تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة العجوز و القرآن



سماء
09-06-2003, 02:29 PM
قال عبد الله بن المبارك: خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام .

فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسَوَادٍ، فـتـَمَـيَّـزْتُ ذاك فإذا هي عجوز ، عليها درع ٌ من صفوف، وخمارٌ من صوف .

فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته

فقالت: سلامٌ قولاً من ربّ ٍ رحيم

فقلت لها: يرحمك الله، ما تصنعين في هذا المكان؟

قالت: ومن يُضلل اللهُ فلا هاديَ له

فقلت لها: أين تريدين؟

قالت: سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

فقلت لها: أنت منذ كم في هذا الموضع

قالت: ثلاث ليالٍ سويّاً

فقلت: ما أرى معك طعامًا تأكلين

قالت: هو يطعمني ويسقين

فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟

قالت: فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيباً

فقلت لها: إن معي طعامًا، فهل لك في الأكل؟

قالت: ثم أتموا الصيام إلى الليل

فقلت: ليس هذا شهر رمضان

فقالت: ومن تطوعَ خيرًا فإن اللهَ شاكرٌ عليم

فقلت: قد أبيحَ لنا الإفطار في السفر

فقالت: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون

فقلت: لم لا تكلمينني مثلما أكلمك؟

قالت: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

فقلت: فمن أي الناس أنتِ؟

قالت: ولا تـَقـْفُ ما ليس لك به علم إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كل أولئك كان عنه مسؤولا

فقلت: قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍ

قالت: لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم

فقلت: فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟

فقالت: وما تفعلوا من خير يعلمه الله

فأنختُ ناقتي ........

فقالت: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم

فغضضتُ بصري عنها........

وقلت لها اركبي

فلما أرادت أن تركب نـَـفـَـرَت الناقة فمزقت ثيابها......

فقالت: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم

فقلت لها: اصبري حتى أَعْقِلـَـها

فقالت: ففهمناها سليمان

فعقلتُ الناقة .......

وقلت لها : اركبي

فلما ركبت قالت: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون

فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح.......

فقالت: واقصد في مشيك واغضض من صوتك

فجعلتُ أمشي رويدًا رويدًا وأترنم بالشعر

فقالت: فاقرءوا ما تيسر من القرآن

فقلت لها: لقد أوتيتِ خيرًا كثيرا

فقالت: وما يذكر إلا أولوا الألباب

فلما مشيتُ بها قليلاً....

قلتُ: ألكِ زوج؟

قالت: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

فسكتُّ ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة

فقلت لها: هذه القافلة، فمن لك فيها؟

فقالت: المال والبنون زينة الحياة الدنيا

فعلمتُ أن لها أولادًا ......

فقلت: وما شأنهم في الحج؟

قالت: وعلامات وبالنجم يهتدون

فعلمتُ أنهم أدلاء الركب ،فقصدتُ بها القباب والعمارات

فقلت: هذه القباب، فمن لك فيها؟

قالت: واتخذ الله إبراهيم خليلا ،{وكلم الله موسى تكليما} ،{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}

فناديتُ: يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى

فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا، فلما استقر بهم الجلوس

قالت: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه

فمضى أحدهم فاشترى طعامًا فقدمه بين يديّ

فقالت: كلوا واشربوا هنيئـًا بما أسلفتم في الأيام الخالية

فقلتُ: الآن طعامكم عليّ حرام حتى تخبروني بأمرها

فقالوا: هذه أمّـنا منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزلَّ فيسخط عليها الرحمن، فسبحان القادر على ما يشاء

فقلتُ: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

منير الليل
09-06-2003, 05:18 PM
شكرا لك أختنا الكريمة....
ولكن لا يوجد سند صحيح لهذه الرواية......
والله أعلم

سماء
09-06-2003, 08:41 PM
أخي منير الليل
صراحة لم أتأكد من صحّة سند هذه القصة لأني عندما قرأتها أحببت مغزاها و أحببت أن أشارك المعاني السامية لهذه القصة معكم.
أختك في الله سماء