تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي علامات حب الله للعبد ؟



عزام
03-01-2009, 03:59 PM
ما هي علامات حب الله للعبد ؟


السلام عليكم.. كثير من الناس يسألني: "انا تائه .. مشتت.. حيران.. لا اعرف الحق مع أي فرقة اسلامية.. كل واحد يشعرني اني ضال و مقصر وبعيد عن الصراط المستقيم.." وبالفعل من منا لا تلتبس عليه كثير من الامور .. ويستخير ويستشير ومع ذلك لا يعرف أين الصواب او الاولوية في وضع شديد التعقيد.. ولو اقتصر الامر على التفاصيل فقط لهانت ولكن ماذا اذا خاف هذا التائه على نفسه الضلال والانحراف في امر اساسي صرفنا عن اهميته الوجود في مجتمع مشوه حرف بوصلتنا دون ان نشعر.. قلت لنفسي... لم لا نؤمن ايمان هاجر رضي الله عنها حينما قالت "اذن لن يضيعنا".. وهل يضيعنا الله ان توكلنا عليه.. وهل الحبيب يتخلى عن حبيبه؟ بالطبع لا.. لذا حاولت ان ابحث عن شروط هذا الحب من خلال ما ورد في الكتاب والسنة.. لعلنا نحوز ان طبقنا ما نستطيع منها على هذه المحبة التي ستعصمنا بركن شديد لا نخاف بعده الضلال... ولا يفوتني ان أشير ان أبرز ملاحظةٍ في هذه العلامات والأسباب هي أنها في معظمها أفعالٌ إنسانيةٌ تعاملية، ترتبط بالمجتمع والناس وحياتهم وسلوكهم. فقد وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب حبِّ الناس له في الحديث: "أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً، في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" المعجم الصغير".
المقال مقتبس من كتابات عدة علماء منهم الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله.
عزام

ما هي علامات حب الله للعبد، وكيف يصل العبد لهذا الحب، وإذا وصل له فما ثمرة هذا الحب؟.
محبة الله " هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون .. وإليها شخص العاملون .. إلى عَلَمها شمر السابقون .. وعليها تفانى المحبون .. وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون .. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح .. وقرة العيون .. وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات .. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات .. والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام .. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..
وهي روح الإيمان والأعمال .. والمقامات والأحوال .. التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه. فاللهم اجعلنا من أحبابك.
علامات حب الله للعبد


علامات حب الله للعبد كثيرة ذكر الله بعضها في القرآن الكريم وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم البعض الآخر في سنته الشريفة ومن أبرز هذه العلامات ما يلي:
1- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" فحب الله لعبده مرتبط ارتباطًا وثيقًا باتباع هذا العبد لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بكل ما قال وما عمل.
2- محبة المؤمنين والتواضع لهم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين" في هذه الآية ذكر لصفات القوم الذين يحبهم الله، وكانت أولى هذه الصفات التواضع وعدم التكبر عليهم، وتقديم المسامحة والعفو على الانتقام، ويبتعد عن الخلاف الذي يوغر الصدور.
3- أعزة على الكافرين: فلا يذل لهم ولا يخضع، ولا يتبعهم ويأخذ منهم القوانين والأخلاق، ولا يواليهم ويعينهم على المسلمين، وأن يشعر أن ما لديه أرفع مما لديهم من الباطل.
4- يجاهدون في سبيل الله: وهي الصفة الثالثة التي ذكرت في الآيات، ومعنى الجهاد: جهاد الأعداء وجهاد النفس وإخضاعها لما يحب الله، جهاد الشيطان وما يلقي في النفس من الباطل، جهاد الهوى فهو في تزكية دائمة لنفسه، حتى يصل إلى الجنة.
5- ولا يخافون لومة لائم: وهي الصفة الرابعة في الآيات، فعندما يقوم بواجبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهمه من يلومه، وكذلك إذا ما قام بالتزامه بأوامر دينه لا يهمه من يستهزئ به ويلومه، كما لا يكون هذا اللوم عائقًا يمنعه من القيام بواجبه.
6- القيام بالفرائض: وذلك لما جاء في صحيح البخاري "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه…".
7- القيام بالنوافل: وتكملة الحديث السابق "وما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه" والنوافل كل عبادة ليست فرضًا، كقراءة القرآن والصدقات والأذكار وزيارة المقابر ومساعدة الضعفاء.
8- الحبّ في الله: حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ما رواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه: "حقت محبتي للمتحابين فيّ..." فكلما أحببت أخاك في الله أحبك الله.
9- التواصل في الله: وتكملة الحديث السابق "وحقت محبتي للمتواصلين فيّ..." أي أن تكون العلاقات والصلة مبنية على محبة الله لا لمصلحة من مصالح الدنيا.
10-التناصح في الله: تكملة الحديث "وحقت محبتي للمتناصحين فيّ...".
11-التزاور في الله: "وحقت محبتي للمتزاورين فيّ...".
12-التباذل في الله: "وحقت محبتي للمتباذلين فيّ…" أي يبذل كل منهم ما لديه لأخيه لله وليس لأي غرض من أغراض الدنيا.
13-الابتلاء والصبر عليه ، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرّاً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي ( 2396 ) وابن ماجه ( 4031 ) ، وصححه الشيخ الألباني .ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة ، كيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة " رواه الترمذي ( 2396 ) ، وصححه الشيخ الألباني. وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق ، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة .
كلام الامام الغزالي
وللإمام أبي حامد الغزالي كلامٌ طيبٌ في علامات محبة الله للعبد، يجدر بنا ذكره هنا رغم طوله: "اعلم أن المحبة يدعيها كل أحد، وما أسهل الدعوى وما أعز المعنى. فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخدع النفس مهما ادعت محبة الله تعالى، ما لم يمتحنها بالعلامات، ولم يطالبها بالبراهين والأدلة، والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح، وتدل تلك الآثار الفائضة منها على القلب والجوارح على المحبة دلالة الدخان على النار، ودلالة الثمار على الأشجار. وهي كثيرة،

فمنها حب لقاء الحبيب في دار السلام، فلا يُتَصَوَّر أن يحب القلب محبوبًا إلا ويحب مشاهدته ولقاءه، وإذا علم أنه لا وصول إلا بالارتحال من الدنيا ومفارقتها بالموت فينبغي أن يكون محبًا للموت غير فارٍّ منه، فإن المحب لا يقل عليه السفر عن وطنه إلى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، والموت مفتاح اللقاء، وباب الدخول إلى المشاهدة، قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".
ومنها: أن يكون مؤْثِرًا ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهرة وباطنه، فيلزم مشاقّ العمل ويجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دَعة الكسل، ولا يزال مواظبًا على طاعة الله ومتقربًا إليه بالنوافل، وطالبًا عنده مزايا الدرجات كما يطلب المحب مزيد القرب في قلب محبوبه، وقد وصف الله المحبين بالإيثار فقال: "يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة". ولذلك قال ابن المبارك فيه:

تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه... هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبُّك صادقًا لأطعـته... إن المحـب لمـن يـحـب مطـيعُ

ومنها: أن يكون مستهترًا (المستهتر بالشيء: المولع به) بذكر الله تعالى، لا يفتر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه، فمن أحب شيئًا أكثر بالضرورة من ذكر ما يتعلق به، فعلامة حب الله حب ذكره، وحب القرآن الذي هو كلامه، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب كل من ينسب إليه.
ومنها: أن يكون أنسه بالخلوة، ومناجاته لله تعالى، وتلاوة كتابه، فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق، وأقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب والتنعم بمناجاته، فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده وأطيب من مناجاة الله كيف تصح محبته؟
ومنها: أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله عز وجل، ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى وطاعته، فيكثر رجوعه عن الغفلات بالاستعطاف والاستعتاب والتوبة، قال بعض العارفين: إن لله عباداً أحبوه واطمأنوا إليه، فذهب عنهم التأسف على الفائت، فلم يتشاغلوا بحظ أنفسهم إذ كان مُلك مليكهم تامًا، وما شاء كان، فما كان لهم فهو واصل إليهم، وما فاتهم فبحسن تدبيره لهم.
ومنها: أن يتنعم بالطاعة ولا يستثقلها، ويسقط عنه تعبها، كما قال بعضهم: كابدتُ الليل عشرين سنة، ثم تنعمتُ به عشرين سنة. وقال الجنيد: علامة المحب دوام النشاط والدءوب، بشهوة تفتر بدنه ولا تفتر قلبه.
ومنها: أن يكون مشفقًا على جميع عباد الله، رحيمًا بهم، شديدًا على جميع أعداء الله وعلى كل من يقارف شيئًا مما يكرهه، كما قال الله تعالى: "أشداء على الكفار رحماء بينهم"، ولا تأخذه لمة لائم، ولا يصرفه عن الغضب لله صارف.
ومنها: أن يكون في حبه خائفًا متضائلاً، تحت الهيبة والتعظيم، وقد يظن أن الخوف يضاد الحب، وليس كذلك، بل إدراك العظمة يوجب الهيبة، كما أن إدراك الجمال يوجب الحب، ولخصوص المحبين مخاوف في مقام المحبة ليست لغيرهم، وبعض مخاوفهم أشد من بعض. فأولها: خوف الإعراض، وأشد منه خوف الحجاب، وأشد منه خوف الإبعاد، وهذا المعنى في سورة هود هو الذي شيب سيد المحبين (إشارة إلى حديث قوله صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود") إذ سمع قوله تعالى: "ألا بُعْدًا لثمود"، "ألا بعدًا لمدين كما بعدت ثمود"".

ثمرات محبة الله تعالى:
فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك .. والفضل الذي سينالك .. فيكفي أن تعلم بأنك " حبيب الله " .. فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده ما يلي :

حبُّ الناسِ له والقبول في الأرض ، كما في حديث البخاري (3209) : " إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " .
ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " رواه البخاري 6502
فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده :
كنت سمعه الذي يسمع به " أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله ..
وبصره الذي يبصر به " فلا يرى إلا ما يُحبه الله ..
ويده التي يبطش بها " فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله ..
ورجله التي يمشي بها " فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله ..
وإن سألني لأعطينه " فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب ..
وإن استعاذني لأعيذنه " فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء ..
نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته .

من خير امه
03-02-2009, 12:07 PM
جزاك الله خير ورفع قدرك
موضوع قيم

عزام
03-02-2009, 02:27 PM
جزاك الله خير ورفع قدرك
موضوع قيم
آمين وجزاكم الله خيرا مثله

أم عمر
03-04-2009, 07:08 PM
ارفعوه من وقت لآخر حتى لا أنسى

أحتاجه بعد فترة