تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل عاد الخليفة العثماني؟



عزام
02-03-2009, 10:17 AM
موضوع للنقاش وليس للتبني
عزام

هل عاد الخليفة العثماني؟

مشاري الذايدي
لا شيء يفسر هذه العودة التركية "العثمانية" المحمومة لأوحال الشرق الأوسط إلا التحضير المبكر للبحث عن مكان لائق للطربوش التركي في تقسيمة الشرق الأوسط الجديد.
هذا أقرب التصورات، وهو ما قالته بعض العقول التركية حسبما أعلن صراحة سركان سافليو أوغلو، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد "اسام" للدراسات الاستراتيجية بأنقرة لـ"الشرق الأوسط" (28 يناير (كانون الثاني) 2009) أن التحركات السياسية التركية المحمومة في ملفات الشرق الأوسط والتي تزايدت وتيرتها في الأشهر الأخيرة تأتي انطلاقا من اعتقاد تركيا أن مستقبل التطورات في الشرق الأوسط سيعتمد إلى حد كبير على نوع العلاقات الإيرانية – الأمريكية خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أن الانغماس التركي تحركه رغبة أنقرة في أن تمارس دورها الطبيعي في المنطقة بقدر حجمها ومصالحها.

ليست القصة ثورة إنسانية محضة من رجب أردوغان لمشاهدة أطفال غزة وهم ينزفون بغزارة، لأن المشاعر الإنسانية لوحدها، ليست هي الفاعل الرئيس والموجه في التحركات السياسية.
تركيا الآن تستدير إلى حديقتها الخلفية العثمانية بعدما تركتها ردحا طويلا، ليس من أجل إعادة "الأمجاد" العثمانية، كما يتغنى بحنين ساذج بعض جماهير الأحزاب الإسلامية، بل من أجل تحقيق حضور فاعل للدولة التركية يتناسب مع حجمها وثقلها الاقتصادي والسياسي والتاريخي في المنطقة.
إيران هي المبكرة في الدخول على ديار العرب، منذ ثورة الخميني، وهدأت لبعض الوقت هذه الاندفاعة الثورية بسبب حرب الدولة الخمينية مع الدولة البعثية في العراق، ثم مرحلة رفسنجاني فخاتمي، ثم عاد الاقتحام الإيراني السافر لملفات العرب وقضاياهم في فلسطين ولبنان بكل وضوح وإلحاح، مع مرحلة التلميذ الخميني النجيب أحمدي نجاد، حتى صار اللاعب الإيراني هو اللاعب الأول في المنطقة، وغالب العرب في حالة حيرة وعجز عن مجاراة المكر الإيراني والأداء السياسي الماهر لطهران.
تركيا لاحظت كيف أن دخول إيران المبكر على العراق حقق لها مكاسب على الأرض وأوجد لها قوى سياسية مركزية مرتبطة بها ارتباطا وثيقا أي أن جرأة إيران ودخولها على الملف العراقي أجبر الأمريكان وأجبر العرب على الإقرار بحقيقة الدور الإيراني، وأكملت إيران على هذا المنوال، في لبنان وفلسطين، والنتيجة ما نراه اليوم، حكم غير مباشر لحزب الله في لبنان، بفعل الظهير الإيراني، وحالة مشابهة أيضا في القضية الفلسطينية، ولا ندري عن الملفات الإيرانية الأخرى النائمة في الخليج أو اليمن أو شمال إفريقيا.
راقت اللعبة لإيران، فقررت تسييل استثماراتها السياسية القديمة في لبنان وفلسطين في هذه اللحظة التي تشهد وصول إدارة أمريكية جديدة تقول إنها مختلفة عن إدارة بوش وتريد "الاستماع" للجميع وعدم فرض الرؤى الأمريكية عليهم، كما قال أوباما عن مهمة المبعوث الأمريكي "ميتشيل".
تركيا كإيران، دولة لها ماض تاريخي إمبراطوري في منطقتنا، ولم يكن ينافس تركيا العثمانية على النفوذ إلا إيران الصفوية، وكم من حروب هائلة جرت في المواجهة الكبرى بين العثمانيين والصفويين، وكان من مسارح هذه المواجهة الكبرى العراق نفسه، فكانت بغداد تارة بيد شاه العجم الصفوي وتارة بيد سلطان الترك العثماني، وكثير من الهجائيات المذهبية الحادة بين السنة والشيعة التي نقتات عليها اليوم هي من نتاج تلك المرحلة الشرسة من الصراع الامبراطوري بين إيران وتركيا أو بين الصفويين والعثمانيين، أو بين السنة والشيعة، سمها ما شئت، ولكنها في النهاية كانت مواجهة لم يكن للعرب فيها دور أساسي إلا على سبيل الهامش.
الملاحظ الآن هو تواتر التصفيق لأردوغان لدى الجماهير العربية، والمحرض على التصفيق في غالب الأحوال هم ممن يقتاتون على الأدبيات الإخوانية أو مسهم غبارها.
هذا التصفيق يزداد حرارة كلما تذكر الجمهور، أن أردوغان ذكر إسرائيل بأنه حفيد العثمانيين، ثم يسرح الخيال الجريح مع هذه الكلمة فيتوقع أن محمد الفاتح على أبواب تل أبيب، وأن الخليفة العثماني قد عاد، وأن الطبيب "الطيب" أردوغان، أيقظ تركيا من سباتها، وعادت بيارق العثمانيين... كل هذه الأحلام التي يبلسم بها جرحى الكرامة في ديارنا العربية جراحهم لا تعبر بالضرورة عن أهداف الدولة التركية، العضو في الناتو، والتي تفاوض بقوة للانضمام للاتحاد الأوروبي، الدولة العلمانية المحكومة بضوابط الدستور العلماني الصارم الذي يسهر عليه جنرالات يرون أنفسهم هم فرسان الهيكل الكمالي.
زادت حرارة التصفيق للخليفة العثماني الجديد أردوغان بعد "حركة" منتدى دافوس حيث قام أردوغان بـ"مرمطة" الرئيس الإسرائيلي بيريز وانسحب بكل عنفوان من الجلسة وعاد عودة الفاتحين إلى استانبول، والتصفيق طبعا يراد منه إغاظة "المتخاذلين" العرب، طالبين منهم "موقفا حقيقيا" مثلما فعل أردوغان.
الحقيقة أن أردوغان، لم يأخذ موقفا حقيقيا يصرف في بنك السياسة، هو أخذ موقفا شعبيا يصرف في بنك الشارع، لكن الموقف الحقيقي هو الذي يثمر مكاسب سياسية وميدانية وعسكرية وأمنية على الأرض، يتجسد باتفاقات تؤدي إليها مفاوضات، وشيء من هذا يجري الآن في القاهرة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، ربما تمهد أيضا لمصالحة فلسطينية برعاية مصرية، وإن كانت المصالحة الفلسطينية تبدو بعيدة المنال بعدما ذهبت حماس كثيرا باتجاه المعسكر الإيراني السوري.
عودا إلى تركيا، وبمناسبة ذكر سورية، فقد كان لافتا حديث الرئيس بشار الأسد الأخير مع قناة المنار، وهو حديث مهم جاء بعد قمة الكويت وأجواء التصالح التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز فيها ولم ترد تحية الملك بأحسن منها، حديث كان اللافت فيه إشارته إلى علاقة سورية بتركيا، وأنها علاقة لا تقل أهمية، وأكد على ذلك، عن علاقة سورية بإيران.
هل نحن أمام تحالف شبه موضوعي في المنطقة يتركب الآن على حساب الدول العربية كلها، باستثناء سورية، هذا التحالف "شبه الموضوعي" يتكون من إيران وتركيا وسورية وإسرائيل، فهذه الدول هي التي تتصارع على احتكار الحرب والسلم، إيران تشعل الأوراق من أجل تعزيز موقفها وإرغام أمريكا والمجتمع الدولي وعرب المنطقة على عدم إجبارها على التنازل عن نفوذها، وتركيا التي استيقظت متأخرة، تريد المشاركة في صراع القوى هذا، كما قال المفكر التركي سافليو أوغلوا عن انشغال تركيا بمعرفة التوافق الجديد في المنطقة، وإسرائيل كالعادة تريد الاحتفاظ بتفوق القوة في المنطقة، وأما سورية فهي تعتقد أن ذكاءها يكمن في مغادرة المراكب العربية المعطوبة والالتجاء إلى جبل إيراني أو تركي يعصمها من مياه المنطقة المغرقة.
التركي يرى أن قدرته أفضل من قدرة إيران على الدخول في قضية فلسطين ولبنان وقضايا المنطقة، أولا بفعل التشابه المذهبي، فهي دولة سنية بامتياز، وثانيا بفعل الذاكرة التاريخية والحنين للدولة العثمانية، هذا الحنين الذي يقوم على تغذيته واستمراره الإخوان المسلمون وبعض الأحزاب الأصولية، وهو حنين لا يجد له موقعا لدى التيارات القومية أو عرب الشام الذين يحتفظون بذكريات سيئة عن القمع التركي العثماني، وربما بعض سلفيي الجزيرة العربية أيضا.
الإخوان يقولون إن من أسباب وجودهم الكبرى كتيار سياسي فقدان الخلافة العثمانية في تركيا (مثلا، انظر كلام سعيد حوى وهو قطب إخواني سوري: "هذه تجربتي وهذه شهادتي" ص37).
من أجل هذا الحنين القديم، ومن أجل العلة الكبرى لديهم وهي علة الشرعية السياسية التي يرون أنها مازالت مفقودة منذ سقوط الخلافة العثمانية، ومن أجل الخصومات مع الدول العربية، من أجل هذا كله، ومن أجل الهجمة الإيرانية على دول العرب المناهضة للمعسكر الإيراني الراديكالي، نرى الإخوان حاليا يدبجون قصائد المديح في أردوغان بشكل مبالغ فيه، بعدما أخفقوا في تسويق خامنئي ونجاد في المحيط العربي، بسبب الحساسيات المذهبية، التي هي جزء أساس من الثقافة المريضة في المنطقة، ولكن لا بد من القول أن تركيا غير إيران، وهي بنهاية الأمر ليست دولة أصولية، ولذلك بادر وزير خارجيتها باباجان إلى التذكير بعلمانية تركيا والطلب من حماس أن تتحول إلى حركة سياسية محضة إذا أرادت استمرار المساعدة التركية، وهذه كلها رسائل تجديد ثقة لدى الغرب، تركيا حليفة في الناتو ولن تقطع علاقتها بإسرئيل، فهذا تهور كما قال باباجان، ولكن يقوم أردوغان بهذه "الحركات" من أجل تنشيط الدور التركي الجديد، وإسرائيل لن يضيرها ذلك، وهذا بيريز أجرى حوارا وديا مع أردوغان مباشرة عقب "حركة دافوس"، جدد فيها الرجلان علاقات الود بين تركيا واسرائيل.
حديث الإنسانية الذي كرره أردوغان عن أطفال غزة لا يخالفه فيه أحد، لأن ما جرى في غزة هو جريمة بشعة بكل المعايير، ولكن يبدو أن هذه الحديث الإنساني للسيد أردوغان حرض بعض من أصابتهم نار الغضب التركي مثل الأكراد فطالبوا أردوغان بشيء من هذه الإنسانية في التعامل مع أكراد تركيا. كما ذكر حزب المجتمع الديموقراطي الكردي الذي قالت نائبة رئيسه النائبة أمينة أينا: أردوغان أيضا يعرف القتل جيداً. وأضافت أن الشعب الوحيد الذي يحق له أن يقول لبيريز إنك تعرف قتل الأطفال والنساء تماماً هو الشعب الكردي لأنه يقتل بالقنابل نفسه. كما نشرت جريدة السفير اللبنانية.
بقي هنا سؤال موجز جدا ومحير.. ومازال معلقا بأهداب الحيرة: أين دول العرب من هذا البازار السياسي المنصوب الآن؟
*نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

DSMED
02-03-2009, 11:43 AM
***رد على المقال لا على الموضوع***
إنتظر دورا عربيا لوحدك .. فلن تراه ولو حتى في المنام
هذه هي كما في كل مرة شطارة من لا شطارة له .. يرون أنفسهم في واقع معاش ويرون غيرهم في حلم وخيال لن يعاش
فحتى ولو فعل أردوغان ما فعل من أجل ماتقول أنه يود فعله .. فلما بقي ممثل الأدوار العربية المنتظرة (عمرو موسى) دون دور !!!؟؟؟
أم أنه أسد علي وفي الحروب نعامة ... !!!؟؟؟
تذكر التحرك التركي كما تذكره الصحف العبرية باستهزاء وتهكم ان صح التعبير .. رغم أن ماتصفه بالإستيقاظ المتأخر لها لم يكن ليحصل لولا سيطرة من وصفوا بالإسلاميين على الحكم .. فهل نسيت أم تناسيت جذور الحزب الحاكم في تركيا؟؟ أردوغان نفسه سجن مدة 6أشهر من أجل بيت شعري قاله في إحدى خطبه ، " مؤمنينا جنودنا .. مساجدنا حصوننا .. مآذننا حرابنا .. قببنا خوذنا " هل قال ذلك أيضا من أجل دور ما في مكان ما؟؟ أم ضقتم ذرعا بتنامي تحركات تركيا التي يصعب عليكم تشويهها كما كان مع إيران؟؟
نعلم أنه لا دور تركيا ولا غيرها كاف لإيقاف معاناة الأهل والإخوة في فلسطين وغيرها .. لكن إذا ما قارناه بالدور المصري الذي ثبت للعالم خيانته وعمالته .. وللأسف نجد من يقول أن مصر لعبت دورا ولا زالت تلعبه في بسط السلام والإستقرار في المنطقة
ربما ولكن سلام قدم وصفته الإسرائليون لتطبخه اليد المصرية الماهرة ليكون وجبة عشاء يتقاسمه أصحاب العروش مع دولة بني صهيون فوق طاولة تداول عليها الكثير من الطامعين ... دور مصري تجلى خلال الحرب الإسرائيلية ولازال في منع حتى الإطباء من تأدية ما يرونه واجبهم في نصرة إخوانهم
هذا مايتطلع إليه أصحاب الأدوار .. لا أصحاب المواقف
وقضية الأمة ليست مضمارا يتنافس فيه أصحاب الأدوار من أجل تحقيق المآرب

نائل سيد أحمد
02-03-2009, 06:22 PM
وما النصر إلا من عند الله