مقاوم
03-01-2009, 09:54 AM
" الإخوان في خدمة ( الأستاذ ) خدام "
إبراهيم العسعس
1ـ3ـ2009
كلما قررت طيَّ الصحف ، ومنع الأقلام عن الحديث في ممارسات بعض الحركات والدعاة ، والتفرغ للكتابة لخدمة مشروع فكري أتبناه ، أقرأ ما يثني عزمي ، ويدفعني دفعاً لا أسطيع ردَّه للتعليق خشية أن يغتر بعض القراء بما يصدر عن الأفاضل أصحاب التجارب والسوابق في خدمة الإسلام .
والحقيقة أنني شخصياً قد وطنت نفسي على عدم العجب مما يصدر عن الإخوان من مواقف ، فالجماعة ضائعة تضرب في التيه بلا دليل ولا مرشد ، وقد أنهكت ـ لأنها بلا دليل ـ بخلافاتها الداخلية ، وصراعها بين أن تكون صقوراً أو حماماً!
ولذلك لم أدهش عندما قرأت ما كتبه الأستاذ الطاهر إبراهيم عن علاقة وتحالف الإخوان السوريين مع " الأستاذ " خدام ! مع أن ما ذكره يدعو للعجب والدهشة .
هناك ما يدعوني للاعتقاد بأن العقل الإخواني مبني بناء خاصاً فريداً له خاتم متفرد ، ويستطيع أي إنسان لو عـرض عليه قـرار أو خيار أن يعـرف إن كان خياراً أو قراراً إخوانياً أم لا !! وهذا موضوع طويل لا محل له هنا ، لعل الزمن يسعف بالحديث عنه بالتفصيل لأهميته فقرارات الإخوان كثيراً ما رجعت بالعمل الإسلامي خطوات إلى الوراء .
لست أدري كيف يفهم الأخ الطاهر الأمور عندما يقول عن خدام أنه " قرر أن ينحاز إلى الشعب السوري ، وأن يعمل في صفوف المعارضة السورية ضد نظام كان هو أحد رموزه " !!
جيد جداً بل ممتاز أن الأخ الطاهر يتذكر أن خدام كان أحد رموز النظام ! فلماذا قرر خدام أن ينحاز إلى الشعب السوري بعد أربعة عـقـودـ كما ذكر الطاهرـ قضاها في أعمال الشر والفوضى ؟ يجيبك الطاهر بكل ثقة بأن خدام " تأكد أن الحزب لا يعمل لصالح سورية فقرر تركه ! " وحتى لا يعترض معترض بما يعرفه الطاهر سارع إلى تقرير القاعدة الذهبية قائلاً
" والرجوع عن الخطأ فضيلة ، والتوبة تجبُّ ما قبلها " .
لا أدري هل أترك هذا الكلام بلا تعليق طمعاً في وعي القراء ، أم أعلق ولو بكلمة خشية من الغفلة والسهو ؟ ولكن لا بأس من تعليق بسيط .
هبني وإياكم عند نقطة البداهة ، وفي قاع الغفلة ، واحسبوني وإياكم لا نعرف شيئاً عن السياسة والدهاء ، وافرضوا أننا لا نعرف شيئاً عن خدام وخدماته السابقة ، وملايينه التي فرَّ بها ... أنا وإياكم لا نعرف شيئاً عن كل هذا وذاك . أفلا يحق لنا أن نتساءل عن هذه التوبة المفاجئة؟
ألا يقال عادة في مثل هذه الظروف التي رافقت " التوبة ، والانحياز إلى الشعب " : ما عدا مما بدا؟!
سامحنا يا أستاذ الطاهر لكن ألا ترى معنا أنَّ أربعين عاماً طويلة " حبتين " لكي يستنتج خدام القريب جداً من الـقيادة ، والشريك جـداً باتخـاذ القـرار :" أنَّ الحزب لا يعـمل لصالح سـورية "؟
هل يقبل مثل هذا الكلام عن رجل كان مهندس سياسات النظام لمدة أربعين عاماً ؟ هل تقبل أمثال هذه التوبة المفاجأة من اللصوص الكبار أمثال " خدام " ؟ كيف يكفر خدام عن ماضيه في تهريب النفايات النووية والتستر على أولاده وتعليق القضية المرفوعة منذ عام 1990؟
أرجوك يا أستاذ الطاهر إنزل لمستوى القراء وأخبرهم عن آلية نزول " خدام " " إلى ساحة المعارضة ليكفر عن ماضيه المؤلم ؟" وهل يقال عن مثل هذا الرجل : تقبل الله توبتكم ، وتفضل لنعمل سوياً ! أم يقال : اقتلوه ولو وجدتموه معلقاً بأستار الكعبة ؟ ومع ذلك فإننا لا نغلق التوبة في وجه أحد لأن قبول التوبة أو ردها ليس من عملنا بل هو لله وحده ، لكننا نقول إنَّ أمثال خدام عندما يتوب يجلس في بيته ولا يترك له المجال ليتقدم الصفوف ! ولا يستقيم في عقل الحمقى أن تأتي جماعة كبيرة مثل جماعة الإخوان السوريين ، شارك " خدام " في سحقها وطحنها ، لتعمل رافعة له ، وتجلسه على ظهرها ليحاضر فيمن سرقهم وقتلهم واضطهدهم عن العفة والنزاهة!!
لا يمكن هذا ، ولا يمكن أن يصدق مثل " خدام " وتوبته تمت بعد تقليص نفوذه ! لا أدري كيف يفكر الإخوان السوريون ، وإلى أي مدى وصلت بهم السذاجة والغفلة ؟ ولماذا هم خلافاً لأغلبية المعارضة السورية ، بل والشعب السوري الذي يعلم حقيقة " خدام " ينظرون لنا عن قبول التوبة ، وعن تكفير السيئات ؟ ألا يتساءلون مثل البقية : هل نأى " خدام بنفسه عن النظام حباً للوطن أم خوفاً من انقلاب السحر على الساحر ؟! كثيرون ـ صغاراً وكباراً ـ هم الذين قالوا لخدام : صح النوم!!
أما " خدام " فلا يلام فقد وجد ضالته في قوم مغفلين سذج أباحوا له ظهورهم ليركبها ! والانتهازية عنوان الرجل منذ كان . الملام جماعة كبيرة صاحبة تجربة تقود معارضة لا يمثل لها " خدام " شيئاً ، ثم تقدم له مجالاً رحباً ليتنفس منه ! بل وتنصب نفسها للدفاع عـنه وعن توبتـه ! بل وتهاجم معارضيه الذين وعووا ما لم تعيه هي!
لا جرم أن الإخوان لم ينتهوا بالعمل الإسلامي إلى تقدم ملموس ! ولا عجب أن دور الإخوان بات محصوراً في انتظار من يمد يده لهم ليصرخوا في واد ها قد كسبنا صديقاً جديداً ، في حين أن صديقهم الجديد مجرد مستغل لهم ولسذاجتهم ! هذا ما يفعله خدام بهم ، وهذا ما تفعله أحزاب بليت وشاخت ، عدد أتباع أضخمها لا يشكل فريق كرة قدم، في إخوان الأردن الذين يشتغلون رَكوبة لهذه التجمعات !!
خدام ملَّ لعب دور الرجل الثاني ، وغضب لضياع نفوذه ، فتغذى بالقوم مختصراً الطريق .
وخدام رجل له من اسمه كل النصيب " خدام " ، فهو لا يستطيع إلا أن يكون خداماً ، لكنه أراد أن يقوم بدور السيد ولو لمرة قبل وفاته ، ففعل فعلته التي فعل وهو من الظالمين ، وهو في قرارة نفسه يعرف أنه كذاب ، وأن أحداً من الذين التفوا حوله لا يصدقه ، ولا أعتقد أنه كان يحلم أن الوحيدين الذين سيصدقونه ويحملونه ويدافعون عن أوبته ، ويهاجمون مكذبيه ، هم الإخوان المسلمون ، صدر الأمة الحنون ، وقلبها الكبير!!
بالتعاون مع موقع التغـيـيـر
[/URL][url]www.altaghyeer.com (http://www.altaghyeer.com)
إبراهيم العسعس
1ـ3ـ2009
كلما قررت طيَّ الصحف ، ومنع الأقلام عن الحديث في ممارسات بعض الحركات والدعاة ، والتفرغ للكتابة لخدمة مشروع فكري أتبناه ، أقرأ ما يثني عزمي ، ويدفعني دفعاً لا أسطيع ردَّه للتعليق خشية أن يغتر بعض القراء بما يصدر عن الأفاضل أصحاب التجارب والسوابق في خدمة الإسلام .
والحقيقة أنني شخصياً قد وطنت نفسي على عدم العجب مما يصدر عن الإخوان من مواقف ، فالجماعة ضائعة تضرب في التيه بلا دليل ولا مرشد ، وقد أنهكت ـ لأنها بلا دليل ـ بخلافاتها الداخلية ، وصراعها بين أن تكون صقوراً أو حماماً!
ولذلك لم أدهش عندما قرأت ما كتبه الأستاذ الطاهر إبراهيم عن علاقة وتحالف الإخوان السوريين مع " الأستاذ " خدام ! مع أن ما ذكره يدعو للعجب والدهشة .
هناك ما يدعوني للاعتقاد بأن العقل الإخواني مبني بناء خاصاً فريداً له خاتم متفرد ، ويستطيع أي إنسان لو عـرض عليه قـرار أو خيار أن يعـرف إن كان خياراً أو قراراً إخوانياً أم لا !! وهذا موضوع طويل لا محل له هنا ، لعل الزمن يسعف بالحديث عنه بالتفصيل لأهميته فقرارات الإخوان كثيراً ما رجعت بالعمل الإسلامي خطوات إلى الوراء .
لست أدري كيف يفهم الأخ الطاهر الأمور عندما يقول عن خدام أنه " قرر أن ينحاز إلى الشعب السوري ، وأن يعمل في صفوف المعارضة السورية ضد نظام كان هو أحد رموزه " !!
جيد جداً بل ممتاز أن الأخ الطاهر يتذكر أن خدام كان أحد رموز النظام ! فلماذا قرر خدام أن ينحاز إلى الشعب السوري بعد أربعة عـقـودـ كما ذكر الطاهرـ قضاها في أعمال الشر والفوضى ؟ يجيبك الطاهر بكل ثقة بأن خدام " تأكد أن الحزب لا يعمل لصالح سورية فقرر تركه ! " وحتى لا يعترض معترض بما يعرفه الطاهر سارع إلى تقرير القاعدة الذهبية قائلاً
" والرجوع عن الخطأ فضيلة ، والتوبة تجبُّ ما قبلها " .
لا أدري هل أترك هذا الكلام بلا تعليق طمعاً في وعي القراء ، أم أعلق ولو بكلمة خشية من الغفلة والسهو ؟ ولكن لا بأس من تعليق بسيط .
هبني وإياكم عند نقطة البداهة ، وفي قاع الغفلة ، واحسبوني وإياكم لا نعرف شيئاً عن السياسة والدهاء ، وافرضوا أننا لا نعرف شيئاً عن خدام وخدماته السابقة ، وملايينه التي فرَّ بها ... أنا وإياكم لا نعرف شيئاً عن كل هذا وذاك . أفلا يحق لنا أن نتساءل عن هذه التوبة المفاجئة؟
ألا يقال عادة في مثل هذه الظروف التي رافقت " التوبة ، والانحياز إلى الشعب " : ما عدا مما بدا؟!
سامحنا يا أستاذ الطاهر لكن ألا ترى معنا أنَّ أربعين عاماً طويلة " حبتين " لكي يستنتج خدام القريب جداً من الـقيادة ، والشريك جـداً باتخـاذ القـرار :" أنَّ الحزب لا يعـمل لصالح سـورية "؟
هل يقبل مثل هذا الكلام عن رجل كان مهندس سياسات النظام لمدة أربعين عاماً ؟ هل تقبل أمثال هذه التوبة المفاجأة من اللصوص الكبار أمثال " خدام " ؟ كيف يكفر خدام عن ماضيه في تهريب النفايات النووية والتستر على أولاده وتعليق القضية المرفوعة منذ عام 1990؟
أرجوك يا أستاذ الطاهر إنزل لمستوى القراء وأخبرهم عن آلية نزول " خدام " " إلى ساحة المعارضة ليكفر عن ماضيه المؤلم ؟" وهل يقال عن مثل هذا الرجل : تقبل الله توبتكم ، وتفضل لنعمل سوياً ! أم يقال : اقتلوه ولو وجدتموه معلقاً بأستار الكعبة ؟ ومع ذلك فإننا لا نغلق التوبة في وجه أحد لأن قبول التوبة أو ردها ليس من عملنا بل هو لله وحده ، لكننا نقول إنَّ أمثال خدام عندما يتوب يجلس في بيته ولا يترك له المجال ليتقدم الصفوف ! ولا يستقيم في عقل الحمقى أن تأتي جماعة كبيرة مثل جماعة الإخوان السوريين ، شارك " خدام " في سحقها وطحنها ، لتعمل رافعة له ، وتجلسه على ظهرها ليحاضر فيمن سرقهم وقتلهم واضطهدهم عن العفة والنزاهة!!
لا يمكن هذا ، ولا يمكن أن يصدق مثل " خدام " وتوبته تمت بعد تقليص نفوذه ! لا أدري كيف يفكر الإخوان السوريون ، وإلى أي مدى وصلت بهم السذاجة والغفلة ؟ ولماذا هم خلافاً لأغلبية المعارضة السورية ، بل والشعب السوري الذي يعلم حقيقة " خدام " ينظرون لنا عن قبول التوبة ، وعن تكفير السيئات ؟ ألا يتساءلون مثل البقية : هل نأى " خدام بنفسه عن النظام حباً للوطن أم خوفاً من انقلاب السحر على الساحر ؟! كثيرون ـ صغاراً وكباراً ـ هم الذين قالوا لخدام : صح النوم!!
أما " خدام " فلا يلام فقد وجد ضالته في قوم مغفلين سذج أباحوا له ظهورهم ليركبها ! والانتهازية عنوان الرجل منذ كان . الملام جماعة كبيرة صاحبة تجربة تقود معارضة لا يمثل لها " خدام " شيئاً ، ثم تقدم له مجالاً رحباً ليتنفس منه ! بل وتنصب نفسها للدفاع عـنه وعن توبتـه ! بل وتهاجم معارضيه الذين وعووا ما لم تعيه هي!
لا جرم أن الإخوان لم ينتهوا بالعمل الإسلامي إلى تقدم ملموس ! ولا عجب أن دور الإخوان بات محصوراً في انتظار من يمد يده لهم ليصرخوا في واد ها قد كسبنا صديقاً جديداً ، في حين أن صديقهم الجديد مجرد مستغل لهم ولسذاجتهم ! هذا ما يفعله خدام بهم ، وهذا ما تفعله أحزاب بليت وشاخت ، عدد أتباع أضخمها لا يشكل فريق كرة قدم، في إخوان الأردن الذين يشتغلون رَكوبة لهذه التجمعات !!
خدام ملَّ لعب دور الرجل الثاني ، وغضب لضياع نفوذه ، فتغذى بالقوم مختصراً الطريق .
وخدام رجل له من اسمه كل النصيب " خدام " ، فهو لا يستطيع إلا أن يكون خداماً ، لكنه أراد أن يقوم بدور السيد ولو لمرة قبل وفاته ، ففعل فعلته التي فعل وهو من الظالمين ، وهو في قرارة نفسه يعرف أنه كذاب ، وأن أحداً من الذين التفوا حوله لا يصدقه ، ولا أعتقد أنه كان يحلم أن الوحيدين الذين سيصدقونه ويحملونه ويدافعون عن أوبته ، ويهاجمون مكذبيه ، هم الإخوان المسلمون ، صدر الأمة الحنون ، وقلبها الكبير!!
بالتعاون مع موقع التغـيـيـر
[/URL][url]www.altaghyeer.com (http://www.altaghyeer.com)