تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ” عندما تتأزم الأخلاق “



أحمد بوادي
02-06-2009, 03:42 PM
” عندما تتأزم الأخلاق “

http://bawady.maktoobblog.com/160925...4%d8%a7%d9%82/ (http://bawady.maktoobblog.com/1609257/%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%aa%d8%a3%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a 7%d9%82/)

بقلم / أحمد بوادي

نجد من حتمية الجدال بالباطل لدحض الحق وسائله المشروعة
ولا بد للمرء من العمل حينئذ على طمس معالم الحقيقة
وأن اختلفت عنها القيم والمبادئ وتشوهت الأفكار
فالتجرد للهوى والشهوات يصبح محل نصر واستعلاء
و حينئذ يبطر الحق ويغمط الناس

عندما تتأزم الأخلاق

تنصهر في أزمتها تلك المحاسن
بعد أن تعلو معها سبل الكبرياء والغرور
وتذيب من جمال أخلاقها ورفعتها وطيب خلقها
ولا بد فيها من اختلاف الضوابط واختلال الموازين
فالصادق كاذب والأمين خائن والعالم جاهل ورويبضة

عندما تتأزم الأخلاق



لا بد أن تصحبها أسباب الرذيلة والنقص ، والكذب
وتفترق عنها معاني الفضيلة ، والصدق
وسيجد المرء نفسه عاجزا للتجرد لمعرفة الصواب
معاندا للحق ومكابرا للخلق
والعجز عن مقارعة الحجة يكون بالكذب والسب والشتم والقذف

عندما تتأزم الأخلاق

" يصبح سوء الخلق سيئة
لا تنفع معها كثرة الحسنات "يحيى بن معاذ
"ومخالطة فاجر حسن الخلق
خير من عابد سيئ الخلق " ابن المبارك

وكم من فتى أزرى به سوء خلقه ...... فأصبح مذموماً قليل المحامدِ

ولن يكون للمرء إلا سلاح التخوين والتسفيه والتنقيص و السب والشتم واللمز والهمز والنبز والكذب

وحينئذ ستعلم أن الأخلاق قد ضعفت ، وقد أعيتك مروءتك عن نيل مطالبها
واشتد عليك أمرها وصعب عليك منالها ،
وقد ساء خلقك وأنت تتبع الزلات ، والهفوات ، والسقطات
فما هذه إلا صفات أصحاب الأنفس الدنيئة ، والأخلاق الذميمة

وقعت بها عندما انحدرت إلى قاع سفسافها وأشغلك الترفع عن معاليها ومكارمها
بغض شخص قد نفرت منه النفس لا تدرى لعله على حق وأنت صاحب بخس
جعلك ترى حقه باطلا وباطلك الحق ، تصفه بصفات النقص والذميمة
تسيء به الظن وتزري به الخلق ، تبطل حقه بسوء خلقك ، و تدفع باطلك بذمه


قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ "

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إيّاكُم والظَن ، فإنّ الظَنّ أكذَبُ الحَديث ”

ذكر القرطبي : “ أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح “

فسوء الظن بالناس واتهامهم وإثارة الشبهات والظنون حولهم بالباطل من سوء الخلق

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
( ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال )
وردغة الخبال عصارة أهل النار

قال ابن القيم رحمه الله:

" ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب.

فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن. والكمال نقصاوالنقص كمالا.

والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه فيغضب في موضع الرضى ،
ويرضى في موضع الغضب ، ويجهل في موضع الأناة ، ويبخل في موضع البذل
ويبذل في موضع البخل ، ويحجم في موضع الإقدام ويقدم في موضع الإحجام ،
ويلين في موضع الشدة ويشتد في موضع اللين ، ويتواضع في موضع العزة
ويتكبر في موضع التواضع.

والشهوة : تحمله على الحرص والشح والبخل وعدم العفة والنهمة
والجش والذل والدناءات كلها.

والغضب يحمله على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه.
ويتركب من بين كل خلقين من هذه الأخلاق: أخلاق مذمومة. وملاك هذه الأربعة أصلان:
إفراط النفس في الضعف وإفراطها في القوة.

فيتولد من إفراطها في الضعف: المهانة والبخل والخسة واللؤم والذل والحرص
والشح وسفساف الأمور والأخلاق



ويتولد من إفراطها في القوة: الظلم والغضب والحدة والفحش والطيش.
ويتولد من تزوج أحد الخلقين بالآخر: أولاد غية كثيرون (أي أخلاق سيئة كثيرة).

فإن النفس قد تجمع قوة وضعفا. فيكون صاحبها أجبر الناس إذا قدر، وأذلهم إذا قُهر،
ظالم عنوف جبار، فإذا قهر صار أذل من امرأة. جبان عن القوي، جريء على الضعيف.
فالأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا. انتهى


فجدير بمن لم يتحلى بالأخلاق الحسنة أن يؤدب نفسه قبل أن يعلم الناس
ويبصرهم بمواقع العيب والزلل ، فنفسه أحق بالنصح من غيرها

فالناس تزهد بمن لعلمه أدب ، ومن لا أدب له فالناس بعلمه أزهد

قال الإمام الغزالي رحمه الله: " الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة، والمهلكات الدامغة،
والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين،
المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة " انتهى .

قال تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

وقال صلى الله عليه وآله صوحبه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة أسْوَؤُكم أخلاقًا"

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أهل الجنة من ملأ الله أُذنيه من ثناء الناس خيرًا، وهو يسمعُ، وأهل النار من
ملأ أُذنيه من ثناء الناس شرًّا وهو يسمع"

وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً "

وعن أبى الدرداء رضي الله عنه‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
"ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ‏"

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة‏؟‏قال‏:‏ " تقوى الله وحسن الخلق” وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، قال‏:‏ "الفم والفرج"

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم"‏.‏

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
“ إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”

وعن أبى أمامه الباهلى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقاً،
وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه "

وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً
وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون
قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟
قال : المتكبرون "

‏"‏الثرثار‏"‏‏:‏ هو كثير الكلام تكلفاً‏.‏ ‏"‏والمتشدق‏"‏‏:‏ المتطاول على الناس بكلامه،
ويتكلم بملء فيه تصافحاً وتعظيماً لكلامه؛
“والمتفيهق” ‏:‏أصله من الفهق، وهو الامتلاء، وهو الذى يملأ فمه بالكلام،
ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً واتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره

أخي المسلم إن تأزم الأخلاق

نتيجة حتمية لمن فقد الدليل وحاد عن السبيل ، ولم يتحلى بخلق القرآن
يوحي له طبعه وتوسوس له نفسه ، بازدراء الناس وسبهم وشتمهم وسوء الظن بهم
والكذب عليهم ،وإلقاء الشبه حولهم بعد أن وجد في تأزم أخلاقه عين الرضا والقبول
فقبل بالهوان والدون

وإن كانت التقوى تصلح ما بينك وبين الله
فحسن الخلق يصلح ما بينك وبين الناس

قال ابن القيم رحمه الله :
" جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق،
لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه،
فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته.

فنسأله أن يحسنا أخلاقنا كما حسن خلقنا
وأن يجعلنا ويحشرنا مع نبيه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

شيركوه
02-07-2009, 04:23 AM
اليس في هذا انتصار لنفسك اخي الكريم؟