تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حاضرة الأمويين في خطر: الزحف الشيعي على دمشق



أحمد الظرافي
02-10-2009, 09:50 AM
حاضرة الأمويين في خطر: الزحف الشيعي على دمشق



إعداد: أحمد الظرافي


المرجع: مواقع صحف– بعض مواقع المعارضة السورية – مجلة السنة – كتب مختلفة.

الدلالات الرمزية
يعتبر المد الشيعي في سوريا - بشكل عام - وفي دمشق - بشكل خاص – نوعا من الاستفزاز والتحدي الصارخ لمشاعر أهل السنة والجماعة – وهو في نظر الشيعة - نوع من الثأر بأثر رجعي من الخلفاء الأمويين الذين كانوا يتخذون من دمشق عاصمة لخلافتهم. وبني أمية هم العدو التاريخي والأزلي للشيعة، ويزعم شيعة الفرس أن الأمويين فرضوا الجزية عليهم حتى بعد إسلامهم، وأجبروهم على الالتحاق بالقبائل العربية وأطلقوا عليهم الموالي تمييزا لهم عن المسلمين من العرب وعاملوهم معاملة غير مساوية للعرب ومنعوهم من زيارة مكة والمدينة ومن الزواج بالعربيات خلال عهدهم في الخلافة احتقارا لهم وتقليلا لشأنهم .. هذا فضلا عن الذاكرة التاريخية الشيعية التي تربط بين الأمويين وبين المآسي التي حدثت لأهل البيت، والذين يتخذ الشيعة من ذكرى استشهادهم مناسبات للبكاء والعويل وضرب الصدور والظهور بالأيدي والسلاسل وللشحن والتعبأة المذهبية إلى أقصى حد، وهو الذي جعل الشيعة عامة وخاصة لا يكنون لبني أمية بشكل خاص وأهل السنة بشكل عام سوى الحقد والكراهية، حتى أن الخميني في خطابه الذي ألقاه عام 1383هـ، شبه الدولة الأموية – التي قدمت للإسلام الشيء الكثير ونشرت الإسلام في أرجاء المعمورة – بأنها أشد من إسرائيل العنصرية، فقال: " وليعلم السادة الخطباء والمبلغون بأن الخطر الذي أحدق اليوم بالإسلام لا يقل عن خطر بني أمية " وبالتالي فـ"تشييع" دمشق هو نوع من الانتصار الرمزي على ما جرى في التاريخ من أحداث. وهو يأتي في سلم الأولويات بالنسبة للشيعة كونه يعتبر فتحا لحاضرة بني أمية الذين هم أشد من إسرائيل العنصرية، لدى الشيعة، وفقا لخطاب الخميني السابق، واكتساحا لمدينة إسلامية عربية خالصة ترمز لعصر الفتوحات الإسلامية الخالدة ولقوة دولة الخلافة الإسلامية التي امتدت من سور الصين العظيم شرقا إلى جنوب فرنسا غربا، وظلت على مدى ألف وأربعمائة عام مخزنا لعلماء الإسلام الفطاحل وللدعاة المجددين الذين سهروا على صفاء العقيدة ونقائها وكانوا حربا على أهل البدع من مختلف المنازع والمشارب، والذين نتفاخر بهم اليوم ونشيد بمكانتهم ودورهم ونقتدي بهم، ونتتلمذ على كتبهم الموسوعية والتراث العلمي والثقافي الضخم الذي تركوه لنا في مختلف العلوم والفنون.
وتصف بعض تقارير المعارضة السورية عمليات التشيع المنظمة والجارية حاليا في سوريا بأنها " هجمة إيرانية فارسية، ظاهرها الدعوة والإرشاد والحب لآل البيت، وحقيقتها مشروع استعماري استئصالي إيراني، هدفه احتلال المنطقة، وتغيير دين أهلها، وتهجير وقتل من لا يستجيب لهذه الدعوة ولهذا المشروع. إنه حلم الخميني الذي دعا إليه ولم يستطع تحقيقه، يحققه أحفاده من بعده، وشعاره الذي رفعه لثورته الإيرانية الفارسية (تصدير الثورة)...!.".

خلفية تاريخية
نقل عن كتاب البعث الشيعي في سوريا 1919-2007 الذي أعده مجموعة من الباحثين السوريين أن"التشيع في بلاد الشام كان أشبه بالجيوب القليلة الضعيفة المتفرقة التي ليس لها تأثير في المجال العام، وكانت نسبة الشيعة حتى عام 1953م، لا تزيد عن 0.4% من سكان سوريا". وكانوا يستعملون التقية ويصلون في مساجد السنة ويحضرون مجالسهم ولم يكن أحد يستطيع أن يفرق بينهم وبين أهل السنة أبداً. " وكان الشيعة لديهم قدر من الانحرافات التي استدعت أن ينشئ أحد علمائهم وهو "محسن الحسيني" مدرسة لتصحيحها، والتي كانت أول مدرسة للتعليم الشيعي في سوريا عرفت فيما بعد بـ"المدرسة المحسنية"، فبدأت تدب الحياة في الطائفة الشيعية، وشارك أحد الشيعة في وزارة في الستينيات." . ومن المعروف:" أن النصوص الفقهية الإثني عشرية كانت تنظر إلى الطائفة العلوية أو النصيرية على أنهم "كفار" رغم أن العلويين هم فرع منشق عن الشيعة الإمامية، ومع تغلغل العلويين في الجيش السوري واحتلالهم لمواقع نافذة فيه بدأت تتغير مع الوقت الرؤية الإمامية للطائفة العلوية وساعد على ذلك الأحداث السياسية". والنصيريون – كما هو معروف - فرع سري من الشيعة، ينتسبون إلى محمد بن نصير، من موالي بني نمير، كان شيعيًا إماميًا، ومن أحد وكلاء صاحب السرداب قبل أن ينفصل عنهم في القرن الثالث الهجري بعد القول بـ " الغيبة الكبرى " ويدعو إلى عقيدته الخاصة وقد عرف أتباعه في التاريخ الإسلامي باسم " النصيريين " الذين استوطنوا جبال اللاذقية المنيعة منذ وقت طويل. وفي العصر الحديث أخترع لهم الفرنسيون اسم "العلويين" فصاروا يتسمون به، وهم يمثلون ما بين 8-12% من سكان سوريا. وأما بقية السكان فهم من أهل السنة من الأحناف والشافعية حيث يشكلون أكثر 85%من مجموع السكان. لكن الدراسات الوهمية التي نشرتها المخابرات الطائفيةالسورية، أشارت إلى السنة العرب لا تتجاوزنسبتهم45% من مجموع الشعب السوري، وان هؤلاء منقسمون على أنفسهم! في محاولاتلتزويرالتاريخ والجغرافيا والديموغرافيا السورية..

البدايات الأولى
وكانت البدايات الفعلية للمد الشيعي في سوريا في مطلع السبعينيات من القرن العشرين فما قبلها لا يعتبر التشيع ظاهرة، ولم يتعد عدد الذين تشيعوا بضع مئات. وقد تزامن ذلك مع وصول الرئيس السوري النصيري الراحل حافظ الأسد (1970ـ1999) إلى سدة الحكم. وكان هذا بمثابة مظلة ومناخاً شجعا الناشطين الإيرانيين والعراقيين الشيعة لبث سموم وأفكار عقيدتهم الخبيثة والضالة والمضلة في سوريا. ففي مطلع عهده سمح الرئيس حافظ الأسد بدخول أعداد كبيرة من العراقيين ( الشيعة ) إلى سوريا وكان من بينهم "حسن مهدي الشيرازي" (1935ـ 1981) أحد علماء الشيعة العراقيين من أصل إيراني، وأثناء ذلك بدأ التشيع يتسرب إلى سوريا، وخاصة داخل الطائفة النصيرية – التي ينتمي إليها الرئيس حافظ الأسد -. وهو ما استرعى اهتمام بعض المراجع الشيعية في العراق وإيران لرعاية الصحوة النامية في جبل العلويين. وقد لعب الشيرازي المذكور دوراً رئيسياً في تأسيس تيار للتشيع في أوساط الطائفة النصيرية في سورية، وكان يعمل وفق توجيهات وبدعم من المرجع الشيعي محمد مهدي الشيرازي – أخوه الأكبر- الذي كان قد زار سوريا عام 1972 على رأس وفد من العلماء الشيعة والتقى بعدد كبير من مشائخ الطائفة النصيرية في سوريا ولبنان. وهو صاحب الفكرة الداعية لاستعادة الفرع الشيعي (النصيريين) إلى المذهب الأم (الجعفرية الاثني عشرية). التي تعتبر القسيم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، والذين يتطلعون إلى نشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامي. والشيرازي الأكبر هو صاحب الفتوى الشهيرة التي تصرح بانتماء الطائفة النصيرية إلى الشيعة الجعفرية الإمامية الاثنى عشرية. وهو القائل" أن العلويين والشيعة كلمتين مترادفتين مثل كلمتي الإمامية والجعفرية " وهي الفكرة التي راقت للرئيس حافظ الأسد وعمل على وضعها موضع التنفيذ. فيذكر في هذا الصدد أنه كانت هناك رغبة من قبل الرئيس حافظ الأسد لتشييع الطائفة النصيرية، لإخراجها من عزلتها الفكرية والاجتماعية، وأن الأسد في هذا السياق كان يدعم باستمرار التيار الشيعي في الطائفة العلوية، لذات السبب المذكور أعلاه. وسمح الأسد الأب للشيعة باحتلال العديد المقامات الصوفية في سوريا (السيدة زينب، عمار بن ياسر، والسيدة رقية، وحجر بن عدي). كما سمح لهم بتأسيس مراكز تبشير شيعية فيها بدعم من إيران والمراجع الدينية العراقية (الشيرازية)، وقد نشط حسن الشيرازي في الجبل العلوي بشكل لم يسبق له أي ناشط شيعي على الأراضي السورية، وقد تنوعت الأنشطة التبشيرية التي كان يقوم بها من الدروس والمحاضرات التي كان يحرص على إلقائها إلى المساهمة في أحياء المناسبات الدينية والاجتماعية للطائفة وقام ببناء بعض المساجد والحسينيات في اللاذقية ومنطقة الساحل السوري ـ بمساعدة بعض شيوخ الطائفة النصيرية ـ. وقد توجت جهود الشيرازي في هذا الصدد بتأسيس أول حوزة علمية للشيعة في دمشق بل وفي سوريا كلها، وذلك في عام 1976، وهي التي عرفت باسم "الحوزة الزينبية".وقد استمر الشرازي يبث سموم معتقده الخبيث في دمشق ولبنان حتى عام 1981، وهو العام الذي فيه تم اغتياله في لبنان، وقد نسب ذلك إلى المخابرات البعثية العراقية.
وتجدر الإشارة إلى أن وصول الرئيس حافظ الأسد إلى سدة الحكم في سوريا قد تزامن مع بداية الصحوة الشيعة في جنوب لبنان على يد الإمام موسى الصدر الذي أرسلته إيران خصيصا لهذا الغرض. وقد لعب الصدر وغيره من زعماء الشيعة في لبنان دورا في مد جسور التواصل بين الرئيس حافظ الأسد ( الشيعي النصيري ) وبين الإمام الخميني ( الجعفري الإثنى عشري ) الذي كان مقيما في العراق كأبرز المعارضين الإيرانيين لنظام الشاه، قبل الثورة الإيرانية، حتى إن الأسد عرض استضافة الخميني بعد خروجه من العراق قبيل الثورة.

طائفية حافظ الأسد
وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 التي قامت لنشر عقائد الرافضة وتصدير ثورتهم إلى سائر بلدان العالم الإسلامي، وخلال سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988)، والحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) تعمقت العلاقات السياسية بين النظامين الإيراني والسوري وانعكس ذلك بشكل أو آخر على العلاقات المذهبية. فقد وقف حافظ الأسد إلى جانب حلفائه الشيعة الفرس في الحرب ضد العراق ودعمهم سياسيا ومعنويا ولوجستيا. بل أن هناك من يقول أن حافظ الأسد – وهو الرئيس البعثي الرافع لشعار القومية العربية – قد أرسل وحدات من الجيش النصيري ( العربي ) للمشاركة في قتال بني جلدته أي الجيش العراقي العربي، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني الفارسي. ولم يمنعه من ذلك الجو المشحون والمحتقن في طهران بعد الثورة ضد العرب، أو حتى الحملة الهجومية في وسائل الإعلام الإيرانية ضد القومية العربية، حتى أن أبو الحسن بني صدر في مقابلة له مع النهار في 25/12/1979 لم يتردد – وهو مسئول إيراني كبير – في تشبيه القومية العربية بالصهيونية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أكذوبة البعثية والقومية العربية التي كان يتستر بها نظام حافظ الأسد وأنه لم يكن سوى نظام طائفي نصيري بحت، متلفع بعباءة العبثية والعروبة والعلمانية، للخداع والتضليل ولذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، هذا من جهة . ومن جهة أخرى يدل على أن الرافضة – رغم اختلاف عقائدهم ولغاتهم وثقافاتهم وجنسياتهم – ملة واحدة وأن مواقفهم وأهدافهم واحدة كذلك.
وبعد الثورة الإيرانية أيضا شكل التدخل السوري في لبنان غطاء للتدخل الإيراني، وتصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى لبنان، في الوقت الذي زاد الجيش السوري من تدخله في لبنان – مدعوما من نظام الآيات في طهران، وبصفقة تمت بينه وبين الإدارة الأمريكية تضمنت إطلاق يد حافظ الأسد في لبنان وأهم من كان يعتمد عليهم هم الروافض، وذلك بهدف كبح جماح منظمة التحرير الفلسطينية وطردها في لبنان. وفي غضون ذلك حط المئات من الحرس الثوري الإيراني رحالهم في دمشق، ومنحهم حافظ الأسد التسهيلات والامتيازات اللازمة لمباشرة أعمالهم في لبنان انطلاقا من الأراضي السورية – منطقة الزبداني في غربي دمشق والمحاذية لسهل البقاع اللبناني- وسمح النظام السوري بتسرب المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان والذين كان دخولهم إليها خصيصا لتعبأة الشيعة اللبنانيين وتثقيفهم تلقينهم مبادئ وأفكار الثورة الخمينية وربطهم بولاية الفقيه التي مثلها الإمام آية الله الخميني سابقا وعلي خامنئي حاليا، وقاموا بتدريبهم وتسليحهم والتمكين لهم حتى أصبحت لهم شوكة كبيرة في جنوب لبنان وفي ضاحية بيروت الجنوبية بعد التعاون السوري – الصهيوني الضمني في كبح الفلسطينيين أصحاب القضية الذين هم أولى بالدعم والإسناد. وجاء ذلك بالتعاون مع الجيش السوري، وبدعوى مقاومة إسرائيل. وهي الأكذوبة التي يستمر الشيعة وحزب الله اللبناني في ترديدها حتى اليوم، ويزايد بها النظام السوري على الأنظمة العربية الدائرة في فلك الإدارة الأمريكية. والمعلوم هو أن إسرائيل ترى الأقليات حلفاء لها مثل الموارنة والدروز والعلويين .. والشيعة لم يكونوا يؤمنون بالقضية العربية بل كانوا يهتمون بقضايا أخرى...ويضرب الباحث الأمريكي روبرت ديفوس ، صاحب " لعبة الشيطان " في مقابلة له مع مجلة الوطن العربي 10/3/2006، مثالا على ذلك بحزب الله اللبناني فيقول: " خذ مثلا حزب الله الذي كان يمثل الشيعة في لبنان لم يكن ضد إسرائيل ولكن تحول الحزب ضد إسرائيل ولن أفاجأ إذا تحول حزب الله والشيعة لصالح إسرائيل" ونحن نرى أن المقاومة المسلحة الشيعية التي يقوم بها حزب الله في جنوب لبنان – والتي صنعتها سوريا – الأسد ، وإيران – الخميني، ليس المقصود بها تحرير المسجد الأقصى المبارك ، فهذا المسجد أصلا لا محل له من الأعراب عند الشيعة ولا يعترفون بوجوده فما بالك بقدسيته، وعلى ذلك فمقاومة حزب الله وعملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني هي إعداد وتعبئة من أجل هدف آخر أبعد.. وهو التمكين للرافضة في المنطقة وتسليحهم وتدريبهم وإعطاؤهم الفرصة العملية للتسليح والتدريب. وهذا ما تخطط له إيران بمساعدة النظام الأسدي النصيري في دمشق. وأي غطاء لهذا الهدف الخبيث المبيت أفضل من غطاء مقاومة إسرائيل. وقد جسد حزب الله ذلك الهدف الخبيث – إلى حدما – بعملية اجتياح عناصر الحزب لبيروت الغربية ( السنية ) في فبراير2008. واستهداف السنة دون غيرهم من بقية الطوائف الموجودة في لبنان.

المد الشيعي في عهد الأسد الأب
وخلال هذه الفترة – وبالتزامن مع كل ذلك - استمر الرئيس حافظ الأسد في سياسته الرامية لتشييع النصيريين، وانفتح باب البعثات الثقافية إلى حوزات قم وإيران، حتى إنه عام 1980م تم إرسال ما يقرب من (500) شاب علوي للدراسة في حوزة "قم"، ويذكر أنه تم افتتاح مدارس خاصة في مناطق النصيريين لتعليم اللغة الفارسية للطلاب المبتعثين إلى إيران. وسمح حافظ الأسد بتوافد بعض كبار علماء ودعاة الشيعة على سوريا، وصاروا يطوفون بمدنها وقراها وخصوصا تلك التي تتمتع بحضور قوي للبعثية والصوفية، لإلقاء الدروس والمحاضرات، وإقامة الموالد وحفلات العزاء والنياحة، وغسل أدمغة الأطفال والنساء والأميين، وإلى حث كل من ينتمي إلى جذور شيعية بالخروج من التقية وإظهار المذهب. وللتنقيب عن قبور وأضرحة جديدة، لمن يزعم أنهم من أهل البيت أو من الأولياء الذين يقدسهم الشيعة وبناء المشاهد عليها وابتداع عادة العكوف على العبادة عندها، وتشجيع الناس على زيارتها وذبح لها وعليها القرابين، ومن ثم تحويلها إلى مستوطنات شيعية، تفتتح فيها الحوزات والحسينيات وتقام المكتبات لتسويق كتب الشيعية وخصوصا في دمشق العاصمة وضواحيها. ومن أعظم المغريات التي يستقطبون بها الشباب زواج المتعة والمال والسفر إلى إيران. وعندما يتم تنفيذ المشاريع وإقامة المنشآت الدينية للشيعة تكون الأولوية للعمل بها للعمال الشيعة أو لمن يقبل الدخول في عقيدتهم الخبيثة.
وعلى أيدي الدعاة الشيعة القادمين من إيران والعراق والمتأثرين بهم من أهل سوريا تم ويتم إحياء العديد من المناسبات والطقوس والشعائر الشيعية، والترويج لعقيدة جديدة وثقافة جديدة جوهرها القذف والشتم واللعن.. واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. وقد بدأت عمليات التشيع في سوريا تأخذ طابعا منظما منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، والآن أصبح عدد الشيعة في سوريا يتجاوز مئات الآلاف وهم في ازدياد شبه يومي. وأدى تشيع بعض الناس في عدد من البلدات السورية أو خروجهم من التقية إلى انعزال الشيعة عن مساجد السنة وإقامة حسينيات خاصة بهم للصلاة فيها وتغيير أسماء محلاتهم إلى أسماء شيعية خالصة. وفي المقابل فإن سوريا الأسد حصلت من خلال تعاونها العسكري والسياسي مع إيران وفتح أبوابها للتشيع على مئات الملايين من الدولارات على هيئة نفط رخيص جداً. وقام الرئيس حافظ الأسد بعقد العديد من الاتفاقيات للتعاون مع إيران في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والخدمية والدينية أيضاً، ونتيجة لذلك وبحجة المساعدة في التطوير والتحديث أصبح المندوبون الإيرانيون يتواجدون في كل وزارات الدولة. لكن الأسد الأب – مع ذلك كله - كان حريصاً على أن لا تتجاوز أفكار الثورة الإيرانية في سورية أبعادها المذهبية إلى الأبعاد السياسية، وكان عمل المؤسسات الإيرانية والشيعية، يتم ضمن قيود وشروط معينة، وكان يخضعها للمراقبة ويعمل على تحجيمها في إطار معين. بل انه عمد في مراحل مختلفة إلى إغلاقالمعاهدوالمؤسسات وحتى المستوصفات، الممولة إيرانياً، ومنعالبعثاتالتعليمية الدينية إلى إيران، وكان حجم الأسد الأب وسطوتهوقدرتهعلى إدارة العلاقة مع إيران.. يحول دون فتح أي باب لمناقشة إجراءاته فيمواجهةتغلغل المؤسسات الإيرانية في سوريا. وذلك التحفظ على النشاط الإيراني راجع لسياسة حافظ الأسد النابعة من تربيته الباطنية الحذرة التي هي نتاج متراكم لقرون من التقية والحذر والمناورة تحدرت إليه من خلفيته الطائفية. ولذلك فحتى عام 1995 لم يكن يوجد في سوريا سوى حوزتين للشيعة، وقد أرتفع هذا العدد بعد خمس سنوات إلى خمس حوزات.

السياسة النصيرية تجاه أهل السنة
وفي غضون ذلك ازدادت وطأة النظام في قمع أهل السنة، وفي إفراغ المدارس السنية من محتواها، وفي أبعاد علماء أهل السنة عن مجال الدعوة وتكميم أفواههم وممارسة سياسة الإرهاب عليهم، لدرجة جعلت الخطباء السنة يقلصون من الدعاء إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، في خطب الجمعة، نتيجة للرقابة والخوف والتهديد. وتمادى النظام النصيري البعثي في محاربة الفكر السني لدرجة وصل الأمر فيها إلى تجريم وتخوين كل من ينتمي إلى التيار السلفي أو إلى الإخوان المسلمين، بعد مجزرة حماس الشهيرة عام1981، تلك المدينة التي هدمها حافظ الأسد على رءوس أهلها وحصد فيها الجيش النصيري قرابة ثلاثين ألف مسلم من خيرة الرجال، وبعد تلك الأحداث الدموية تم إفراغ سوريا من رموزها ومن شبابها المفكر بذرائع عدة من أهمها تهمة الانتماء للإخوان (السنة)، وبتلك الطريقة أفرغت المدن من أصحاب الرأي والوجهاء وأعاد النظام تركيب المجتمع بما يتناسب مع ثقافته الضحلة فأخذ يقرب المنافقين والانتهازيين وأصبحت معايير الولاء تقاس بمقدار كذب الشخص ونفاقه للقائد والنظام. وأحكم النظام قبضته الأمنية على كل مناحي الحياة وأصبح الأمن هو الذي يعين الجميع ابتداءً من عريف الصف إلى اتحاد الطلاب إلى المخاتير إلى أعضاء مجالس المدينة والمحافظة إلى أعضاء مجلس الشعب وصار يتم تأويل أي كلمة حق أو أي دفاع عن السنة أو أي معارضة للأنشطة الشيعية، على أنه تنظيم سياسي، وأصبحت تهمة السلفية أو تهمة الظلامية، أو تهمة التنظيم السياسي أو تهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين، تهمة جاهزة لسجن وتغييب كل من تسول له نفسه القيام بواجب الدعوةإلى الإسلام الصحيح، أو مكافحة الانحرافات في العقيدة، مع حملة منظمة لتشويه الدعوة السلفية والترويج لكونها من صنع الاستخبارات الأجنبية. علما بأن أكبر تهمة توجه في سوريا اليومهي تهمة (وهابي) أو تكفيري. ووصل الأمر بالنظام السوري وأجهزته الأمنية القمعية، إلى حد حظر بيع الكتب ذات التوجه الإسلامي السني مثل كتب شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية، وكتب الإمام النووي، وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب سيد قطب والإمام حسن البنا، فضلا عن كتب عدد من الدعاة المعاصرين. ولاسيما التي يشتم منها رائحة مقاومة تيار التشيع في سوريا. إضافة إلى حظر كل خطبة أو محاضرة لنشر التوعية في صفوف الناشئة من أهل السنة للإمعان في تجهيلهم بمبادئ وأحكام دينهم ، ولهذا فإن عمق معرفة أهل السنة لديانة الباطنية النصيرية وعقائد الشيعة قد صارت محدودة في كثير من مناطق سوريا وان كانوا يرونهم على انحراف. وهذا في الواقع مناخ مناسب وملائم لبث سموم وأفكار عقائد الشيعة بين أهل السنة. ونقل عن رئيس جمعية حقوق الإنسان السورية هيثم المالح في تصريحات لـصحيفة الرأي العام الكويتية قوله بأنه: «في وقت تتم في هذه المناطق فتح الحوزات وإجراء الاجتماعات وممارسة وسائل عديدة في اتجاه صرف أهل السنة والجماعة عن مذهبهم إلى التشيع على الطريقة الإيرانية، تنشط الأجهزة الأمنية بلا كلل، لتعقب كل من تسول له نفسه أن يستقبل بعض أصدقائه أو معارفه سواء كانوا رجالاً أم نساءً لتدارس القرآن الكريم أو السنة النبوية، ويجري بصورة دورية استدعاء أئمة وخطباء لممارسة سادية القمع عليهم لإخافتهم، ومن ثم تتم اعتقالات واسعة في هذا الطيف تحت ذريعة السلفية أو الوهابية وما سوى ذلك، ويجري منع الصلاة في بعض قطاعات الجيش ومراكز الأمن خلافاً للدستور والقانون». كما بلغ الأمر بالنظام النصيري أيضا إلى حد التغاضي عن الاستيلاء على بعض مساجد السنة من قبل الناشطين السوريين في مجال التشيع المقربين من الأجهزة الأمنية، فضلا عن إيقاف نقل الآذان والصلوات الخمس وشعائر صلاة الجمعة والعيدين، في أجهزة الأعلام السورية المرئية والمسموعة. ويقوم النظام السوري بالتقرب للغرب وللإدارة الأمريكية من خلال المبالغة " في وصف الصحوة الإسلامية أمامالجهات الأوروبية والأمريكية، كما تربطها بما يسمي (الإرهاب)، لدرجة التعاون الأمنيبتسليم آلاف الملفات عن الإسلاميين السوريين، أو استلام المتهمين من معتقلي سجن(غوانتنامو) لإخضاعهم تحت (التحقيق) الحضاري جداً للاعتراف بجرائم وهمية أو مبالغفيها، أو تخدم الآخرين.

المد الشيعي في عهد الأسد الابن
لكن المد الشيعي الأخطر في سوريا قد حدث في عهد الرئيس بشار الأسد، بحيث تحول التشيع الذي كان مذهبيا في عهد الأسد الأب إلى تشيع سياسي في عهد الأسد الابن، بالإضافة إلى غض النظر عن تدفق الأموال من الحكومة الإيرانية في المجالات الثقافية والدينية، وذلك ليس لتحمس الرئيس الأسد الابن للتشيع، وإنما بفضل الجهاز الأمني المتنفذ الذي تم اختراقه من قبل الحرس الثوري الإيراني ولا سيما بعد أن تراخت القبضة الحديدية عليه في ظل الرئيس الجديد.. هذا الأخير الذي كان بحاجة ماسة إلى الدعم من مراكز القوى، كي يثبت موقعه في هرم السلطة، وقد ألتف المتنفذون في هذا الجهاز وأغلبهم من النصيريين حول الرئيس الجديد وأوهموه بأن إيران هي طوق النجاة " بل إنَّ التضامن بيت هذين البلدين بدا على أنَّه يتعزّز في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق واغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري".وعمل أولئك المتنفذون في الأجهزة الأمنية على دعم وتشجيع وحماية التشيع في المجتمع السوري، ومارسوا سياسة البطش والتهديد والوعيد على كل من تسول له نفسه الاعتراض أو الممانعة على أي شيء من هذا القبيل. ونتيجة لذلك فقد اتسعت ظاهرة التشيع في عهد الأسد الابن عما كان عليه الحال في عهد الأسد الأب، وانفتحت الأبواب على مصراعيها للتبشير بالمذهب الشيعي، وعن طريق التملق للنظام أتيح لمنظمات الرافضة ومؤسساتهم وهيئاتهم المدعومة إيرانيا في عهد الرئيس بشار الأسد، العمل ليل نهار، وإقامة المهرجانات بمناسبة وبدون مناسبة، وتوزيع الكتب والأشرطة و(السيديات) الإيرانية في البؤر والجيوب الشيعية وعلى أبواب بعض المساجد مجاناً أو بأثمان زهيدة.. وحصل الشيعة على العديد من الامتيازات. وفوق هذا كله سمح لهم بعقد الندوات الدورية للدعاة الشيعة في الجامعات وفي المراكز الثقافية بالمحافظات يساق إليها الطلاب والموظفين لتغسل أدمغتهم دون أن يتمكن أحد من تقديم أية ملاحظة، لأن عاقبة ذلك ستكون وخيمة. وهكذا أخذت أعداد المؤسسات الشيعية تتزايد باطراد عاما بعد عام وبشكل غير مسبوق، وخاصة في دمشق حاضرة الأمويين، وقلب الشام النابض، وخلال الفترة من2001 - 2006:
- تم إنشاء اثنتي عشرة حوزة شيعية، في سوريا هي: (1- الحوزة الحيدرية، 2- حوزة الإمام جواد التبريزي، 3- حوزة الإمام الصادق، 4- حوزة الرسول الأعظم، 5- حوزة الإمام المجتبى، 6- حوزة الإمام الحسين، 7- حوزة الإمام زين العابدين، 8- حوزة قمر بني هاشم، 9- حوزة إمام الزمان التعليمية، 10- حوزة الشهيدين الصديقين، 11- حوزة الإمام المهدي العلمية للدراسات الإسلامية، 12- حوزة فقه الأئمة الأطهار، التي أنشئت عام 2006 ). وهي تقوم بأعمال التدريس من غير حسيب ولا رقيب، لا على المناهجولاعلى الأداء..
- كما أنشأت خلال هذه الفترة ذاتها، ثلاث كليات للتعليم الشيعي، في ضاحية «السيدة زينب» بدمشق.
- وفي عام 2003 حصلت أول جامعة إسلامية شيعية متخصصة بالعلوم الدينية على ترخيص أمني للعمل داخل سورية، وتبع ذلك تأسيس «مديرية الحوزات العلمية» بدمشق التي باشرت عملها في عام 2005، خارج نطاق الإدارة المختصة لمراقبة التعليم الديني في سوريا، وهي إدارة التعليم الديني في وزارة الأوقاف السورية، وذلك بعد حصولها على موافقة جهاز الأمن السياسي التابع لوزارة الداخلية السورية. وهو ما يعبر عن الكرم الزائد وعن التسهيلات الكبيرة وغير الاعتيادية التي أصبحت تحظى بها مؤسسات الشيعة الاثنى عشرية في سوريا. ونتيجة لهذا الكرم الزائد فقد صارت الأنشطة الإيرانية التبشيرية وبناء الحسينيات الضخمة على القبور، والحوزات والمعاهد العلمية التابعة لها وعمليات شراء الفقراء تتم :" علنا في منطقة ( الست زينب ) في ضاحية دمشق والمركز الثقافي الإيراني في مدينة (الرقة) السورية وفي ( مبنى المشهد) الحمداني غربي مدينة حلب منطقة ( الأنصاري ) أو ما يسمى ( جبل الجوشن ) وبقية المدن والأرياف السورية، نشاط يبدأ باحتفالات ( المولد ) ويمر بتوزيع جوالق السكر والأرز واللحم وبتخصيص رواتب شهرية وزيجات موجهة ورحلات ترويجية إلى إيران حيث قبر ( أبي لؤلؤة ) قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وتوفير دراسات عالية للطلاب في الحوزات السورية والإيرانية على حد سواء ، ومتى كان في سورية ( حوزات) يا عرب" – يتساءل كاتب هذه السطور بمرارة. ونتيجة لذلك فقد ارتفع المعدل السنوي للتشيع في أوساط الطائفة السنية في سوريا، من حوالي 232 شخصا في السنة خلال فترة حكم الأسد الأب ( 1970-1999) إلى زهاء 8040 متشيع سنويا في عهد الأسد الابن، وتحديدا خلال الفترة (1999- 2007 ).
ومنمؤشرات التوسع الإيراني في سوريا، وجود إذاعة تبثّ على الموجةالقصيرةجداً (أف. أم) تتولى بث المفاهيم العقائدية والسياسية، على غرار الإذاعاتالتابعةلـ (حزب الله) في لبنان ولـ (المجلس الأعلى للثورة الإيرانية فيالعراق). وقبيل أعوام حامت الشبهات حتى حول تشيع الشيخ أحمد بدر الدين الحسون المفتي العام في الجمهورية السورية والذي تهرب من تأكيد هذه التهمة أو نفيها. وكل هذا وغيره كما ذكر قد أزعج بعض علماء سوريا مثل العلامة الفقيه "وهبة الزحيلي" الذي صرح بأن "ما يجري في سوريا يجب إيقافه" أو حتى الشيخ "رمضان البوطي" القريب من النظام في سوريا الذي أبدى قلقه - في خطبة منشورة على موقعه في أبريل 2006- من دخول التشيع إلى مناطق في سوريا لم يدخلها التشيع يوما ما.

أبرز المروجين للتشيع
ومن أبرز الدعاة الشيعة الذين سمح لهم بالعمل في سوريا ولعبوا دورا في نشر عقيدة التشيع الخبيثة في هذا البلد: آية الله عبد الصاحب الواحدي الموسوي، والشيخ علي البدري الذي يعد من كبار الدعاة الشيعة في العالم، والذي نشط في محافظة حلب وضواحيها- حيث مشهد النقطة الذي هو بالأصل دير للنصارى. كما نشط في حمص وضواحيها، والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور، وافتتح عشرات المكتبات حتي توفي عام 1998م، ولهذا البدري أيضا جهود تبشيرية ومراكز ثقافية لنشر التشيع في العديد من البلدان العربية وغير العربية ومنها اليمن – على سبيل المثال - وأيضا من أمثال الداعية عبد الزهرة، والداعية عبد الحميد المهاجر، وكل منهما من العراق.. ولهذا الأخير تم تخصيص برنامج أسبوعي، يبث كل يوم جمعة، من شاشة التلفزيون الرسمي السوري عام 1992. ومنهم أيضا المدعو بأبي جعفر العراقي.. الذي وفد إلى درعا قبل سقوط بغداد بصحبة عدد من أتباعه الشيعة للترويج للمذهب الشيعي في هذه المحافظة، ودعوة الناس إلى ضرورة الالتفاف حول المرجعية المنبثقة من الأئمة والانقياد لها. ومن أبرز المروجين للتشيع في سوريا أيضا المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، من خلال مباركة إنشاء الحوزات الشيعية في سوريا وقد لوحظ حضوره شخصيا للمساهمة في افتتاح بعض الحوزات الشيعية في سوريا. وهناك عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الذي أطلقت الأجهزةالأمنية السورية أيادي أتباعه لنشر التشيع في درعا في جنوب سوريا. وهناك أيضا (جمعية المرتضى) التي كان يتزعمها جميلالأسد شقيق حافظ الأسد والتي تمارس عملها على الأراضي السورية منذ عقدين من الزمن وتعمل على نشرالتشيعبين القبائل العربية البدوية في سوريا مستغلةً انتشار الجهل عند الكثيرين، وعدماهتمامهمبتعلم دينهم، مما جعلهم فريسة سهلة لهذا الاختراق. ومن الجانب السوري هناك زيدان غزالة، نسيب رستم غزالة،آخر رئيس للاستخبارات السورية فيلبنان. وهو أحد أعضاء (جمعية المرتضى) سالفة الذكر. وينشط لنشر التشيع في درعا بغطاء من المخابرات السورية، ويحصل على الداعم اللازم من إيران.

لك الله يا دمشق!!
إن الأنشطة المختلفة للتشيع جارية على قدم وساق في سوريا في مختلف المحافظات والأرياف وفي منطقة الجزيرة السورية وذلك منذ عهد الأسد الأب.وازدادت وتيرة تلك الأنشطة في عهد الأسد الابن، وتم تجنيس الإيرانيين والعراقيين (الشيعة) ذوي التوجهات الإيرانية، بالجنسية السورية، والذين تذكر التقارير أن أعدادهم قد تجاوزت المليون حتى الآن، ويقيممعظمهمفي منطقة (السيدة زينب) وما حولها من دمشق..!. وتحظى الأنشطة الشيعية في دمشق بأهمية خاصة ليس فقط لكونها عاصمة سوريا وقلب الشام كله، ولكن أيضا للأسباب والعوامل التاريخية والرمزية التي استهللنا بها مقالنا هذا، ولهذا لا نبالغ إذا قلنا أن دمشق أصبحت تعاني من عمليات اختراق منظم لأحيائها ومن زحف تدريجي عليها من جهاتها الأربع، سواء من ناحية ضاحية السيدة زينب: أو من غيرها من الضواحي. فضاحية السيدة زينب كانت بالأصل قرية سنية ولكنها تحولت بالتدريج إلى أكبر مركز للشيعة ولحفلات العزاء والنياحة والجزع في سورية، وأصبحت بمثابة مستعمرة يقطنها عشرات الآلاف من الإيرانيين ، وفيها أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم. وأصبحت سوقا رائجة للمخدرات وللبغاء وامتهان كرامة المرأة باسم ما يطلق عليه الشيعة " زواج المتعة". وهناك مستعمرة السيدة رقية جنوب الجامع الأموي - حي العمارة ـ والذي تمّ استملاكه من قبل الحرس الثوري الإيراني في مربع سكني كامل بنفس الطريقة. وهناك مسجد (صفية) في نفس هذا الحي أيضاـ حيّ العمارة منطقة السادات-. وهناك مسجد في مدينة عدرا حول دمشق. وهناك بلدة داريا في محيط دمشق التي قام الشيعة الإيرانيون ببناء قبر كبير فوق أحد القبور القديمة، زاعمين أنه قبر السيدة سكينة بنت علي كرم الله وجهه - ولم يكن ذلك معروفا من قبل - وقام الإيرانيون بشراء المكان المحيط بالقبر ، وبدأ الزوار الأيرانيون يتوافدون بالمئات للحج إلى هذا المكان، ثمّ تكاثروا ليصبحوا بالآلاف. وأخذوا يشترون الأراضي والعقارات المحيطة بالقبر ويقيمون الفنادق والأسواق عليها. وفي العام 2003 بدأ الإيرانيون بإنشاء حسينية ضخمة على القبر باسم – مقام السيدة سكينة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، رغم أن البلدة لا توجد فيها أي عائلة شيعية، وحظي هذا المقام الجديد بزيارة كبار الشخصيات الإيرانية وآخرهم أحمدي نجاد- رئيس الجمهورية خلال زيارته لدمشق في 20/1/2006م – وهناك خشية من تحويل هذه المنطقة ( داريا) إلى مستعمرة إيرانية.
وهناك مستشفى الخميني الخيري والسفارة الإيرانية الضخمة الناشطة جدا في دمشق، بجانب العديد من المؤسسات الإيرانية والتي وإن تعددت واجهاتها وشعاراتها إلا أنها تعتبر جميعها من حيث المضمون أوكارا للتشيع ولغسل الأدمغة. وهناك – كما تذكر التقارير - تركيز خاص من قبل المبشرين والدعاة الشيعة على أحياء دمشق الفقيرة كالحجر الأسود والدويلعة والمساكن الزاهرة ومناطق المخالفات وبعض مناطق الغوطة. " وقد لوحظ أن النظام يقدم تسهيلات هائلة لمجموعات تعمل على إقامة حزام حول مدينة دمشق، فيما يبدو بوضوح أنهناك موجة متواصلة لشراء المنازل والأراضي في دمشق وأطرافها..". وصارت دمشق موسما للمؤتمرات الثقافية، التي يقيمها الشيعة والتي تطورت أنشطتها وأهدافها وبرامجها شيئا فشيئا وصار يحضرها مسؤولونرسميون، وتدعي إليها الجماهير، من الرجال والنساء، والمرأة التي تحضر واسمها زينب تقدم لها هدايا خاصة. كما صارت دمشق قبلة لعشرات الآلاف من الزوار الشيعة من إيران والعراق وباكستان وأفغانستان الذين يقصدونها للسياحة الدينية (للحج) إلي ضريح السيدة زينب في دمشق، في العشرة أيام الأولي من محرم (عاشوراء)، وقد ارتفععدد الوافدين من سبعة وعشرين ألفاً عام 1978 ، إلي 202000 بعد خمس سنوات، أي تضاعف الرقم تسع مرات. وما زال هذا الرقم في تصاعد عاما بعد عام. واليوم صارت الأبصار الشيعية تتجه نحو المسجد الأموي في قلب دمشق، يتطلعون إليه وقلوبهم تغلي بالحقد والكراهية ويتمنون أن يقوضوه من قواعده في يوم من الأيام لكونهم يعرفون الدور التاريخي والعلمي والثقافي الذي لعبه هذا المسجد الجامع، هذا المعلم البارز، الذي يعتبر من الأوابد الخالدة التي خلفها الأمويون. وأصبحت دمشق عاصمة الأمويين توصف بأنها "قاعدة الصفويين الخلفية في المنطقة. إليها تذهب الأموال ومنها توزع على مراكز التشيع في العالم العربي كله".

شيركوه
02-10-2009, 10:50 AM
اخي احمد لن يحصل ذلك باذن الله
فقد تكفل الله سبحانه بحفظ الشام واهلها

FreeMuslim
02-10-2009, 12:27 PM
صدقني أخي أحمد أن أهل الشام واعين جداً لهذه المسألة ومعظم الأخبار التي تنتشر بهذه الخصوص مبالغ فيها حتى بتنا نشعر وشبه متأكدين أن من يروج لهذه الأخبار الكاذبة هم الرافضة أنفسهم وتحديداً القائمين على هذا المشروع الخبيث وكل ذلك كي يدعوا نصراً كاذباً كالنصر الإلهي المزعوم ولكي يثيروا حفيظة باقي أهل السنة والجماعة بهذه المنطقة من أن القوة الرافضية قادمة وبقوة وها هي تقتحم واحدة من أهم قلاعكم ألا وهي الشام .. مدينة العلماء والصالحين ..

يريدوا ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون والمشركون والرافضة وسواهم ..

ولكن هناك من ما يزال مخدوع بهذه الفئة المنحرفة وأخص بالذكر المقاومة في لبنان حيث أن طبيعة السوريين انها معادية جداً للعدو الصهيوني وهي بالتالي تمجد وتقدر كل من يحارب هذا العدو وتعتبره شريفاً بغض النظر عن مرجعيته وولاءاته .. فمنهم من يعتقد أن المعركة الأساسية هي مع هذا الكيان المسخ ومن بعدها يمكن يمكن الالتفات لهذه الفرق المنحرفة ومنهم من يعتقد أنه لا يمكنهم مهما امتلكوا من مال وغيرهم من حرف الناس أن معتقدهم الأساس إلا من رحم ربي وهؤلاء يقولون لك بكل وضوح من يرضخ لهؤلاء ويعتنق مذهبهم إنما يفعل ذلك من أجل المال وباقي الأمور الدنيوية وبالتالي فخير لنا نحن أهل السنة والجماعة أن نتخلص من هذه الفئة التي باعت أخرتها بالدنيا ..

وهنا لا بد من القول أن رب ضارة نافعة فكثير من الناس لم تكن تكترث لهذه الفئة أبداً ولا لمعتقداتها بل كانت تعتبرها مجرد فئة بالغت بمحبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ولكن وبعد هذه الهجمة اللئيمة صحت الناس وعاد لها وعيها المغيب وبدأت تستشعر خطر هذه الفئة وبالتالي تراها ومن حيث لا تدري عادت لربها عز وجل ولجئت إليه لحفظها وتثبيتها على الصراط المستقيم أي أنهم ومن حيث لا يدرون ساعدوا على هذه الصحوة الإسلامية وكل هذا مصداق لقوله عز من قايل " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " صدق الله العظيم

لذا نقول ثقتنا بالله تعالى أولاً وأخيراً كبيرة ولا تتزعزع وهو خير حافظ وما هذا الذي يجري إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ليمز الخبيث من الطيب ..

شيركوه
02-10-2009, 12:32 PM
بوركت يا طيب :)
والله زمان
منور يا حبيب

FreeMuslim
02-10-2009, 12:37 PM
بوركت يا طيب :)
والله زمان
منور يا حبيب

حياك الله تعالى وبياك وجعل الجنة دارك أخي في الله شيركوه ..

أحمد الظرافي
02-10-2009, 02:06 PM
حياكم الله جميعا
أتمنى أن يكون ثمة مبالغة في تلك الأخبار التي تنشر
ولكن الحذر من هؤلاء القوم واجب فهم كالسوس أينما حلوا

شيركوه
02-10-2009, 05:23 PM
صدقت جزاك الله خيرا