.

أول الطريق
الزمان: الجمعة ـــــ الساعة الثامنة صباحاً
المكان: جامع برج أبي حيدر
المشهد: حشد من الأطفال، صبية وبنات، تراوح أعمارهم بين 8 أعوام و13 عاماً يجتمعون عند الجامع ينتظرون بشوق فتح الباب. بعد دقائق، تطل سيدة، يناديها المحتشدون «الأستاذة»، تسلّم عليهم بأسمائهم، مبدية اهتماماً كبيراً بما يريدون معرفته. ويُشغَل بعض هؤلاء في تعريفها إلى «رفاق» جدد أتوا بهم. وبعد دخولهم الجامع، تشير «الأستاذة» إلى مجموعة هدايا كدست في إحدى الزوايا، طالبة التركيز قليلاً للانتهاء سريعاً. وبعد نحو ساعتين من الدرس الديني، يبدأ توزيع الهدايا.

لماذا يأتي هؤلاء الأطفال من الأحياء الفقيرة في العاصمة إلى جامع جمعية المشاريع الخيرية الإسلاميّة؟
الهدية طبعاً، لكن تلك ليست كل شيء، يقول الطفل أحمد، هناك «الأستاذة» التي يحبها كثيراً ويفضلها على المعلمات في المدرسة. وبين «الأستاذة» اللطيفة واللعبة المتواضعة مقارنةً بما يُقدم في أماكن أخرى، هناك كيس شوكولاته يوزع أيضاً على المحتشدين فيزيد إعجابهم بشباب المشاريع أو الأحباش كما يعرفون عادة.

ومن الأطفال إلى المراهقين أيضاً ثمّة عدد لا يستهان به يتردد بانتظام على مقر الجمعية ـــــ الجامع. ماذا يفعل هؤلاء هنا رغم أن لا لعبة لهم ولا حلوى؟ أحدهم يقول إنه كان يأتي حباً باكتشاف شيء يبدو للوهلة الأولى غريباً خلف الحيطان الشاهقة، لكن سرعان ما اكتشف أن ثمّة من يهتم حقاً بأمره، ويحترم وجوده، و«يأخذ ويعطي معنا». فيما يقول أحد أصدقائه إنه يجد في جامع برج أبي حيدر: «شرحاً مسهباً للأمور الدينية، وحكماء يخطبون بحكمة ورويّة».

أما الأكبر سنّاً وسط الأحباش، فيتحفّظون على الكلام مع «الغرباء»، وتتشح وجوههم بالجديّة حين يعلمون أن ضيفهم صحافي. فلا يلتقط الصحافي إلّا جواباً واحداً، يظل يتردد في أروقة القاعات المجاورة للجامع:
نحن أهل ممارسة معتدلة لا تؤدي إلى الخراب.

وبدوره، لا يخرج الفاكهاني عن قول الشعار السابق. فيؤكد أن أهل الجمعية هم «أصحاب منهج معتدل دينياً ووطنياً». ويسهب في توفير «الأدلة» ليثني على ذلك. وفي الدردشات الخاصة، يبدي الأحباش اعتزازاً بـ«نظافة كف» قادتهم، و«نقاء منهجهم». ويشرحون أن ثمة حرصاً على التمتع بالشفافية أمام الجمهور، فلا يجمعون التبرعات لتحقيق أهداف خيالية. ويقدمون تنظيماً متعدد القطاعات (شباب، إمرأة، كشاف، إعلام).


■ من هم الأحباش؟
حين تأسست الجمعية عام 1930، يقول الفاكهاني، كانت تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين. وحين استنهضها الشيخ نزار الحلبي، عام 1983، كانت خيريّة، ثقافيّة، واجتماعية بامتياز. وهي في السياق الديني، أشعريّة شافعيّة وصوفيّة، ترفض المنهج التكفيري الشمولي، وتؤيد الاعتدال لا التطرف. وهي خرجت خلال العقدين الماضيين من برج أبي حيدر إلى المناطق الأخرى. ونالت عام 1999 ترخيصاً لـ«الجامعة العالمية». وأنشأت ثانويتين في كل من الطريق الجديدة وإقليم الخروب، وثانوية في بشامون، و4 مدارس في الشمال، وواحدة في الجنوب وأخرى في بعلبك، إضافة إلى تشغيل 3 مستوصفات (2 في بيروت وواحد في طرابلس)، إضافةً إلى مركز كشفي في عكار.

إذاً، لا سياسة بالمعنى التقليدي للكلمة؟ يختار الفاكهاني كلماته بدقّة، ليؤكد أن أولوية الجماعة هي بناء المساجد والمصليات وترميمها وإقامة مراكز تعليم القرآن، والتركيز على النشاطات الاجتماعية والكشفية، مع اهتمام خاص بالأطفال. لكن ذلك جعل الجمعية ملتقى لناس يعتقدون بأنها تمثلهم، وهؤلاء يريدون إيصال أصواتهم سواء عبر تمثيلهم بنائب أو عبر وسائل أخرى.


■ الدعوة... السياسية
في الدين، يتميز الأحباش بشدة التركيز على «تبليغ الدعوة» حالهم عند الطائفة السنيّة كحال شهود يهوه عند الطائفة المسيحيّة، فلا يتركون باباً إلّا ويقرعونه شاهرين منشوراتهم يوزعون الكتب والأقراص المدمجة. وخلافاً لما يعتقد، ليس لهذه الجماعة أيّ شعائر خاصة أو طقوس، ولا يتمايزون عن عموم السنّة من حيث اللباس، أو طريقة أداء الصلاة أو الصيام أو إقامة الاحتفالات الدينية. أما اللحية، التي يعتقد البعض بأنها سمّة شباب الأحباش، فيؤكد الفاكهاني أنها ليست فرضاً، ويذكّر بأن النائب السابق عن الأحباش عدنان طرابلسي ليس ملتحياً، وكذلك مسؤول الأحباش في طرابلس طه ناجي.

أما في السياسة، فيشير الفاكهاني إلى بطلان الاتهام بأن الأحباش صنيعة المخابرات السورية، مؤكداً أن الجمعية كانت قبل دخول السوريين بيروت، وخلال وجودهم وبعده. ويدافع عن جمعيته بالقول: «عام 1992، فاجأنا السوريين بإعلان ترشيح عدنان طرابلسي، ولاحقاً في دورتي 1996 و2000 خسر مرشحونا رغم النفوذ السوري، وقد حوربنا في الانتخابات البلدية عامي 1998 و2004، كذلك لم نأخذ أي مدير عام أو «نائب مدير عام». وحتى ضمن الطائفة السنيّة، بُذل جهد كبير لإقصائنا على مرأى من السوريين ومسمعهم».

ويكشف مسؤول آخر عن أدائهم خلال المرحلة السابقة، وخصوصاً إثر اندلاع أحداث 7 أيار، دوراً في التهدئة، وتقريب وجهات النظر، وتحييد بعض الأحياء، تماماً كما ركز «الأحباش الإطفائيون» على احتضان الشباب الغاضبين وإقناعهم بعدم تبني خيارات متطرفة.
ورغم تعرض الجمعية للظلم وحملات التشهير والافتراء، ترى أن وضعها الشعبي ممتاز، وأن تخلية السبيل قرينة براءة لا لبس فيها إلا عند من لا يريد الاقتناع، ويشير الأحباش إلى أن انتصارهم سيُترجم بالتفاف شعبي أكبر حولهم، وخصوصاً إذا لم يبادر من أهانهم إلى الاعتذار. وفي هذا السياق، يتحدث أحد الشيوخ عمّا يعوّض على الجمعية سجنها 3 سنوات، ووضع الأخوين عبد العال في الانفرادي 500 يوم، متذكراً بصوت عالٍ ما تعرض له أهل «المعتقلين» الساكنين في منطقة البسطة.


■ احتمال العودة إلى المجلس
انتخابياً، خاضت الجمعية الانتخابات عام 2005 في دوائر بيروت الثلاث، وحققت نتائج لافتة في الأقلام السنيّة رغم التضامن الشعبي الكبير يومها مع لوائح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فنال مرشح الأحباش منفرداً في الدائرة الأولى 6576 صوتاً من الناخب السني، ونال بدر الطبش 4121 صوتاً من الناخب السني في الدائرة الثانية، ونال عدنان طرابلسي 4080 صوتاً من الناخب السني في الدائرة الثالثة. وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن عودة الأحباش بقوة إلى الساحة ستخلط أوراقاً كثيرة في دائرتي بيروت الثانية والثالثة، حيث يمكن المعارضة إذا اتفقت مع الأحباش والطاشناق أن تحقق فوزاً لافتاً في الدائرة الثانية.
لكن، حتى اللحظة لم تحسم الجمعية قرارها، رغم اعتبارها أن حضورها أساسي في بيروت، ثم في طرابلس فالبقاع. أما الباحث عبدو سعد، فيقول إن قوة الأحباش التجييريّة تصل بحدها الأدنى إلى 11 ألف صوت في بيروت. أما ماكينتهم، فهي من أهم الماكينات في لبنان، وتُمكن مقارنتها بماكينة حزب الطاشناق. فهم يملكون نتيجة تواصلهم لأسباب دينية مع الناس معلومات شبه كاملة عن الناخبين في بيروت. أما أنصارهم، فاتصالهم بهم شبه يومي، وبالتالي يحتفظون بسجلات كاملة، إضافة إلى خبرة مسؤوليهم في الأحياء.

في النتيجة، مع عودة الأحباش إلى الساحة، تستعيد الأحياء البيروتية بعض النكهة السياسية والاجتماعيّة، طبعاً لأن كرم الأحباش الاجتماعي يقابله كرم المستقبل الاجتماعي والثقافي و.. الديني.

فـاروق
03-07-2009, 03:43 AM
الله المستعان

شيركوه
03-07-2009, 09:51 AM
حلاوة الروح ...............

فـاروق
03-07-2009, 10:28 AM
لا تشد ايدك... بل هي غباوة "بالروح.."

شيركوه
03-07-2009, 10:51 AM
هي ما بتمنع هي :)

كلو بيصير

بعجين وينك يا زلمي؟
من زمان ما شفناك
ولا شفنالك شي

قاطعنا فرد قطعة؟؟!!

يا عيب الشوم :)

سائر في رحاب الله
03-07-2009, 12:33 PM
لماذا يأتي هؤلاء الأطفال من الأحياء الفقيرة في العاصمة إلى جامع جمعية المشاريع الخيرية الإسلاميّة؟
الهدية طبعاً، لكن تلك ليست كل شيء، يقول الطفل أحمد، هناك «الأستاذة» التي يحبها كثيراً ويفضلها على المعلمات في المدرسة. وبين «الأستاذة» اللطيفة واللعبة المتواضعة مقارنةً بما يُقدم في أماكن أخرى، هناك كيس شوكولاته يوزع أيضاً على المحتشدين فيزيد إعجابهم بشباب المشاريع أو الأحباش كما يعرفون عادة.

.


لا أهلاً ولا سهلاً بعودتهم .


الدور يقع على عاتق الأهل لأن الأولاد لا يفقهون شيئاً في صغرهم ، لذلك يجب أن يكون الأهل على إضطلاع بما يجري حولهم وأن لايسمحوا لأولادهم بالذهاب إلى هكذا مساجد ( مقابر ) .

شيركوه
03-07-2009, 07:13 PM
صحيح
هؤلاء فعلا مثل شهود يهوة :)
عجبني التشبيه

هؤلاء الاهل منهم وفيهم
استبعد ان يترك انان عاقل ابنه يذهب الى طائفة الاحباش!!

من هناك
03-07-2009, 07:13 PM
يقال ان ميشال عون يتحول تدريجياً نحو طائفة شهود يهوه ايضاً !!!

سائر في رحاب الله
03-07-2009, 07:42 PM
كلامك لا شك فيه أخ شيركوه بأن الأهل العاقلين لا يسمحوا لأولادهم بالذهاب إلى مقابر الأحباش ، ولكن المشكلة أن هؤلاء الأحباش يحاولون جهدهم أن يتلقفوا الأولاد من خلال الهدايا والرحلات وضعاف النفوس من خلال المال .

إنهم كعبدة الشياطين الذين يقومون بالطقوس المقرفة وينشرونها فيفسدون ما حولهم .

أما للأخ بلال ،أكبر مشكلة أن يأتي ميشال عون رئيساً للجمهورية أو حتى أن يكون في مواقع تمكنه من أن يكون ذا سلطة ، لأنه عندها أول ما سيفعله هو مهاجمة الشباب المسلم وخاصةً من أبناء السنة .

شيركوه
03-07-2009, 07:56 PM
:)
اخي ابو الوليد

ميشال عون او غيره
كلهم يصطفون تحت بند واحد

ولن ترضى عنك اليهود ...

وكمل انت الباقي :)

سائر في رحاب الله
03-07-2009, 08:01 PM
:smile::smile:


ولن ترضى عنكَ اليهُودُ ولا النَّصارَى حتَّى تَتَّبِع ملَّتَهُم قل إِنَّ هدى اللّهِ هُو الْهُدَى وَلَئِن اتَّبعتَ أَهوَاءهُم بَعدَ الذِي جاءكَ مِنَ العلم ما لك منَ اللّه من وَلِيٍّ ولا نصِير ( البقرة : ١٢٠)

شيركوه
03-07-2009, 08:12 PM
:) ...........