تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يزيد بن معاوية ومدخل الشيعة المتسلسل للطعن في الصحابة



أحمد الظرافي
01-29-2009, 02:45 PM
يزيد بن معاوية ومدخل الشيعة المتسلسل للطعن في الصحابة


بقلم: أحمد الظرافي



درج الشيعة في حربهم للسنة وللإسلام عموما على الصيد في الماء العكر ومن خلال أتباع أساليب ملتوية ومتدرجة وطرق غير مباشرة خطيرة لتضليل الأمة وبلبلت أفكارها.

من ذلك أن الشيعي – وأنا أقصد هاهنا منظريهم ورءوس الضلالة فيهم- عندما يتحدث عن الإسلام ويريد إفحامك وتشكيكك بعقيدتك، يستهل حديثه بتعداد مثالب الدولة الأموية وجرائم الخلفاء الأمويين وكيل التهم لهم واستنزال اللعنات عليهم، وتحميلهم مسئولية الدماء التي سالت والاختلافات التي حدثت في تاريخ الإسلام – وفي مقدمتهم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

والمجادل الشيعي حينما يبدأ حديثه من هذه النقطة يعلم أن كثيرين من المحسوبين على السنة من علمانيين وأنصاف متعلمين وغيرهم، سيوافقونه الرأي في الطعن في يزيد بن معاوية وسبه وتكفيره ولعنه – لأن هذا شائع للأسف حتى في أوساط بعض علماء السنة الأقدمين الذين قد يستند هذا المجادل الشيعي على أقوالهم وكتبهم، كي يفحمك، ومنهم على سبيل المثال- جلال الدين السيوطي – كما في كتابه تاريخ الخلفاء– .

كما أن من يقرأ كتاب العدالة الاجتماعية في الإسلام لسيد قطب – وسيد قطب كما هو معروف مدرسة فكرية قائمة بذاتها وهو من أبرز منظري ورموز الإخوان المسلمون – من يقف على ما كتبه سيد قطب حول بني أمية وكيف أنه شنع بهم وأقذع في وصفهم ، وصب جام غضبه وسخطه عليهم ، وكيف أنه جردهم - جميعا ودون استثناء - من كل مكرمة وفضيلة وألصق بهم كل نقيصة ومثلبة – بمن فيهم معاوية بن أبي سفيان – وهو صحابي جليل ، ويترضى عنه أهل السنة – كما هو معلوم -.

أقول من يقف على هذا الكلام في الكتاب المذكور ، سيصاب بالدهشة والخيبة، ولا يصدق أن هذا الكلام يُصدر من مفكر كبير وكاتب محترف محسوب على أهل السنة والجماعة ، ويُخيل إليك وأنت تقرأ – هذا الكلام – وكأنك أمام كاتب شيعي عريق في الرفض ومشبع بالحقد والكراهية لبني أمية.

ومن المؤسف أن هذا لا زال ساريا حتى اليوم، فإن المنادين بالتقارب بين المذاهب من المحسوبين على علماء أهل السنة يتغاضون عن النيل من الدولة الأموية أو على الأقل هم يسكتون على حملة الشيعة المسعورة ضد خلفاء هذه الدولة - متجاهلين ما قدمته هذه الدولة للإسلام وأهله من خدمات جليلة، وما قامت به من فتوحات باهرة وانجازات عظيمة. ومن أجل ماذا يفعلون ذلك ؟

أعتقد أن ذلك يأتي استجابة للشهية الشيعية للطائفة الاثناعشرية التي تطفح نفوس أتباعها بالحقد والبغض والكراهية، ولا تجد ما يشبع شهيتها تلك إلا بالخوض في الجيف المنتنة ونبش القبور وإقامة محاكم التفتيش للأموات الذين قضوا قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، هذا من من جهة.
ومن جهة أخرى لكي يكون ذلك بطبيعة الحال – أي النيل من الدولة الأموية ومن يزيد بن معاوية - توطئة للخوض في مسائل التقريب معهم، وكأن ذلك قد أصبح شرطا لا بد منه من شروط التقريب بين المذاهب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ولكن هل يتوقف الطعن عند حدود يزيد بن معاوية؟

الجواب: كلا فإن المجادل أو المحاور الشيعي عندما يستنزل لعناته على يزيد بن معاوية لا يقصد يزيدا بذاته وإنما يقصد والده معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، ولذا ترى هذا المجادل الشيعي بعد أن توافقه على النيل من يزيد ، سرعان ما ينتقل بعد ذلك إلى النيل من معاوية على اعتبار أنه هو الذي أغتصب الخلافة من آل البيت – كما يدعون - وأوصى بها لابنه يزيد بعد أن فرضه وليا للعهد بالقوة والحيلة في حياته. ولكن دون أن يكون معاوية هو المستهدف النهائي من الطعن والتشهير والمؤامرة وإنما الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ولذ سرعان ما يدخل الشيعي مرحلة أبعد من ذلك وأخطر وهي توجيه اللوم وأصابع الاتهام للخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، لأنه أثناء خلافته كما يقولون ويدعون وطد الأمور لعشيرته بني أمية ومهدها لهم، فضخ عليهم بأموال بيت المسلمين وولاهم مصائر البلاد والعباد في أكثر الولايات، وأنه عندما مات كانت دولتهم قائمة بالفعل.

وللأسف أن هذا ما يقوله أيضا سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام السابق الذكر – فسيد قطب في هذا الكتاب لا يتورع عن التعرض لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وغمزة ولمزة بكلمة هنا وعبارة هناك - أقل وصف يمكن أن يقال عنها أنها - قادحة خادشة لعقيدة أهل السنة والجماعة. ومن هنا يأتي اهتمام الرافضة في إيران بهذا الكتاب وترجمته إلى الفارسية – ربما لاستخدامه كدليل على ثبوت الجريمة على الدولة الأموية وخلفائها بمن فيهم معاوية، وربما أيضا لأغراض أخرى من أغراضهم الخبيثة-.

والآن وصل صاحبنا المجادل ( أو بالأحرى المضلل ) الشيعي إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهل عثمان بن عفان يا ترى هو هدفه النهائي من التجريح والقدح والطعن؟

الجواب: كلا إنما ذلك يمتد ليشمل بقية أصحاب الشورى وعلى رأسهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الذي يتهمه الشيعة بأنه حابى صهره عثمان بالخلافة وأبعدها عن علي ظلما وعدوانا على حد زعمهم.

وهكذا تتوالى القفزات ومن خلالها السب والقدح والتجريح ليطال عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق وأمهات المؤمنين وجمبع الصحابة رضوان الله عليهم لكونهم – كما يزعمون - تأمروا على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسلبوا منه الخلافة التي أوصى له بها الرسول صلى الله عليه وسلم.. – طبعا باستثناء أعداد قليلة من الصحابة لا يتجاوزون أصابع اليدين منهم المقداد وعمار وأبو ذر وسلمان وقيس بن سعد رضوان الله عليهم جميعا.

ونخلص إلى القول أن حقد الرافضة على يزيد بن معاوية هو حقد على معاوية وعلى عثمان وعلى عمر وعلى أبي بكر وعلى الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وعلى السنة بل وعلى الإسلام وأهله في كل زمان ومكان. عليهم من الله ما يستحقون.

أحمد الظرافي
01-29-2009, 02:50 PM
ملحوظة هذا المقال حذف مرتين من موقع الجزيرة توك