المهاجر7
02-09-2009, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لست من هواة التصنيف , و لست من محبي تفريق الأمة الإسلامية , و تشتيت وحدتها .
لكن عندما تخرج فرقة عن منهج السلف الصالح , ثم تنسب ضلالاتها إليهم فهو ما يجب الوقوف في وجهه بحزم و قوة .
فسواء أكانت هذه الفرقة بمختلف طرقها و طوائفها المتناحرة , تسمى الجامية أو أدعياء السلفية أو الخلوف أو غيرها من الأسماء التي تؤدي إلى معنى واحد , فإن المقصد هو هذه الفرقة المعروفة بأي اسم كانت , و تحت أي مسمى ارتضوه .
أما الجامية فهي نسبة للشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله - , رجل من أهل الحبشة , يقال إنه رجل سليم العقيدة , على مذهب أهل السنة والجماعة , و لست متأكداً من ذلك لكن هذا ما قاله بعض طلبة العلم المنصفين .
المشكلة التي يحاول الجامية تجنبها كثيراً , و الابتعاد عن الحديث عنها إلى الحديث عن سلامة عقيدة الرجل و نحو ذلك تلبيساً على الناس .. هي : سلاطة لسانه – رحمه الله – على أهل العلم و الفضل و الدعوة , فقد كان حاد اللسان في انتقادهم في أمور ليست من صلب العقيدة و لا المنهج , كما أنه استعمل طريقة قديمة لأهل البدع و الضلال , و هي استعداء السلاطين على أهل العلم , كما فعل أحمد بن أبي دؤاد مع الإمام أحمد بن حنبل , و كما فعل رؤوس أهل البدع مع شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهما الله - .
و يقول بعضهم و لست متأكداً من هذه أيضاً : أنه توفي – رحمه الله – بسبب إصابته بسرطان في لسانه – عافنا الله و إياكم – و غفر الله له و عفا عنه .
فكانت هذه الفتنة العظيمة , و المصائب الجليلة , و انتحال كثير من ضعاف العقول , و حديثي عهد بطلب العلم , أن ظنوا أن هذا هو تجديد لمنهج السلف , و إحياء لآثار قد اندرست , فكان ما كان مما نعيش نتائجه حتى اليوم .
و مما يدل على ضلال هذه الفرقة , هو ما يحدث لأي مبتعد عن منهج السلف و مخالف له , و هو الافتراق إلى فرق كثيرة , و الانقسام إلى أحزاب صغيرة , يضلل بعضها بعضاً , و يبدع بعضها الآخر .
فخرجت المدخلية و الحدادية و الفالحية و غيرها من الفرق التي كل منها يدعي أنه على منهج السلف الصالح .
قال أبو القاسم – رحمه الله – في كتابه الحجة في بيان المحجة :
(( وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع , رأيتهم متفرقين مختلفين , أو شيعاً وأحزاباً لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد , يبدع بعضهم بعضاً بل يرتقون إلى التكفير , يكفر الابن أباه , و الرجل أخاه و الجار جاره , تراهم أبداً في تنازع وتباغض ))
و هكذا نرى ربيع المدخلي بعد أن كان يثني على فالح الحربي ثناء عجيباً و يصفه بكبار الأوصاف , و هكذا الآخر أيضاً و غيره كالحدادي و بقية طوائفهم , نراهم اليوم يبدع بعضهم بعضا , و يذم أحدهم الآخر بشكل عجيب , و كلاهما يتنافسان على تتبع زلات الآخر , و هكذا يتربى طلابهما أيضاً , فهل بعد هذا دليل على ضلال هذه الفرقة و كل من أيدها و صفق لها ؟؟
الجامية .. جمعها جوام على وزن هوام , فانظر إلى تقارب اللفظين معنى و وزناً , فكلاهما مما يفسد في الأرض ! .
تصفحت في فترة سابقة لأول مرة , مزابل القوم على الشبكة العنكبوتية , سواء المزبلة المدخلية أو المزبلة الفالحية , أو غيرها مما من الله علي بعدم معرفته مسبقاً .
و لم يكن بقصد أبداً .. و إنما كان جراء بحث عن شيء معين , فأشرفت عليها و جرني الفضول ؛ لأن أتصفح قليلاً , كعملية ترفيه و ترويح للنفس تتخلل عملية البحث المتعبة.
في الحقيقة ..
لا يستطيع الإنسان أن يخرج من هذه القمامة , إلا و قد بدت نواجذه , و كأنه يرى هنبقة أو غيره من مشاهير حمقى العرب يكتب أمامه , لكن بإضافة كلمة السلفي أو الأثري بعد هذا الاسم فيكون : هنبقة السلفي أو جحا الأثري أو بيهس المدخلي و هكذا .
تأملت في الجامية أدعياء السلفية طويلاً طويلاً ..
فوجدت كل خصلة شر لدى أهل البدع قد اجتمعت عندهم , فهم أصحاب تقية كالرافضة , و أصحاب تحكيم العقول في النصوص كالمعتزلة , و أصحاب استعداء السلاطين على المخالفين كعلماء السوء العاملين عند السلاطين , كأحمد بن أبي دؤاد .. أو أفراخ المتكلمين ممن عاصروا شيخ الإسلام .
و ستجد تشابههم الشديد مع الخوارج , في تعاملهم مع الناس و تبدعيهم للمسلمين , و تضليل العلماء و الدعاة المحتسبين , فقد شابهوا القعدية من فرق الخوارج , و التي قعدت عن القتال , و اكتفت بتكفير أهل السنة , و هكذا يفعل الجامية تماماً .
و سوف ترى اتفاقهم مع المرجئة , إما حقيقة بمخالفتهم لأهل السنة في عقيدة الإيمان كما حصل مع زعيم الطائفة المدخلية شيخ الضلالة المشهور .. و إما مجازاً بحيث يتأولون كل كفر و يتغاضون عن كل جريمة بدعوى البطانة السيئة , أو بدعوى حب الخير , و تارة بدعوى مداراة الكفار , و إن أفلسوا قالوا : ولي الأمر أعلم بما يفعل ! .
كما أن نشأتهم كانت من سراديب الداخلية السعودية , تماماً كما نشأت القاديانية تحت إشراف المخابرات البريطانية .. فكلاهما أنشئ لغرض أمني يخدم صاحب الإنشاء .
كما حملوا أراذل الأخلاق لدى الناس , فلديهم اللؤم و النذالة , و الخسة و الحقارة , و الخيانة و الدناءة , و سوء التعامل و المعشر – إلا من رحم الله منهم – و من عاشرهم عرف ما أقول , و علم أن هذا نزر يسير , و شيء قليل يصف حالهم و أحوالهم .
و لا تسل عن جهلهم و قلة حيائهم , و صفاقة وجوههم , فإن كل جامي دعي يحمل من هذه الصفات و لا بد , مقل أو مستكثر , فهي صفة أساسية حتى تنضم لهؤلاء القوم .
قال العلامة بكر أبو زيد – رحمه الله – (( و لا يتبس هذا الأصل الإسلامي – أي النصيحة و بيان الحق و رد الباطل من أئمة أهل السنة – بما تراه مع بلج الصبح , و في غسق الليل من ظهور ضمير أسود , وافد من كل فج استعبد أناساً بضراوة , أُراه : تصنيف الناس و ظاهرة عجيبة نفوذها هي ( رمز الجراحين ) أو مرض التشكيك و عدم الثقة , حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف فألقوا جلباب الحياء و شغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا و أضلوا , فلبس الجميع أثواب ( الجرح و التعديل ) و تدثروا بشهوة التجريح , و نسج الأحاديث , و التعلق بخيوط الأوهام فبهذه الوسائل , ركبوا ثبج التصنيف لللآخرين للتشهير و التنفير , و الصد عن سواء السبيل )) .
تجد أحدهم يحفظ نصوص سيد قطب و غيره أكثر من حفظه لكتاب الله , بل تجده لا يحفظ من كتاب الله إلا كما تحفظ عجوز أمية منه , و هذا لكي يرد على القطبيين أو الخوارج , بضلال إمامهم كما يكذبون , بالنصوص التي يحفظها في صدره , حتى لا يحتاج إلى الرجوع للكتب , و هو يقنع أحدهم بضلال سيد قطب أثناء شراءه للخبز , أو أثناء تحرك الحافلة , أو عند انتظاره للطبيب !! .
يستحضر الدعي منهم أحاديث طاعة ولاة الأمر, أكثر من استحضاره للفاتحة , و مع ذلك يخالف ولاة الأمر في كل عمل يخص دنياه , فيخالف ولي الأمر المزعوم في شروط التجارة كما فعل عبد العزيز الريس , و البحث عن المحسوبيات التي تمكنه من مجاوزة قوانين ولي الأمر كما يفعل الكثير منهم و نحو هذا .
لا تسل عن فضائح زعيم الطائفة المدخلية , إحدى طوائف المذهب الجامي , فلقد أحسن رفيقه الأول فالح الحربي في رفيقه القديم و عدوه الحالي ربيع المدخلي , حينما كلف المرتزقة الذين يدرسون عنده , بتتبع الشيخ الضال ربيع مدخلي و تسجيل كل شاردة و واردة , و قد تعبوا في ذلك تعباً شديداً - لا أحسن الله إليهم – و من ضمن تلك الصوتيات شيئ من البدع , كالقول بالإرجاء و غيره , و الكذب أو الدجل بمعنى أصح , و قد أتوا منه بما يضحك الثكلى كطعنه ببعض أئمة السلف ثم تكذيبه بعد ذلك , و طعنه في الألباني ثم تكذيبه لما كان مسجلاً بصوته !
و لدي اقتراح لمرتزقة فالح , أن يخرجوا كتاباً اسمه نوادر ربيع ! محاكاة لكتاب نوادر جحا , و لو كان مسجوعاً لكان أفضل , أو يضيفوه لكتاب ابن الجوزي ( أخبار الحمقى و المغفلين ) و ينحلوه له , كعادتهم في التدليس في مؤلفات أهل العلم .
و هكذا الأمر بالطبع عند مرتزقة ربيع و تكليفهم بفضح فالح , و الاقتراح موجه لمرتزقة ربيع أيضاً .
قدر الله عز وجل أن أجتمع بأحد مرتزقة ربيع , و قد كنت طوال جلوسي معه ساكتاً لا أتكلم إلا بالشيء اليسير , و لم أخبره بسلفيتي أبداً خوفاً من مكره – أعاذنا الله من شره و من شر الطائفة المدخلية – و ظن و لله الحمد أني أنتمي للمذهب الجامي , فبدأ بإخراج قيئه أمامي و أمام بعض الإخوة الذين ظنهم كذلك .
فكان من ضمن أخباره التي يتقيأها ..
تعاونه مع أجهزة المباحث , و إمامته لأحد مساجدهم , و علاقته مع كبار ضباطهم .
و تأكيده على أن شيخ الضلالة ربيع المدخلي , عندما اجتمع مرة هو في بيته مع بعض المرتزقة الآخرين , كان يحثهم – أي المدعو ربيع - على إخبار أجهزة الأمن و الإبلاغ عن الأشخاص , عند أي إشتباه يراه هؤلاء المرتزقة مع أحد ممن يقابلونهم , من حيث تأييد الجهاد أو نحو هذا – نسأل الله السلامة و العافية -.
و أظن أن هذا الاشتباه يكون بمجرد الدعاء للمجاهدين في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الشيشان , أو القراءة لسيد قطب , أو حتى دعم حلقات القرآن الكريم .
و قد ابتلاني الله - عز وجل – بالركوب بجوار أحد معتنقي هذا المذهب الضال – أسأل الله أن يجعله كفارة لذنوبي – و كنت كعادتي قليل الكلام مع الغرباء , و انشغلت بتلاوة القرآن قليلاً , ثم تدخل الجامي قليلاً قليلاً حتى تركت تلاوة القرآن , و بدأ بأسئلة المحققين و التي اشتهروا بها , ليعرف هل أنا سلفي أم جامي ( دعي للسلفية ) ؟
و قد أجبت بكل براءة و بكل عفوية , و أظن أنه عرف من إجاباتي و فهم منها أنني صاحب منهج سلفي .
ثم بدأ يحاول دعوتي لمذهبهم و طريقتهم و اجتذابي إليهم ..
و قد كان من ضمن الحوار الدائر من طرف واحد , سؤاله لي عن معرفتي لجماعة التكفير و الهجرة و أبرز رموزها ؟
فكنت أجيب في نفسي أن زعيمهم مصطفى شكري , أحد معتنقي مذهب الخوارج في مصر .
قلت و قد فوجئت بالسؤال مما أنساني الإجابة الصحيحة التي ذكرتها آنفاً : لا .. أرجو أن تتفضل بالإجابة .
فأجاب باستغراب : أتعجب ممن هو في مثلك و قدرك أن لا يعرف مثل هذه الجماعة .. هذه مصيبة !
ثم قال بسهولة : إنه أسامة بن لادن .
كدت أن أفضح نفسي و أثير كل من بجوارنا بضحكة قوية , لكنني كتمتها بصعوبة , حتى انقلبت إلى ابتسامة !
ثم أكمل عندما أحس عدم اقتناعي بما يقول فقال : أليس هو القائل : الحمد لله الذي وفقني لهذه الهجرة المباركة , و يقصد بها الهجرة من بلاد الحرمين إلى أفغانستان .
ثم سألني و ما هي الهجرة ؟؟ فأجبت : إنها الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
قال و كأنه أحس بالظفر : إنه يجعل الهجرة هي الانتقال من بلد الإسلام إلى بلد الشرك !
كدت أن أفضح نفسي بضحكة أقوى من السابق , لكني كتمتها مرة أخرى مع إضافة التقزز إليها , لجهله الشديد و المركب , حيث جعل أفغانستان موطن علماء الإسلام , بلد شرك .. ألا قبح الله الجهل و الغلو و الغباء .
و هل يحيل وجود أهل الأوثان و القبوريين , البلاد كلها إلى بلد شرك تجب الهجرة منها !!
الشيخ أسامة لم يأمن على دينه في بلد التوحيد , و أمنه هناك , فأي البلاد أحق بالهجرة ؟؟
و قد علم الجميع ما في بلاد الأفغان من العلماء و طلبة العلم الموحدين الداعين إليه , الذابين عنه , و أكبر دليل على هذا أن حكم الطالبان بالشريعة الإسلامية , و أزالوا القبور .
إنه فهم ساذج للهجرة , و لؤم و خسة في التعامل مع المخالفين و محاولة تصيد و تتبع أي مدخل للقدح فيه و في ديانته .
و لو كان الأمر على حسب فهم صاحب الطريقة , لكانت بلاد الحرمين أكبر بلاد الشرك في العالم , فهذا قبر محمد صلى الله عليه و سلم , يعبد من دون الله , و يسجد له من دون الله , و يدعى من دون الله !!
و هذا قبر فاطمة كذلك , فضلاً عن الأضرحة التي لا يسمع عنها الكثير في أرض الحجاز , و يعرفها الصوفية و خواصهم , و تزار و يطاف عليها تماماً كما يفعل عند قبر البدوي تماماً , فهل تجب الهجرة من بلاد الحرمين ؟؟
الحمد لله الذي عافنا من الغباء و مصاحبة أهله .
قال الجاحظ عن أحد رؤساء التجار , أنه ركب معه في السفينة , شيخ كان طويل الإطراق , و إذا ذكر له الشيعة غضب غضباً شديداً , فقالوا له : ما الذي تكرهه من الشيعة ؟؟ فقال : ما أكره منهم إلا هذه الشين التي في أول اسمهم , فإني لم أجدها قط إلا في كل شر و شؤم و شيطان و شغب و شقاء و شنار و شتم و شح , قال : فما ثبت بعدها لشيعي قائمة .
فإذا ذكروا لك أخي الكريم عن سبب كرهك للجامية فقل : ما أكره فيهم إلا هذه الجيم التي في أول اسمهم , فإنها لا توجد إلا في كل جاسوس و جحيم و جهنم و جبار و جائر و جبان و جاحد و جشع و جدب و جوع و جذام و جرب و جنون و جرذان و جريمة و جزع و جحش و جفاء .
و اعلم أن خير حوار لك معهم أن تعرض عنهم و تقول : سلام لا نبتغي الجاهلين , فإنك إن حاورت الأحمق لم يفرق الناس بينك و بينه , كما أنه يقسي القلب , و يجلب الهم و الغم .
و إن استطعت أن لا ترى وجه جامي فافعل , فوجوههم سوداء مخيفة في الغالب , تصلح لأن تكون وحوشاً في المنام للأطفال, مع أن كبارهم يحاولن إزالة هذه الوحشة باللبس الحسن و المركب الفاخر و تشذيب اللحى , فلا تغرنك .
فجانبهم و جانب مجالسهم , فلا خير فيها في الجملة , فإنك إن جلست معهم شاركتهم في وزرهم , و ارتكبت الكبائر و أنت لا تشعر , و سوف تلغ في إناء الغيبة و النميمة حتماً , فالسكوت كالولوغ , و الصدح بالحق مصيره الطرد من المجلس , و التشهير بين الناس , و تصنيفك مبتدعاً أو في أحسن الأحوال : مهادن لأهل البدع .. فعلام الجلوس ؟ .
قال العلامة بكر : (( إذا بليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر ( تصنيف الناس بغير حق ) و اللهث وراءه فبادر بإنفاذ أمر الله في مثل من قال الله فيهم (( و إذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره .. )) )) ا.هـ
من علاماتهم قولهم : اللهم ارفع علم الجهاد , و لا يغرنك ذكر الجهاد في هذا الدعاء , فمقصودهم أنه لا يوجد جهاد على وجه الأرض , لا في الشيشان و لا فلسطين و لا العراق و لا أفغانستان و لا في كل بلاد الإسلام المحتلة , بدعاوى غريبة سخيفة .. فإذا سمعت هذا الدعاء فتعوذ من هذا القائل أولاً و من إبليس الرجيم ثانياً , فهما قرينان , و قل في نفسك : اللهم أدم علم الجهاد عالياً خفاقاً .
قال العلامة أبو زيد (( و سيماهم أيضاً : توظيف النصوص في غير مجالها , و إخراجها في غير براقعها , لتكثير الجمع , و البحث عن الأنصار , و تغرير الناس بذلك , فإذا رأيت هذا القطيع فكبر عليهم , و ولهم ظهرك , و إن استطعت صد هجومهم و صيالهم فهو من دفع الصائل ))
ابتعد عن ذكرهم و عن التأمل في أحوالهم , فهي من أسباب قسوة القلوب , و أشغله في التأمل في أحوال الصالحين من اللاحقين و السابقين , و تفكر في أحوال المجاهدين المشردين و المأسورين , فهي و الله مما يلين القلب , و يصفيه و يزيل عنه الدرن الذي تلطخ به , و لا تنس من دعائك لهم كلما تذكرتهم , و كلما خطر أحدهم ببالك , و كلما سقطت منك دمعة حزناً على أحوال المسلمين , و نسائهم المغتصبات , و أطفالهم اليتامى التي لم يأبه لها و لم تذرف عيون الجوام عليها و لو دمعة واحدة .
لا تعاملهم بالمثل , فكل إناء بما فيه ينضح , فإن شتموك فقل جزيتم خيراً على هذه الهدية , ( و استمسك بما أنت عليه من الحق المبين من أنوار الوحيين الشريفين , و سلوك جادة الصالحين , و لا يحركك تهيج المرجفين , و تبياين أقولهم فيك عن موقعك فتضل ) و قد كان يقال : يستدل على نباهة الرجل من الماضين , بتباين الناس فيه .
و للعلم , فإن تباين الجامية في الرجل لا يعتد به , بل متى رأيت الرجل من أهل السنة , قد لمزه الجوام في عقيدته أو منهجه , و قد ثبت لك سلامة عقيدته و منهجه , فاستسمك به و اعضض عليه بالنواجذ .
و إلا فلو اعتد بكلامهم لما سلم لنا أبو زيد و لا ابن لادن و لا ابن جبرين و لا العلوان و ... .
بل استمسك بمنهج أهل السنة , و طريقتهم المعروفة ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل ... )
و أختم بما قاله بكر أبو زيد - رحمه الله - من كلام جميل نفيس :
(( قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم و الدين ... ثم يحصل منه هفوة أو هفوات ... فلتعلم أنه ما كل عالم و لا داعية كذلك يؤخذ بهفوته و يتبع بزلتهة , فلو عمل ذلك لما بقي معنا داعية قط ... نعم ينبه على خطأه و لا يجرّم به فيُحرم الناس من علمه ))
ثم قال :
(( و قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم و الدين , و قد ينضاف إلى ذلك نزوله في ساحات الجهاد , و شهود سنابك الجياد , و بارقة السيوف , و يكون له بجانب ذلك هنات و هنات في توحيد العبادة , أو توحيد الأسماء و الصفات , و مع هذا فترى نظراؤه من أهل العلم و الإيمان ممن سلم من هذه الهنات , يشهدون بفضله ... و لا تمنعهم الاستفادة منه , من البيان بلطف عما حصل له من عثرات , بل يبينونها , و يسألون الله أن يقيل عثرته و أن يغفرها بجانب فضله و فضيلته . ))
منقول
أخوكم :
أبو سلوم
جمادى الأولى / 1429
لست من هواة التصنيف , و لست من محبي تفريق الأمة الإسلامية , و تشتيت وحدتها .
لكن عندما تخرج فرقة عن منهج السلف الصالح , ثم تنسب ضلالاتها إليهم فهو ما يجب الوقوف في وجهه بحزم و قوة .
فسواء أكانت هذه الفرقة بمختلف طرقها و طوائفها المتناحرة , تسمى الجامية أو أدعياء السلفية أو الخلوف أو غيرها من الأسماء التي تؤدي إلى معنى واحد , فإن المقصد هو هذه الفرقة المعروفة بأي اسم كانت , و تحت أي مسمى ارتضوه .
أما الجامية فهي نسبة للشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله - , رجل من أهل الحبشة , يقال إنه رجل سليم العقيدة , على مذهب أهل السنة والجماعة , و لست متأكداً من ذلك لكن هذا ما قاله بعض طلبة العلم المنصفين .
المشكلة التي يحاول الجامية تجنبها كثيراً , و الابتعاد عن الحديث عنها إلى الحديث عن سلامة عقيدة الرجل و نحو ذلك تلبيساً على الناس .. هي : سلاطة لسانه – رحمه الله – على أهل العلم و الفضل و الدعوة , فقد كان حاد اللسان في انتقادهم في أمور ليست من صلب العقيدة و لا المنهج , كما أنه استعمل طريقة قديمة لأهل البدع و الضلال , و هي استعداء السلاطين على أهل العلم , كما فعل أحمد بن أبي دؤاد مع الإمام أحمد بن حنبل , و كما فعل رؤوس أهل البدع مع شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهما الله - .
و يقول بعضهم و لست متأكداً من هذه أيضاً : أنه توفي – رحمه الله – بسبب إصابته بسرطان في لسانه – عافنا الله و إياكم – و غفر الله له و عفا عنه .
فكانت هذه الفتنة العظيمة , و المصائب الجليلة , و انتحال كثير من ضعاف العقول , و حديثي عهد بطلب العلم , أن ظنوا أن هذا هو تجديد لمنهج السلف , و إحياء لآثار قد اندرست , فكان ما كان مما نعيش نتائجه حتى اليوم .
و مما يدل على ضلال هذه الفرقة , هو ما يحدث لأي مبتعد عن منهج السلف و مخالف له , و هو الافتراق إلى فرق كثيرة , و الانقسام إلى أحزاب صغيرة , يضلل بعضها بعضاً , و يبدع بعضها الآخر .
فخرجت المدخلية و الحدادية و الفالحية و غيرها من الفرق التي كل منها يدعي أنه على منهج السلف الصالح .
قال أبو القاسم – رحمه الله – في كتابه الحجة في بيان المحجة :
(( وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع , رأيتهم متفرقين مختلفين , أو شيعاً وأحزاباً لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد , يبدع بعضهم بعضاً بل يرتقون إلى التكفير , يكفر الابن أباه , و الرجل أخاه و الجار جاره , تراهم أبداً في تنازع وتباغض ))
و هكذا نرى ربيع المدخلي بعد أن كان يثني على فالح الحربي ثناء عجيباً و يصفه بكبار الأوصاف , و هكذا الآخر أيضاً و غيره كالحدادي و بقية طوائفهم , نراهم اليوم يبدع بعضهم بعضا , و يذم أحدهم الآخر بشكل عجيب , و كلاهما يتنافسان على تتبع زلات الآخر , و هكذا يتربى طلابهما أيضاً , فهل بعد هذا دليل على ضلال هذه الفرقة و كل من أيدها و صفق لها ؟؟
الجامية .. جمعها جوام على وزن هوام , فانظر إلى تقارب اللفظين معنى و وزناً , فكلاهما مما يفسد في الأرض ! .
تصفحت في فترة سابقة لأول مرة , مزابل القوم على الشبكة العنكبوتية , سواء المزبلة المدخلية أو المزبلة الفالحية , أو غيرها مما من الله علي بعدم معرفته مسبقاً .
و لم يكن بقصد أبداً .. و إنما كان جراء بحث عن شيء معين , فأشرفت عليها و جرني الفضول ؛ لأن أتصفح قليلاً , كعملية ترفيه و ترويح للنفس تتخلل عملية البحث المتعبة.
في الحقيقة ..
لا يستطيع الإنسان أن يخرج من هذه القمامة , إلا و قد بدت نواجذه , و كأنه يرى هنبقة أو غيره من مشاهير حمقى العرب يكتب أمامه , لكن بإضافة كلمة السلفي أو الأثري بعد هذا الاسم فيكون : هنبقة السلفي أو جحا الأثري أو بيهس المدخلي و هكذا .
تأملت في الجامية أدعياء السلفية طويلاً طويلاً ..
فوجدت كل خصلة شر لدى أهل البدع قد اجتمعت عندهم , فهم أصحاب تقية كالرافضة , و أصحاب تحكيم العقول في النصوص كالمعتزلة , و أصحاب استعداء السلاطين على المخالفين كعلماء السوء العاملين عند السلاطين , كأحمد بن أبي دؤاد .. أو أفراخ المتكلمين ممن عاصروا شيخ الإسلام .
و ستجد تشابههم الشديد مع الخوارج , في تعاملهم مع الناس و تبدعيهم للمسلمين , و تضليل العلماء و الدعاة المحتسبين , فقد شابهوا القعدية من فرق الخوارج , و التي قعدت عن القتال , و اكتفت بتكفير أهل السنة , و هكذا يفعل الجامية تماماً .
و سوف ترى اتفاقهم مع المرجئة , إما حقيقة بمخالفتهم لأهل السنة في عقيدة الإيمان كما حصل مع زعيم الطائفة المدخلية شيخ الضلالة المشهور .. و إما مجازاً بحيث يتأولون كل كفر و يتغاضون عن كل جريمة بدعوى البطانة السيئة , أو بدعوى حب الخير , و تارة بدعوى مداراة الكفار , و إن أفلسوا قالوا : ولي الأمر أعلم بما يفعل ! .
كما أن نشأتهم كانت من سراديب الداخلية السعودية , تماماً كما نشأت القاديانية تحت إشراف المخابرات البريطانية .. فكلاهما أنشئ لغرض أمني يخدم صاحب الإنشاء .
كما حملوا أراذل الأخلاق لدى الناس , فلديهم اللؤم و النذالة , و الخسة و الحقارة , و الخيانة و الدناءة , و سوء التعامل و المعشر – إلا من رحم الله منهم – و من عاشرهم عرف ما أقول , و علم أن هذا نزر يسير , و شيء قليل يصف حالهم و أحوالهم .
و لا تسل عن جهلهم و قلة حيائهم , و صفاقة وجوههم , فإن كل جامي دعي يحمل من هذه الصفات و لا بد , مقل أو مستكثر , فهي صفة أساسية حتى تنضم لهؤلاء القوم .
قال العلامة بكر أبو زيد – رحمه الله – (( و لا يتبس هذا الأصل الإسلامي – أي النصيحة و بيان الحق و رد الباطل من أئمة أهل السنة – بما تراه مع بلج الصبح , و في غسق الليل من ظهور ضمير أسود , وافد من كل فج استعبد أناساً بضراوة , أُراه : تصنيف الناس و ظاهرة عجيبة نفوذها هي ( رمز الجراحين ) أو مرض التشكيك و عدم الثقة , حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف فألقوا جلباب الحياء و شغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا و أضلوا , فلبس الجميع أثواب ( الجرح و التعديل ) و تدثروا بشهوة التجريح , و نسج الأحاديث , و التعلق بخيوط الأوهام فبهذه الوسائل , ركبوا ثبج التصنيف لللآخرين للتشهير و التنفير , و الصد عن سواء السبيل )) .
تجد أحدهم يحفظ نصوص سيد قطب و غيره أكثر من حفظه لكتاب الله , بل تجده لا يحفظ من كتاب الله إلا كما تحفظ عجوز أمية منه , و هذا لكي يرد على القطبيين أو الخوارج , بضلال إمامهم كما يكذبون , بالنصوص التي يحفظها في صدره , حتى لا يحتاج إلى الرجوع للكتب , و هو يقنع أحدهم بضلال سيد قطب أثناء شراءه للخبز , أو أثناء تحرك الحافلة , أو عند انتظاره للطبيب !! .
يستحضر الدعي منهم أحاديث طاعة ولاة الأمر, أكثر من استحضاره للفاتحة , و مع ذلك يخالف ولاة الأمر في كل عمل يخص دنياه , فيخالف ولي الأمر المزعوم في شروط التجارة كما فعل عبد العزيز الريس , و البحث عن المحسوبيات التي تمكنه من مجاوزة قوانين ولي الأمر كما يفعل الكثير منهم و نحو هذا .
لا تسل عن فضائح زعيم الطائفة المدخلية , إحدى طوائف المذهب الجامي , فلقد أحسن رفيقه الأول فالح الحربي في رفيقه القديم و عدوه الحالي ربيع المدخلي , حينما كلف المرتزقة الذين يدرسون عنده , بتتبع الشيخ الضال ربيع مدخلي و تسجيل كل شاردة و واردة , و قد تعبوا في ذلك تعباً شديداً - لا أحسن الله إليهم – و من ضمن تلك الصوتيات شيئ من البدع , كالقول بالإرجاء و غيره , و الكذب أو الدجل بمعنى أصح , و قد أتوا منه بما يضحك الثكلى كطعنه ببعض أئمة السلف ثم تكذيبه بعد ذلك , و طعنه في الألباني ثم تكذيبه لما كان مسجلاً بصوته !
و لدي اقتراح لمرتزقة فالح , أن يخرجوا كتاباً اسمه نوادر ربيع ! محاكاة لكتاب نوادر جحا , و لو كان مسجوعاً لكان أفضل , أو يضيفوه لكتاب ابن الجوزي ( أخبار الحمقى و المغفلين ) و ينحلوه له , كعادتهم في التدليس في مؤلفات أهل العلم .
و هكذا الأمر بالطبع عند مرتزقة ربيع و تكليفهم بفضح فالح , و الاقتراح موجه لمرتزقة ربيع أيضاً .
قدر الله عز وجل أن أجتمع بأحد مرتزقة ربيع , و قد كنت طوال جلوسي معه ساكتاً لا أتكلم إلا بالشيء اليسير , و لم أخبره بسلفيتي أبداً خوفاً من مكره – أعاذنا الله من شره و من شر الطائفة المدخلية – و ظن و لله الحمد أني أنتمي للمذهب الجامي , فبدأ بإخراج قيئه أمامي و أمام بعض الإخوة الذين ظنهم كذلك .
فكان من ضمن أخباره التي يتقيأها ..
تعاونه مع أجهزة المباحث , و إمامته لأحد مساجدهم , و علاقته مع كبار ضباطهم .
و تأكيده على أن شيخ الضلالة ربيع المدخلي , عندما اجتمع مرة هو في بيته مع بعض المرتزقة الآخرين , كان يحثهم – أي المدعو ربيع - على إخبار أجهزة الأمن و الإبلاغ عن الأشخاص , عند أي إشتباه يراه هؤلاء المرتزقة مع أحد ممن يقابلونهم , من حيث تأييد الجهاد أو نحو هذا – نسأل الله السلامة و العافية -.
و أظن أن هذا الاشتباه يكون بمجرد الدعاء للمجاهدين في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الشيشان , أو القراءة لسيد قطب , أو حتى دعم حلقات القرآن الكريم .
و قد ابتلاني الله - عز وجل – بالركوب بجوار أحد معتنقي هذا المذهب الضال – أسأل الله أن يجعله كفارة لذنوبي – و كنت كعادتي قليل الكلام مع الغرباء , و انشغلت بتلاوة القرآن قليلاً , ثم تدخل الجامي قليلاً قليلاً حتى تركت تلاوة القرآن , و بدأ بأسئلة المحققين و التي اشتهروا بها , ليعرف هل أنا سلفي أم جامي ( دعي للسلفية ) ؟
و قد أجبت بكل براءة و بكل عفوية , و أظن أنه عرف من إجاباتي و فهم منها أنني صاحب منهج سلفي .
ثم بدأ يحاول دعوتي لمذهبهم و طريقتهم و اجتذابي إليهم ..
و قد كان من ضمن الحوار الدائر من طرف واحد , سؤاله لي عن معرفتي لجماعة التكفير و الهجرة و أبرز رموزها ؟
فكنت أجيب في نفسي أن زعيمهم مصطفى شكري , أحد معتنقي مذهب الخوارج في مصر .
قلت و قد فوجئت بالسؤال مما أنساني الإجابة الصحيحة التي ذكرتها آنفاً : لا .. أرجو أن تتفضل بالإجابة .
فأجاب باستغراب : أتعجب ممن هو في مثلك و قدرك أن لا يعرف مثل هذه الجماعة .. هذه مصيبة !
ثم قال بسهولة : إنه أسامة بن لادن .
كدت أن أفضح نفسي و أثير كل من بجوارنا بضحكة قوية , لكنني كتمتها بصعوبة , حتى انقلبت إلى ابتسامة !
ثم أكمل عندما أحس عدم اقتناعي بما يقول فقال : أليس هو القائل : الحمد لله الذي وفقني لهذه الهجرة المباركة , و يقصد بها الهجرة من بلاد الحرمين إلى أفغانستان .
ثم سألني و ما هي الهجرة ؟؟ فأجبت : إنها الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
قال و كأنه أحس بالظفر : إنه يجعل الهجرة هي الانتقال من بلد الإسلام إلى بلد الشرك !
كدت أن أفضح نفسي بضحكة أقوى من السابق , لكني كتمتها مرة أخرى مع إضافة التقزز إليها , لجهله الشديد و المركب , حيث جعل أفغانستان موطن علماء الإسلام , بلد شرك .. ألا قبح الله الجهل و الغلو و الغباء .
و هل يحيل وجود أهل الأوثان و القبوريين , البلاد كلها إلى بلد شرك تجب الهجرة منها !!
الشيخ أسامة لم يأمن على دينه في بلد التوحيد , و أمنه هناك , فأي البلاد أحق بالهجرة ؟؟
و قد علم الجميع ما في بلاد الأفغان من العلماء و طلبة العلم الموحدين الداعين إليه , الذابين عنه , و أكبر دليل على هذا أن حكم الطالبان بالشريعة الإسلامية , و أزالوا القبور .
إنه فهم ساذج للهجرة , و لؤم و خسة في التعامل مع المخالفين و محاولة تصيد و تتبع أي مدخل للقدح فيه و في ديانته .
و لو كان الأمر على حسب فهم صاحب الطريقة , لكانت بلاد الحرمين أكبر بلاد الشرك في العالم , فهذا قبر محمد صلى الله عليه و سلم , يعبد من دون الله , و يسجد له من دون الله , و يدعى من دون الله !!
و هذا قبر فاطمة كذلك , فضلاً عن الأضرحة التي لا يسمع عنها الكثير في أرض الحجاز , و يعرفها الصوفية و خواصهم , و تزار و يطاف عليها تماماً كما يفعل عند قبر البدوي تماماً , فهل تجب الهجرة من بلاد الحرمين ؟؟
الحمد لله الذي عافنا من الغباء و مصاحبة أهله .
قال الجاحظ عن أحد رؤساء التجار , أنه ركب معه في السفينة , شيخ كان طويل الإطراق , و إذا ذكر له الشيعة غضب غضباً شديداً , فقالوا له : ما الذي تكرهه من الشيعة ؟؟ فقال : ما أكره منهم إلا هذه الشين التي في أول اسمهم , فإني لم أجدها قط إلا في كل شر و شؤم و شيطان و شغب و شقاء و شنار و شتم و شح , قال : فما ثبت بعدها لشيعي قائمة .
فإذا ذكروا لك أخي الكريم عن سبب كرهك للجامية فقل : ما أكره فيهم إلا هذه الجيم التي في أول اسمهم , فإنها لا توجد إلا في كل جاسوس و جحيم و جهنم و جبار و جائر و جبان و جاحد و جشع و جدب و جوع و جذام و جرب و جنون و جرذان و جريمة و جزع و جحش و جفاء .
و اعلم أن خير حوار لك معهم أن تعرض عنهم و تقول : سلام لا نبتغي الجاهلين , فإنك إن حاورت الأحمق لم يفرق الناس بينك و بينه , كما أنه يقسي القلب , و يجلب الهم و الغم .
و إن استطعت أن لا ترى وجه جامي فافعل , فوجوههم سوداء مخيفة في الغالب , تصلح لأن تكون وحوشاً في المنام للأطفال, مع أن كبارهم يحاولن إزالة هذه الوحشة باللبس الحسن و المركب الفاخر و تشذيب اللحى , فلا تغرنك .
فجانبهم و جانب مجالسهم , فلا خير فيها في الجملة , فإنك إن جلست معهم شاركتهم في وزرهم , و ارتكبت الكبائر و أنت لا تشعر , و سوف تلغ في إناء الغيبة و النميمة حتماً , فالسكوت كالولوغ , و الصدح بالحق مصيره الطرد من المجلس , و التشهير بين الناس , و تصنيفك مبتدعاً أو في أحسن الأحوال : مهادن لأهل البدع .. فعلام الجلوس ؟ .
قال العلامة بكر : (( إذا بليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر ( تصنيف الناس بغير حق ) و اللهث وراءه فبادر بإنفاذ أمر الله في مثل من قال الله فيهم (( و إذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره .. )) )) ا.هـ
من علاماتهم قولهم : اللهم ارفع علم الجهاد , و لا يغرنك ذكر الجهاد في هذا الدعاء , فمقصودهم أنه لا يوجد جهاد على وجه الأرض , لا في الشيشان و لا فلسطين و لا العراق و لا أفغانستان و لا في كل بلاد الإسلام المحتلة , بدعاوى غريبة سخيفة .. فإذا سمعت هذا الدعاء فتعوذ من هذا القائل أولاً و من إبليس الرجيم ثانياً , فهما قرينان , و قل في نفسك : اللهم أدم علم الجهاد عالياً خفاقاً .
قال العلامة أبو زيد (( و سيماهم أيضاً : توظيف النصوص في غير مجالها , و إخراجها في غير براقعها , لتكثير الجمع , و البحث عن الأنصار , و تغرير الناس بذلك , فإذا رأيت هذا القطيع فكبر عليهم , و ولهم ظهرك , و إن استطعت صد هجومهم و صيالهم فهو من دفع الصائل ))
ابتعد عن ذكرهم و عن التأمل في أحوالهم , فهي من أسباب قسوة القلوب , و أشغله في التأمل في أحوال الصالحين من اللاحقين و السابقين , و تفكر في أحوال المجاهدين المشردين و المأسورين , فهي و الله مما يلين القلب , و يصفيه و يزيل عنه الدرن الذي تلطخ به , و لا تنس من دعائك لهم كلما تذكرتهم , و كلما خطر أحدهم ببالك , و كلما سقطت منك دمعة حزناً على أحوال المسلمين , و نسائهم المغتصبات , و أطفالهم اليتامى التي لم يأبه لها و لم تذرف عيون الجوام عليها و لو دمعة واحدة .
لا تعاملهم بالمثل , فكل إناء بما فيه ينضح , فإن شتموك فقل جزيتم خيراً على هذه الهدية , ( و استمسك بما أنت عليه من الحق المبين من أنوار الوحيين الشريفين , و سلوك جادة الصالحين , و لا يحركك تهيج المرجفين , و تبياين أقولهم فيك عن موقعك فتضل ) و قد كان يقال : يستدل على نباهة الرجل من الماضين , بتباين الناس فيه .
و للعلم , فإن تباين الجامية في الرجل لا يعتد به , بل متى رأيت الرجل من أهل السنة , قد لمزه الجوام في عقيدته أو منهجه , و قد ثبت لك سلامة عقيدته و منهجه , فاستسمك به و اعضض عليه بالنواجذ .
و إلا فلو اعتد بكلامهم لما سلم لنا أبو زيد و لا ابن لادن و لا ابن جبرين و لا العلوان و ... .
بل استمسك بمنهج أهل السنة , و طريقتهم المعروفة ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل ... )
و أختم بما قاله بكر أبو زيد - رحمه الله - من كلام جميل نفيس :
(( قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم و الدين ... ثم يحصل منه هفوة أو هفوات ... فلتعلم أنه ما كل عالم و لا داعية كذلك يؤخذ بهفوته و يتبع بزلتهة , فلو عمل ذلك لما بقي معنا داعية قط ... نعم ينبه على خطأه و لا يجرّم به فيُحرم الناس من علمه ))
ثم قال :
(( و قد ترى الرجل العظيم يشار إليه بالعلم و الدين , و قد ينضاف إلى ذلك نزوله في ساحات الجهاد , و شهود سنابك الجياد , و بارقة السيوف , و يكون له بجانب ذلك هنات و هنات في توحيد العبادة , أو توحيد الأسماء و الصفات , و مع هذا فترى نظراؤه من أهل العلم و الإيمان ممن سلم من هذه الهنات , يشهدون بفضله ... و لا تمنعهم الاستفادة منه , من البيان بلطف عما حصل له من عثرات , بل يبينونها , و يسألون الله أن يقيل عثرته و أن يغفرها بجانب فضله و فضيلته . ))
منقول
أخوكم :
أبو سلوم
جمادى الأولى / 1429