عزام
02-10-2009, 12:21 PM
خلّف نجمة داود وشاهد قبر على الحائط عليه "العرب.. 1948-2009"
كتابات الجيش الإسرائيلي على جدران منازل غزة: "موتوا جميعا"
"موتوا جميعاً"
"اغتصاب نفسيّ"
"الموت للعرب" بالعبرية
حي الزيتون (غزة)- رويترز
حين قضى الجنود الاسرائيليون أسبوعين في المنزل الموجودة بمزرعة سميح السوافيري، لم يقوموا، فقط، بتحطيم أجهزة التلفزيون وفتح ثقوب في الجدران، ودفن دواجنه بالارض باستخدام الجرافات، بل تركوا ايضا بضع رسائل وراءهم.
فبعد عدة ايام على بدء الهجوم الذي شنته اسرائيل برا وبحرا وجوا، طيلة 22 يوما على قطاع غزة الفقير، هبط جنود على حبال متدلية من طائرات هليكوبتر على سطح منزل السوافيري وتدفقوا من الدبابات بعد أن أطلقوا قذائف على جدرانه، بينما كان أفراد الاسرة نائمين.
حدث هذا في الساعات الاولى من الصباح، يقول السوافيري، مستعرضاً الاضرار التي لحقت بالمبنى المكون من 3 طوابق "حمدا لله أننا شردنا فحسب... قالوا باللغة العربية ماذا تفعل هنا.. فقلت أنا نائم بمنزلي". أمروهم جميعا بالخروج. لقد جاء الجيش الاسرائيلي لاحتلال المنزل.
وتناثرت عبوات الطعام وأعقاب السجائر والطلقات على الارضية الى جوار الحفر التي يختبيء فيها القناصة وأكياس الرمل. بضع ريشات ورائحة قوية عالقة في الجو هي كل ما تبقى من 50 الف دجاجة صاخبة كان يربيها ذات يوم في حظائر كبيرة بالفناء.
لكن الرسوم الموجودة على الحوائط هي اكثر ما يلفت الانتباه. هناك صورة لخنزير مكتوب الى جواره عبارة بالروسية تدل على الصوت الذي يصدره الخنزير فضلا عن العديد من نجمات داود وحريق يحيط بامرأة محجبة يقيدها رجل برسن.
ولا تقلّ الرسائل المكتوبة قسوة. وكتبوا بالعبرية "ارحلوا او موتوا" و"اللعنة على غزة" و"اللعنة على حماس" بالانكليزية. ووقّع الجنود بما يبدو أنه اسم وحدتهم بالجيش.
"يريدون ارضا بلا شعب. يريدوننا أن نذهب الى رفح او سيناء" بحسب ما يشير الرجل، متأملا المعنى المحتمل الاوسع نطاقا وراء الكلمات. و تقع بلدة رفح على حدود قطاع غزة وصحراء سيناء المصرية.
"موتوا جميعاً"
على مسافة قصيرة من مزرعة الدواجن المدمرة التي يمتلكها السوافيري، يقع أحد المنازل المتبقية لعائلة السموني. وقتل 30 شخصا على الاقل معظمهم من العائلة الكبيرة حين تم قصف منزل أجبرهم الجيش على الدخول اليه وفقا لتقرير لمنظمة الامم المتحدة، شككت اسرائيل في صحته.
ويقول حلمي السموني الذي نجا من القصف، انه قضى عدة أيام مع المحتضرين والمصابين تحت الانقاض وقد عرض القيام بجولة بالمنزل الذي استولى الجيش عليه.
ويوجد رسم شاهد قبر على الحائط وكتب عليه "العرب.. 1948-2009" بالعبرية وهو يربط بين حرب عام 1948 التي أدت الى قيام دولة اسرائيل وحولت مئات الالاف من الفلسطينيين الى لاجئين، وبين الحرب على غزة.
وتقول احدى الرسائل "موتوا جميعا". "يمكنكم أن تركضوا لكنكم لا تستطيعون أن تختبئوا" و"غزة.. نحن هنا" ونقش العديد من نجمات داوود على الحوائط.
ويقول السموني الذي فقد 6 من أفراد أسرته "أرادوا تكرار 1948. لهذا طردوا الناس من منازلهم وارتكبوا جرائم قتل جماعي بطائراتهم". ويضيف ابن عمه رائد "الناس رحلوا مرة ولن يحدث هذا مجددا" مشيرا الى عام 1948.
"اغتصاب نفسيّ"
واستولى الجيش على عدد من المباني التي تتمتع بموقع استراتيجي في أنحاء القطاع، مثل هذه المنطقة الزراعية الواقعة الى الجنوب من مدينة غزة، خارج المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ومن بين المناطق الاخرى التي ترك فيها الجنود كتابات على جدران المنازل التي خضعت لتفتيش دقيق حي التوام الذي دمرت فيه بساتين الزيتون في محاولة فيما يبدو للدفاع عن المباني التي سيطروا عليها بشكل افضل الى جانب حي السودانية الراقي المطل على البحر.
ويقول صابر نيرب الذي ترك الفيلا الخاصة به حين بدأت الحرب وأصيب بصدمة لدى عودته فور انتهائها "اشعر أنني اغتصبت نفسيا" وأضاف "اغتصبوا خصوصيتي وحتى هذه اللحظة لست قادرا على العودة الى المنزل".
وذكر أحد سكان حي بيت لاهيا الفقير أنه عثر على براز بشري على أرضيته.
وأشار حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى أن التخريب الذي حدث لمنازل الفلسطينيين يفوق المواجهات العنيفة السابقة مع القوات الاسرائيلية التي ترجع الى عام 1967.
وأضاف أن الجنود مدربون ومجندون على كراهية العرب وقال ان هذا هو التفسير الوحيد لما حدث وتابع أن هذا عمل انتقامي لاظهار قوة اسرائيل وقدراتها العسكرية. وقال انه لا يستطيع أن يفهم هذا في اي سياق آخر.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن قوات الدفاع الاسرائيلية ستفحص اي أضرار لحقت بالممتلكات بصرامة.
وأضاف "الى جانب هذا اي تصرف من هذا النوع انتهاك مباشر للتعليمات التي صدرت لجنودنا قبل المهمة".
كتابات الجيش الإسرائيلي على جدران منازل غزة: "موتوا جميعا"
"موتوا جميعاً"
"اغتصاب نفسيّ"
"الموت للعرب" بالعبرية
حي الزيتون (غزة)- رويترز
حين قضى الجنود الاسرائيليون أسبوعين في المنزل الموجودة بمزرعة سميح السوافيري، لم يقوموا، فقط، بتحطيم أجهزة التلفزيون وفتح ثقوب في الجدران، ودفن دواجنه بالارض باستخدام الجرافات، بل تركوا ايضا بضع رسائل وراءهم.
فبعد عدة ايام على بدء الهجوم الذي شنته اسرائيل برا وبحرا وجوا، طيلة 22 يوما على قطاع غزة الفقير، هبط جنود على حبال متدلية من طائرات هليكوبتر على سطح منزل السوافيري وتدفقوا من الدبابات بعد أن أطلقوا قذائف على جدرانه، بينما كان أفراد الاسرة نائمين.
حدث هذا في الساعات الاولى من الصباح، يقول السوافيري، مستعرضاً الاضرار التي لحقت بالمبنى المكون من 3 طوابق "حمدا لله أننا شردنا فحسب... قالوا باللغة العربية ماذا تفعل هنا.. فقلت أنا نائم بمنزلي". أمروهم جميعا بالخروج. لقد جاء الجيش الاسرائيلي لاحتلال المنزل.
وتناثرت عبوات الطعام وأعقاب السجائر والطلقات على الارضية الى جوار الحفر التي يختبيء فيها القناصة وأكياس الرمل. بضع ريشات ورائحة قوية عالقة في الجو هي كل ما تبقى من 50 الف دجاجة صاخبة كان يربيها ذات يوم في حظائر كبيرة بالفناء.
لكن الرسوم الموجودة على الحوائط هي اكثر ما يلفت الانتباه. هناك صورة لخنزير مكتوب الى جواره عبارة بالروسية تدل على الصوت الذي يصدره الخنزير فضلا عن العديد من نجمات داود وحريق يحيط بامرأة محجبة يقيدها رجل برسن.
ولا تقلّ الرسائل المكتوبة قسوة. وكتبوا بالعبرية "ارحلوا او موتوا" و"اللعنة على غزة" و"اللعنة على حماس" بالانكليزية. ووقّع الجنود بما يبدو أنه اسم وحدتهم بالجيش.
"يريدون ارضا بلا شعب. يريدوننا أن نذهب الى رفح او سيناء" بحسب ما يشير الرجل، متأملا المعنى المحتمل الاوسع نطاقا وراء الكلمات. و تقع بلدة رفح على حدود قطاع غزة وصحراء سيناء المصرية.
"موتوا جميعاً"
على مسافة قصيرة من مزرعة الدواجن المدمرة التي يمتلكها السوافيري، يقع أحد المنازل المتبقية لعائلة السموني. وقتل 30 شخصا على الاقل معظمهم من العائلة الكبيرة حين تم قصف منزل أجبرهم الجيش على الدخول اليه وفقا لتقرير لمنظمة الامم المتحدة، شككت اسرائيل في صحته.
ويقول حلمي السموني الذي نجا من القصف، انه قضى عدة أيام مع المحتضرين والمصابين تحت الانقاض وقد عرض القيام بجولة بالمنزل الذي استولى الجيش عليه.
ويوجد رسم شاهد قبر على الحائط وكتب عليه "العرب.. 1948-2009" بالعبرية وهو يربط بين حرب عام 1948 التي أدت الى قيام دولة اسرائيل وحولت مئات الالاف من الفلسطينيين الى لاجئين، وبين الحرب على غزة.
وتقول احدى الرسائل "موتوا جميعا". "يمكنكم أن تركضوا لكنكم لا تستطيعون أن تختبئوا" و"غزة.. نحن هنا" ونقش العديد من نجمات داوود على الحوائط.
ويقول السموني الذي فقد 6 من أفراد أسرته "أرادوا تكرار 1948. لهذا طردوا الناس من منازلهم وارتكبوا جرائم قتل جماعي بطائراتهم". ويضيف ابن عمه رائد "الناس رحلوا مرة ولن يحدث هذا مجددا" مشيرا الى عام 1948.
"اغتصاب نفسيّ"
واستولى الجيش على عدد من المباني التي تتمتع بموقع استراتيجي في أنحاء القطاع، مثل هذه المنطقة الزراعية الواقعة الى الجنوب من مدينة غزة، خارج المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ومن بين المناطق الاخرى التي ترك فيها الجنود كتابات على جدران المنازل التي خضعت لتفتيش دقيق حي التوام الذي دمرت فيه بساتين الزيتون في محاولة فيما يبدو للدفاع عن المباني التي سيطروا عليها بشكل افضل الى جانب حي السودانية الراقي المطل على البحر.
ويقول صابر نيرب الذي ترك الفيلا الخاصة به حين بدأت الحرب وأصيب بصدمة لدى عودته فور انتهائها "اشعر أنني اغتصبت نفسيا" وأضاف "اغتصبوا خصوصيتي وحتى هذه اللحظة لست قادرا على العودة الى المنزل".
وذكر أحد سكان حي بيت لاهيا الفقير أنه عثر على براز بشري على أرضيته.
وأشار حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الانسان الى أن التخريب الذي حدث لمنازل الفلسطينيين يفوق المواجهات العنيفة السابقة مع القوات الاسرائيلية التي ترجع الى عام 1967.
وأضاف أن الجنود مدربون ومجندون على كراهية العرب وقال ان هذا هو التفسير الوحيد لما حدث وتابع أن هذا عمل انتقامي لاظهار قوة اسرائيل وقدراتها العسكرية. وقال انه لا يستطيع أن يفهم هذا في اي سياق آخر.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن قوات الدفاع الاسرائيلية ستفحص اي أضرار لحقت بالممتلكات بصرامة.
وأضاف "الى جانب هذا اي تصرف من هذا النوع انتهاك مباشر للتعليمات التي صدرت لجنودنا قبل المهمة".