يدهشني حملة العلم في أمتنا , وخاصة السلفيون منهم , فهم إنتقائيون فيما يعتبرونه "دين" , ويجب قول كلمة الحق فيه ..

فتراهم يختارون مواضيع أو أحداث معينة , فيهبون هبة رجل واحد ليبينوا الحق فيه , صارخين بأنهم يقولون الحق بشأنه , لأن هذا الأمر "دين" يجب عليهم أن يبينوه للناس بصراحة ووضوح ..

ولكن هناك مشكلة بسيطة في هذا الأمر , ألا وهي الإنتقائية التي تذهب بمصداقية كلام حملة العلم , وتذهب بما يقولون أدراج الرياح , فيكون كلامهم بالرغم من أنه يحمل بعض الحق , إلا أنه يصبح كالحرث في الماء , فلا هو يبقى , ولا يكون له تأثير على الناس ..

ولعل موضوع تفجيرات الحسين شاهد على هذه الظاهرة , فقد هب أكثر من واحد من حملة العلم يدين هذه التفجيرات ويبين حكم الشرع فيها , ويقول أن هذا الأمر "دين" , وأنهم لا بد أن يوضحوا الأمر بشأنه وبصراحة ..

ونحن نتفق معهم في إدانة الحدث , ولكن السؤال هو : إلى متى سيظل حملة العلم على هذا الحال , إلى متى سيظلوا يبينون نصف الحقيقة ويخفون أو يتجاهلون النصف الآخر , والذي هو أولى بالتبيان , لأنه دين أيضا , بل هو الدين ..

فهم يدينون التفجيرات ( والعمليات الإرهابية بصورة عامة) , ولكنهم لا يدينون الأسباب والأشخاص المسؤولين عن تنامي هذه الظاهرة , ولذلك يأتي كلامهم بالرغم من الحق فيه إلا أنه يأتي مبتورا , لأنه لم يتناول كل أطراف الظاهرة ..

فهم يدينون التفجيرات , لكن هل أدانوا ( بصورة علنية وصريحة) غلق المساجد بعد كل صلاة , ومنع الناس من الجلوس في بيوت الله يناقشون أحوال أمتهم , بدلا من الجلوس على المقاهي , وإهدار الوقت أمام التلفزيون.

وهم يدينون التفجيرات , لكن هل أدانوا ( بصورة علنية وصريحة) تتبع الأمن للشباب الذي يعتكف في المساجد ؟

وهم يدينون التفجيرات , لكن هل أدانوا ( بصورة علنية وصريحة) تزلف الحاكم للغرب وفتح البلاد على مصراعيها لسياح الغرب ليأتوا ويمارسوا أنواع الفجور في بلادنا دون إحترام لتقاليد المسلمين وعاداتهم؟ , تحت ذريعة أن السياحة تمثل مصدر دخل قومي كبير , وكأننا علينا أن نرضى بإهانة ديننا من أجل المال !

وهم يدينون التفجيرات , لكن هل أدانوا ( بصورة علنية وصريحة) فساد الحكم ومحاربته لكل مظهر للتدين وترحيبه بكل مظهر من مظاهر العهر ..

وهم يدينون التفجيرات , لكن هل أدانوا ( بصورة علنية وصريحة) إبعاد المتدينين عن الوظائف المهمة والحساسة , مثل الحقائب الوزارية والدبلوماسية , والرتب العالية في الجيش والشرطة ..

فإن كان إدانة التفجيرات يا حملة العلم "دين" يجب عليكم أن توضحوا حكم الشرع فيه , فماذا عن كل الأمور السابقة ؟ , أليست هي أيضا "دين" يجب عليكم أن تبينوا حكم الله فيه, خاصة وأن عدم تبيان حكم الله في هذه الأمور هو الذي يؤدي إلى عمليات العنف هذا بإفتراض أن الجماعات المتشددة هي من وراء هذه التفجيرات ..

فهل رأيتم لماذا لا يستمع الشباب لكم؟

لأنكم تقولون نصف الحقيقة إن لم كن ربعها..
لأنكم إنتقائيون فيما تعتبرونه دين ..
لأنكم لا تختارون من الدين لكي تبينوا حكم الله فيه, إلا الجزء الذي لا يغضب السلطات عليكم ..

لذلك فستظلوا تحرثوا في الماء , وسينفض الناس عنكم .. فلا دين بينتم , ولا إرهابا منعتم.


منقول من هنا -
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=79836

أحسنت النقل
وصدق الكاتب
بارك الله فيكما

يجب أن يكون حملة العلم أو بكلمة أعم العلماء والشيوخ هم الذين يقودون الأمة الإسلامية نحو بر الأمان ويبينوا للناس الحق ويحرضوهم على إتباعه ويردوهم عن الباطل ويحذروهم منه .

لكن هل يقوم العلماء بواجبهم في أيامنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قد يبدو للبعض أن دور العلماء ينحصر فقط في إلقاء الخطب الرنانة على المنابر ، ولكن أين دورهم في تربية الأجيال ، أين دورهم في إحياء المساجد عن طريق إعطاء الدروس والحلقات ؟؟؟؟؟؟؟؟ حتى أننا وصلنا لزمن أصبحت كلمة الحق لهي أثقل على ألسنتهم من ثقل الجبال .

فلماذا التخلي عن دورهم ولصالح من ؟؟

مع كل هذا إلا أن هناك شيوخ لا يزالون يصدعون بالحق ، فأمتنا مهما عانت إلا أنها تأبى الركوع إلا لله عزوجل ، فأمةٌ فيها أمثال البراء إبن مالك وخالد بن الوليد ومحمد الفاتح وعبدالعزيز الرنتيسي لهي المنتصرة بإذنه تعالى.

بارك الله فيك ... وجع الأمة واحد

المقالة جيدة جداً لولا الجملة الأولى. بما ان الموضوع منقول من الملتقى فلا بد ان يكون اهل الملتقى قد رحبوا بهذه المشاركة ولكن ما هو رأيهم لو استبدلنا عبارة السلفيين بالإخوان !!!

بالنسبة لي، المقالة اصابت الهدف ولكن الكاتب اصر على البقاء على اطراف الحمى ولم يشمل كل اولئك العلماء وطلبة العلم الإنتقائيين الذين يختارون جبهة صغيرة فيفتحونها بكل ضراوة وينسون كل الجبهات الأخرى.

هذا هو الحزب الإسلامي العراقي يشهد بكل بجاحة على كل عمليات التطهير العرقي ويعتبر انه غير معني بها لأنه إخواني والباقون سلفيون وتماثيل بوذا تذكرنا ايضاً بمواقف لم نرها في اماكن اخرى ولا زالت الأضرحة المستجدة في لبنان تذكرنا بالكثير من الصور القاتمة جداً.

هذا لا يعفي السلفيين طبعاً من المسؤولية فهم يهبون هبة رجل واحد لما يكون الأمر متعلقاً بأحكام الوضوء والتورك في الصلاة ولكنهم ينسون او يتناسون انتهاك حرمات الله في اقدس الأماكن على وجه الأرض. يهبون لما يروا إرهابيين مسلمين في مكان ما ولكنهم يغضون الطرف عن غزة لأن حماس هي التي اشعلت النار.

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل هؤلاء وحسبنا الله في كل من يتبعهم بشكل اعمى سواء من هذا الطرف او ذاك

شكرا للأخوة الكرام على مشاركاتهم

وللعلم :

الكاتب ليس من الإخوان بل هو من القاعدة . وقد تعرض للحظر أكثر من مرة .

والمقالة أعلاه هي رد على شبهات الإخوان وافتراءاتهم بحق المجاهدين .

والإخوان لم يرحبوا بهذه المقالة ولكنهم يئسوا من قيامهم بالحذف والطرد والتهديد والوعيد .

شكراً لهذا المنتدى الذي كان أرحب صدراً منهم .