تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قواعد اللعبة الإيرانية في البلاد الإسلامية والعربية



كاتب بالعدل
01-31-2009, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ،،




إذا افترضنا - على سبيل أننا نريد أن نفهم قواعد اللعبة الإيرانية - أنه في يوم من الأيام سمعنا أن هولندا احتلت أرض فرنسا ( ونحن نقول أصلاً إلى الجحيم لكليهما ) .. ثم كادت فرنسا أن تتحول إلى أرض محروقة ومقبرة جماعية لأبنائها ولم يبق لثوارها سوى خيار الاستسلام أو الموت .. ولم يتقدم أحد لمساعدة فرنسا في "مقاومتها" و "كفاحها" ضد الاحتلال بسبب مشاغل وظروف دول وشعوب العالم .. وكانت دولة الخلافة الإسلامية بحكم نشاطها وحيويتها وحدها قادرة على إزعاج الاحتلال ووحدها من يستطيع إمداد أبناء فرنسا بمواد إغاثية وإعلامية تصب في صالح إعادة الحق لأهله .. فهل هنا في هذه الحالة تكون دولة الخلافة الإسلامية موالية لفرنسا النصرانية ومتآخية معها في العقيدة أو محبة لها ؟ أم أنها ستتقدم بدافع إنسانيّ أولاً ثم لتحقيق مصلحة سياسية قد تتسبب في اعتناق أهل فرنسا لعقيدة الإسلام ونكون قد حققنا فتحاً إسلامياً لبلد كامل دون قتال أو سلاح أو قطرة دم واحدة؟


وبالمثل ، يسعى كل دين في خدمة مصالح قومه وأجندته وسياساته .. وهذا ما قد يُطلق عليه "صراع الأديان" ، فكل دين يتصارع ويتنافس على كسب قلوب الناس لتسخيرهم في خدمة أهدافه .. ووفقاً لمبادئنا وعقيدتنا فإننا لا نرى ديناً نقي الأهداف وطاهر المبادئ مثل الدين الإسلامي الرباني الذي هو خاتم الرسالات والناسخ لما قبله ..


عندما يحدث خلاف بين اثنين من النصارى في ظل الحكم الإسلامي ، فإن القاضي المسلم سيحكم للكافر المظلوم وينتصف له ضد الكافر الظالم ..


ولأننا نعيش اليوم في واقع يحدث فيه العكس .. أي أننا وللأسف واقعون تحت هيمنة الدول والأنظمة اللاإسلامية نتيجة غياب دولة الخلافة الإسلامية التي هي بمثابة الدرع الأقوى لهيبتنا بين الأمم .. فإن الذي أريد أن أخلص إليه هو :


هل ننظر إلى بعض المشبوهين الذين بيننا وبينهم خصومة عقائدية وسياسية عندما يمدون أهل فلسطين المسلمين بالمواد الغذائية والدوائية ويستغلون إعراض أبناء جلدتهم عن القيام بواجبهم ، هل ننظر لهم على أنهم إخوان وحلفاء وأصدقاء جيدون يستحقون أن نجادل عنهم بل وندافع عن مصداقيتهم ؟ أم أنهم يريدون تحقيق مكاسب سياسية على أكتاف أهالي الشهداء ودماء الجرحى ومعاناة الأسرى ومحنة أهل الجهاد ؟


هل بين ليلة وضحاها تتكون بيننا وبين قاتل أبناء ديننا وطاعنٍ في عرض نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، هل تتكون بيننا وبينه أواصر المحبة والصداقة والغزل السياسي لمجرد أنه مد لنا يد العون في مجال من المجالات ؟ ألا نخشى على أنفسنا وعلى أمتنا من الفتنة في الدين ؟


إن كنا سنستفيد من عونه لنا بحذر ووعي ودون مبالغة وضمن ضوابط وحدود وشروط معينة ، ولم يكن ذلك يمثل خطرا على مصالحنا ومشروعنا الإسلامي والسياسي ، فأهلاً وسهلاً بكل الخيّرين .. وأهلاً وسهلاً بكل إنسان نيّته خالصة لله ويتحرك بدافع الفطرة السليمة ببراءة نظيفة من الأهداف والمطامع ..


ولكن أن تكون المساعدة ملغومة ، ويريد صاحبها أن يستغل مأساتنا ويحقق لنفسه مصالح تتصادم مع مصالحنا ، فهذا مما لا يجدر بنا أن نقبل به .. لأننا أحرار أعزاء لا نرضى بأن يستغفلنا أحد من أعدائنا كي يصعد على أكتافنا .. فمن منا يعلم نوايا من يأتي إلينا بصفته من "أهل الخير" ؟ أين فراستنا وفطنتنا ووعينا السياسي ؟ أليست المساعدات الخيرية التي يقوم بها التبشيريون النصارى في بلاد الجوع والفقر تهدف إلى "تنصير" الجائعين واستغلال أنين الأمهات وبكاء الأطفال لنشر تعاليم الكنيسة وبسط النفوذ الصليبي وهيمنتهم وغزوهم عقائدياً وثقافياً وفكرياً ليسهل التحكم فيهم مستقبلاً وفق سياسات مرسومة ومبيّتة لهم مسبقاً ؟


إذا فهمنا هذه المسألة ، فإننا سنعلم لماذا تحشر إيران أنفها في مسألة فلسطين .. رغم أنه لا رابطة تربط أتباع العقيدة الخمينية السبئية ببيت المقدس .. إلا أن تكون ذات أهداف ونوايا باطنية خبيثة تريد أن تحقق لنفسها مكاسب مجانية مقابل بيان إنشائي جميل أو خطبة ثورية جاذبة أو أنشودة عاطفية عابثة بالمشاعر ..


ألم نجرب مصداقية إيران وعمامة خامنئي وتهديدات أحمدي نجاد وتصريحات منوشهر متكي في محنة غزة الأخيرة عندما كانت تصبح على دك الصواريخ وتمسي على الفوسفور الأبيض ؟ أين ذهبت تصريحاتهم العنترية ضد ما يسمى إسرائيل ؟ أم أنها كانت للابتزاز السياسي الذي كنا نصفق له بسذاجة وابتسامة بلهاء ؟


أين يقظتنا ؟ أم أن الحنكة السياسية تقتضي أن تبقى أيادينا مُصفّقة لكل من يعزف على وتر جراحاتنا ومآسينا ؟


عندما طرد الرئيس الفنزويلي سفارة الكيان الصهيوني من بلاده ، فإنه لا مغزىً سياسياً يُفهم من فعلته هذه سوى أن ضميره استيقظ على مشاهد مؤلمة يتشقق لها الصخر كمداً ، وقد عبّر عن تعاطفه مع دماء غزة بناء على تجاربه ضد الظلم الذي كان واقعاً على بلاده .. فقد أحس بصرخة المحاصَرين لأنه تألم لسماعها يوماً على أرضه .. وشافيز كما ننظر إليه لا نرى له أجندة توسعية استعمارية أو نلحظ له نفوذاً سياسياً في بلاد المسلمين والعرب ..


لقد ترجم الصفويون وعوداتهم وتهديداتهم إلى صمت مشبوه وسلاح مخبوء ، ولم يكن متوقعاً منهم أكثر من ذلك ، إذ أن نصرتهم لقضية فلسطين في ذروة محنتها لم تتجاوز حناجرهم ، وحمداً لله أنهم لم ينالوا شرف ترجمة أقوالهم إلى أفعال ولو كانت بسيطة كي لا نفاجأ يوماً ونستيقظ على خبر تحوُّل بلاد العرب إلى ولايات إيرانية تطبق الشريعة الخمينية الشركية وتتحول مساجدنا إلى حسينيات .. إن خنجر أبي لؤلؤة المجوسي الذي طعن في ظهر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لن يخرج من ظهره ليطعن ظهر أبناء عمومتهم من اليهود .. فخناجر المجوس مشغولة في طعن ظهور إخواننا المسلمين في العراق وأفغانستان . لقد طبلوا الدنيا وملؤوها ضجيجاً بالخطابات والتصريحات الانتهازية التي لم تكن تسمن أو تغني من جوع والتي انخدع بها كثيرون . إن إيران تنظر إلى العالم الإسلامي كما لو أن ثعلباً يخبئ مكره ويبتسم أمام نسر جريح ظن يوماً أن للثعلب ديناً .. أما حكام العرب فقد آثروا البقاء في مزبلة التاريخ على أن تذكرهم شعوبهم يوماً بصفة محمودة ...

أحمد الظرافي
01-31-2009, 08:45 PM
مقال جميل بارك الله فيك
هناك موقف من هذا القبيل وقفته الدولة العثمانية وهي في أوج قوتها مع فرنسا ضد أحد أعدائها الأوروبيين – لا أذكر من الأعداء بالتحديد –
وقبل ذلك تدخل الخليفة الأموي في الأندلس عبد الرحمن الناصر لصالح أحد ملوك أسبان الشمال الذي أقصي عن الملك بغير وجه حق ، فأعاده إلى ملكه بالقوة.

كاتب بالعدل
01-31-2009, 08:51 PM
هناك موقف من هذا القبيل وقفته الدولة العثمانية وهي في أوج قوتها مع فرنسا ضد أحد أعدائها الأوروبيين – لا أذكر من الأعداء بالتحديد –
وقبل ذلك تدخل الخليفة الأموي في الأندلس عبد الرحمن الناصر لصالح أحد ملوك أسبان الشمال الذي أقصي عن الملك بغير وجه حق ، فأعاده إلى ملكه بالقوة.

الله أكبر

جزاك الله خيراً أخي

والحمد لله أن هناك مثال تاريخي حقيقي يحاكي المثال الافتراضي الذي ذكرتُه في بداية المقال .

وبارك الله فيكم .

احمد الجبوري
01-31-2009, 08:54 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله

كاتب بالعدل
01-31-2009, 09:01 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله

جزاكم الله خيراً أخي وجعلكم معي شركاء في الأجر إن شاء الله ..