تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( العقيدة المنجية ) لأبي الحسن الأشعري رحمه الله



طرابلسي
02-10-2009, 08:32 PM
أبُو الحسن الأشعري

بقلم: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري المدرس في كلية الشريعة بالجامعة الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: لما كان أكثر الناس في الأقطار الإسلامية ينتسب عقيدة إلى أبي الحسن الأشعري، ومع ذلك لا يعرف شيئاً عن أبي الحسن الأشعري، ولا عن عقيدته التي استقر عليها أمره أخيراً واستحق بها أن يكون من الأئمة المقتدى بهم، أحببنا أن نفيد أولئك عن حقائق هذا الإمام المجهول عند كثير ممن ينتسب إليه وينتحل عقيدته، حسب ما تتبعنا من المراجع المعتبرة. وقبل كل شيء نتحف القارئ بنبذة قليلة من ترجمة الأشعري فأقول وبالله أستعين: التعريف بالإمام: هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، ولد سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية، ترجمه أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في كتابه ( تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي موسى الأشعري ) والخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ) وابن خلكان في وفيات الأعيان والذهبي في ( تاريخ الإسلام ) وابن كثير في ( البداية والنهاية ) و( طبقات الشافعية ) والتاج السبكي في ( طبقات الشافعية الكبرى ) وابن فرحون المالكي في ( الديباج المذهب في أعيان أهل المذهب ) ومرتضى الزبيدي في ( إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين ) وابن العماد الحنبلي في ( شذرات الذهب في أعيان من ذهب ) وغيرهم. دخل هذا الإمام بغداد وأخذ الحديث عن الحافظ زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقه1 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote1) وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح ومحمد بن يعقوب المقري وعبد الرحمن بن خلف البصريين، وروى عنهم كثيراً في تفسيره ( المختزن ) وأخذ علم الكلام عن شيخه زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة. ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على أستاذه في الدرس ولا يجد فيها جواباً شافياً فتحير في ذلك. فحكي عنه أنه قال: وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليك بسنتي " فانتبهت!! وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهرياً. قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 463ه‍ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 346: " أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة، والجهمية، والخوارج وسائر أصناف المبتدعة. إلى أن قال: وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم". قال ابن فرحون في الديباج: "أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين" اه‍. وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303: ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مراء وهي أعني المناظرة كما قال ابن خلكان: "سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة، كان أحدهم مؤمناً براً تقياً والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً، والثالث كان صغيراً، فماتوا فكيف حالهم؟ فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات، وأما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة، فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ فقال الجبائي: لا ‍‍!! لأنه يقال له: أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بطاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات، فقال الأشعري فإن قال: ذلك التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة، فقال الجبائي: يقول البارئ جل وعلا: كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك، فقال الأشعري: فلو قال الأخ الأكبر يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي، فلمَ راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي"!! وقال ابن العماد "وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته واختص آخر بعذابه"اه‍ . وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: " أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وذكره غير ما مرة من أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل، هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه" اه‍. وفضائل أبي الحسن الأشعري ومناقبه أكثر من أن يمكن حصرها في هذه العجالة، ومن وقف على تواليفه بعد توبته من الاعتزال رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه، وأقامه لنصرة الحق والذب عن طريقه. وقد تنازع فيه أهل المذاهب، فالمالكي يدعي أنه مالكي، والشافعي يزعم أنه شافعي، والحنفي كذلك. قال ابن عساكر: لقيت الشيخ الفاضل رافعاً الحمال الفقيه، فذكر لي عن شيوخه أن أبا الحسن الأشعري كان مالكياً فنسب من تعلق اليوم بمذهب أهل السنة وتفقه في معرفة أصول الدين من سائر المذاهب إلى الأشعري لكثرة تواليفه وكثرة قراءة الناس لها. قال ابن فورك: توفي أبو الحسن الأشعري سنة 324ه‍. اه‍. وبعد ذكر هذه النتفة من ترجمة هذا الإمام نذكر فيما يلي إثبات رجوعه عن الاعتزال وإثبات نسبة ( الإبانة ) إليه ننقل ذلك من المراجع الموثوق بها، فنقول وبالله التوفيق. رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى عقيدة السلف: قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي المتوفى سنة 571ه‍ في كتابه ( التبيين ): قال أبو بكر إسماعيل بن أبي محمد بن إسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة: إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وأنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة، وكان لهم إماماً ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة، وقال: معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا، وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ودفع الكتب إلى الناس، فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريباً إن شاء الله: فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إماما حتى نسب مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة ككتابيٍ أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة. وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة، فهم يشنعون عليه وينسبون إليه الأباطيل وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة، مما يفضي به إلى انحطاط المنزلة، بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة، لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر، وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر، فاستراحة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هارون بن موسى الأعور. وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو، وناظره إنسان يوماً في مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هارون فبئس ما صنعت فغلبه هارون في هذا. واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة - سيفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف، فزاده حجة وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من بسطه وشرحه كغيره من الأئمة. وقال أبو بكر بن فورك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300ه‍. وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفى سنة 681ه‍ قال في ( وفيات الأعيان ) الجزء الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب. ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774ه‍. قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة 187:" إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم ". ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748 قال في كتابه ( العلو للعلي الغفار ): "كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة، ووافق أئمة الحديث، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها - لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله". وممن قال برجوعه تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 771ه‍ قال في طبقات الشافعية الكبرى، الجزء الثاني صفحة 246: أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أراده الله لنصرة دينه وشرح صدره لاتباع الحق غاب عن الناس في بيته، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه. ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799ه‍ قال في كتابه ( الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب ) صفحة 193: كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق، ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره، فكان ذلك والحمد لله تعالى. ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى الحنفي المتوفى سنة 1145ه‍ قال في كتابه ( إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين ) الجزء الثاني صفحة 3. قال: أبو الحسن الأشعري أخذ علم الكلام عن الشيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة. ثن فارقه لمنام رآه، ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك إظهاراً. فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني، أنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن، وإن الله لا يرى بالدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم. وها أنا تائب من الاعتزال معتقداً الرد على المعتزلة، ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم. ثم قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال: أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة. والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك2 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote2). والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً. وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لا شك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم. كتاب الإبانة: وبعد إتمام هذا الحديث حول رجوعه عن الاعتزال نقرأ بحثا ثانيا في صحة نسبة ( الإبانة في أصول الديانة ) إليه رداً على بعض الأغمار الذين زعموا أنها مدسوسة عليه - وهذا هو بيت القصيد فنقول: وبالله نستعين. قال الحافظ بن عساكر في كتابه ( تبيين كذب المفتري ) ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسة وخمسين تصنيفاً، ثم قال: ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف، وبعد ذلك سردها فقال: منها كتاب اللمع، وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سمّاه بكتاب ( كشف الأسرار وهتك الأسرار). ومنها تفسيره المختزن، وهو خمسمائة مجلد3 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote3) - على ما يزعم - لم يترك فيه آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها، وجعلها حجة لأهل الحق، وبيّن المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما. ومنها الفصول في الرد على الملحدين والخارجين على الملة كالفلاسفة والطبائعيين والدهريين وأهل التشبيه. ومنها مقالات المسلمين4 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote4) استوعب فيه جميع اختلافهم ومقالاتهم وذكرها الحافظ بن عساكر بأسمائها وموضوعاتها في كتابه التبيين من صفحة 128 إلى صفحة 136، وقد اطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثة من الكتب المذكورة وهي مطبوعة: اللمع، والإبانة، والمقالات الإسلامية. وقال ابن عساكر في صفحة 28 من التبيين، وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورة معروفة، وبالإجادة والإصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة، ومن وقف على كتابه المسمى بالإبانة، عرف موضعه من العلم والديانة. ثم قال في صفحة 152: فإذا كان أبو الحسن كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد، مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد، فلا بدّ أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة، ونتجنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركاً للخيانة، لتعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سمّاه بالإبانة وذكر ما يأتي في آخر الرسالة إن شاء الله تعالى: ثم قال في صفحة 171 في جملة أبيات نسبها لبعض المعاصرين له: لو لم يصنف عمره
. غير الإبانة واللمع
. لكفى فكيف وقد
. تفنن في العلوم بما جمع
. مجموعة تربى على المئتـ
. ين مما قد صنع
. لم يأل في تصنيفها
. أخذاً بأحسن ما استمع
. فهدى بها المسترشد
. ين ومن تصفحها انتفع
. تتلى معاني كتبه
. فوق المنابر في الجمع
. ويخاف من إفحامه
. أهل الكنائس والبيع
. فهو الشجا في حلق من
. ترك المحجة وابتدع
. وممن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري، الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الشافعي المتوفي سنة 458 قال في كتابه ( الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد ) في باب القول في القرآن صفحة 31، ذكر الشافعي رحمه الله ما دل على أن ما نتلوه من القرآن بألسنتنا ونسمعه بآذاننا، ونكتبه في مصالحنا يسمى كلام الله عز وجل، وأن الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم، وبمعناه ذكره أيضاً علي بن إسماعيل في كتاب الإبانة. وقال في صفحة 32 من الكتاب المذكور آنفاً: قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه، يعني الإبانة: "فإن قال قائل: تقولون أن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ، قيل له نقول ذلك، لأن الله قال {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم، وهو متلو بالألسنة قال تعالى : {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} والقرآن مكتوب في مصاحفنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا في الحقيقة متلو بألسنتنا في الحقيقة مسموع لنا في الحقيقة كما قال تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} ثم قال في صفحة 26 بعد سرد الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق: وقد احتج علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله بهذه الفصول", اه‍ من نسخة مخطوطة يرجع تاريخ خطها إلى سنة 1086ه‍5 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote5) . وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري الحافظ المعروف بالذهبي، قال في كتابه ( العلو للعلي الغفار ) صفحة 278: قال الأشعري في كتاب ( الإبانة في أصول الديانة ) له في باب الاستواء. فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل نقول إن الله مستوٍ على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} إلى آخر ما في الإبانة. ثم قال: وكتاب الإبانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه ونسخه بخطه الإمام محيي الدين النووي. وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الأشعري الموسوم بالإبانة أدلة على إثبات الاستواء. ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري رحمه الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئاً في حال نزعه. لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا. اه‍ كلام الذهبي. وممن نسبها إلى أبي الحسن الأشعري ابن فرحون المالكي قال في كتابه الديباج صفحة 193: إلى ص194 ولأبي الحسن الأشعري كتب منها كتاب اللمع الكبير، وكتاب اللمع الصغير، وكتاب الإبانة في أصول الديانة. اه‍. وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089ه‍. قال في الجزء الثاني من كتابه، ( شذرات الذهب في أعيان من ذهب ) صفحة 303، قال أبو الحسن الأشعري في كتابه ( الإبانة في أصول الديانة ) وهو آخر كتاب صنفه. وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه، ثم ذكر فصلاً كاملاً من الإبانة. وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي. قال في ( إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين )في الجزء الثاني صفحة 2، قال: صنف أبو الحسن الأشعري بعد رجوعه من الاعتزال ( الموجز ) وهو في ثلاث مجلدات، كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة، ومقالات الإسلاميين، وكتاب الإبانة. وقد تقدمت الحكاية عن ابن كثير أن الإبانة هي آخر كتاب صنفه أبو الحسن الأشعري. وممن ذكر أن الإبانة تأليف أبي الحسن الأشعري أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس الشافعي6 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote6) قال في رسالته ( الذب عن أبي الحسن الأشعري): اعلموا معشر الإخوان أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة، الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبه كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمن الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها وكيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها. وروى وأثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين. وأن ما فيه هو الذي يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهل يسوغ أن يقال: إنه رجع عن هذا إلى غيره فإلى ماذا يرجع أتراه يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون وقد علم أنه مذهبهم، ورواه عنهم؟؟‍‍‍!! هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين وكيف بأئمة الدين، أو هل يقال: إنه جهل الأمر فيما نقله عن السلف الماضين مع إفنائه جل عمره في استقراء المذاهب وتعرف الديانات، هذا مما لا يتوهمه منصف، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف، وقد ذكر الإبانة واعتمد عليها وأثبتها عن الإمام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرأه من كل بدعة نسبة إليه، ونقل منها إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم. وذكر ابن درباس طائفة من الذين قدمنا ذكرهم وزاد الحافظ أبا العباس أحمد بن ثابت العراقي، وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري، وما هذا بأول باطل ادعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه الموسوم بالإبانة عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكرته على إثبات الاستواء، ومنهم الإمام الأستاذ الحافظ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني ذكر عنه أنه ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا بيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ويظهر الإعجاب به، ويقول ما الذي ينكر علي من هذا الكتاب شرح مذهبه ( هذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان ). ومنهم إمام القراء أبو الحسن بن علي بن إبراهيم الفارسي ذكر الإمام أبا الحسن الأشعري رحمة الله عليه، فقال: وله كتاب في السنة سمّاه كتاب الإبانة صنفه ببغداد لما دخلها، وذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الإبانة في كتب أبي الفتح نصر المقدسي رحمه الله ببيت المقدس وقال: رأيت في بعض تآليفه في الأصول فصولاً منها بخطه. ومنهم الفقيه أبو المعالي مجلي صاحب كتاب الذخائر في الفقه، قال ابن درباس أنبأني غير واحد عن الحافظ أبي محمد المبارك ابن علي البغدادي ونقلته أنا من خطه في آخر كتاب الإبانة قال نقلت هذا الكتاب جميعه من نسخة كانت مع الشيخ الفقيه المجلي الشافعي أخرجها في مجلدة فنقلتها وعارضت بها وكان رحمه الله يعتمد عليها وعلى ما ذكره فيها ويقول لله من صنفه ويناظر على ذلك من ينكره وذكر ذلك لي وشافهني به قال: هذا مذهبي وإليه أذهب نقلت هذا في سنة 540ه‍ بمكة وهذا آخر ما نقلت من خط ابن الطباخ. وذكر فيمن عزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة قال ابن درباس شاهدت نسخة من كتاب الإبانة بخطه من أوله إلى آخره، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المفضل المقدسي ونسخت منها نسخة، وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الإمام نصر المقدسي ببيت المقدس ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال ما سمعنا بها قط ولا هي من تصنيفه واجتهد آخراً في أعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته لعله ألفها لما كان حشوياً، قال ابن درباس فما دريت من أين أمريه أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصانيفه من العلماء أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه، واشتهاره قبل توبته من الاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها، فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة فكيف يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والمحدثين وهم لا يلون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم وهم والله بذلك أجهل وأجهل كيف لا وقد قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه وهو في الحقيقة مخالف لمقالة أبي الحسن التي رجع إليها واعتمد في تدينه عليها قد ذهب صاحب التأليف إلى المقالة الأولى، وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة اه‍‍‍ كلام ابن درباس رحمه الله. وممن ذكر الإبانة ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الشهير بابن تيمية المتوفى سنة 728ه‍، قال في الفتوى الحموية الكبرى صفحة 70: قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه الإبانة في أصول الديانة وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال: فصل في إبانة قول أهل الحق والسنة وذكر ما في أو كتاب الإبانة بحروفه وسيأتي ذكره إن شاء الله قريباً. وممن عزاها إلى أبي الحسن الأشعري شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي المتوفي سنة 751ه‍ قال في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية الطبعة الهندية صفحة 111 قال شيخ الإسلام ابن تيمية ولما رجع الأشعري عن مذهب المعتزلة سلك طريق أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد بن حنبل كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرها. ثم قال ابن القيم: وأبو الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كالحسن الطبري وأبي عبد الله بن المجاهد والقاضي أبي بكر الباقلاني متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين وعلى إبطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك قولان أصلاً، ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين ولكن لاتباعه قولان في ذلك. ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان: أولها في الإرشاد ورجع عن تأويلها في رسالته النظامية7 (http://www.iu.edu.sa/magazine/23/5.doc#footnote7) وحرمه، ونقل إجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجب ولا جائز، ثم ذكر ابن القيم قول أبي الحسن الأشعري إمام الطائفة الأشعرية، ثم قال: نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والإبانة والمقالات. وقال ابن القيم في قصيدته النونية التي سماها الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الطبعة المصرية صفحة 68: والأشعري قال: تفسير استوى
. بحقيقة استولى من البهتان
. هو قول أهل الاعتزال وقول اتب‍
. اع لجهم وهو ذو بطلان
. في كتبه قد قال ذا من موجز
. وإبانة ومقالة ببيان
. وقال في صفحة 69 من الكتاب المذكور آنفاً: وحكى ابن عبد البر في تمهيده
. وكتاب الاستذكار غير جبان
. إجماع أهل العلم أن الله فو
. ق العرش بالإيضاح والبرهان
. وأتى هناك بما شفى أهل الهدى
. لكنه مرض على العميان
. وكذا علي الأشعري فإنه
. في كتبه قد جاء بالتبيان
. من موجز وإبانة ومقالة
. ورسائل للثغر ذات بيان
. وأتى بتقرير استواء الرب فو
. ق العرش بالإيضاح والبرهان
. وأتى بتقرير العلو بأحسن التقر
. ير فانظر كتبه بعيان
. قلت: هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا يتناطح عليها عنزان ولا يمتري فيها اثنان: إن كتاب الإبانة ليس مدسوساً على أبي الحسن الأشعري كما زعمه بعض الأغمار من المقلدة بل هو من تواليفه التي ألفها أخيراً واستقر أمره على ما فيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية. وبعد هذا رغبت أن أتحف القارئ بقطعة من عقيدة هذا الإمام التي رجع إليها وذكرها في إبانته، أذكرها بفصها ونصها ليظهر كل منصف قرأها بفهم أن أبا الحسن الأشعري تاب من التعطيل والتأويل كما أنه ليس بممثل بل هو مثبت ومعتقد كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه أو أخبر به عنه نبيه عليه الصلاة والسلام من غير تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل. فأقول قال أبو الحسن الأشعري في إبانته ( باب في إبانة قول أهل الحق والسنة ): فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون. قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم مفخم. وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا به من عند الله وما رواه الثقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئاً. وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها. وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله مستو على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. وأن له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ}. وأن له يدين بلا كيف كما قال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} وكما قال :{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}. وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً. وأن لله علماً كما قال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} وكما قال :{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ}. ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج. ونثبت أن لله قوة كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} ونقول أن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له كن كما قال :{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله. وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل وأن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل، وأنه لا خالق إلا الله، وأن أعمال العبد مخلوقة لله مقدرة كما قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يُخلقون كما قال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} وكما قال :{لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} وكما قال: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُق} وكما قال :{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} وهذا في كتاب الله كثير، وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر لهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات، كزعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين. وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم، وخذلهم وطبع على قلوبهم. وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا. وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بالله كما قال عز وجل. ونلجأ في أمورنا إلى الله ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه. ونقول إن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر. وندين بأن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول: إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة كما قال عز وجل :{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}. وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا، وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكا فأعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا. وندين بأن لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمور كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرون. ونقول إن كل من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنا والسرقة وما أشبههما مستحلاً لها غير معتقد لتحريمهما كان كافراً. ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان وليس كل إسلام إيماناً. وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل. وأنه عز وجل يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. وندين بأن لا ننزل أحداً من أهل التوحيد والممسكين بالإيمان جنة ولا ناراً إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. ونرجو الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين. ونقول إن الله عز وجل يخرج قوماً من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تصديقاً لما جاءت به الروايات عن الرسول صلوات الله عليه وسلم. ونؤمن بعذاب القبر، وبالحوض. وأن الميزان حق، والصراط حق، والبعث بعد الموت حق، وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين. وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقاة عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين. ونقول إن الإمام الفضل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه. وإن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون بالإمامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموه جميعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه، قاتلوه ظلماً وعدواناً. ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة . ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونكف عمّا شجر بينهم. وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم. ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل، هل من مستغفر، وبسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لما قال أهل الزيغ والتضليل،ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به، ولا نقول على الله ما لا نعلم. ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال :{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}. وإن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال :{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وكما قال :{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}. ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وغيره. كما روي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج. وإن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافاً لمن أنكر ذلك. ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة. وندين بإنكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم. ونصدق بحديث المعراج. ونصحح كثيراً من الرؤيا في المنام ونقر أن لذلك تفسيراً. ونرى الصدقة عن موتى المسلمين والدعاء لهم: ونؤمن أن الله ينفعهم بذلك، ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحراً، وأن السحر كائن موجود في الدنيا. وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوارثهم. ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل، وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحراماً وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويسلكه ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية كما قال الله عز وجل : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} وكما قال : {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. ونقول: "إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم. وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة ناراً ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية. وندين الله عز وجل بأنه يعلم ما العباد عاملون وإلى ما هم صائرون وما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين، ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى" انتهى بحروفه. هذا مجمل عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي استقر أمره عليها بعد أن أقام على مذهب الاعتزال أربعين عاماً. ذكره في أول كتابه الإبانة وفصله باباً باباً فراجعها إن شئت تجد ما يشفي ويكفي. فتأمل أيها الأخ المنصف هذه العقيدة ما أوضحها وأبينها واعترف بفضل هذا الإمام العالم الذي شرحها وبينها وانظر سهولة لفظها فما أفصحه وأحسنه. وكن ممن قال الله فيهم :{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وتبين فضل أبي الحسن الأشعري واعرف إنصافه واسمع وصفه للإمام أحمد بن حنبل بالفضل والعلم لتعلم أنهما كانا في الاعتقاد متفقين وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين. ولعمري أن هذه العقيدة ينبغي لكل مسلم أن يعتقدها ولا يخرج عن شيء منها إلا من في قلبه غش ونكد. نسأل الله تعالى الثبات عليها ونستودعها عند من لا تضيع عنده وديعة. والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على نبينا محمد معلم الخيرات وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تجزى فيه الحسنات

منير الليل
02-11-2009, 12:40 AM
جزاك الله خيرا
أخي ممكن تخبرنا عن خلق أفعال العباد.. وما هو المقصود بها...

دار الاسلام
02-11-2009, 01:51 AM
جزاك الله خيرا
أخي ممكن تخبرنا عن خلق أفعال العباد.. وما هو المقصود بها...
هي خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل !!
كمبرمج الكمبيوتر (طبعا لا مقارنة بين خلق الله عز وجل و خلق او صنع المخلوق!).... فهو على سبيل المثال خالق او واضع كيفية كود الطبع لفايل ما !!! ولكن المستخدم هو مباشر او منفذ لهذا الفعل او هو مستخدم هذه الخاصية بكبسة الزر الخاصة او اختيار الامر المفعل لهذا الكود (الجملة البرمجية ) .
لزيادة التوضيح ... مثلا لو كنت تستخدم برنامج الوورد و اردت طباعة ملف ما !!! فما عليك الا كبس زر (ctrl+p) او الذهاب الى قائمة ملف و منها تختار الامر طباعة !! في هذه الحال ...انت قمت بعملية الطباعة ...اي مباشر هذه الخاصية التي وضعها بها المبرمج ، فيرجع الفضل للمبرمج لقدرتك على الطباعة في هذا البرنامج !!!!


والله تعالى اعلى و اعلم .

moon3000
02-11-2009, 09:44 AM
بارك الله في حبيبنا في الله طربلسي على هذا الموضوع الموفق وإسمح لي بالإستزاده رحمنا ورحمك الله :


الأشاعرة : فرقة كلامية إسلامية ، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة . وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم ، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب .


التأسيس وأبرز الشخصيات :

أبو الحسن الأشعري : هو أبوالحسن علي بن إسماعيل ، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل :

- المرحلة الأولى : عاش فيها في كنف أبي علي الجيائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبوالحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة .

- المرحلة الثانية : ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه ، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً ، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه ، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها .


- المرحلة الثالثة : إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولاتمثيل ، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم والذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل . ولم يقتصر على ذلك بل خلف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدر بثمانية وستين مؤلفاً ، توفي سنة 324 هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته : " اليوم مات ناصرالسنة " .


· بعد وفاة أبو الحسن الأشعري ، وعلى يد أئمة المذهب وواضعي أصوله وأركانه ، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور ، تعدد فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده ، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل ، واضحة أصوله الاعتقادية ، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية ، بلتذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة .

من أبرز مظاهر ذلك التطور :

- القرب من أهل الكلام والاعتزال .

- الدخول فيالتصوف ، والتصاق المذهب الأشعري به .

- الدخول في الفلسفة وجعلها جزء منالمذهب .

حكم الأشاعرة عند أتباع الأئمة الأربعة

عند المالكية:

روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد : أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ، وقال : أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكلم تكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها .

وروى ابن عبد البر نفسه في " الانتقاء " عن الأئمة الثلاثة "مالك وأبي حنيفة والشافعي " نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم.

ومثله ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ، فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام ؟!

[2] عند الشافعية:

قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني ، وقد كان معاصراً للأشعري : ' لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة ، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل '.

قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية مانصه : ' لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة " وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث " قائلاً : ' ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلقه عنه أبو بكرالزاذقاني وهو عندي ، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال : " هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين ' .

وبنحو قوله بلأشد منه قال شَيْخ الإِسْلامِ الهروي الأنصاري

[3] الحنفية:

معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كليهما حنفيان ، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري ، وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه ، وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال : إن الله ليس على العرش أو توقف فيه ، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي ، ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي .


[4] الحنابلة:

موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر، فمنذ بدَّع الإمام أحمد " ابن كلاب " وأمر بهجره - وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري - لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة ، وحتى في أيام دولة نظام الملك - التي استطالوا فيها - وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة ، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك ، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة لا سيم االحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور " الاعتقاد القادري " أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433 هـ. .

هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصاً بأئمة المذاهب المعتبرين بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة واتباع السلف، فقد نقل شَيْخ الإِسْلامِ في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك وأنهم يعتبرون عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل : هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل ؟ قال : ' ما كان ولا يكون".

فهذا موجز مختصر جداً لحكم الأشاعرة في المذاهب الأربعة ، فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل ممن يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة ، وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة .. وغيرها من الطوام !!

وانظر إن شئت ترجمة إمامهم المتأخر الفخر الرازي في الميزان و لسان الميزان .

فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة ولاشك في ذلك ، أما أنهم من أهل السنة فلا ، وسيأتي تفصيل ذلك في الموضوعات التالية .

وهاهنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الأشعرية الكبار بأنفسهم -كـالجويني وابنه أبي المعالي والرازي والغزالي وغيرهم - وهي حقيقة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف، وكتب الأشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم أو بعضه فما دلالة ذلك؟

إذا كانوا من أصلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا ؟ ولماذا رجعوا ؟ وإلى أي عقيدة رجعوا ؟

نأتي إلي أهم جزء في البحث


هل خالف الأشاعرة أهل السنة في أصول العقيدة ؟ أم أنها أمور فرعية اجتهادية كما يدعون؟


أولا : منهج التلقي أو الاستدلال :

منهج الأشاعرة في الاستدلال هو العقل أي أنهم يرجعون إلى العقل أولا - عقولهم أو عقول غيرهم ممن سبقهم - ثم القرآن ثانيا بعد أن يخضعوه لما ظنوه قطعيات عقلية ثم إلى السنة ثالثا بعد إخضاعها للقرآن فيما يزعمون والذي بدوره قد تم إخضاعه للعقل


وقد صرح الجويني والرازي والبغدادي والغزالي والآمدي والإيجي وابن فورك والسنوسي وشراح الجوهرة وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض ، وعلى هذا جرى المعاصرون منهم ، ومن هؤلاء السابقين من صرح بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر وبعضهم خففها فقال : هو أصل الضلالة !!

أما مصدر أهل السنة " السلف " في الاستدلال أنهم يرجعون إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ..

والأدلة على وجوب الرجوع للكتاب والسنة كثيرة معلوم منها قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَىاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب الآية 36.
وقال عز وجل مبينا أهمية السنة في شرح القرآن ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُم ْيَتَفَكَّرُونَ ) النحل: من الآية 44.
وكذا الأدلة في التزام فهم السلف كثيرة معلوم منها قوله تعالى : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن ْبَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِين َنُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَت ْمَصِيراً ) النساء الآية 115.


ومنها قوله النبي صلى الله عليه وسلم
( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ ).

ثانيا : إثبات وجود الله

معلوم أن مذهب السلف هو أن وجوده تعالى أمر فطري معلوم بالضرورة ، والأدلة عليه في الكون والنفس والآثار والآفاق والوحي أجل من الحصر ، ففي كل شيء له آية وعليه دليل.
أما الأشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل : الحدوث والقدم.
وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث ، وكل حادث فلا بد له من محدث قديم ، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان.. إلى أخره.

ثالثا : التوحيد ...

التوحيد عند أهل السنة والجماعة معروف بأقسامه الثلاثة ، وهو عندهم أول واجب على المكلف.

أما الأشاعرة - قدماؤهم ومعاصروهم - فالتوحيد عندهم هو نفي التثنية أوالتعدد ، ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي حسب تعبيرهم " نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة " ومن هذا المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع ( كما بين زميلنا دار الإسلام في تشبيهه للخالق كمبرمج كمبيوتر تعالى الله عما يقول هذا الزميل وأمثاله في مثل هذا التشبيه ) وأنكروا بعض الصفات كالوجه واليد والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم.

أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك ومعرفته والتحذير منه فلا ذكر له في كتب عقيدتهم إطلاقاً ، ولا أدري أين يضعونهأ أهي في كتب الفروع ؟ لا فهو ليس فيها. أم يتركونه بالمرة ؟ فهذا الذي أجزم به .

أما أول واجب عند الأشاعرة فهو النظر أو القصد إلى النظر أو أول جزء من النظر أو... إلى آخر فلسفتهم المختلف فيها ، وعندهم أن الإنسان إذا بلغ سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان ، واختلفوا في من مات قبل النظر أو في أثنائه ، أيحكم له بالإسلام أم بالكفر ؟
وينكر الأشاعرة المعرفة الفطرية ويقولون : إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو مقلِّد ، ورجح بعضهم كفره واكتفى بعضهم بتعصيته ، وهذا ما خالفهم فيه الحافظ ابن حجر رحمه الله ونقل أقوالاً كثيرة في الرد عليهم وأن لازم قولهم تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول.

رابعا القرآن :
وقد أفردت موضوعه لأهميته القصوى ، وهو نموذج بارز للمنهج الأشعري القائم على التلفيق الذي يسميه الأشاعرة المعاصرون " التوفيقية " حيث انتهج التوسط بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة في كثير من الأصول فتناقض واضطرب.

فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة .

ومذهب المعتزلة أنه مخلوق.

أما مذهب الأشاعرة فمن منطلق التوفيقية - التي لم يحالفها التوفيق - فرقوا بين المعنى واللفظ ، فالكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء ، واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني ( والأخطل وهو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة من بني تغلب ، شاعر نصراني ، كان أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشهر أهل عصرهم : جرير ، الفرزدق ، الأخطل ، نشأ على المسيحية ، واتصل بالأمويين فكان شاعرهم ، توفي سنة (90) هـ ) حيث قال :

إنَّ الكلامَ لفِي الفؤادِ وإنَّما جُعْلِ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً

أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة بل هي " عبارة " عن كلام الله النفسي ، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو توراة ، وإن جاء بالسريانية فهو إنجيل ، وإن جاء بالعربية فهو قرآن ، فهذه الكتب كلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجازٌ لأنها تعبير عنه.

واختلفوا في القرآن خاصة فقال بعضهم : إن الله خلقه أولاً في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا ، فكان جبريل يقرأ هذا الكلام المخلوق ويبلغه لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وقال آخرون : إن الله أفهم جبريل كلامه النفسي ، وأفهمه جبريل لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فالنزول نزول إعلام وإفهام لا نزول حركة وانتقال ( لأنهم ينكرون علو الله ) ثم اختلفوا في الذي عبر عن الكلام النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي من هو؟ فقال بعضهم : هو جبريل ، وقال بعضهم : بل هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.!!

واستدلوا بمثل قوله تعالى :( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍكَرِيمٍ ) الحاقة الآية 40 في سورتي الحاقة والتكوير، حيث أضافه في الأولى إلى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي الأخرى إلى جبريل بأن اللفظ لأحد الرسولين " جبريل أو محمد " وقد صرح الباقلاني بالأول وتابعه الجويني .

قال شَيْخ الإِسْلامِ : ' وفي إضافته تعالى إلى الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لاإضافة إحداث لشيء منه أو إنشاء كما يقول بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبريل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال : إنه قول البشر من مشركي العرب '.

وعلى القول بأن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار الأشاعرة المعاصرون وصرحوا ، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة أن يستره حين قال : ' يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم '

نرجع إلى الأخطل الذي استدل به الأشاعرة:

فإن الأخطل نصراني سيء المعتقد ، وهو القائل – يستهزئ بشعائر الإسلام :

ولست بقائم كالعير يـدعو قُبيل الصبح حي على الفلاح
ولست بصائم رمضان طوعا ولست بآكل لحـم الأضاحي
ولست بسائق عيسا بكـورا إلى بطحـاء مكـة للنجاح
ولكـني سأشربهـا شمـولا وأسجـد عند منبلج الصباح

ولو كان الأخطل مسلما لما قُبل منه هذا البيت أيضا فإنه من الموّلدين الذين تأثرت عربيتهم بالعجمة ، فلا يحتج بقوله على تفسير الكلام الرباني ناهيك عن هذا الأمر الخطير الذي هو صفة من صفات الله العلية . ولقد شنّع على هذا المعتقد مع هذا الاحتجاج عدد من أهل العلم نظما ونثرا .

ومن أروع ما قرأت في لامية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :

وأقول قال الله جل جلاله والمصطفى الهادي ولا أتـأول
وجميع آيات الصفات أُمرها حقا كما نقل الطـراز الأول
وأرد عهدتهـا إلى نقالهـا وأصونها عن كـل ما يُتخيل
قُبحا لمن نبذ القرءان وراءه وإذا استدل يقول قال الأخطل

العقيدة السلفية بين الإمام ابن حنبل والإمام ابن تيمية للدكتور سيد عبد العزيز السيلي ، دار المنار ، القاهرة ، ط. الثانية ، 1416هـ/1995م ، ص298 .

دار الاسلام
02-11-2009, 01:01 PM
هي خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل !!
كمبرمج الكمبيوتر (طبعا لا مقارنة بين خلق الله عز وجل و خلق او صنع المخلوق!).... فهو على سبيل المثال خالق او واضع كيفية كود الطبع لفايل ما !!! ولكن المستخدم هو مباشر او منفذ لهذا الفعل او هو مستخدم هذه الخاصية بكبسة الزر الخاصة او اختيار الامر المفعل لهذا الكود (الجملة البرمجية ) .
لزيادة التوضيح ... مثلا لو كنت تستخدم برنامج الوورد و اردت طباعة ملف ما !!! فما عليك الا كبس زر (ctrl+p) او الذهاب الى قائمة ملف و منها تختار الامر طباعة !! في هذه الحال ...انت قمت بعملية الطباعة ...اي مباشر هذه الخاصية التي وضعها بها المبرمج ، فيرجع الفضل للمبرمج لقدرتك على الطباعة في هذا البرنامج !!!!


والله تعالى اعلى و اعلم .
فقط لزيادة التوضيح .... هنا المثال جاء لإضاح فكرة (خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل) ...و ليست هي تشبيه او مساواة لخلق الله و صنع البشر !!

اللهم انا نعوذ بك من تصيد المفترين ....الموالين للحاكمين بغير ما انزل الله ...الفاقدين لخشيتك يا الله .

عبدالله الخفاجي
02-11-2009, 03:39 PM
'كل حزب بما لديهم فرحون'

moon3000
02-11-2009, 04:46 PM
إسمع ايها الزميل لقد رميت الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بالخروج على الخليفة ثم بالتشبيه ، ثم أن الأخ منير الليل سأل سؤال عن خلق افعال العباد فما كان لك إلا أن ررد هنا وأجبناك على ردك حيث قلت :


هي خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل !!
كمبرمج الكمبيوتر (طبعا لا مقارنة بين خلق الله عز وجل و خلق او صنع المخلوق!).... فهو على سبيل المثال خالق او واضع كيفية كود الطبع لفايل ما !!! ولكن المستخدم هو مباشر او منفذ لهذا الفعل او هو مستخدم هذه الخاصية بكبسة الزر الخاصة او اختيار الامر المفعل لهذا الكود (الجملة البرمجية ) .
لزيادة التوضيح ... مثلا لو كنت تستخدم برنامج الوورد و اردت طباعة ملف ما !!! فما عليك الا كبس زر (ctrl+p) او الذهاب الى قائمة ملف و منها تختار الامر طباعة !! في هذه الحال ...انت قمت بعملية الطباعة ...اي مباشر هذه الخاصية التي وضعها بها المبرمج ، فيرجع الفضل للمبرمج لقدرتك على الطباعة في هذا البرنامج !!!!
والله تعالى اعلى و اعلم .

طبعأ انت هنا شبهت ونسيت أن أهل السنة لا يشبهون ولا يكيفون فوقعت في ما رميت به الشيخ محمد ابن عبدالوهاب فهذا جزاءك وأقل لما رميت به عالم رباني رحمه الله وغفر له.

ثم عندما تداركت أن ما قلته لم يمر مرور الكرام ولابد من أن يمر على هذا الموضوع أحدآ ليجيبك على ما قلت ، بعدها حاولت أن توهم من يمر على هذا الموضوع أن كلامك فهم غلط وأنني إفتريت عليك.

لا يا زميلي فأنا لم أفتري عليك بشيء وإنما رددت على ما خطته يداك عندما وقعت بالتشبيه فهذا هو معتقدك تخفيه على الناس ويأبى الله إلا أن يظهره.

فهذا هو كلامك مقتبس لم أتيك بشيء من عندي أي لم أزيد فيه ولم أنقص منه حرفآ



فقط لزيادة التوضيح .... هنا المثال جاء لإضاح فكرة (خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل) ...و ليست هي تشبيه او مساواة لخلق الله و صنع البشر !!

اللهم انا نعوذ بك من تصيد المفترين ....الموالين للحاكمين بغير ما انزل الله ...الفاقدين لخشيتك يا الله .

ثم تصر إلا لأن تبقى في عفنك حيث قلت الموالين للحاكمين بغير ما انزل الله ، وأنا اقول لك هم ليسوا معصومين فالعصمة لمحمد عليه الصلاة والسلام في أمر تبليغ الرسالة أما العلماء والحكام ونحن العامة فإننا لسنا كذلك نصيب ونخطأ والحكام هم غير منزهين عن هذا الامر فهم يصيبون ايضآ ويخطؤون ولكنني أُشّهد الله وملائكته ورسله أن حكام المملكة العربية السعودية هم أفضل من يحكمون بما أنزل الله عز وجل وبشرع كتابه الكريم وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ومع هذا فلهم أخطاء ولكنهم أفضل ممن يحكمك حيث لا شرع ولا سنه تطبقان في بلادك.

أما عن خشيتي من الله وتألهك على الله عز وجل حيث أنك قلت الفاقدين لخشيتك يا الله فهذه اتركها لأقتص منك يوم الحساب يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) سورة الإنفطار.

وبالرقم بأنك فقير في أمور الدين إلا انك تأبى إلا أن تدس أنفك فيه

moon3000
02-11-2009, 04:50 PM
' كل حزب بما لديهم فرحون '

إسمع يا الخفاجي لا تصطاد في الماء العكر رقم خلافنا معهم إلا انهم أفضل منك في الإعتقاد

ولا يسعني إلا أن أقول لك

سلامآ سلاما

دار الاسلام
02-11-2009, 07:59 PM
ثم تصر إلا لأن تبقى في عفنك حيث قلت الموالين للحاكمين بغير ما انزل الله ، وأنا اقول لك هم ليسوا معصومين فالعصمة لمحمد عليه الصلاة والسلام في أمر تبليغ الرسالة أما العلماء والحكام ونحن العامة فإننا لسنا كذلك نصيب ونخطأ والحكام هم غير منزهين عن هذا الامر فهم يصيبون ايضآ ويخطؤون ولكنني أُشّهد الله وملائكته ورسله أن حكام المملكة العربية السعودية هم أفضل من يحكمون بما أنزل الله عز وجل وبشرع كتابه الكريم وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ومع هذا فلهم أخطاء ولكنهم أفضل ممن يحكمك حيث لا شرع ولا سنه تطبقان في بلادك.



يلا ...كل اللي كفروا الجيوش باعتبارها تحمي من لا يحكم بما انزل الله !!! اليكم هذا موجه !!!

كونوا بنفس الجرأة مع من صرح بموالاته اولياء الصليبيين (اوروبا و امريكا) و اليهود( ابو مبادرة تطبيع و تسليم ) ....يلا ورونا دفاكم عن اسلامكم !!!!

دار الاسلام
02-11-2009, 08:22 PM
فقط لزيادة التوضيح .... هنا المثال جاء لإضاح فكرة (خلق ابتداء لا خلق مباشرة للفعل) ...و ليست هي تشبيه او مساواة لخلق الله و صنع البشر !!

اللهم انا نعوذ بك من تصيد المفترين ....الموالين للحاكمين بغير ما انزل الله ...الفاقدين لخشيتك يا الله .
فقط لزيادة الزيادة في التوضيح .... هذا تفكر في نعم الله ...و ليس في ذات الله ....
كأن تقول .... ان كنت عامل بمصنع سيارات او حلوى ... و لك مرتب و كل الحقوق الشرعية من معاملة و غيره كعامل تتقاضاها بما يرضي الله !! هل يكون من الصحة ان تقوم بتقديم ناتج عملك و انتاجك اليومي لغير صاحب هذا المصنع او من ينوب عنه و يمثل تلكم المؤسسة !!!؟ طبعا لا !!... و بالمثل لا يجوز و لا يحق للانسان عبادة غير الله عز و جل و لا يكون ولاءه و براءه الا لوجه الله . (فهذا مثال و بحث في واقع العامل من حيث الحقوق و الواجبات و من هي الجهة المستحقة لطاعته في مجال عمله و لمن يقدم الخدمة ...و ليس بحث في ذات صاحب المصنع ).
فعملية خلق الفعل ...بمعنى قدرة الانسان على الفعل ...على غير غرار الجماد الذي لا يفعل و انما يفعل به !!! هذه نعمة من نعم الله ... و التفكر بها و ايضاح مقصود رب العالمين بأنه عز وجل هو خالقنا و افعالنا ...لا علاقة لها البتة في ذات الله و انما هو موضوع خاص بنعم الله على خلقه .

و الله تعالى اعلى و اعلم .

نسأل الله ان تكون واضحة الفكرة للأخ منير ...ما اردت الا النفع والافادة .
والله على ما نقول شهيد.

منير الليل
02-11-2009, 10:48 PM
شكرا لك أخي دار الإسلام.

دار الاسلام
02-12-2009, 01:42 AM
شكرا لك أخي دار الإسلام.
اسعدكم و اكرمكم الله ، اخي الكريم ...

عبدالله الخفاجي
02-12-2009, 12:30 PM
إسمع يا الخفاجي لا تصطاد في الماء العكر رقم خلافنا معهم إلا انهم أفضل منك في الإعتقاد

ولا يسعني إلا أن أقول لك

سلامآ سلاما
مع الاسف هذا ضنك بي
وقد بينت سابقا ان ابتعدوا عن هذه المتاهات انتبهوا لما يقترن مع كتاب الله من احاديث وروايات وابتعدوا عن الفرقة
وسبق وان نبهت الى ان عنجهيتك هي التي تجعلك تضن بي هذا الضنوان بعض الضن اثم كما اشار الله سبحانه في كتابه العزيز