تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جُزء من تاريخ التسلط الشيعي علي اهل السُنه



سلطان المصري
02-10-2009, 04:48 PM
جُزء من تاريخ التسلط الشيعي علي اهل السُنه

لقد ابتلي الله هذه الامه فجعل باسها بينها شديد وقدّر عليها من الاختلاف والافتراق مثل ما كتب علي الاُمم قبلها – وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( فانه من يعيش منكم يري اختلافا كثيرا واياكم ومحدثات الامور فإنها ضلاله , فمن ادرك ذلك منكم , فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين , عضوا عليها بالنواجز) ( رواه الترمذي) وإن اعظم بلاء وقع علي هذه الامه ما احدثه الروافض من بدع وضلالات تتعلق بالامامه وعصمه الائمه والطعن علي خير قرون الامه من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والغلو في آل البيت .
لقد قدر الله لهذه الامه ان تبقي عزيزه قويه ما دام هؤلاءالروافض مقهورين , فإذا تسلط علينا هؤلاء الروافض كانت الطامه الكبري التي تؤدي بهذه الامه حين يكون للروافض دوله يتسلطون بها علي مقادير هذه الامه . وعاده ما تنشئ هذه الدوله حزبا من الخارجين وقطاع الطرق ليعيثُ في الارض الفساد ويُنفذ مخططاتها لتفتيت وحده المُسلمين . ولكن الله تبارك وتعالي يقيض لهذه الامه من يدفع عنها الفتنه ويرد كيد الظالمين الي نحورهم ليحفظ هذه الامه . ولقد ظل هذا الدين عزيزا طوال فتره الخلافه الراشده ثم في خلافه بني اميه والطور الاول من خلافه بني العباس حتي دب الضعف الي الخلفاء وتسلط عليهم الامراء والوزراء , وتمكن اهل البدع من الروافض والمعتزله القدريه , وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم اذ يقول ( لا يزال الاسلام عزيزا الي اثني عشر خليفه كلهم من قريش ) ومن اعظم الدول الرافضيه بلاء علي اهل الاسلام دوله العبيديين الروافض في المغرب ومصر التي عم بلاؤها لمده تقرب من ثلاثه قرون , وتحالفت مع القرامطه قطاع الطرق المحاربين لله ورسوله الذين عم بلاؤهم حتي قتلوا الحجيج في البلد الحرام واقتلعوا الحجر الاسود من الكعبه وعلقوه علي بيت بالبحرين قرابه عشرين عاما ودامت دوله الفاطميين 260 سنه منها اثنتان وخمسون بالمغرب ومائتان وثماني سنوات بمصر وعدد خلفائها اربعه عشر خليفه , اولهم عبيد الله المهدي , وإخرهم العاضد الذي توفي بمصر يوم عاشوراء سنه 567 هجريه , وبموته انقرضت دوله الفاطميين من المشرق والمغرب , قال الذهبي رحمه الله : ظهر في هذا الوقت الرفض وابدي صفحته وشمخ بانفه في مصر والشام والحجاز والمغرب بالدوله العبيديه , وبالعراق والجزيره والعجم ببني بويه, وكان الخليفه المطيع ضعيف الرتبه مع بني بويه وضعف بدنه ثم اصابه فالج , وخرس فعزلوه واقاموا ابنه الطائع لله , وله السكه والخطبه , وقليل من الامور فكانت مملكه المعز اعظم وامكن . وقال ابن كثير : وقد كان الفاطميون اغني الخلفاء واكثرهم مالا , وكانوا من اغني الخلفاء واجبرهم واظلمهم وانجس الملوك سيره , واخبثهم سريره , وظهرت في دولتهم البدع والمنكرات , وكثُر اهل الفساد , وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد , وكثرت بارض الشام النصيريه والدرزيه والحشيشيه , وتغلب الفرنج علي سواحل الشام بكامله , حتي اخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزه وعسقلان وكرك والشوبش وطبريه وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وانطاكيه وجميع ما والي ذلك , وقتلوا من المسلمين خلقا واُمما لا يحصيهم الا الله , وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف , وكل هذه البلاد كانت الصحابه قد فتحوها وصارت دار اسلام , واخذوا من اموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف وكادوا ان يتغلبوا علي دمشق ولكن الله سلم , وحين زالت ايامهم وانتفض إبرامهم اعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها الي المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته . قال القاضي ابو بكر الباقلاني: كان المهدي عبيد الله باطنيا خبيثا حريصا علي ازاله مله الاسلام , اعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من اغواء الخلق وجاء اولاده علي اسلوبه : اباحوا الخمر والفروج واشاعوا الرفض وقال الذهبي : كان القائم بن المهدي شرا من ابيه زنديقا ملعونا أظهر سب الانبياء وقال : وكان العبيديون علي مله الاسلام شرا من التتر .
وقال ابو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه من العلماء والعباد اربعه آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابه فاختاروا الموت حبذا لو كان رافضيا فقط ولكنه زنديق . وفي خلافه المستكفي تسلط احمد بن بويه علي الخلافه العباسيه وتلقب بمعز الدوله وكان رافضيا خبيثا أذل الخلفاء من بني العباس وقمع السنه ونصر البدعه . لم يخف البوهيون تشيُعهم , بل شجعوا اتباع المذهب الشيعي في بغداد للقيام بالاعمال الاستفزازيه ضد اهل السُنه , فكانت لا تمر سنه دون شغب واصطدامات تقع بين السُنه والشيعه تذهب فيها الارواح والممتلكات وتحرق الاسواق , وجاء في حوادث 351 هجريه : وكتب الشيعه في بغداد بامر مُعز الدوله علي المساجد بلعن معاويه والخلفاء الثلاثه والخليفه العباسي لا يقدر علي منع ذلك ,وفي سنه 352هجريه امر معز الدوله امر الناس ان يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الاسواق والبيع والشراء وان يظهروا النياحه وان يخرج النساء منتشرات الشعور مسودات الوجوه يدرن في البلد بالنوائح ويلطمن وجوههن علي الحسين بن علي رضي الله عنه – ففعل الناس ذلك ولم يكن للسُنه قدره علي المنع منه لكثره الشيعه ولان السلطان معهم , وهذا اول ما نيح عليه وقد وصف ابن كثيرما يفعل الشيعه من تعدي لحدود الله في دوله بني بويه في حدود الاربعمائه وما حولها فقال : فكانت الدبادب تضرب بغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ويذر الرماد والتبن في الطرقات والسواق وتعلق المسوح علي الدكاكين ويظهر الناس الحزن والبكاء وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقه للحسين , لانه قتل عطشان ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينِحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الاسواق الي غير ذلك من البدع الشنيعه والاهواء الفظيعه والهتائك المخترعه . واول اشاره الي الفتن بين الشيعه واهل السنه خلال العصر البويهي حصلت سنه 338هجريه / 951 ميلاديه وقد كان من نتيجتها ان نهبت الكرخ , وفي رمضان من سنه 340 هجريه / 951 ميلاديه وقعت فتنه عظيمه بالكرخ , بسبب المذهب , وفي السنه نفسها ظهر ببغداد رجل ادعي بان ارواح الانبياء والصديقين تنتقل اليه , وقد وجدت في داره كتبا تدينه بالزندقه فتم القبض عليه , فلما تحقق انه هالك ادعي انه شيعي ليحضر عند مُعز الدوله ابن بويه وقد كان مُعز الدوله ابن بويه يؤيد الرافضه , فلما اشتهر عنه ذلك , لم يتمكن الوزير منه خوفا علي نفسه من مُعز الدوله وان تقوم عليه الشيعه , وحدث في سنه 341هجريه أن ظفر الوزير المهلبي بقوم من التناسخيه وفيهم امرأه تزعم ان روح فاطمه رضي الله عنها , انتقلت اليها , وفيهم آخر يزعم انه جبريل فضربوا فتعذروا بالانتماء لاهل البيت فأمر مُعز الدوله باطلاقهم لتشيع كان فيهم , والمشهور عن بني بويه التشيع والرفض وهكذا كان لمغالاه بني بويه في التشيع نتائج سيئه الاثر حيث عمت الفوضي والانحرافات العقديه ولم تعد الفوضي قاصره علي بغداد او مدن العراق الاخري , بل شملت بعض انحاء الدوله العباسيه الاخري . وفي سنه 346تجددت الفتنه بين السنه والشيعه في بغداد بسبب الصحابه وكان من نتيجه ذلك أن قتل من الفريقين خلق كثير دون ان تتحرك السلطه لمعالجه الصراع وفي السنه التاليه 347هجريه انتشرت ظاهره سب وتكفير الصحابه في من البلدان , واشتدت الفتنه الطائفيه بين الرافضه والسنه ووقعت في جمادي الاولي سنه 348هجريه حرب شديده
بين اتباع مذاهب السلف من اهل بغداد والمتشيعه وقتل فيها جماعه واحترق من البلد كثير وفي السنه التي تلت , اي سنه 349 هجريه وبسبب الفتنه الطائفيه تعطلت صلاه الجمعه في جميع مساجد بغداد , وفي سنه 351 هجريه كتب العامه علي مساجد بغداد لعن معاويه بن ابي سفيان ولعن من غصب فاطمه فدكا . ومن اخرج العباس من الشوري ومن نفي ابا ذر الغفاري ومن منع دفن الحسن عند جده . ولم يمنع معزالدوله ذلك وقد ثار اهل السنه من هذا التعريض المباشر بصحابه النبي صلي الله عليه وسلم وخصوصا الخلفاء الراشدين الثلاثه الاوُل واقدموا خلال ساعات الليل علي ازاله الشعارات التي رفعها الرافضه , غير ان الامير البويهي مُعز الدوله اصر علي ضروره اعاده تلك الشعارات وابقائها مرفوعه رغم ما تشكل من تحد سافر لمشاعر عموم المسلمين من اتباع مذهب السلف واهل السنه , وقد نصحه وزيره المهلبي بالامتناع عن ذلك مداراه للراي العام وبان ان يكتب مكان ما مُحي : لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلي الله عليه وسلم وصرحوا بلعنه معاويه فقط قال : الذهبي : وضاع امر الاسلام بدوله بني بويه وبني عبيد الرافضه , وتركوا الجهاد وهاجت نصاري الروم واخذوا المدائن وقتلوا وسبوا. وقال : فلقد جري علي الاسلام في المائه الرابعه بلاء شديد بالدوله العبيديه بالمغرب , وبالدوله البويهيه بالمشرق , وبالاعراب القرامطه , . وقال :عضد الدوله ابو شجاع فنا خسرو 00 وكان شيعيا جلدا اظهر بالنجف قبرا زعم انه قبر الامام علي بني عليه المشهد , واقام شعائر الرفض ومأتم عاشوراء ونُقل انه لما احتضر ما انطلق لسانه الا بقوله تعالي {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ } .ثم ساند السلاجقه الخلافه العباسيه في بغداد ونصروا مذهبها السني بعد ان اوشكت علي الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في ايران والعراق, والنفوذ العبيدي (الفاطمي ) في مصر والشام فقضي السلاجقه علي النفوذ البويهي الشيعي تماما وتصدوا للخلافه العبيديه (الفاطميه ) ., وقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي ان يسقط الدوله البويهيه في عام 447 هجريه في بغداد وان يقضي علي الفتن وازال من علي ابواب المساجد سب الصحابه , وقتل شيخ الروافض ابي عبد الله الجلاب لغلوه في الرفض ثم كان السقوط التام للدوله العبيديه علي
يد صلاح الدين الايوبي .

المراجع
دوله السلاجقه للدكتورالصلابي
تاريخ الخلفاء للسيوطي
البدايه والنهايه لابن كثير

من ثمرات وقطوف الكتب